بين الحلم والواقع: السعودية تتسول السلام وإيران في موقف القوة
تاريخ النشر: 31st, October 2024 GMT
يمانيون – متابعات
صمتت إيران طويلاً فتوهم أعداؤها أنهم على حق، فتطاولوا كثيراً على أمنها واقتصادها واستهدفوا مصالحها القومية واستقرارها، إضافة إلى حرب الشيطنة الإعلامية على منابر صهاينة العرب، وما رافقه من تأجيج للفتن الطائفية داخل إيران وخارجها، لدرجة أن النظام السعودي المتصهين شن عدواناً غاشماً على بلدٍ عربي بذريعة محاربة المد الإيراني.
وكان لإيران -طيلة تلك الفترة- حق الرد على خصومها، ودرء الخطر الأمني والاقتصادي عن شعبها بطرق مختلفة أهمها الرد المباشر واستهداف مصالح الغرب الاقتصادية في الخليج وفي فلسطين المحتلة، ولو أنها لجأت إلى ذلك الخيار، لكانت أوضاعها الاقتصادية والأمنية أكثر استقراراً من أغلب دول المنطقة، لكنها لجأت إلى سياسة ضبط النفس، والتي زادت من حدة الوضع وخطورته على الشعب الإيراني.
ومع مرور الأيام، تتضح الرؤية أكثر ويظهر خصوم إيران بموقف الضعيف والمهزوز تحسباً لكل رد مباشر قد يصدر عن حرسها الثوري، وشاهدنا حكام الخليج يتسولون من تل أبيب تجنب الدخول في حرب مباشرة مع طهران، خوفاً من خروج الوضع في المنطقة عن السيطرة، وانهيار المنظومات السياسية الموالية للغرب في منطقة الخليج.
والأولى أن تتبع طهران سياسة الرد المباشر، وقصف مصالح واشنطن في الخليج رداً على العقوبات الاقتصادية، وعندها فقط سيستقر الوضع في البلاد، ويحظى الشعب الإيراني بمرحلة من الازدهار والرفاهية تفوق تلك التي ينعم بها أعداؤها، وينطبق الأمر نفسه على كل تهديدٍ أمني يواجه إيران، ولو أنها قصفت الكيان مع كل حادثة اغتيال، لتوقف الصهاينة عن سياسة الاغتيالات والضرب من تحت الطاولة.
وهنا نتذكر قوله تعالى: ﴿لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذًى وَإِنْ يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنْصَرُونَ﴾ آل عمران 111- وهذه الآية تشخص بشكلٍ دقيق وضعية إيران الأمنية والاقتصادية، فالأذى على الصعيدين يحاصر البلاد، فيما المواجهة المباشرة كفيلة بإنهاء كل تلك المعاناة وقطع يد الأعراب والصهاينة، ومنعهم من العبث بأمنها القومي ومصالحها الاستراتيجية.
ولو أنها قررت ضرب خصومها في المنطقة خاصة النظام السعودي ومصالحه، فستتفاجأ إيران بحجم القبول والتأييد في الوطن العربي من أقصاه إلى أدناه، فكل الأمة تعلم حقيقة آل سعود ودورهم الدنيء في تفتيت الشعوب الإسلامية والتآمر عليها، وسيخرج الشعب اليمني بكل أطيافه في الشمال والجنوب للاحتفال بالمناسبة، كما فعلنا إبان حرب الخليج دعماً لنظام صدام حسين في حربه ضد السعودية، وأملاً بأن ينهي نظام آل سعود ولو بأسلحة الدمار الشامل، فكيف اليوم وقد ظهرت حقيقة آل سعود أمام الأمة قاطبة وبات لزاماً على أحرار العرب درء خطرهم والانتصار للمسلمين من السعودية وأذنابها.
——————————–
محمد الجوهري
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
إريتريا تنسحب رسميًا من الإيغاد.. توترات تاريخية وتأثيرات إقليمية متوقعة
أعلنت دولة إريتريا انسحابها رسميًا من عضوية الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية (الإيغاد)، عقب إخطار الأمين العام للمنظمة بقرارها، الذي اعتبرته نتيجة مسار طويل من التوترات والإخفاقات المؤسسية التي شهدتها المنظمة خلال السنوات الماضية.
وجاء في البيان الإريتري أن القرار لم يكن وليد اللحظة، بل استند إلى سلسلة من الحقائق والأحداث التي تراكمت منذ إعادة تنشيط الإيغاد في عام 1993، حين لعبت إريتريا دورًا محورياً في دعم جهود المنظمة لتعزيز السلام والاستقرار الإقليميين وتمهيد الطريق نحو التكامل الاقتصادي في المنطقة.
وأضاف البيان أن أسمرة تعاونت مع كافة الدول الأعضاء لإرساء قواعد مؤسسية قوية تجعل الإيغاد أداة رئيسية لإدارة الأزمات الإقليمية ودعم مشاريع التنمية المشتركة.
إلا أن البيان الإريتري أوضح أن المنظمة بدأت منذ عام 2005، بحسب تقييم أسمرة، في الانحراف عن مسارها الأساسي، وفشلت في تلبية تطلعات شعوب دول القرن الإفريقي، بل تحولت تدريجيًا إلى منصة تُستخدم ضد بعض الدول الأعضاء، وعلى رأسها إريتريا، وهو ما دفعها إلى تعليق عضويتها في أبريل 2007 احتجاجًا على السياسات المتبعة.
وفي يونيو 2023، حاولت إريتريا استعادة عضويتها استجابة لجهود الإصلاح التي كانت تأمل أن تتبناها المنظمة لمعالجة ما وصفته بـ"الاختلالات العميقة" في أدائها، غير أن الإيغاد لم تُظهر الإرادة المؤسسية الكافية لتصحيح مسارها، وظلت غير ملتزمة بواجباتها القانونية، مما أثر على مكانتها الإقليمية وحدّ من قدرتها على أداء دورها في فض النزاعات وتعزيز الاستقرار.
من جانبها، أعربت الأمانة العامة للإيغاد عن أسفها لعدم مشاركة إريتريا في الاجتماعات والبرامج والأنشطة الخاصة بالمنظمة منذ يونيو 2023، مؤكدة أنها تحلت بالصبر وحسن النية طوال هذه الفترة، مع إبقاء قنوات الحوار مفتوحة للتواصل البنّاء.
كما شددت الإيغاد على أن القرار الإريتري تم اتخاذه دون تقديم مقترحات ملموسة أو الانخراط في مناقشات حول الإصلاحات المؤسسية والسياساتية المطلوبة، مشيرة إلى أنها ظلّت دائمًا منفتحة على الحوار عبر آلياتها الاستشارية المعتمدة.
وأكدت الإيغاد أنها ستواصل جهودها للتواصل مع الحكومة الإريترية، داعية إياها إلى إعادة النظر في موقفها والانضمام الكامل للمنظمة بروح حسن النية، لتعزيز الأهداف المشتركة المتعلقة بالسلام والاستقرار والتنمية في المنطقة، وشددت على التزامها الثابت بمهمتها الرامية إلى تعزيز التعاون الإقليمي والحوار والعمل الجماعي من أجل مصلحة شعوب القرن الإفريقي.
ويُتوقع أن يثير هذا الانسحاب ردود فعل متعددة من دول المنطقة، خاصة في ظل الدور المحوري للإيغاد في إدارة ملفات حساسة تشمل أزمات السودان والصومال والعلاقات الإثيوبية الإريترية، مما يجعل خطوة إريتريا ذات انعكاسات محتملة على المشهد السياسي والأمني والتنموي في القرن الإفريقي خلال الفترة المقبلة.