القيادة الرشيدة: سِرُّ استمرارية الحركات وصمودها
تاريخ النشر: 5th, November 2024 GMT
رهيب التبعي
في تاريخ الأمم والشعوب، تبرز بعض الحركات التي تملك القدرة على الصمود في وجه الأزمات، وتبقى قويةً رغم التحديات الكبيرة، وسببُ ذلك يعودُ إلى الرؤية الحكيمة والقيادة الرشيدة التي تعتمدُ على اختيار نواب ومساعدين أكفاء يحملون نفسَ الرسالة والقيم.
هذه القيادة تعرف أن دوام الحركة واستمرارها مرتبطٌ بوجود خلفاء مستعدين لتحمل المسؤولية إذَا ما فقد القائد.
فالقائد الحقيقي هو الذي يرى مصلحةَ الأُمَّــة وحركتَه فوق مصالحه الشخصية، ويدرك أن الاستمرارية تعتمد على وجود قادة آخرين أكفاء. إنه لا يخشى مشارَكةَ السلطة مع من حوله، بل يضع ثقتَه فيهم ويمنحهم القوة لتكملة المسيرة. فالاستشهاد أَو الوفاة لن يكونا نهايةَ لهذه الحركات، بل نقطة انطلاقة جديدة نحو الاستمرار؛ لأَنَّ من يتولون المسؤولية بعدها يحملون نفسَ الثقل ويواصلون الدرب دون تردّد أَو خوف.
وفي المقابل، نجد بعض القادة الذين يعتمدون على مصالحهم الشخصية دونَ اهتمام بالمصلحة العامة، ويختارون مساعدين ضعفاء وتافهين ليضمنوا بقاءَهم على رأس السلطة، دون أي قلق من تهديد قد يأتي من نوابهم. هؤلاءِ القادةُ، كما في نموذج علي عبد الله صالح، يرَون في تهميش الآخرين وإضعافهم وسيلةً للسيطرة، معتقدين أن بقاءَهم مرهونٌ بضعف من حولهم. لكن النتيجة غالبًا ما تكونُ انهيارَ النظام بأكمله بعد رحيلهم؛ لأَنَّهم لم يؤسِّسوا بنيةً قويةً تستمرُّ بعدهم.
التاريخُ يعلِّمُنا أن القيادةَ ليست في الاستحواذ على السلطة، بل في التخطيط لبناء أجيال من القادة المستعدين لتحمل المسؤولية، الذين يستمدون قوتهم من القيم والمبادئ، وليس من المصالح الشخصية.
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
«الاتصال الحكومي 2025» تعزز المسؤولية الاجتماعية والتضامن الإنساني
الشارقة (الاتحاد)
أخبار ذات صلةتسلط جائزة الشارقة للاتصال الحكومي لعام 2025، الضوء على التميّز في المبادرات الاتصالية على مستوى العالم، حيث تركز في هذه الدورة على الحملات التي تعزّز القيم المجتمعية، والتضامن الإنساني، والهوية الثقافية، وتخصص من بين فئاتها الـ23، فئتين مؤثرتين هما: «فئة أفضل ممارسة اتصالية في دعم المسؤولية الاجتماعية» و«فئة أفضل حملات تعزيز الهوية الثقافية واللغة العربية».
وتستهدف هاتان الفئتان بشكل خاص، الجهات الحكومية، والمنظمات الدولية، والقطاع الخاص، وتستقبل الطلبات حتى 24 يوليو المقبل عبر الموقع https://gca.sgmb.ae/en، مجسدة بذلك رؤية الجائزة التي تعتبر الاتصال ركيزة أساسية لدفع عجلة التقدم المجتمعي، سواء من خلال ترسيخ المبادئ الإنسانية، أو صون الهوية العربية الأصيلة في ظل التحوّلات العالمية المتسارعة.
وتُكرّم فئة «أفضل ممارسة اتصالية في دعم المسؤولية الاجتماعية» الجهات الحكومية، والمؤسسات الخاصة، والمنظمات الدولية التي أطلقت حملات اتصالية أحدثت أثراً واضحاً وقابلاً للقياس على الرفاه الاجتماعي. ويجب أن تعتمد الحملات المؤهلة لهذه الفئة على استراتيجية اتصال متكاملة تقوم على ممارسات أخلاقية، ومشاركة مجتمعية فعّالة، واستخدام وسائل تواصل مبتكرة، حيث سيتم تقييم الترشيحات بناءً على أثرها طويل المدى، وقدرتها على بناء الشراكات، ونجاحها في تعزيز الوعي الاجتماعي، وإحداث التغيير.
ويعتمد التقييم على عشرة معايير أساسية، تشمل الابتكار، واستخدام أدوات الاتصال الحديثة، والنتائج الاجتماعية الملموسة، والتوافق الأخلاقي، وغيرها من المعايير، كما سيركّز أعضاء لجنة التحكيم بشكل خاص على قدرة الحملة على قياس أثرها واستدامتها، من خلال التعاون والنجاحات الموثقة.
وتسعى جائزة الشارقة للاتصال الحكومي إلى تكريم الحملات التي تعزّز الدور المحوري للغة العربية في تشكيل الهوية الوطنية والإرث الجماعي.
وتؤكد علياء بوغانم السويدي، مدير المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة، حرص جائزة الشارقة للاتصال الحكومي على ترسيخ دور الاتصال الهادف في خدمة المجتمع والهوية.
وتستقبل الجائزة الترشيحات من جميع أنحاء العالم، شرط أن تكون الحملات قد أُطلقت، أو تم تحديثها بشكل جوهري خلال العامين الماضيين. ويجب أن تتضمن ملفات التقديم وصفاً تفصيلياً من 1000 كلمة، إلى جانب مستندات داعمة مثل الصور، أو الإحصاءات، أو التقارير، أو مقاطع الفيديو. كما ينبغي أن يحتوي كل ملف على ملخص تنفيذي من 250 كلمة، يوضح الأهداف الرئيسة للحملة، والأدوات المستخدمة، والجمهور المستهدف، والإنجازات المحققة.
وفي دورتها الثانية عشرة، تواصل جائزة الشارقة للاتصال الحكومي، ترسيخ مكانتها كمعيار عالمي للتميّز في هذا المجال، بعد أن استقطبت أكثر من 3800 مشاركة من 44 دولة في عام 2024. وسيُعلَن عن الفائزين خلال فعاليات المنتدى الدولي للاتصال الحكومي الذي يُقام في سبتمبر 2025 بمركز إكسبو الشارقة.