تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

 شارك المهندس أحمد صبور، رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة الأهلي صبور للتطوير العقاري،في النسخة الخامسة من مؤتمر "صناع القرار" تحت رعاية وزارتي الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، والاستثمار والتجارة الخارجية، والهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة ، وبحضور الدكتور وليد عباس، معاون وزير الإسكان لشئون هيئة المجتمعات العمرانية، ونخبة من صناع القرار وخبراء القطاع العقاري.

وفي جلسة تحت عنوان "فرص جذب الاستثمارات الأجنبية للقطاع العقاري في مصر، “المدن الجديدة"، استعرض المهندس أحمد صبور فرص نمو القطاع العقاري المصري، مؤكداً أن الحكومة أولت اهتمامًا بالغًا بالتنمية العمرانية، وأن التقديرات تشير إلى أنه من المتوقع أن يصل حجم سوق العقارات في مصر إلى 1.45 تريليون دولار أمريكي بنهاية عام 2024، مما يعكس أهمية هذا القطاع الحيوي الذي يساهم بنسبة 20% من الناتج المحلي الإجمالي. ويعود ذلك إلى جهود الدولة المصرية في خلق بيئة استثمارية واعدة وتعزيز البنية التحتية وتوفير الضمانات اللازمة لحماية الاستثمارات، مما عزز الثقة بين المستثمرين الأجانب ومصر.

وأشاد صبور بالخطوات الجادة التي تتخذها الحكومة المصرية لخلق بيئة استثمارية جاذبة من خلال العديد من الإصلاحات التشريعية، ومنها تفعيل البورصة العقارية وصناديق الاستثمار العقاري، علاوة على الحرص الشديد على الارتقاء بالبنية التحتية، وتوفير العديد من العوامل الأخرى التي تسهم في جعل مصر وجهة استثمارية استثنائية. بما يعزز القطاع العقاري المصري بخبرات أجنبية تضيف قيمة أكبر على أداء القطاع بشكل عام.

وأوضح أن هناك ضرورة قصوى لعمل جميع المطورين العقاريين في مصر وفق رؤية متسقة مع جهود الحكومة، للمساهمة في تعزيز القطاع العقاري وخلق مجتمعات سكنية جديدة. وأكد على أهمية الاستفادة من بعض المناطق الساحلية في مصر، التي تتمتع بموقع جغرافي مميز وطبيعة ساحرة، مثل "رأس بناس"، خاصة بعد نجاح نموذج رأس الحكمة، والعمل على تطويرها لخلق وجهات استثمارية جديدة وتعزيز مكانة مصر على الخريطة العالمية للسياحة العقارية.

وفي إطار محور التطوير العقاري المستدام، شددد  صبور على أهمية الاستثمار في تقنيات البناء الحديثة، مشيراً إلى أن هذه التقنيات لا تقتصر على تقليل الأثر البيئي، بل تساهم أيضًا في تحقيق كفاءة اقتصادية أعلى على المدى الطويل. فمن خلال اعتماد مواد بناء صديقة للبيئة وكفاءة الطاقة، يمكننا تقليل تكاليف التشغيل وتعزيز جودة الحياة. كما أشار الي أن التحول الرقمي يمثل ركيزة أساسية لتحقيق الاستدامة في القطاع العقاري.

واستعرض نجاح التجربة المصرية في إنشاء مدن الجيل الرابع التي تتبنى أحدث التكنولوجيات، بما في ذلك العاصمة الإدارية الجديدة والعلمين الجديدة والجلالة، والتي تمثل نماذج رائدة في مجال التنمية العمرانية المستدامة. حيث جذبت بُنيتها التحتية المتطورة وخدماتها المتكاملة، اهتمامًا عالميًا واسعًا، وتحولت إلى قِبلة للاستثمارات الأجنبية في القطاع العقاري. مضيفا إن نجاح هذه التجربة يفتح آفاقًا جديدة للتعاون الدولي، حيث يمكن لمصر أن تصدر خبراتها في هذا المجال إلى دول أخرى تسعى لتحقيق تطوير حضري مماثل. علاوة على ذلك، فإن هذه المشاريع الضخمة تساهم في تعزيز مكانة مصر كوجهة جاذبة للاستثمارات الأجنبية، وتدفع بعجلة التنمية الاقتصادية الشاملة.

في ختام الجلسة النقاشية، تم عرض فيديو مؤثر تكريمًا للمهندس الراحل حسين صبور، المعروف بلقب "شيخ العقاريين"، والذي يُعتبر أحد أبرز المهندسين الاستشاريين والمطورين العقاريين في المنطقة العربية والشرق الأوسط والعالم، وارتبط اسمه بضمانة النجاح في أي مشروع. وقد كانت هذه اللفتة الإنسانية مفاجئة لجميع الحاضرين، حيث أعادت إلى الأذهان إنجازاته وإسهاماته الكبيرة في القطاع، مما أضاف أجواءً من التأثر والاحترام في القاعة.

ويعد مؤتمر “صناع القرار”، واحدًا من أبرز الفعاليات التي تجمع المسؤولين الحكوميين وذوي الخبرات والمستثمرين في نقاش موحد حول التحديات الاقتصادية المتنوعة، بهدف وضع توصيات وحلول قابلة للتنفيذ. ويسعي المؤتمر إلى اتخاذ خطوات فعالة للتعامل مع التحديات التي فرضتها الأزمات العالمية و الاقتصاديه علي السوق المصري، من خلال طرح و مناقشة أهم القضايا الاقتصادية التي تواجه الأسواق المصرية في مختلف القطاعات، عبر إقامة سلسلة من مؤتمرات "صناع القرار" على مدار العام.

9df1cdf5-3b0f-4561-a258-a7ceb4c9bac1

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: صناع القرار الاهلي صبور المناطق الحرة المجتمعات العمرانية القطاع العقاری صناع القرار فی مصر

إقرأ أيضاً:

العدو واستراتيجية الغطرسة

 

يبدو “الكيان الصهيوني” في ذروة أزمته الوجودية، ويسعى لمعالجتها وتجاوز تداعياتها الداخلية، في المضي قدما بسياسة الغطرسة التي اتخذ  منها قاعدة –استراتيجية- إذ أوجدت معركة “طوفان الأقصى” أزمة مركبة للعدو، أحدثت شرخاً في مكوناته الاجتماعية والسياسية، ناهيكم عن الضربة التي هزت صورة ومكانة العدو داخلياً وخارجياً، فبدا الكيان الذي كان يعد العديد من الأنظمة في المنطقة  بحمايتها، بدأ عاجزا عن حماية نفسه، فسعي لتجاوز أزمته، عبر رد فعل إجرامي متوحش، مغال فيه، ومتجرداً عن كل القيم والأخلاقيات الإنسانية، بما في ذلك “أخلاقيات الصهيونية” التي ظل هذا الكيان  يسوقها على مدى سبعة عقود عن حريته وديمقراطيته، هذا من ناحية، ومن الأخرى حاول  العدو استعادة هيبته وقوة ردعه، والمؤسف أن العدو، ورغم رد فعله الإجرامي، على ملحمة “طوفان الأقصى”، الذي لم يستثنى فيه طفلاً وشيخاً وامرأة ومدنيين عزل، حاول خلالها إعادة تكريس أسطورة ذهنية في الوعي الجمعي الفلسطيني والعربي والإسلامي عن قدراته الإجرامية، وإن بصورة هذا العدوان الهمجي، الذي حظي بتغطية دولية -أمريكية، فيما كانت واقعة ملحمة الطوفان قد أرعبت أنظمة -إسلامية، أجبرت على النأي بنفسها، بل دفع الخوف بعضها إلى إدانة المقاومة والتبرؤ منها ومما قامت به.
على ضوء ما حدث حاول العدو، إعادة ترسيخ فكرة استحالة قهره، وانه الكيان الأقوى في المنطقة وعلى الجميع أن يهابه، وأن من يفكر المس به بطريقة أو بأخرى، فعليه أن يتحمل عواقب ذلك بصورة دمار وتدمير وقتل دون تمييز بين المقاوم والمواطن، بين الشاب والطفل، بين الشيخ والمرأة، متخذا من قطاع غزة نموذجا ورسالة لكل من يحاول المس بهذا الكيان، وأيضا ما قام به ويقوم به في لبنان وسوريا، وما قام به في اليمن يوم استهدف المنشآت النفطية في ميناء الحديدة حين قال وزير الحرب الصهيوني: “إن على سكان الشرق الأوسط أن يتابعوا السنة النيران، وهذا سيكون جزاء كل من يستهدف أمننا”.
رد فعل العدو فشل بعد كل هذا الوقت من عدوانه، على غزة وفشل في تحقيق بنك أهدافه، في استعادة الأسري لدى المقاومة، وفي القضاء عليها، ونزع سلاحها، والسيطرة على قطاع غزة.
غير أن أصعب ما واجه نتنياهو هو تصادم مصالحه الشخصية، مع مصالح كيانه وطبقته السياسية من ناحية، ومن الأخرى فتور علاقته مع أدارة دونالد ترامب التي تتبع سياسة معاكسة لرغباته، نعم إدارة ترامب تدعم الكيان وتحميه، وتقدم له كل أشكال الدعم والإسناد، لكنها لن تقدم الدعم لشخص نتنياهو، وقد صدر هذا عن الرئيس ترامب الذي قال صراحة” لن ندفع المليارات كي يبقى نتنياهو في السلطة.
أضف إلى ذلك اتفاق ترامب مع صنعاء دون رضا نتنياهو وكذا ذهاب ترامب في مفاوضات مع طهران دون رغبة نتنياهو، الذي كان يعشم نفسه خاصة بعد تحييد “حزب الله” وتنصيب حكومة ورئيس في لبنان وفق رغبة واشنطن، وإسقاط النظام في سوريا وكل هذا خدمة للكيان، غير أن نتنياهو حاول تجيير كل هذه المكاسب باعتبارها منجزات شخصية، حققها هو، وحاول توظيفها للتغطية على فشله وحكومته في “السابع من أكتوبر”، ثم فشله في تحقيق أهدافه في العدوان على  قطاع غزة الذي ارتكب فيه ابشع المجازر وجعلها حرب إبادة جماعية وجرائم حرب، قوبلت بإدانات شعوب وأنظمة العالم، بما في ذلك من كانوا يعدون حلفاء ومقربين من الكيان، الذين بدأوا يتحدثون بجدية عن حل الدولتين والاعتراف بالدولة الفلسطينية.
لذا نشاهد إيغال العدو في ارتكاب الجرائم في، غزة، ولبنان، وسوريا، واليمن، والتعاطي بعنهجية وغطرسة مع العالم، والتهديد بضرب إيران وكل هذا محاولة من نتنياهو للهروب إلى الأمام، من أزمته الداخلية، ورغبة منه في إحراج واشنطن وإدارة ترامب فبدأ نتنياهو تجاه ترامب وإدارته، وكأنه ذاك الأبن العاق الذي يحاول أن يحجر على والده إن لم يمنحه هذا  الوالد الصلاحية المطلقة في الإدارة وفرض هيمنته، على المنطقة ودعمه في تحقيق رغباته، وأن كانت تتعارض مع مصالح الوالد، الذي يدرك يقيناً مغامرات وطيش ولده وأن ما قد يقوم به سيقودهم إلى كارثة مدمرة.
أزمة المنطقة وتداعياتها، وأزمة الصراع الجيوسياسي، أزمات انتقلت إلى داخل إدارة ترامب بدءاً من أزمة الثقة والعلاقة المفاجئة التي تفجرت بين ترامب وصديقه الأقرب والأقوى “ماسك” التي تفجرت بصورة فضائح مثيرة، إلى أزمات داخلية متعددة، سياسياً، واقتصادياً، واجتماعياً، أخذت تفرض نفسها داخل المجتمع الأمريكي، الذي تشير كل المعطيات إلا إنه يتجه ليتماهى مع أي مجتمع “عالم ثالثي” حيث العنف والمظاهرات وأحداث الشغب، وتضييق الخناق عن الحريات، وفيما تفتح دولة مثل الصين -الشيوعية والنظام الديكتاتوري حسب توصيف أمريكا والغرب، أبوابها لكل مواطني العالم، تغلق أمريكا عاصمة العالم الحر أبوابها أمام المهاجرين، مع أنها دولة مهاجرين ورئيسها ينحدر من أسرة مهاجرة، الأمر لا يتوقف هنا بل طال مراكز التعليم والجامعات، فيما صورة أمريكا خارجيا ليست أكثر حظاً من صورتها داخلياً، فالعنصرية التي تعيد نسج خيوطها داخلياً، تزداد بشاعة خارجيا بصورة تبدو وكأن شمس أمريكا تتجه نحو الأفول.

مقالات مشابهة

  • العدو واستراتيجية الغطرسة
  • مجمع الشارقة للبحوث يستعرض استراتيجيته الجديدة لتسريع الابتكار وتعزيز الاقتصاد المعرف
  • خبير اقتصادي: الدولة تعزز الحماية الاجتماعية لدعم الفئات الأكثر احتياجا
  • الصحة تثمن جهود السلطات السعودية والبعثة الطبية المصرية في موسم الحج 2025
  • إنفوجراف.. بالأرقام مصر تحصد ثمار التنمية بعد 10 سنوات من الإصلاح
  • ٧٨ مليار جنيه لتحفيز القطاع الخاص على زيادة الإنتاج والتصدير.. وتعزيز تنافسية الاقتصاد المصري
  • وزير المالية: 78 مليار جنيه لتحفيز القطاع الخاص على زيادة الإنتاج والتصدير وتعزيز تنافسية الاقتصاد الوطني
  • المالية: 78مليار جنيه لتحفيز القطاع الخاص على زيادة الإنتاج والتصدير
  • برنامج جديد لدعم الصادرات: رؤية شاملة لزيادة التنافسية وتعزيز النمو الاقتصادي
  • بادِر يضخ استثماراً استراتيجيا لدعم الشركات الصغيرة والمتوسطة