سلطنةُ عُمان توقّع مذكرة تعاون لإنشاء مركز البحوث والدراسات العمانية بماليزيا
تاريخ النشر: 6th, November 2024 GMT
العُمانية/ وقّعت سلطنة عُمان ممثلة بوزارة الأوقاف والشؤون الدينية اليوم بالعاصمة الماليزية كوالالمبور، مذكرة تعاون مع الجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا لإنشاء مركز البحوث والدراسات العُمانية بالجامعة.
وقّع المذكرة من الجانب العُماني سعادة أحمد بن سعود السيابي الأمين العام بمكتب الإفتاء بوزارة الأوقاف والشؤون الدينية، ومن الجانب الماليزي الأستاذ الفخري داتوك الدكتور عثمان بكر رئيس الجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا.
تهدف المذكرة إلى التعريف بعُمان إنسانًا وحضارة وإنجازًا، والاهتمام بالدراسات العُمانية ونشر الوعي بقيمتها وتوجيه أنظار الباحثين والأكاديميين والمختصين إلى إعداد الدراسات والبحوث المتصلة بها، والإسهام في توثيق التعاون العلمي وتعزيز التواصل الثقافي والأكاديمي والبحثي بين البلدين الصديقين.
حضر توقيع المذكرة سعادة الشيخ السفير العباس بن إبراهيم الحارثي سفير سلطنة عُمان المعتمد في ماليزيا وعدد من سفراء من الدول الشقيقة والصديقة، وعدد من الباحثين والأكاديميين والمهتمين بهذا الجانب.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
جلسة حوارية تناقش السمت والآداب والتقاليد العمانية
نظمت دائرة الهوية الثقافية بمركز الشباب جلسة حوارية بعنوان "السمت والآداب والتقاليد العمانية وغرسها في نفوس الشباب" استضافت فيها يونس المعمري باحث في علم الاجتماع، في إطار جهود وزارة الثقافة والرياضة والشباب لتعزيز الهوية العمانية الأصيلة لدى فئة الشباب، وأدارت الجلسة الباحثة وطفة الفارسية.
هدفت الجلسة إلى تعزيز الوعي بالسمت والآداب والتقاليد العمانية الأصيلة، وتشجيع الشباب على تبنيها والمحافظة عليها في حياتهم اليومية، بما يسهم في بناء جيل واع معتز بهويته ومفتخر بوطنه، وشملت جوانب متعددة تناولت السمت العماني كهوية متفردة، والآداب والتقاليد العريقة كإرث حضاري متجذر في المجتمع العماني، بالإضافة إلى مناقشة التحديات المعاصرة التي تواجه غرس هذه القيم في نفوس الشباب، وطرح الحلول والمقترحات المستقبلية للحفاظ عليها.
واستعرض يونس المعمري مفهوم السمت بوصفه نمط حياة يعكس القيم والأخلاق العمانية الأصيلة مثل التواضع والكرم والاحترام والصدق والأمانة، حيث بين أن السمت العماني ليس مجرد مظهر خارجي، بل منظومة قيم وسلوكيات تتجسد في تفاصيل الحياة اليومية، حتى تلك التي قد لا يلاحظها العماني نفسه، لكنها تلفت انتباه الآخرين. وسرد قصة لمقطع مصور التقطه أحد الزوار من الكويت، أبدى فيه دهشته من سلوك سائقي السيارات في شوارع مسقط، إذ لاحظ كيف يقف أحدهم ليفسح الطريق للآخرين بهدوء دون أبواق أو تذمر، فقال: "هذا لا يرى إلا في عمان!". وأضاف المعمري: مثل هذه المواقف البسيطة تعبر عن عمق السمت العماني الذي يقوم على التسامح والاحترام والنظام، حتى في أكثر المواقف اليومية بساطة. وتابع: هذا السمت يظهر أيضا في نظرة الآخرين للعمانيين، إذ تروي امرأة من بلاد الشام إعجابها بالتزام العمانيين في القيادة واحترامهم للنظام، حتى حين يكون بإمكانهم تجاوز القوانين بسهولة. منوهة إلى التزام العماني بالنظام طوعا لا خوفا من العقوبة، وهو ما يعده المعمري بعدا أصيلا في السمت العماني.
ويرى أن مظاهر السمت تمتد إلى مختلف تفاصيل الحياة: في الطقوس الاجتماعية، كالأعراس والأعياد والمآتم والولادات، حيث يبرز التكافل والتعاون والالتزام بالعرف، وهي كلها سمات راسخة في الشخصية العمانية، موضحا أن جذوره تعود إلى مجموعة من المصادر المتكاملة، أولها البيئة الجغرافية التي ميزت عمان بتنوعها الفريد من جبال وسواحل وصحاري، ما جعل الإنسان العماني متكيفا بطبيعته، قادرا على التعامل مع بيئات متعددة. فابن الساحل بطبيعته منفتح ومتفاعل مع الآخر بحكم التجارة والبحر والعلاقات الممتدة، بينما ابن الجبل يتحلى بالصلابة والالتزام والثبات، وهكذا تكاملت هذه السمات لتكون الشخصية العمانية بتوازنها المعروف بين الانفتاح والاتزان. أما المصدر الثاني فهو الدين، إذ ترك الإسلام والحديث النبوي الشريف أثرا عميقا في سلوك العماني، لا سيما حديث الرسول ﷺ: «لو أن أهل عمان أتيت ما سبوك ولا ضربوك»، الذي غرس في الوعي الجمعي قيم الرفق والتسامح والاحترام. والمصدر الثالث هو السياسة، التي أسهمت في ترسيخ ملامح السمت. فيشير إلى أن السلطان قابوس -رحمه الله- كان له دور كبير في تشكيل الهوية الحديثة للعماني، سواء من خلال البروتوكول الرسمي أو الاهتمام بالمظهر الوطني كاللباس التقليدي، أو في طريقته في الحديث والتعامل مع الناس، مما جعل شخصه قدوة وطنية سلوكية. واستمر هذا النهج في عهد السلطان هيثم -حفظه الله- الذي حافظ على حضور السمت في الخطاب الرسمي والوطني. مشيرا إلى أن الأدب والإعلام ساهما بدورهما في تعزيز هذا السمت، فالقصائد والأغاني والبرامج الإذاعية والتلفزيونية كانت دائما تصور العماني بوصفه متزنا، ومتسامحا، وشهما، ومرتبطا بأرضه وقيمه، كما أن التاريخ والمنعطفات الكبرى التي مرت بها عمان كفترات الاحتلال البرتغالي شكلت وعي العمانيين بذاتهم وأكسبتهم صلابة في مواجهة الأزمات. حتى في الكوارث الطبيعية الحديثة مثل الأعاصير، برزت روح السمت العماني في صور التعاون والتكافل والانضباط المجتمعي، دون انتظار توجيهات رسمية، وهو ما يعكس أصالة هذه القيم في السلوك الجمعي.
بعدها انتقل المعمري إلى المحور الثاني "الآداب والتقاليد: كنوز تورث"، تناول فيه أهمية الآداب الاجتماعية والتقاليد العائلية والثقافية في تعزيز الروابط الاجتماعية وترسيخ روح الانتماء. وأوضح أن أهمية التنشئة الاجتماعية التي كانت وما زالت من أقوى عناصر نقل السمت عبر الأجيال. فالعماني يتعلم منذ طفولته في البيت والسبلة والحي قيم الاحترام والتوازن والتعاون، وهو ما يجعل هذه المنظومة متوارثة بطبيعتها. وانتقل بعدها للحديث عن الممكنات التي تعزز حضور السمت اليوم، وأولها الإرادة السياسية التي تمنح هذا الموضوع أولوية واضحة في الخطاب الرسمي والمؤسساتي، إذ تعمل مختلف الوزارات كالتربية والتعليم والأوقاف والإعلام والسياحة في اتجاه واحد لترسيخ القيم والسلوكيات العمانية الأصيلة، مؤكدا على دور الإعلام ومؤسسات المجتمع المدني والقطاع الخاص في تعزيز هذه الهوية السلوكية من خلال البرامج والمبادرات والأنشطة التي تبرز النموذج العماني في التعامل والاحترام والتعايش، منوها أن القوانين والتشريعات في عمان تدعم هذا السمت بشكل مباشر وغير مباشر، فهي تحظر التمييز المذهبي والقبلي، وتشجع على احترام الآخر، مما يجعل التسامح سلوكا مؤسسيا وثقافة عامة لا مجرد فضيلة فردية.
كما ناقش المعمري في محور التحديات المعاصرة والحلول المستقبلية، تأثير العولمة ووسائل التواصل الاجتماعي على القيم المجتمعية، مسلطا الضوء على دور المؤسسات التعليمية والمجتمع المدني في ترسيخ هذه المبادئ، مؤكدا أن السمت العماني هو ثمرة تفاعل بين الجغرافيا والدين والتاريخ والسياسة والتنشئة، وأن الحفاظ عليه ليس ترفا ثقافيا بل ضرورة وطنية تحفظ خصوصية المجتمع العماني وتمنحه توازنه وسمته الفريد بين الأمم.
استهدفت الجلسة فئة الشباب العماني من الفئة العمرية (14–30 سنة)، وطلاب الجامعات والمعاهد وأعضاء الفرق الشبابية والأندية الثقافية، إضافة إلى أولياء الأمور والمعنيين بالشأن التربوي، وخرجت بعدد من التوصيات المهمة، أبرزها ضرورة تكثيف البرامج التوعوية والمبادرات الشبابية التي تعنى بالهوية والسمت العماني، وتشجيع إقامة ورش عمل ومسابقات وبرامج حوارية تعزز من حضور القيم الأصيلة في الحياة اليومية للشباب. كما دعت الجلسة إلى تفعيل النقاش المفتوح وتبادل الآراء بين الأجيال لضمان استدامة هذا الإرث الحضاري.