يترقب العراقيون الحاملون للجنسية الأميركية والذين يعيشون حاليا في بلاد الرافدين، انتخابات الرئاسة الأميركية الحالية باهتمام كبير، لما ستسفر عنها من نتائج قد تنعكس سلبا أو إيجابا على واقعهم.

وقال، شوكت أحمد، الحاصل على الجنسية الأميركية منذ 27 عاما، ويعيش حاليا في محافظة دهوك مع عائلته، إنه أدلى بصوته خلال الانتخابات الأربع الأخيرة، مشيرا إلى أن ذلك يعد حقا من حقوقه كمواطن أميركي، ويريد أن يمارسه معترفا بأنه يدين للولايات المتحدة بالكثير.

وأردف أن الانتخابات الأميركية لها تأثيرها الكبير على الواقع السياسي والاقتصادي في العراق، لأن هناك اختلافا في البرنامج الانتخابي لكلا المرشحَين، حيث يهتم المرشح الجمهوري (دونالد ترامب) بسياسة خارجية تختلف عن السياسة الخارجية التي ستنتهجها المرشحة الديمقراطية (كامالا هاريس)، إذا ما فازت بالانتخابات الرئاسية.

وأضاف أحمد في حديثه لموقع "الحرة"، أن فوز ترامب قد يكون أفضل للمجنسين الأميركيين الذين يعيشون خارج الولايات المتحدة لأن الجمهوريين - بحسب تعبيره - يتعاملون بحزم مع الأحداث العالمية والتطورات الدولية، بعكس الديمقراطيين الذين يميلون إلى اتباع السبل السلمية والدبلوماسية في حل القضايا والمشاكل الدولية.

وقال أحمد إن الحملة الانتخابية الأخيرة قد استوقفه كثيرا، نظرا للمواقف الغريبة التي حصلت فيها، مثل استهداف المرشح الجمهوري (دونالد ترامب) وإصابته، وكذلك قيام المرشحَين بتوجيه الإهانات الصريحة إلى بعضهما، وهو "أمر قلّما لمسناه في الانتخابات الماضية".

في حين ذكر، بشير أحمد محمد، الحاصل على الجنسية الأميركية عام 2022، أنه كان عاش لسنوات عديدة في العاصمة واشنطن، وهذه أول انتخابات  سيدلي فيها بصوته إلكترونيا، مؤكدا أن صوته لن يؤثر على نتائج الانتخابات، "لأن الولاية التي أعيش فيها وهي العاصمة واشنطن حُسِمَ أمرها للديمقراطيين".

وبين أنه كمجنس أميركي يمتلك جميع حقوق المواطن الأميركي، وهي مضمونة ولن تتأثر بنتائج هذه الانتخابات، لأن الدستور الأميركي قد تكفل بحماية كل حقوق المواطن إذا ما التزم بواجباته ودفع ضرائبه و لم يرتكب أية جريمة.

وأبدى محمد، في حديثه لموقع "الحرة"، تأييده للمرشحة الديمقراطية (كامالا هاريس)، وتمنى أن تفوز بالانتخابات، لأنها ستكون امتدادا للسياسة التي ينتهجها الرئيس الحالي (جو بايدن)، وهي سياسة حكيمة بحسب قوله "تميل إلى التعامل مع المشاكل الدولية بأساليب ديمقراطية بعيدة عن استخدام العنف".

وعبر عن قلقه من أن يفوز المرشح الجمهوري (دونالد ترامب)، لأنه  توجهاته المتعلقة بالهجرة والمهاجرين الموجودين في أميركا غير مشجعة، وقد تضر بهم، مثلما حصل في عهدته السابقة (2016-2020) حيث أصدر قرارات أضرت بجميع بالكثير من المهاجرين الذين كانوا حينها موجودين في الولايات المتحدة.

تأرجح الناخبين

وأردف محمد أنه غير متفائل بنتائج هذه الانتخابات، لأنها قد تؤول لصالح دونالد ترامب، لا سيما بعد حصوله على دعم شخصيات مشهورة ولها ثقلها مثل إيلون ماسك، لأنه بحسب قوله "شخصية له شعبية كبيرة وذات نفوذ اقتصادي كبير في الولايات المتحدة الأميركية".

وأضاف محمد أن أغلب الشخصيات الغنية، وأصحاب الشركات قد يؤيدون دونالد ترامب، لأن من ضمن برنامجه تقليص الضرائب أو إزالتها عن الشركات الكبرى، وهي سياسة تحاول أميركا انتهاجها لدفع الشركات التجارية والاقتصادية إلى التضخم وزيادة رؤوس أموالها.

وأكد محمد أنه يتابع هذه الانتخابات بشكل مكثف، وهو يريد أن تفوز المرشحة الديمقراطية، لأن سياساتها مؤيدة للصالح العام، بعكس "الجمهوريين الذين يهتمون بشكل كبير بالنخب الاقتصادية وتنمية الشركات وان كان ذلك على حساب الطبقات الفقيرة من المجتمع الأميركي".

فارس أحمد مصطفى (حاصل على الجنسية الأميركية عام 1997) أوضح، لموقع "الحرة"، أن لهذه الانتخابات أهمية كبيرة للمجنسين الأميركيين، وباعتباره كرديا فإنه يشجع "المرشح الذي يدعم القضية الكردية ويكون أكثر تعاطفا معنا كأكراد، وخاصة أن الرئيس الأميركي يمتلك قوة كبيرة على مستوى العالم".

بخصوص الحملة الانتخابية المتواصلة، أوضح مصطفى، أنها اتسمت بالعنف والغرابة نوعا ما، وكانت مختلفة عن بقية الحملات.

وهو يرى أن الحملات التي يشارك فيها (ترامب) تتخذ أشكالا غير تقليدية في الدعاية، موضحا أنه لا يتفق مع أسلوبه "وأنا مستغرب من هذا الأسلوب الغريب في الدعاية، وكنت أفضل أن يكون هناك مرشح آخر غير ترامب".

وبين أن تأثير هذه الانتخابات لن يكون مباشرا على المجنسين، وسيظهر ذلك من خلال السياسات الخارجية التي ستنتهجها أميركا، والتي قد "تتغير من دورة رئاسية إلى أخرى نتيجة صعود مرشحين جدد".

وقال أحمد مصطفى إنه يفضل فوز هاريس في هذه الانتخابات، مؤكدا أنه" إن لم تفز فإن الأمر لن يزعجني، وأنا متفائل بأن الانتخابات تجري بشكل طبيعي وهي في النهاية ممارسة ديمقراطية".

وبين أن الشعب الأميركي قد يدعم كمالا هاريس كونها سيدة، مؤكدا أن الكثير من المواطنين الأميركيين يرغبون في أن تولي امرأة زمام السلطة في البلاد، مؤكدا أن السياسة الأميركية لن تتغير بتغير الرؤساء.

الأمان في الخارج

من جانبه، يرى برور طارق جاسم، الذي هاجر إلى أميركا عام 1991، أن أغلب المجنسين الأميركيين وخاصة العراقيين سيدعمون مرشح الحزب الجمهوري، لأن هذا الحزب يولي اهتماما كبيرا بالسياسة الخارجية بعكس الديمقراطيين الذين يركزون على تقديم الخدمات وتحسين أوضاع الأمريكيين الموجودين في الولايات المتحدة.

وأضاف جاسم (مجنس أميركي يعيش في العراق) في حديثه لموقع "الحرة" أن فوز المرشح الجمهوري أفضل بالنسبة للمجنسين الأميركيين في جميع أنحاء العالم، لذلك فإن أغلبهم يدعمون المرشح الجمهوري، لأنه سيعمل على توفير الأمان خارج أميركا.

ويرى جاسم أن المنافسة قوية وحادة بين المرشحين، وسيكون للمجنسين الأمريكيين دور في هذه الانتخابات، لأن هناك أعدادا كبيرة منهم سيشاركون في الانتخابات الكترونيا ويدلون بأصواتهم لمرشحيهم.

وأكد الدكتور سرمد مجيد، المستشار العام للجامعة الأميركية في دهوك، أن المجنسين الأميركيين الموجودين داخل الولايات المتحدة يؤيدون المرشح الذي يحسن أوضاعهم الاقتصادية، أما الموجودين في الخارج فإنهم يهتمون بمعالجة أميركا في معالجة القضايا الدولية.

وأوضح مجيد أن المجنسين الموجودين في داخل الولايات المتحدة يؤيدون المرشح الديمقراطي، في حين أغلب المجنسين الموجودين في خارج الولايات المتحدة يؤيدون المرشح الجمهوري.

المصدر: الحرة

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: الولایات المتحدة المرشح الجمهوری هذه الانتخابات دونالد ترامب الموجودین فی مؤکدا أن

إقرأ أيضاً:

البيت الأبيض يؤكد تقديم مقترح نووي لإيران.. وطهران تدرس الرد وفق «مصالحها الوطنية»

أكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت، أمس السبت، أن المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف قدّم إلى إيران مقترحاً مكتوباً "مفصلاً ومقبولاً"، بشأن الاتفاق النووي، معتبرة أن قبول طهران لهذا المقترح يصب في مصلحتها.

وشدّدت ليفيت على أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كان واضحاً في موقفه بأن "إيران لا يمكنها أبداً الحصول على قنبلة نووية"، دون أن تكشف عن مزيد من التفاصيل حول مضمون الاقتراح.

زيارة عمانية ووعود بالرد الإيراني

في السياق ذاته، أعلن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، الأحد، أن نظيره العماني بدر البوسعيدي زار طهران، السبت، حاملاً بنود المقترح الأمريكي، في إطار الوساطة التي تقوم بها سلطنة عمان لإعادة إحياء الاتفاق النووي المتعثر.

بيان للوكالة الذرية حول يورانيوم إيران.. والاحتلال يحرض ضدهاترامب: نسعى لاتفاق مع إيران دون قنابل..وطهران تحذر من الخط الأحمر النوويمسئول إسرائيلي: لا نمانع اتفاقا مع إيران يضمن وقف التخصيب النوويخذوا عرض ترامب على محمل الجد.. السعودية توجه تحذيرا عاجلا إلى إيرانزلزال بقوة 5.7 درجة يضرب إيرانأخبار العالم | احتجاجات عارمة ضد العدوان على غزة في إسرائيل.. زلزال بقوة 5.5 ريختر يضرب إيرانإيران تخترق حكومة إسرائيل ومقربين من نتنياهو عبر واتساب .. تفاصيلترامب يلوّح بالخيار العنيف مع إيران: لا نتيجة سوى "ذكية أو عنيفة"زلزال بقوة 5.5 ريختر يضرب جنوب إيران

وقال عراقجي في منشور عبر منصة "إكس" إن طهران سترد على المقترح "بما يتماشى مع مبادئ الشعب الإيراني ومصالحه الوطنية وحقوقه"، مما يعكس تمسك إيران بثوابتها النووية رغم الضغط الأمريكي.

أبرز بنود الوثيقة الأمريكية

ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مصادر مطلعة أن المقترح الأمريكي لا يمثل مسودة اتفاق كاملة، بل عبارة عن "نقاط رئيسية" تهدف إلى كسر الجمود المستمر في المحادثات النووية.

ووفقًا للتفاصيل المسربة، فإن المقترح يدعو إيران إلى وقف جميع أنشطة تخصيب اليورانيوم داخل أراضيها، مقابل تأسيس تحالف إقليمي يقوم بمهمة التخصيب لأغراض مدنية، تحت رقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية وبمشاركة أمريكية.

كما تتضمن الوثيقة بندًا يُتيح لواشنطن الاعتراف بحق طهران في التخصيب، لكن مع تعليق كامل للأنشطة الفعلية داخل إيران، وهي صيغة تسوية يُراد منها إرضاء الطرفين.

وتعد هذه المرة الأولى التي تقدم فيها الإدارة الأمريكية مقترحًا مكتوبًا لطهران منذ انطلاق المفاوضات غير المباشرة في أبريل الماضي، بعد أن طالبت إيران سابقًا بالحصول على مواقف مكتوبة بدلًا من عروض شفهية.

طهران ترفض المساس بـ"الخط الأحمر"

وكان المسؤولون الإيرانيون قد أكدوا مراراً في الأسابيع الماضية أنهم لن يتخلوا عن حقهم في تخصيب اليورانيوم، واصفين ذلك بأنه "خط أحمر". وتأتي هذه المواقف في ظل استمرار إيران في إنتاج اليورانيوم المخصب بنسبة تصل إلى 60%، وهي نسبة قريبة من درجة التخصيب المطلوبة لصنع أسلحة نووية.

ووفق تقرير فصلي أصدره المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل جروسي، فإن مخزون إيران من اليورانيوم عالي التخصيب بلغ نحو 900 رطل، بزيادة ملحوظة عن فبراير الماضي الذي سجل 605 أرطال، مما أثار قلقاً دولياً متزايداً.

بيان للوكالة الذرية حول يورانيوم إيران.. والاحتلال يحرض ضدهاترامب: نسعى لاتفاق مع إيران دون قنابل..وطهران تحذر من الخط الأحمر النوويمسئول إسرائيلي: لا نمانع اتفاقا مع إيران يضمن وقف التخصيب النوويخذوا عرض ترامب على محمل الجد.. السعودية توجه تحذيرا عاجلا إلى إيرانزلزال بقوة 5.7 درجة يضرب إيرانأخبار العالم | احتجاجات عارمة ضد العدوان على غزة في إسرائيل.. زلزال بقوة 5.5 ريختر يضرب إيرانإيران تخترق حكومة إسرائيل ومقربين من نتنياهو عبر واتساب .. تفاصيلترامب يلوّح بالخيار العنيف مع إيران: لا نتيجة سوى "ذكية أو عنيفة"زلزال بقوة 5.5 ريختر يضرب جنوب إيرانقلق استخباراتي من برامج سرية

ونقلت نيويورك تايمز عن مصادر استخباراتية أمريكية أن فريقًا سريًا من العلماء الإيرانيين يواصل العمل على نهج بديل وسريع لتطوير سلاح نووي، إذا ما تقرر ذلك سياسياً، وهو ما يضيف بعدًا خطيرًا للنقاش الدائر.

ورغم أن إيران لم تعلن انسحابها من الاتفاق النووي، إلا أن انسحاب واشنطن من الاتفاق السابق عام 2018، وما تبعه من تقليص طهران لالتزاماتها، أدى إلى تدهور شديد في آليات الرقابة، حيث عطلت إيران العديد من كاميرات المراقبة وأجهزة الاستشعار في المواقع الحساسة.

طباعة شارك إيران أمريكا طهران إسرائيل ترامب إدارة ترامب

مقالات مشابهة

  • إيلون ماسك يغادر البيت الأبيض.. ماذا أنجز خلال 129 يوما؟
  • البيت الأبيض: على إيران قبول العرض الأمريكي في المفاوضات النووية
  • البيت الأبيض: ترامب يتوقف عن دعم مرشح ماسك لرئاسة وكالة ناسا
  • البيت الأبيض يؤكد تقديم مقترح نووي لإيران.. وطهران تدرس الرد وفق «مصالحها الوطنية»
  • أول لقاء رسمي.. المستشار الألماني يزور ترامب في البيت الأبيض
  • ماسك يغادر البيت الأبيض وسط رفض ترامب
  • ماسك في حفل مغادرته البيت الأبيض: سأبقى صديقا ومستشارا لترامب
  • البيت الأبيض يشكر ماسك ويشدد على استمرار عمل إدارة الكفاءة
  • اختراق هاتف «سوزي وايلز» كبيرة موظفي البيت الأبيض
  • إيلون ماسك يودّع البيت الأبيض اليوم