نظم اتحاد عمال تحالف الأحزاب المصرية، برئاسة أحمد فاوي الضبع، أمين العمال بحزب إرادة جيل، اجتماعًا، مساء أمس، السبت، لبحث عدد من القضايا العمالية، سبيلًا للإسهام في وضع حلول لها، ولاسيما وأن العمال لهم دور كبير في تثبيت دعائم التنمية التي تنشدها الدولة المصرية على الدوام.

زيادة التوعية بين العمال

حضر الاجتماع، النائب تيسير مطر، أمين عام تحالف الأحزاب المصرية، ورئيس حزب إرادة جيل، ووكيل لجنة الصناعة بمجلس الشيوخ، والدكتور محمد أبو العلا، رئيس الحزب العربي الديمقراطي الناصري، والأستاذ خالد حافظ رئيس حزب الشعب الديمقراطي، واللواء محسن الفحام، نائب رئيس حزب إرادة جيل، وممثلو أمانتي العمال والمرأة بأحزاب التحالف البالغة نحو 42 حزبًا سياسيًا.

بدوره، تقدم أحمد فاوي الضبع، أمين العمال بحزب إرادة جيل، ورئيس اتحاد عمال تحالف الأحزاب المصرية، بالشكر لكل الحضور، مؤكدًا أنه يتم الحرص على تنظيم الاجتماع شهريًا وذلك للمتابعة الدورية للقضايا العمالية ومناقشتها، من منطلق الدور الحزبي الكبير في أن يكون وسيطًا بين قضايا العمال وصناع القرار، على المستوى السياسي والنيابي.

تحقيق حياة كريمة للعمال

وخلال الاجتماع، أقر المجتمعون، بضرورة حصول العمال على الحلق الكامل ماديًا ومعنويًا وتطبيق الحد الأدنى للأجور وتطبيق القانون، وكذلك وفقًا لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي، الذي لطالما يطالب بضرورة تحقيق حياة كريمة للعمال الذين يمثلون عصب التنمية ودعائمها الأساسية وأنهم لهم حق كامل على دولتهم يتفرع عنه استحقاقات يجب الحصول عليها.

ورفض أمناء العمال بتحالف الأحزاب المصرية، أية إجراءات من شأنها تعطيل مسيرة العمل والإنتاج، سبيلًا للمطالبة بأية حقوق، حتى وإن كانت تلك الإجراءات قانونية، ولاسيما في ضوء التحديات التي تواجه الدولة المصرية، مطالبين بضرورة زيادة التوعية بين العمال، ولفتوا إلى ضرورة تنشيط الأداء النقابي وأن يكون معبرًا بحق عن حقوق العمال، في ضوء ما يعانيه بعض العمال من ضعف أداء بعض النقابات العمالية وبالتالي تفتقد مهامها في أن تكون صوتًا لهم.

تنشيط الأداء النقابي

بدوره، قال النائب تيسير مطر، أمين عام تحالف الأحزاب المصرية، إن العامل بالنسبة لنا «شريك نجاح» وعلى الجميع توقيره وتقديره بما يستحق، لافتًا إلى أن فشل أي منظومة ليست من العامل وإنما من مجلس إدارة المؤسسة، مطالبًا بتنشيط الأداء النقابي، ومؤكدًا أن بعض النقابات العمالية لا تقوم بدورها بالشكل الصحيح وهو سبب أزمات العمال

ووجه أمين عام تحالف الأحزاب رسالة لمجالس إدارة الشركات بالقول: «اتقوا الله في عمالنا واقلع الجاكيت وطبطبوا عليهم»، مؤكدًا أن النقابات التي تتحول لأن تكون رئيسة على العمال «فاشلة»، ويجب أن تكون علاجا وقائيًا لمشاكلهم.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: إرادة جيل النائب تيسير مطر محسن الفحام الأحزاب المصرية تحالف الأحزاب المصریة حزب إرادة جیل

إقرأ أيضاً:

حجرُ الأحزاب في بركة السياسة

12 دجنبر، 2025

بغداد/المسلة:

رياض الفرطوسي

من قبل سقوط النظام كان الحزب أشبه بصوتٍ واحدٍ يعلو فوق الجميع: لا يُناقَش، لا يُجاوَر، ولا يُزاحم. المعارضات كانت في المنافي، تُراكم ضوءها على نارٍ صغيرة، تنتظر لحظة العودة. لكن حين انهار الباب الحديدي عام 2003، لم تخرج السياسة بهدوء… بل انفجرت، وانفتح

المشهد حتى كاد يتشظّى من فرط الكثرة.

ظهرت الأحزاب كما لو أن الأرض أفرزتها دفعة واحدة: مئات اللافتات، عشرات الزعامات، وخطابات تتشابه حتى يُظنّ أنها خرجت من ورشةٍ واحدة. وبدلاً من أن تُحدث هذه الكثرة موجة حياةٍ سياسية، صنعت دوامةً بلا اتجاه. كل حزب يحمل هدفاً، وكل هدف يذوب بين الطائفة والهوية والغنيمة.

ثم جاء الشباب… لا كما حلمنا أن يأتوا، لا بوصفهم طلائع تُضيف معنى وتبني فكرة. جاءوا متعبين، يبحثون لا عن مشروعٍ ولا عن دور، بل عن «موقع» أو «فرصة» أو (امتياز). في زمنٍ صارت فيه الأحزاب بواباتٍ للترقي الوظيفي لا للارتقاء الفكري، وفي زمن صار فيه (الانتماء) بطاقةً للعبور أكثر منه إيماناً بمبادئ.

هكذا انقلب المشهد: بدلاً من أن تكون الطلائع الشابة رافعةً تعيد للحزب روحه، صار الحزب هو من يُغذي الأعضاء بالوعود والمغانم، حتى تفَرَّغت الأحزاب من مضمونها التربوي والفكري، وصارت أقرب إلى شبكاتٍ تنظيميةٍ تبحث عن القوة العددية أكثر مما تبحث عن القوة الأخلاقية.

ومع ولادة كل قضية اجتماعية، تولد معها أحزاب جديدة تقدم (رؤى للحل) على الورق، لكنها في العمق تتزاحم على صوتٍ واحد: صوت النفوذ. تاريخ الأحزاب يمتد عبر العصور، سريةً وعلنية، لأنها الوسيلة الأكثر منطقية حين تعجز قوة الفرد عن مواجهة الدولة أو المجتمع أو الخارج. هذا ما نعرفه نظرياً… لكن الواقع العراقي تَفَصَّل بطريقةٍ أخرى.

ففي ظل العراق الجديد، لم تعد الأحزاب فقط كيانات سياسية تُحاول أن تُمثّل جماهيرها. صار بعضها (أحزاباً صغيرة) تُنشئها الأحزاب الكبيرة، كظلالٍ لها: واجهات تُبرقِع المسارات، أو أدوات لتشويش الخريطة، أو إشارات تُوحي بأن هناك «تنوعاً» بينما هو تنسيقٌ مقنّع. لعبةٌ تُؤدى على مسرح كبير، لا يعرف الجمهور تماماً من الذي يكتب النص.

وحين يعجز الحزب عن تمثيل الحقيقة المجتمعية — حين يفشل في صقل طبقته المستهدفة، أو يعجز عن تقديم قراءة ثاقبة للحدث — يذوي حوله الجمهور شيئاً فشيئاً. يبتعد الناس كما يبتعد الطير عن شجرة لم تعد تعطي ظلاً. لا يبقى سوى الهياكل: مقرات بلا فكرة، شعارات بلا روح، ووجوهٌ تُكرر ما لا تؤمن به.

يزداد هذا التآكل حين يتحول الخطاب إلى ازدواجية: قولٌ في العلن و قولٌ آخر في السر، وعندما يتجاور النفاق السياسي مع الجهل الثقافي، في مساحةٍ تتداخل فيها النخب السياسية مع النخب الثقافية دون أن تنتج رؤية مشتركة. إنها مساحةٌ ضبابية لا تُنتج فكراً ولا تفتح أفقاً. وحين نصل إلى الجذر العميق للأزمة، نجد أن تغييب الفرد في ثقافتنا كان عاملاً حاسماً في إجهاض أي تعددية سياسية حقيقية. نحن، بثقل الموروث، لم نمنح الفرد فرصة ليقف مستقلاً، ربّيناه ليكون ظلّ جماعته لا صوته الخاص. وفي اللحظة التي يحاول فيها اتخاذ قرار، تنهض العائلة والعشيرة والطائفة لتعيده إلى (الحظيرة) القديمة. وهكذا ينمو الفرد نصف مكتمل: يتكلم بثقة، لكنه يتصرف بتردد. وفي غياب الفرد الحرّ، تتولد أحزاب بلا روح، هياكل بلا مشروع، وتيارات تذوب عند أول امتحان. فالتعددية تحتاج أناساً أحراراً لا مجموعات تتحرك بدافع العرف والولاء. ولذلك لم تكن التعددية عندنا مشروعاً سياسياً بقدر ما كانت زينة لغوية… بينما التعدد الحقيقي الوحيد الذي نجحنا فيه، وبامتياز مبهر، هو تعدد الزوجات.

اليوم، يبدو العراق كبركةٍ طال سكونها، تحتاج إلى حجرٍ يُلقى فيها لا ليُحدث ضجيجاً عابراً، بل ليوقظ الماء من غفوته الطويلة. حجرٌ لا يُضيف حزباً إلى ازدحام الأحزاب، بل يضيف فكرة إلى جفاف الأفكار؛ حزبٌ يعيد للمثقفين مكانتهم الطبيعية في قيادة المزاج العام، وينهض بالطبقة الوسطى من سباتها، ويصلُ بالشباب إلى المعنى قبل المصلحة، ويُعيد تعريف الولاء باعتباره انتماءً للدولة لا ارتهاناً لسلطاتها العارضة. حزبٌ يمنح السياسة وجهاً يشبه حياة الناس، لا تشبه مقايضات السياسيين.

قد لا يتغيّر شكل الماء عند أول ارتجاجة، لكن ما في القاع سيتحرّك، وسيعرف السكون أن زمنه لم يعد مطلقاً. والعراق، بعد هذه السنوات الثقيلة، يستحق ارتجافةً تعيد إليه نبضه، وتذكّره بأن المعنى يمكن أن يعود… إذا وُجد من يملك الشجاعة ليرمي الحجر.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author زين

See author's posts

مقالات مشابهة

  • تعلن المحكمة العمالية أن على المطعون ضدها الجمعية الوطنية للقابلات الحضور إلى المحكمة
  • مدبولي يوجه بدعم وزيادة حجم الأنشطة والخدمات لمواطني المحافظات الحدودية
  • بيان رسمي.. الكهرباء ترد على ادعاء تغيير العدادات وزيادة أسعار الشرائح
  • حسان يعقد اجتماعاً طارئاً لوقف بيع المدافئ غير الآمنة
  • تعلن المحكمة العمالية بالأمانة بأن على/ الجمعية الوطنية للقابلات اليمنيات الحضور إلى المحكمة
  • الإعيسر: رسالة شعبنا اليوم من كل أرجاء المعمورة واضحة، الصمود خيار، والانتصار إرادة
  • نائب وزير الإسكان يعقد اجتماعا لمتابعة الاحتياجات من الطلمبات لشركات مياه الشرب والصرف الصحي
  • البعثة الأممية تشيد باستئناف الانتخابات البلدية وتدعو لضمان أمنها واحترام إرادة الليبيين
  • حجرُ الأحزاب في بركة السياسة
  • تنمية المشروعات يعقد اجتماعا موسعا مع أصحاب المشروعات الابتكارية | تفاصيل مهمة