في سوق المزارعين بمدينة وودبريدج شمال فرجينيا، وعلى بُعد أقل من 40 دقيقة عن البيت الأبيض في العاصمة واشنطن، تعرض خضروات وفواكه ومنتجات فلاحية أخرى، كما هو حال أسواق مزارعين في أماكن أميركية كثيرة، لكن أيضا يوجد جواب عن سؤال قد يحير كثيرين: لماذا ينتخب الأميركيون رئيسهم يوم ثلاثاء، وفي مطلع نوفمبر بالتحديد.

حكاية الثلاثاء

يأتي المزارعون لأسواقهم الخاصة في أيام السبت أو الأحد غالباً، محمّلين بمنتوجاتهم وبضائعهم في محاولة لبيعها أو الحصة الأكبر منها خلال ساعات قليلة لا تتعدّى الست في معظم الأحيان.

أكثرهم ورث ذلك عن آبائه وأجداده من المزارعين منذ القرن السابع عشر، لتصبح أسواقهم حينها، وخلال القرنين الثامن والتاسع عشر، محركاً بارزاً للاقتصاد الوطني وكذلك ملتقى اجتماعياً وثقافياً يعرّف الناس بعضهم ببعض، ويمنحهم فرص تبادل المعرفة والمهارات.

ولارتباطهم بنشاطهم الفلاحي والتجاري أيام السبت والآحاد، تقرر أن يكون يوم الانتخابات في الثلاثاء، حينما يتاح لهم التخفف من كل أعباء عملهم.

"الأبالاتشيون".. من هم وكيف يؤثرون في الانتخابات الأميركية؟ على الرغم من أن منطقة "الأبالاتش" تلتفُّ جغرافياً حول سلسلة جبال ممتدة من نيويورك إلى شمال ألاباما في الجزء الشرقي من الولايات المتحدة الأميركية، إلا أن ساكني هذه المنطقة يجتمعون تحت مظلة أشد وطأة وأثقل وزناً من سلسلة جبلية تمتد على 2400 كيلومتر، كما يبرز ثقلهم الانتخابي في ظل وضعهم الذي كانت قد وجهت صورة الطفل بيلي أعين الأميركيين نحوه.

ففي 1845، أقر الكونغرس قانونا فيدرالياً يتخذ الثلاثاء الأول من شهر نوفمبر يوماً للانتخابات الرئاسية، التي تختم مرحلة التصويت المبكرّ الذي يجري حالياً في جميع الولايات الأميركية باستثناء ألاباما ونيوهامشبير وميسيسيبي.

قبل ذلك العام، كان يُسمح للولايات الأميركية بإجراء الانتخابات في أي وقت تريد خلال 34 يوما قبل أول أربعاء من شهر ديسمبر، لكن هذا النظام شابته عيوب، إذ يمكن أن تؤثر معرفة نتائج التصويت المبكر على نسبة الإقبال والتأثير على الرأي في الولايات التي أجرت انتخابات متأخرة، كما يمكن للناخبين أنفسهم في اللحظة الأخيرة حسم النتيجة النهائية للانتخابات، بحسب موقع "تاريخ/هيستري"

وبسبب عمل أغلبية الأميركيين في الزراعة أواخر القرن التاسع عشر، ورغبة المشرّعين في أن تتيسّر عملية الاقتراع زمانياً ومكانيا للجميع، رأوا أن عطلة نهاية الأسبوع غير مناسبة، لأن معظم الناس يقضون وقتهم في الكنيسة يوم الأحد.

كذلك، فقد كان الأربعاء هو يوم السوق بالنسبة للمزارعين، ما يجعل الثلاثاء الخيار الأفضل، خصوصاً أن الوصول لمراكز صناديق الاقتراع كان يتطلب السفر مدة طويلة لأغلب المزارعين.

وهكذا، يقضي المزارع يوم الأحد في الكنيسة، ويسافر الاثنين لأقرب مركز انتخاب، ويصوّت الثلاثاء، وفي اليوم التالي يذهب للسوق.

أما شهر نوفمبر، الذي يمثل أواخر شهر الخريف، فإنه كذلك نهاية مواسم الحصاد، ما يعني أن المزارعين يملكون الوقت للانتخاب، فضلا عن كونه أفضل من ديسمبر مثلاً من حيث الطقس الذي قد يصعّب حركة الناس من مكان لآخر.

زمن آخر

تبدو هذه الأسباب غريبة اليوم عن إيقاع الحياة السريع في الولايات المتحدة، وعن طبيعة الانتخاب الذي يتم بريدياً وحضورياً منذ أكثر من 100 عام، حتى أن فكرة تأثير التصويت المبكر التي أسست لتغيير موعد الانتخابات لا تمثلّ اليوم مشكلة وسط زخم استطلاعات الرأي والنتائج الأولية للانتخاب المبكر وحملات الدعاية الانتخابية التي تتجاوز حدود التجمعات الانتخابية في كبريات المدن.

الانتخابات الأميركية.. أرقام مهمة قبل "الثلاثاء المرتقب" مع اقتراب الموعد الرسمي للانتخابات العامة الأميركية، لايزال السباق يشهد منافسة محمومة بين مرشحة الحزب الديمقراطي، نائبة الرئيس، كامالا هاريس، ومنافسها مرشح الحزب الجمهوري، الرئيس السابق، دونالد ترامب.

لكن، مما لا يزال حاضراً هو التأثير المهم للمزارعين الأميركيين على اختيار قاطن البيت الأبيض، أولاً بسبب دورهم في الاقتصاد الأميركي وتحقيق الأمن الغذائي والتجارة الخارجية، وثانياً لتركز أغلبيتهم في مناطق جغرافية لها حصة كبيرة في أصوات المجمع الانتخابي مثل أوهايو وأيوا وكارولينا الشمالية وبنسلفانيا.

لذلك، فإن المزارعين يتطلعّون في العادة إلى التسهيلات والخدمات التي ستتيحها لهم سياسات الرئيس الجديد، والبرامج الانتخابية لنوّاب الكونغرس.

وأكثر القضايا التي تؤثر عليهم تتعلق بالسياسات التجارية والزراعية والطاقة والهجرة والسياسات البيئية.

المصدر: الحرة

إقرأ أيضاً:

محافظ المنوفية يلتقى وفد الحملة القومية للكشف المبكر عن الأورام السرطانية

استقبل اللواء إبراهيم أبو ليمون محافظ المنوفية في مكتبه وفد الحملة القومية للكشف المبكر عن الأورام السرطانية “من بدري أمان”، وذلك لمناقشة الترتيبات التنظيمية واللوجستية الخاصة لانطلاق فعاليات الحملة بمحافظة المنوفية خلال الفترة من يوم السبت 14 وحتى الخميس 19 يونيو تنطلق حملة "من بدري أمان"، يأتى ذلك في إطار توجيهات القيادة السياسية بضرورة التوسع في المبادرات الصحية والوصول بالخدمات الطبية إلى كل مواطن في مختلف المحافظات، جاء ذلك بحضور الدكتور عمرو مصطفى مدير مديرية الصحة، الدكتورة مني خليفة مدير الإدارة العامة للمبادرات الصحية، الدكتورة سوزي حامد منسق عام المبادرات الرئاسية بالمنوفية، الدكتور محمد أبو الفتوح استاذ علاج الأورام جامعة المنوفية، الدكتور هشام توفيق استاذ علاج الأورام بجامعة طنطا، الدكتور خالد عبد العزيز المدير التنفيذي لمبادرة الكشف المبكر وعلاج الأورام السرطانية، الدكتور محمد العزب منسق لجنة سرطان عنق الرحم، الدكتورة هالة حسين سكرتير عام الجمعية المصرية لمنظار عنق الرحم، الدكتورة نانى عمر مدير وحدة تقييم الأداء للمبادرات الرئاسية، الدكتورة أميرة رفعت منسق مبادرة الأورام، الدكتورة أمانى عياد منسق مبادرة صحة المرأة.

وخلال الإجتماع، تم إستعراض أهداف المبادرة وخطة العمل خلال الفترة المقبلة وآليات تنفيذها وتوسيع نطاق الخدمات لتشمل كافة مناطق المحافظة، وأكد الوفد أن الحملة لا تقتصر فقط على الفحص والعلاج، بينما تغطي المبادرة أيضًا الكشف المبكر عن أورام الرئة والقولون وعنق الرحم، وتشمل توفير التطعيم الوقائي من فيروس الورم الحليمي البشري، والذي يُعد المسبب الأول لسرطان عنق الرحم، للفتيات من سن 9 إلى 15 عامًا، مؤكداً أن جميع هذه الخدمات تقدم بالمجان وفق معايير طبية دقيقة، بالإضافة إلى تدريب الرائدات الريفيات على آليات نشر التوعية المجتمعية وتعريف المواطنين بأهمية الكشف المبكر وأماكن تقديم الخدمات الصحية لضمان وصول الرسائل الصحية بشكل فعال إلى أكبر عدد من المواطنين خاصة في المناطق الأكثر حاجة.

كما أكد مدير مديرية الصحة، أن مديرية الصحة بدأت استعداداتها بالتنسيق مع الجهات التنفيذية لتفعيل المبادرة في جميع الإدارات الصحية، ومن المقرر ان تكون الحملة في الفترة من السبت 14/6 وحتى الخميس 19/6 في مستشفيات(قويسنا المركزي، منوف العام، السادات المركزي).

وأشاد المحافظ بالدور الوطني الكبير لهذه المبادرة، مشددًا على أن صحة المواطن هي الركيزة الأساسية لأي نهضة تنموية، مؤكدًا على تقديم كافة أوجه الدعم للمبادرة والتضافر بين الجهات التنفيذية والصحية لإنجاح الحملة وتحقيق أهدافها المنشودة فى تحسين صحة المرأة المصرية والحد من انتشار الأمراض السرطانية في مراحلها المتقدمة.

مقالات مشابهة

  • محافظ المنوفية يلتقى وفد الحملة القومية للكشف المبكر عن الأورام السرطانية
  • بدء خطط التكامل بين الزراعة الآلية وتحسين الأراضي لخدمة المزارعين
  • آمنة الضحاك: الإمارات تحقق نجاحات ملموسة في دعم المزارعين
  • شون وصوامع البحيرة تستقبل 290 ألف طن قمح من المزارعين
  • تمديد اعتقال زوجة الشهيد الأسير وليد دقة حتى الثلاثاء المقبل
  • انطلاق تصوير فيلم الست لما لـ يسرا الثلاثاء المقبل
  • الثلاثاء..محاكمة المتهمين بالنصب على المواطنين بانتحال صفة رجال شرطة
  • المؤتمر الزراعي الإماراتي.. حلول مستدامة للقطاع ودعم المزارعين
  • موعد عطلة عيد الأضحى بالقطاع الخاص في الإمارات
  • تحوّل نوعي... أول فحص دم يتيح التشخيص المبكر لمرض الزهايمر