قادة أمنيون إسرائيليون: تسريب الوثائق عرّض الجنود للخطر وأضرّ بالمحتجزين
تاريخ النشر: 5th, November 2024 GMT
القدس المحتلة- أخذ التحقيق الذي يجريه جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) بقضية تسريب الوثائق الأمنية السرية من الجيش ونقلها إلى مستشار اتصالات في مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، يتشعب ويتوسع، إذ يشتبه في أنه تمت سرقة مواد إضافية ونقلها إلى المكتب.
وأفادت القناة 12 الإسرائيلية، أمس الاثنين، بأن التحقيق يتمحور أيضا حول احتمال أن الوثيقة المنشورة ليست الوحيدة التي سرقت وأن التسريب كان ممنهجا.
ويخشى الشاباك أنه تم إنشاء بنية تحتية يمكنها الوصول إلى جميع المواد السرية بإسرائيل، وليس فقط الخاصة بشعبة الاستخبارات العسكرية (أمان)، بل أيضا بالشاباك والموساد، وبذلك يتم الكشف عن الأساليب والمواد والمصادر التي تمتلكها هذه الأجهزة الاستخبارية.
خطر حقيقي
وقدر التحقيق أن التعرض للوثائق السرية والمعلومات، خاصة في وسائل الإعلام الأجنبية مع تجاوز الرقابة العسكرية الإسرائيلية، يشكل خطرا حقيقيا على الأمن القومي وعلى جنود جيش الاحتلال في ميادين المعارك، وعلى ملف المحتجزين لدى حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة، وفق ما أفاد به الموقع الإلكتروني لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، أمس الاثنين.
وبحسب مصدر أمني إسرائيلي مطلع على التفاصيل، فإن نشر هذه المعلومات الأكثر سرية تسبب في أضرار حقيقية لأنها كشفت عن مراقبة حماس وتعقبها. ونتيجة لذلك، تعرضت الأنشطة المتعلقة بإمكانية إطلاق سراح المحتجزين للخطر.
وحاليا، يزداد الخطر على حياتهم مع مرور كل يوم. وتقدر الأجهزة الأمنية الإسرائيلية أن عدد الأحياء منهم يقل عن 50 شخصا، وفق ما نقل الموقع الإلكتروني عن المصدر ذاته.
وتعليقا على الاتهامات التي وجهها يعقوب باردوغو أحد المقربين من رئيس الوزراء -على القناة 14 الإسرائيلية- بمحاولة الجيش والشاباك تنفيذ انقلاب فعلي ضد نتنياهو، أجاب مسؤولون أمنيون أنه "عندما شرعنا في التحقيق، لم نعرف من المتورط في القضية، وإلى أي مكتب حكومي سيوصلنا التحقيق".
ردعولهذا السبب، يقول المسؤولون الأمنيون إن بث الأخبار الزائفة والكاذبة حول انقلاب الجيش والشاباك ضد نتنياهو، ما هو إلا نزع للشرعية عن قوات الأمن في زمن الحرب، ومحاولة لثنيها عن التعامل مع المزيد من التسريبات.
وأوضحوا أن سبب فتح التحقيق هو السعي لوقف التسريبات الخطيرة في زمن الحرب. وأن الشاباك يتعامل مع التحقيق باعتباره رادعا لأي شيء وإحباطا لأي محاولة تسريب مستقبلا، ولتحديد مصدره لأنه "يشكل خطرا على جنود الجيش الإسرائيلي الذين يقاتلون في غزة".
في البداية، تم القبض على 4 أشخاص مشتبه بتورطهم في تقديم المعلومات وتسريبها لوسائل الإعلام، لكن محكمة الصلح أفرجت عن أحدهم، الأحد الماضي، علما أنهم يخدمون في الوحدة نفسها التي تتمثل مهمتها الرئيسية في حفظ الوثائق والأسرار ومنع تسربها.
واعتقل الشاباك، أمس الاثنين، مشتبها به آخر في القضية وهو ضابط احتياط برتبة رائد في الجيش الإسرائيلي. وتم تمديد اعتقاله حتى الخميس المقبل. إضافة إلى المشتبه الآخر وهو المتحدث باسم مكتب رئيس الوزراء إيلي فلدشتاين الذي تم تمديد اعتقاله أيضا.
وقال رئيس محكمة الصلح في ريشون لتسيون القاضي مناحيم مزراحي، إن "تسريب الوثائق أثار مخاوف من حدوث ضرر جسيم على أمن الدولة وعلى مصادر المعلومات. كما أنه قد يضر بجهود تحرير المحتجزين".
مفاجأةويتناول التحقيق وثيقة سرية تعرض شروط حماس لصفقة التبادل ومحاولتها التأثير على الرأي العام في إسرائيل، ونشرت في صحيفة بيلد الألمانية ثم تناولها نتنياهو في تصريحاته.
وكما كشف الصحفي الاستقصائي والمحلل العسكري في "يديعوت أحرونوت" رونين بيرغمان، فإن الجيش الإسرائيلي فوجئ بتسريب الوثائق الأمنية وبالنشر في صحف أجنبية والمخاطر التي نشأت عنه، وبدأ تحقيقا داخليا تحول فيما بعد إلى تحقيق من قبل الشاباك والشرطة الإسرائيلية.
ونقلت الإذاعة الإسرائيلية الرسمية "كان 11" عن مسؤول مشارك في التحقيق قوله إن "التسريب الذي يجري التحقيق فيه عرّض عمليات إنقاذ المحتجزين وحياة الجنود للخطر".
وأضاف "هذا حادث خطير، كان على الشاباك التدخل وإيقافه. لو لم نوقف محور التسريب، لكان قد حدث ضرر لحياة قوات الأمن في القطاع، وكان من الممكن أن يتضرر المحتجزون".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الجامعات الجیش الإسرائیلی تسریب الوثائق
إقرأ أيضاً:
المعارضة الإسرائيلية تهاجم حكومة نتنياهو: قادتنا إلى كارثة سياسية ويجب وقف الحرب
أكد زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد، أن الحكومة الحالية بقيادة بنيامين نتنياهو، قادت البلاد إلى "كارثة سياسية"، في إشارة إلى رغبة رئيس الوزراء بإطالة أمد حرب الإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في قطاع غزة منذ نحو عامين.
وقال لابيد في منشور عبر منصة "إكس" (تويتر سابقا): "هذه الحكومة قادتنا إلى كارثة سياسية. فشل يتبع فشلا"، وذلك تعليقا على استمرار الحرب في غزة وعدم التوصل إلى اتفاق لإنهائها.
وأضاف أن "رئيس وزراء غائب عن الساحة السياسية، ووزير الخارجية (جدعون ساعر) عديم الفائدة، ووزراء يعرّضون جنود الجيش الإسرائيلي للخطر في كل مرة يفتحون فيها أفواههم".
وتتهم المعارضة الإسرائيلية وعائلات الأسرى نتنياهو بالانصياع للتيار الأكثر تطرفا في حكومته ممثلا في وزيري الأمن القومي إيتمار بن غفير والمالية بتسلئيل سموتريتش، وعدم الرغبة في إنهاء الحرب في غزة حفاظا على ائتلافه الحكومي، بحسب ما ذكرت وكالة "الاناضول".
والاثنين، منعت الحكومة الهولندية، سموتريتش وبن غفير من دخول أراضيها، واعتبارهما شخصيين غير مرغوب فيهما، وذلك على خلفية دعوتهما لتطهير عرقي في غزة.
ومرارا، أعلنت حماس تعاطيها بإيجابية مع المفاوضات الدائرة منذ أكثر من 20 شهرا لإنهاء الحرب، لكن نتنياهو يتهرب بطرح شروط جديدة، بينها نزع سلاح الفصائل الفلسطينية، ويصر حاليا على إعادة احتلال غزة.
من جانبه، قال زعيم حزب "الديمقراطيين" يائير غولان في كلمة بثها على منصة "إكس" مساء الثلاثاء: "لم تعد هذه حكومة نتنياهو، بل حكومة سموتريتش وبن غفير".
وأضاف غولان: "نتنياهو ضعيف وجبان، ومن يحكم فعليا هم مستوطنان (سموتريتش وبن غفير) من شبيبة التلال، كاهانيان (نسبة إلى الحاخام مائير كاهانا مؤسس حركة كاخ اليهودية المصنفة إرهابية في إسرائيل) حولا نتنياهو إلى أداة طيعة في أيديهما".
وشبيبة التلال جماعات يهودية هي الأكثر تطرفا من بين المستوطنين تسكن في البؤر الاستيطانية بالضفة الغربية المحتلة وتنفذ جرائم بحق فلسطينيين بما في ذلك اعتداءات وحرق ممتلكات.
ومضى غولان: "سموتريتش وبن غفير هما الهامش الأكثر تطرفا في المجتمع الإسرائيلي، وهما من يحددان اليوم سياسات الحكومة الإسرائيلية، اللذان يرسلان أولادنا للموت في المعركة، وينسفان صفقات إطلاق سراح المختطفين ويطيلان أمد هذه الحرب إلى الأبد".
وتابع: "علينا أن نوقف هذه الحرب، وإعادة جميع المختطفين إلى الوطن. مواطنو إسرائيل يريدون الأمن والديمقراطية، لا التضحية بأبنائنا".
ومنذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، تشن "إسرائيل" حرب إبادة جماعية بغزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الإبادة، بدعم أمريكي، نحو 206 آلاف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.