توعد المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي برد “يكسر أسنان” إسرائيل والولايات المتحدة بعد أن استهدفت إسرائيل مواقع عسكرية إيرانية في ضربات انتقامية أواخر الشهر الماضي.

قال خامنئي: “على الأعداء، الولايات المتحدة والنظام الصهيوني، أن يعلموا أنهم سيتلقون بالتأكيد ردا قاسيا على ما يفعلونه ضد إيران وجبهة المقاومة”، في إشارة إلى الجماعات المسلحة المتحالفة مع إيران.

بما في ذلك حماس وحزب الله، وفقا لتقرير نشرته CNN اليوم السبت.

وكان خامنئي يتحدث خلال اجتماع مع الطلاب يوم السبت، قبل الذكرى السنوية للاستيلاء على السفارة الأمريكية في طهران عام 1979، حسبما ذكرت قناة برس تي في الإيرانية التي تديرها الدولة.

وأضاف: من المؤكد أننا نقوم بكل ما هو ضروري لإعداد الشعب الإيراني للوقوف في وجه الاستكبار، سواء على مستوى الاستعداد العسكري أو التسليح أو العمل السياسي، والحمد لله أن مسؤولينا منخرطون في هذا الأمر حاليا.

لقد كانت إيران وإسرائيل عدوتين لفترة طويلة، وهو التنافس الذي تعمق في أعقاب الهجمات التي شنتها حماس في السابع من أكتوبر من العام الماضي، وما تلاها من غزو إسرائيلي لغزة. 

وتقاتل إسرائيل حزب الله في جنوب لبنان، وأصيب ما لا يقل عن 19 شخصا خلال الليل في مدينة الطيرة بوسط إسرائيل بعد إطلاق مقذوفات عبر الحدود.

وتأتي تصريحات خامنئي بعد أسبوع من الجولة الأخيرة من الضربات الإسرائيلية على إيران ردا على الهجوم الصاروخي الذي شنته الجمهورية الإسلامية في الأول من أكتوبر على الدولة اليهودية، والذي كان في حد ذاته ردا على مقتل إسرائيل لقادة من حماس وحزب الله.

ولأول مرة، اعترف المسؤولون الإسرائيليون بضرب أهداف على الأراضي الإيرانية في تصعيد كبير للتوترات، على الرغم من أن إسرائيل لم تصل إلى حد ضرب منشآت الطاقة أو المنشآت النووية الإيرانية.

وتدرس إيران ردها على الضربات الإسرائيلية، حيث قال مصدر رفيع المستوى لشبكة CNN يوم الأربعاء إنها ستواجه انتقاما “نهائيا ومؤلما” من المرجح أن يأتي قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية.

وتشير تصريحات خامنئي اليوم السبت إلى خروج عن المحاولات الإيرانية الأولية للتقليل من خطورة الضربات التي نفذتها إسرائيل في 25 أكتوبر.

وفي أعقاب الضربات، اتخذ خامنئي لهجة أكثر اعتدالًا، قائلاً إنه لا ينبغي المبالغة في الهجمات أو التقليل من أهميتها.

وقال مصدر عسكري إسرائيلي يوم الخميس إن بلاده على “مستوى عال من الاستعداد” للرد من إيران. 

لكن المصدر، قال لشبكة CNN، إنهم 'ما زالوا يقيمون عملية صنع القرار في إيران' لتحديد ما إذا كان سيتم الانتقام ومتى سيحدث ؟

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيير يوم الأربعاء إنه لا ينبغي لإيران الرد على الهجمات الإسرائيلية على أراضيها، وأضافت أنه “إذا اختارت إيران الرد، فإن الولايات المتحدة ستكون على أهبة الاستعداد لمساعدة إسرائيل في دفاعها”.

وخلال الأسبوع الجاري أيضًا، قالت إيران إنها قد تزيد مدى صواريخها، وفقًا لتقرير في وسائل الإعلام التي تديرها الدولة. وقال كمال خرازي، رئيس المجلس الاستراتيجي الإيراني للعلاقات الخارجية، لقناة الميادين اللبنانية يوم الجمعة، بحسب قناة برس تي في: “إذا واجهت جمهورية إيران الإسلامية تهديداً وجودياً، فسنغير حتماً سياسة عقيدتنا العسكرية”.

وقال أيضًا إن إيران قادرة على إنتاج أسلحة نووية لكنها لا تزال مقيدة بتفويض من المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي ضد أسلحة الدمار الشامل، حسبما ذكرت قناة برس تي في.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: حماس إسرائيل ايران السفارة الأمريكية الولايات المتحدة حزب الله أعداء الولايات المتحدة

إقرأ أيضاً:

ترامب وأفورقي.. ما تخفيه الرسائل المتبادلة بين إريتريا والولايات المتحدة

كشف الدبلوماسي الإريتري السابق، فتحي عثمان، في مقال نشره في يوليو/تموز 2024، أن الرئيس أسياس أفورقي أحد أبرز خصوم السياسات الأميركية في أفريقيا، وخلال عقدين من حكمه، بعث برسالتين فقط لرؤساء أميركيين.

كانت الرسالة الأولى بعد أحداث 11 سبتمبر/أيلول 2001، عزى فيها الشعب الأميركي وأكد وقوف بلاده إلى جانب الولايات المتحدة في "حملتها ضد الإرهاب"، وأما الثانية فكانت رسالة تهنئة لدونالد ترامب بفوزه في انتخابات 2016.

وفي الأول من أغسطس/آب 2024، أضاف وزير الإعلام الإريتري يماني غبريمسقل، عبر تغريدة، رسالة ثالثة إلى القائمة، كاشفا أن أفورقي بعث بتهنئة "حارة" لترامب بمناسبة "عودته التاريخية"، وأن الأخير رد عليها بترحيب لافت. هذه اللفتة تثير التساؤلات حول المكانة الخاصة التي يحظى بها ترامب في أروقة "عدي هالو"، المقر الذي اعتاد أفورقي المكوث فيه.

يزداد هذا التساؤل وجاهة عند النظر إلى أنه عبر ما يزيد على عقدين من العلاقات المتوترة بين واشنطن وأسمرة شهدت ولاية ترامب الأولى نمطا مختلفا من التعاطي بين الطرفين، حتى وصفها الرئيس الإريتري بأنها كانت "فرصة سانحة" لانخراط أسمرة في حوار جوهري ومفتوح قوبل "برد فعل إيجابي" من واشنطن.

وزير الإعلام الإريتري يمان غبريمسقل كشف عن رسالة جديدة من أفورقي إلى ترامب (دويتشه فيله)الرجل القوي

وفي سبيل البحث عن إجابة، يشير بعض المراقبين إلى أنه رغم التباين الكبير بين موقفي إريتريا والولايات المتحدة من العديد من القضايا ومؤشر العلاقة الذي يتذبذب منذ عقدين بين البرود والعداء الصريح، فإن من المفارقات اللافتة للنظر وجود سمات شخصية وفكرية مشتركة تجمع بين كل من أفورقي وترامب، والتي تمهد الأرضية للتقارب بينهما.

يأتي على رأس هذه السمات النزعة الواضحة نحو نموذج "الرجل القوي" وما يرتبط به من شخصنة السياسات، حيث يصف العديد من الدبلوماسيين الإريتريين السابقين عملية صنع السياسة الخارجية في إريتريا بأنها شديدة المركزية ومرتبطة بمكتب أفورقي مباشرة والذي يضع خططها العامة والتفصيلية في بعض الملفات.

إعلان

من جانبه، ورغم عمله في نظام ديمقراطي، فغالبا ما دأب الرئيس الأميركي على النقد المرير لمؤسسات الدولة والدعوة إلى إعادة تنظيمها وفقا لرؤيته الخاصة، وتشير دراسة صادرة عن مجلة "أوروبا الوسطى للدراسات الدولية والأمنية" إلى تعزيز ترامب مركزية القرار في يده وحده عند إدارته للسياسة الخارجية مبتعدا عن الهياكل الرسمية التقليدية.

هذا الإعجاب بنموذج الرجل القوي أشار إليه أستاذ التاريخ بجامعة نورث كارولينا بنيامين سي. ووترهاوس، متحدثا عن أن منتقدي ترامب لاحظوا أنه كان يُشيد باستمرار بالحكام المستبدين والدكتاتوريين الأجانب، بينما يبدو أنه يُسيء إلى حلفائه التقليديين والقادة الأجانب المنتخبين ديمقراطيا، مُعتبرا إياهم ضعفاء وغير فعالين.

ترامب وصف المؤسسات الدولية بأنها "بالية" أو "منحازة" ضد الولايات المتحدة واتهمها باستنزاف موارد بلاده (الفرنسية)سمات فكرية مشتركة

هذا الموقف من المؤسسات الداخلية نجد أصداء شبيهة له في ما يتعلق بموقف الزعيمين من "الخلل" في النظام الدولي ومؤسساته، فأفورقي عرف بانتقاده اللاذع لما يراه هيمنة غربية، واعتباره المؤسسات الدولية، كالأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، غير فعالة في معالجة قضايا التنمية أو الأمن في أفريقيا بشكل عادل.

أما ترامب، فإنه لم يتردد في وصف هذه المؤسسات بأنها "بالية" أو "منحازة" ضد الولايات المتحدة، متهما إياها باستنزاف موارد بلاده دون مردود حقيقي.

جانب آخر من التوافق بين الرئيسين يتمثل في موقفهما من سياسات الحزب الديمقراطي ولا سيما الثنائي أوباما وبايدن، حيث شهدت أسمرة في عهد الأول المساهمة الأميركية في تعرضها لعقوبات دولية لمرتين في حين فرضت إدارة بايدن عقوبات أخرى عام 2021 طالت عددا من كبار الشخصيات في المؤسسات العسكرية والاقتصادية والحزب الحاكم في إريتريا.

هذا الموقف الإريتري من إدارتي أوباما وبايدن يعزوه تحليل على موقع "ديموكراسي إن أفريكا" إلى محاولتها فرض الأجندة المتعلقة بالديمقراطية وحقوق الإنسان من خلال أدوات الدبلوماسية الخارجية، في حين يشير البروفيسور إندرجيت بارمر إلى رفض إدارة ترامب "القاطع" منهجية الليبراليين في تغيير الأنظمة، رغم الانتقائية التي وسمت جهودها.

الخطاب المفعم بالحديث عن أهمية السيادة الوطنية يمثل عاملا مشتركا آخر يربط بين الرجلين، حيث يؤكد أفورقي في مقابلاته وخطاباته على أهمية السيادة الوطنية ورفض التدخلات الخارجية، في حين يمثل "اجعل أميركا عظيمة مرة أخرى" جوهر خطاب ترامب القائم على إعادة تمركز السياسة الأميركية حول المصالح الوطنية والأمن الاقتصادي والسياسي.

أفورقي عرف بانتقاده اللاذع لما يراه هيمنة غربية واعتباره المؤسسات الدولية غير فعالة في معالجة القضايا في أفريقيا بشكل عادل (الفرنسية)نوبل للسلام.. حلم قديم

تبدو دوافع ترامب للتعاطي الإيجابي مع الرسالة الإريترية متعددة ومتشابكة، وفي مقال له يشير قائد فريق أفريقيا لمشروع التهديدات الحرجة في معهد "أميركان إنتربرايز"، وليام كار، إلى أن تصاعد التوترات في شمال إثيوبيا ينذر باندلاع صراع جديد قد يُعرّض أولويات واشنطن في منطقة القرن الأفريقي للخطر.

إعلان

وقد يمثل إحداث اختراق في جدار الأزمة الإريترية الإثيوبية الصلب بطاقة الفوز بجائزة نوبل للسلام التي طالما تطلع إليها ترامب، والتي عبرت عنها صراحة المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت قائلة "حان الوقت كي ينال دونالد ترامب نوبل السلام"، موضحة أن ترامب أشرف منذ 20 يناير/كانون الثاني على إبرام "وقف إطلاق النار أو اتفاق سلام في الشهر الواحد".

هذه التطلعات تتجاوب مع "خيبة أمل" قديمة عبر عنها ترامب بنفسه في يناير/كانون الثاني 2020 تعليقا على فوز آبي أحمد بجائزة نوبل للسلام في العام السابق قائلا "لقد عقدتُ صفقة، وأنقذتُ بلدا، وسمعتُ للتو أن رئيس ذلك البلد سيحصل الآن على جائزة نوبل للسلام لإنقاذه البلاد. فقلتُ ماذا! هل لي علاقة بالأمر؟ نعم، لكن كما تعلمون، هكذا تجري الأمور".

من الجدير بالذكر أن اتفاق السلام الإريتري الإثيوبي المبرم عام 2018 تم إبان ولاية ترامب الأولى وهو المعني بكلامه السابق حول جائزة نوبل للسلام.

وكان من المثير للانتباه أن تلميحات لدور ما لترامب في السلام وردت في تهنئة أفورقي للرئيس الأميركي، واصفا انتخابه بأنه "جاء في مرحلة حرجة، حيث أصبح السلام العالمي أكثر أهمية من أي وقت مضى".

ترامب يأمل في الفوز بجائزة نوبل للسلام (الجزيرة)بوادر سياسة أميركية لاحتواء أسمرة

مثلت المواجهة مع الصين ملمحا بارزا في تشكيل إستراتيجيات الشؤون الخارجية لإدارة ترامب الأولى، حيث شكل القرن الأفريقي إحدى الساحات المحتدمة لهذه المواجهة، عندما أطلقت استضافة جيبوتي للقاعدة العسكرية الأولى لبكين بالخارج عام 2017 أجراس الإنذار في واشنطن ودفعت إدارة الرئيس الأميركي إلى إصدار إستراتيجيتها الأفريقية عام 2018.

وبالنظر إلى استحواذ العمل على الحد من النفوذ الصيني في المناطق الإستراتيجية، ومنها القرن الأفريقي، على جانب رئيسي من سياسات ترامب الدولية، فإن العمل على احتواء أسمرة قد يعد إستراتيجية بديلة عن عصا العقوبات التي رفعتها إدارة جو بايدن في وجه النظام الإريتري، الذي وقع عام 2021 على مذكرة تفاهم مع بكين للانضمام إلى مبادرة الحزام والطريق عقب مغادرة ترامب البيت الأبيض وبعد تأجيل لسنوات.

هذا التوجه الأميركي نحو محاولة احتواء أسمرة والابتعاد عن سياسة العقوبات التي اتبعتها الإدارة الديمقراطية السابقة تجسده تعبيرات رسالة ترامب التي ركزت على "عكس الضرر السلبي والضار الذي أحدثته إدارة بايدن في جميع أنحاء العالم".

في حين أبرزت تداعيات طوفان الأقصى الأهمية الأمنية المركبة للقرن الأفريقي فيما يتعلق بمجموعة من الملفات الإستراتيجية لواشنطن، على رأسها أمن الملاحة الدولية مع الاضطراب الذي أثاره استهداف الحوثيين للمصالح الإسرائيلية العابرة من باب المندب، ومن جهة أخرى كشف استهداف الحوثيين لإسرائيل مباشرة عن التشابك الأمني الوثيق بين جنوب البحر الأحمر والشرق الأوسط.

وفي هذا السياق، كان لافتا إشارة ترامب في رسالته إلى أفورقي إلى استعداد إدارته لإعادة تأسيس علاقة وطنية محترمة ومنتجة بين الولايات المتحدة وإريتريا "على أساس الصدق والاحترام والفرص لتحسين السلام والازدهار في منطقة القرن الأفريقي والبحر الأحمر".

إريتريا وقعت عام 2021 على مذكرة تفاهم مع بكين للانضمام إلى مبادرة الحزام والطريق (الجزيرة)دوافع أفورقي

رغم الغموض الذي يحيط بالدوافع المحركة للرئيس الإريتري في محاولة التقارب مع الولايات المتحدة، فإن العديد من المراقبين يرون أن أسمرة قادرة على طرح نفسها كشريك يوصف بأنه جزيرة مستقرة في محيط مضطرب تهدد الحروب فيه الوحدة الترابية لأكبر دولتين في الجوار إثيوبيا والسودان.

ويعيش جنوب البحر الأحمر حالة من القلقلة الأمنية على وقع الهجمات الحوثية، ووسط كل ذلك تنخرط أسمرة بعمق في ملفات المنطقة الساخنة في السودان والصومال وإثيوبيا وحوض النيل.

إعلان

كما أن هذه المرحلة تعد فرصة للتواصل مع واشنطن التي لم تتضح بعد ملامح إستراتيجيتها تجاه القرن الأفريقي وجنوب البحر الأحمر، حيث تواردت الأنباء عن نشاطات دبلوماسية للعديد من الأطراف في المنطقة ساعية لموضعة نفسها ضمن الرؤية الأميركية للمنطقة.

وبالنظر إلى الصراع الإريتري الإثيوبي المزمن والذي تراقص فيه الخصمان على حافة الحرب طوال العام الماضي فإن تحسين العلاقات مع واشنطن وسيلة لإقناع الأخيرة بصحة موقف أسمرة ولقطع الطريق على الأطراف ذات الخصومة معها التي تمارس، وفقا لأفورقي، "ضغوطا نشطة ضد أهدافنا المنشودة، وتُروّج للتشويهات، وتسعى إلى عرقلة أي مشاركة جادة" لبلاده مع الولايات المتحدة.

وكانت صحيفة أديس ستاندارد الإثيوبية نشرت في مطلع يوليو/تموز نداء دبلوماسيا من وزير الخارجية الإثيوبي جيديون تيموثوس إلى نظيره الأميركي ماركو روبيو اتهم فيه إريتريا بـ"الاستفزازات المتكررة" و"الاحتلال الإقليمي" ورعاية وكلاء من الجماعات المسلحة لزعزعة استقرار إثيوبيا، فيما وصفته وزارة الإعلام الإريترية بأنه "خدعة مكشوفة" لتبرير "أجندة حرب طويلة الأمد".

وفي مقابلته مع التلفزيون المحلي قبل أيام من الكشف عن الرسائل المتبادلة بينه وبين ترامب، شن أفورقي هجوما غير مسبوق على رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد واصفا تصريحاته بـ"الطفولية" وبالهرب من أزماته الداخلية.

وفي هذا السياق، يرى مراقبون أن أسمرة ستعمل على إقناع واشنطن ببذل الجهود للحيلولة دون لجوء إثيوبيا إلى أي خيارات عسكرية ضد إريتريا، حيث أشار أفورقي إلى أن الروايات الإثيوبية عن دعم واشنطن لمساعي أديس أبابا في الوصول إلى منفذ بحري "مضللة وبعيدة كل البعد عن الموقف الأميركي الفعلي".

وكان وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو قد أكد في اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في 22 يوليو/تموز على "أهمية الحوار والاستقرار الإقليمي" للاستثمارات الأميركية المحتملة في بلاده.

أفورقي (يسار) شن هجوما غير مسبوق على آبي أحمد واصفا تصريحاته بـ"الطفولية" وبالهرب من أزماته الداخلية (أسوشيتد برس)الرقص وسط حقل من الألغام

بعد كل ما سبق، تبدو التحركات الأميركية الإريترية في مرحلتها الأولى، حيث وضح أفورقي أن خطته هي استئناف التعامل مع الإدارة الأميركية في العام القادم في مخاض يبدو أنه لن يكون يسيرا، وهو ما يستشف من وصفه للمناخ السياسي في واشنطن بأنه "في حالة من التقلب"، وأن التطورات عرضة للتأثر بالعديد من الشكوك.

وقد رجحت ورقة بحثية بعنوان "سياسة ترامب المحتملة تجاه القرن الأفريقي: أولوية المصالح الأميركية وسط الرهانات الإقليمية" نشرت مطلع هذا العام، تشديد إدارة ترامب العزلة على أسمرة لأسباب منها تزايد تقاربها مع المحور الصيني الروسي وتراجع حماسة حلفاء واشنطن الإقليميين لأداء أدوار فاعلة لجهة إعادة إدماج إريتريا مع محيطها الإقليمي، وتأزُّم علاقاتها مع جارتها الإثيوبية.

وفي هذا السياق، تبدو العلاقة مع بكين وموسكو حقلا من الألغام تسير عليه هذه المحاولات الوليدة، حيث يشير الدبلوماسي الإريتري السابق فتحي عثمان إلى أن المقابل الذي سيطلبه ترامب سيكون التخلي عن الحليف الصيني وطرد الشركات الصينية من البلاد، إضافة إلى تجاهل مبادرة طريق الحرير الصينية، مع إمكانية غض النظر عن علاقات إريترية روسية بسقف محدود.

ويرى مراقبون إريتريون أن هذا الثمن سيكون من الصعب على أسمرة تقبله نظرا لعدم الثقة العميقة بينها وبين واشنطن، و"العقيدة" الرسمية المتكررة في كل مقابلات الرئيس الإريتري والتي تنص على استهداف الولايات المتحدة للكيان الإريتري منذ خمسينيات القرن الـ20، وانحيازها الدائم طوال تلك الأعوام إلى جانب إثيوبيا حليفها التقليدي في المنطقة، وهو اختبار قد يتكرر من جديد في حال اتخاذ التوتر بين أسمرة وأديس أبابا منحى دمويا من جديد.

مقالات مشابهة

  • تقرير حقوق الإنسان الأمريكي: عنف "إسرائيل" بالضفة في أعلى مستوياته
  • الأمم المتحدة تحذّر إسرائيل من إدراجها في تقرير حول العنف الجنسي المرتبط بالنزاعات
  • مصر تقول إنها تعمل مع قطر والولايات المتحدة لإحياء خطة الهدنة في غزة لمدة 60 يوما
  • غوتيريش يحذّر إسرائيل من احتمال إدراجها في تقرير أُممي حول العنف الجنسي
  • جنرال إسرائيلي: لماذا لم تُهزم “حماس” بعد كل الضربات التي تلقتها؟
  • إسرائيل تبرر استهداف 6 صحفيين في غزة باتهامات باطلة | تقرير
  • جنرال إسرائيلي: لماذا لم تُهزم حماس بعد كل الضربات التي تلقتها؟
  • وزير دفاع إسرائيل يهدد خامنئي: اخرج من المخبأ وانظر للسماء
  • مانشستر سيتي يترقب موقف فودين.. الإصابة قد تبعده عن ضربة البداية
  • ترامب وأفورقي.. ما تخفيه الرسائل المتبادلة بين إريتريا والولايات المتحدة