تحالف موسكو وبيونغ يانغ يربك الصين.. هل تفقد بكين السيطرة؟
تاريخ النشر: 31st, October 2024 GMT
تتراوح استجابة الصين لنفوذ روسيا المتزايد على كوريا الشمالية بين "الإحباط" و"الذعر"، حيث يبدو أن بكين تفقد السيطرة على حليفتها، وفقاً لمسؤولين أميركيين سابقين.
وأوضح هؤلاء المسؤولون لموقع "صوت أميركا" أن الشراكة الأمنية بين روسيا وكوريا الشمالية، قد تقوض الموقف الاستراتيجي للصين في شرق آسيا وستكون للخطوة تبعات طويلة الأجل ليست في صالح الصين.
وزارة الخارجية الروسية أعلنت أن وزير الخارجية الكوري الشمالي تشوي سون هوي سيعقد "مشاورات استراتيجية" في موسكو مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، فيما أعربت الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية وحلف شمال الأطلسي (الناتو) عن قلقها إزاء إرسال بيونغ يانغ آلاف الجنود للتدريب في روسيا.
ويعتقد المسؤولون الأميركيون أن روسيا تعتزم استخدام الجنود الكوريين الشماليين في القتال أو لدعم العمليات القتالية ضد القوات الأوكرانية في منطقة كورسك، في وقت أدانت كوريا الجنوبية ذلك واعتبرته تهديدًا أمنيًا كبيرًا للمجتمع الدولي.
وفي بكين، أجرى وزير الخارجية الصيني وانغ يي ونائب وزير الخارجية الروسي أندريه رودينكو محادثات يوم الأربعاء، حيث أكد وانغ مجددًا على "الروابط القوية" بين البلدين، وتبادل الطرفان وجهات النظر حول أوكرانيا، لكنهما لم يكشفا عن تفاصيل مناقشاتهم.
وتجنب المسؤولون الصينيون التعليق المباشر على إرسال كوريا الشمالية آلاف الجنود إلى روسيا، وقال لين جيان، المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، خلال مؤتمر صحفي "تدعو الصين جميع الأطراف إلى خفض التصعيد والسعي للتسوية السياسية لأزمة أوكرانيا، وأن موقف الصين هذا لم يتغير."
يصف دينيس وايلدر Dennis Wilder، المسؤول السابق في وكالة الاستخبارات المركزية (CIA)، الصمت التام في بكين بشأن هذا الموضوع بـ"المذهل" ويضيف أن الرئيس الصيني شي جين بينغ من غير المرجح أن يدلي بأي تصريحات علنية حول الموضوع.
وأوضح قائلاً "لقد كانت الصين حذرة للغاية بشأن تقديم مساعدات نووية لكوريا الشمالية، حيث أبقت على تدفق محدود من الدعم الاقتصادي لضمان استقرار كوريا الشمالية. ولكن إذا اتجه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نحو تقديم مساعدة نووية، فإن ذلك سيعزز التحالفات الأميركية في شرق آسيا، وربما يخلق ناتو حقيقي هناك".
وأضاف وايلدر خلال ندوة استضافها مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية (CSIS) بواشنطن، أن الرئيس الصيني شي جين بينغ في هذه الحالة بموقف صعب للغاية، واقترح أن تستفيد الولايات المتحدة من قنواتها الاستخباراتية مع الصين لجمع البيانات وتحليلها بشكل مشترك.
فيكتور تشا Victor Cha، المسؤول السابق في مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، قال من جهته إن كوريا الشمالية بإرسالها قوات إلى روسيا تقدم "عربون شراكة" أمنية متبادلة، وهو شيء لم تتمكن بيونغ يانغ من تأمينه مع بكين.
وأضاف تشا "في الصين، ربما يكون هناك مزيج من بعض الإحباط، وبعض الذعر، وبعض عدم معرفة كيفية التعامل مع الوضع الحالي" متابعا أن الذعر الصيني ينبع من أن روسيا لديها الآن ربما نفوذ أكبر في كوريا الشمالية مقارنة بما تملكه الصين، على حد تعبيره.
محللون عسكريون آخرون أشاروا إلى أنه في حين يمكن أن يكتسب الجنود الكوريون الشماليون خبرة عملية في العمليات القتالية بمجرد نشرهم في بلد آخر، إلا أنهم سيواجهون أيضًا تحديات كبيرة.
وقال العقيد مارك كانسيان Mark Cancian، الذي قضى أكثر من ثلاثة عقود في مشاة البحرية الأميركية ويعمل الآن مستشارًا كبيرًا في برنامج الأمن الدولي بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية (CSIS)، أن هناك مشكلة لغوية هائلة وتساءل "كيف يمكن لمجموعة من الكوريين الشماليين أن تتكامل بفعالية مع وحدة عسكرية روسية وأن تتواصل وتعمل معًا".
وأضاف كانسيان أن احتمال نقل روسيا للتكنولوجيا المتعلقة بالصواريخ الباليستية، والدفاعات الجوية، والأسلحة النووية إلى كوريا الشمالية يُعتبر "ربما السيناريو الأكثر خطورة" من وجهة نظر الولايات المتحدة.
عارض المسؤولون الأميركيون تأكيد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بأن المساعدة العسكرية بين روسيا وكوريا الشمالية لا تنتهك القانون الدولي.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، ماثيو ميلر، يوم الثلاثاء إن تدريب روسيا لجنود كوريا الشمالية الذي يتضمن أسلحة أو مواد ذات صلة، بالإضافة إلى أي تدريب أو مساعدة تشمل جنود كوريا الشمالية في استخدام الصواريخ الباليستية أو الأسلحة الأخرى، يُشكل انتهاكًا مباشرًا للعديد من قرارات مجلس الأمن الدولي.
هذا وأعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ورئيس كوريا الجنوبية يون سوك يول عن خطط لتبادل الوفود لتنسيق الإجراءات ومشاركة المعلومات الاستخباراتية بشأن انتشار القوات الكورية الشمالية إلى روسيا، وسيبدأ هذا الأسبوع، المبعوث الخاص لكييف إلى كوريا الجنوبية محادثات مع المسؤولين الكوريين الجنوبيين.
وفي واشنطن، قال المسؤولون الأميركيون إنهم سيرحبون بزيادة الدعم الكوري الجنوبي لأوكرانيا، حيث أشارت الحكومة الكورية الجنوبية إلى أنها ستدرس إرسال "أسلحة للدفاع والهجوم" وقد ترسل أيضًا أفرادًا عسكريين واستخباراتيين إلى أوكرانيا لتحليل تكتيكات المعركة الكورية الشمالية والمساعدة في استجواب الكوريين الشماليين الذين يتم أسرهم.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية بالنيابة، فيدانت باتيل، خلال إحاطة مؤخرًا إن واشنطن ترحب بأي دولة تدعم الأوكرانيين بينما يواصلون الدفاع عن سيادة بلدهم، بحسب تعبيره.
سفير روسيا لدى الأمم المتحدة نفى الأربعاء صحة تقارير تفيد بوجود قوات كورية شمالية عند الخطوط الأمامية في الحرب ضد أوكرانيا، واصفا إياها بأنها "مجرّد ادعاءات".
تأتي التصريحات الروسية بعد أن قالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) الثلاثاء إن "عددا صغيرا" من الجنود الكوريين الشماليين ينتشرون في منطقة كورسك الروسية عند الحدود مع أوكرانيا.
وكالة فرانس برس ذكرت أن نائب السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة روبرت وود قال إن الجنود الكوريين الشماليين الذين سيشاركون في القتال في أوكرانيا إلى جانب روسيا "سيعودون في أكياس الجثث"، في تحذير وجّهه بالاسم إلى الزعيم كيم جونغ أون.
وأضاف وود في مداخلة أمام مجلس الأمن الدولي "إذا دخل جنود كوريا الشمالية إلى أوكرانيا لدعم روسيا، فسيعودون بالتأكيد في أكياس الجثث".
وأضاف "لذلك أنصح الزعيم كيم بالتفكير مرتين قبل الانخراط في مثل هذا السلوك المتهور والخطير"، بحسب الوكالة.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الجنود الکوریین الشمالیین قوات کوریة شمالیة الخارجیة الروسی کوریا الجنوبیة وزارة الخارجیة کوریا الشمالیة وزیر الخارجیة الأمن الدولی مجلس الأمن بیونغ یانغ إلى روسیا
إقرأ أيضاً:
تنفيذ مرحلة أولى من تبادل الأسرى بين روسيا وأوكرانيا برعاية تركية
أعلنت روسيا وأوكرانيا، الاثنين، تنفيذ المرحلة الأولى من اتفاق تبادل أسرى الحرب، والذي يشمل الجنود الذين تقل أعمارهم عن 25 عامًا، وذلك في إطار التفاهمات التي تم التوصل إليها خلال مفاوضات إسطنبول الأخيرة.
وأفادت وزارة الدفاع الروسية، في بيان رسمي، بأن أول دفعة من الجنود الروس الشباب عادت من أوكرانيا، دون أن تفصح عن عددهم، مشيرة إلى أنها سلمت الجانب الأوكراني عدداً مماثلاً من جنوده الأسرى.
وأضاف البيان أن الجنود الروس الذين تم إطلاق سراحهم نُقلوا إلى الأراضي البيلاروسية، حيث يتلقون حالياً الرعاية الطبية والدعم النفسي، تمهيداً لنقلهم لاحقاً إلى روسيا لاستكمال العلاج والتأهيل في المستشفيات التابعة لوزارة الدفاع.
من جانبه، أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في رسالة نشرها عبر حسابه على "تليغرام"، إتمام المرحلة الأولى من عملية التبادل بموجب الاتفاق الذي تم التوصل إليه في إسطنبول، مشيراً إلى أن الجنود الأوكرانيين عادوا إلى ديارهم، وأن عمليات التبادل ستتواصل خلال الأيام المقبلة على مراحل متعددة.
وكانت مدينة إسطنبول قد استضافت، في الثاني من حزيران/يونيو الجاري، جولة جديدة من المفاوضات المباشرة بين موسكو وكييف، أفضت إلى تفاهمات شملت تبادل الأسرى وتسليم جثامين نحو ستة آلاف جندي أوكراني قضوا خلال المعارك.
وفي السياق ذاته، صرح المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، بأن الاتصالات مع أوكرانيا ما زالت مستمرة، إلا أنه لا يوجد حتى الآن توافق حول عقد جولة جديدة من المحادثات.
وأوضح بيسكوف، في تصريح صحفي، أن موسكو التزمت بكامل التفاهمات التي أُبرمت في إسطنبول، لافتاً إلى أن خبراء روس كانوا في مواقع التبادل المقررة خلال عطلة نهاية الأسبوع، بانتظار تنفيذ الاتفاقات، لكن الجانب الأوكراني لم يلتزم، وقال: "نحن مستعدون لتنفيذ الاتفاق. دعونا ننتظر لنرى كيف سيتطور موقف أوكرانيا".
وأشار إلى أن روسيا قدمت، خلال مفاوضات إسطنبول، مذكرة تتضمن رؤيتها بشأن وقف إطلاق النار، في إطار الجهود الرامية لإنهاء الحرب المستمرة منذ شباط/فبراير 2022.
وتشن روسيا منذ ذلك الحين هجوماً عسكرياً واسع النطاق على أوكرانيا، وتربط إنهاء العمليات العسكرية بتخلي كييف عن مساعيها للانضمام إلى التحالفات العسكرية الغربية، وهو ما ترفضه أوكرانيا، معتبرة ذلك تدخلاً مباشراً في سيادتها الوطنية.