بعد فوز ترامب: نهاية النفوذ الإيراني في المنطقة والقيادات الحوثية في خطر.

المصدر: المشهد اليمني

إقرأ أيضاً:

“بوتين” يلعب بالنار لصالح إيران في المنطقة والعراق!

بقلم : د. سمير عبيد ..

أولا : يحاول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وبشتى الطرق اعادة ثقة ايران به شخصيا اولا،وبروسيا ثانيا بعد سقوط نظام بشار الأسد في سوريا والذي شكّل سقوطه زلزال ضرب النظام الايراني وخططه في المنطقة وعوّق المشروع الإيراني في المنطقة. وحينها لم تحرك روسيا والقيادة الروسية شيء وفقط أَمّنت خروج بشار الاسد وأسرته الصغيرة إلى روسيا بسلام . وفتحت قاعدة حميميم الروسية في سوريا للهاربين من جنرالات وقادة للحرس الثوري الايراني والمقاتلين والمهندسين والفنيين الإيرانيين الذين كانوا منتشرين في سوريا ومعهم قادة المليشيات من جنسيات مختلفة والذين وزعتهم إيران في سوريا لخدمة مشروعها الخاص .وبالفعل تمت حمايتهم ومن ثم ترحيلهم إلى إيران. فبقيت غصة لدى إيران من الموقف الروسي ومن الرئيس بوتين خصوصا عندما ربحت سوريا منافستها تركيا . فالروس معروفين بأن مصالحهم اولا وليس لديهم استعداد الوقوف مع حلفاءهم وعملائهم إلى آخر الطريق .والروس عند ساعة الصفر لا يقاتلون من اجل حلفائهم والمحطات كثيرة جدا !
ثانيا :-فبقي الرئيس الروسي بوتين يعمل ليل نهار لكي يعيد ثقة ايران بهِ وبروسيا لكي يبقى يتلاعب بالورقة الإيرانية مع أمريكا والغرب ،ولكي لا يرسل رسالة سلبية للصين . واليكم مافعله بوتين لإرضاء إيران :-
أ:-بحيث ذهب الرئيس الروسي بوتين فوقع الاتفاق الاستراتيجي ( التحالف الاستراتيجي بين موسكو وطهران ) وهو يعرف ان إيران عبء وليس عون لانها باتت ضعيفة ونظامها منهك . واستورد من ايران سلاح معين لدعم معركته ضد أوكرانيا وهو غير محتاج لهذا السلاح ولكن خوفا من خسارة ايران كورقة استراتيجية لصالح الروس ومحاولة لاعادة الثقة بروسيا التي فقدت بسوريا !
ب:-وذهب الرئيس بوتين ليكون الوسيط بين ترامب وطهران لفتح المحادثات غير المباشرة بين طهران وواشنطن. ونجح بذلك ووصلوا الان للجولة الخامسة في روما وكل هذا لكي تعيد طهران الثقة به !
ج:-وفي سوريا لعبت موسكو دورا في تهدئة النظام السوري تجاه طهران. ونجاح موسكو بإقناع نظام احمد الشرع بوضع ( حالة خاصة لمقام السيدة زينب ع ، ولوضع الشيعة والعلويين في سوريا ) وكل ذلك لكي يعيد بوتين ثقة طهران به لتبقى ايران حائط الصد عن روسيا !
د:- وايضا ذهب الرئيس بوتين لأبعد من ذلك وهو عندما أعطى توجيهاته إلى السفير الروسي في بغداد (البروس كوتراشيف) وهو سفير فوق العادة وممثل الرئيس بوتين في العراق ( يعني يتصل بالرئيس بوتين مباشرة دون المرور على الخارجية الروسية ) وهذا السفير يتقن اللغة العربية .فأصبح هذا السفير بمهمتين ( روسية وإيرانية ) داخل العراق .ومن هذا المنطلق نسج هذا السفير علاقات متقدمة جدا مع قادة الفصائل العراقية ومع قادة الحشد الشعبي ومع حلفاء إيران في العملية السياسية في العراق وجميعهم خصوم واشنطن .ونجح بفتح طريق ( هاي وي) بين تلك الجماعات أعلاه وموسكو ( ولكن السؤال : في شهر نيسان ٢٠٢٤ تقاربت موسكو جدا مع حزب الله في لبنان بحيث دعت موسكو قيادات حزب الله من الصف الأول إلى موسكو وقدمت لهم وللحزب تسهيلات كبيرة على اساس اصبحوا حلفاء لموسكو … والنتيجة تم اغتيال صفوة قيادة حزب الله وتدمير الحزب مقابل صمت روسي مطبق ) فهل يتكرر هذا مع قادة الجماعات العراقية التي اشرنا لها اعلاه والذين اصبحت موسكو بالنسبة لهم طهران الثانية اقامة وفتح حسابات بنكية وتسهيل سفر واستثمار وشراء عقارات … الخ !.وكل هذا ليعيد بوتين ثقة المرشد الإيراني به وثقة النظام الإيراني بموسكو !
هـ:- والاهم والخطير :-
وهو محاولة تلاعب الرئيس الروسي بوتين بالرئيس الاميركي ترامب مستغلا العلاقة الخاصة بينهما ولصالح ايران :-
أ:- بوتين يضغط على ترامب ليزيد من صبر الأخير على إيران ولكي لا يستعجل بالذهاب لخيار الحرب والنار ضد إيران ( يعني بوتين اصبح سمسار ايراني )!.ولكن ترامب ليس بسيطا وهيناً هو الاخر . ولا يريد قطع شعرة معاوية مع بوتين من جهة ، وبنفس الوقت هو مستمر بفرض العقوبات ضد إيران ليخنقها ويضعفها ويستفزها من جهة اخرى . لا بل هدد ترامب اكثر من مرة ان صبره على بوتين محدود وان خيار فرض العقوبات على روسيا وارد وبأي لحظة !
ب:-أصبح الرئيس الروسي بوتين يماطل في موضوع انهاء الحرب الاوكرانية وبشكل مريب ( بحيث اضطر ترامب لتحذيره اكثر من مرة) .والرئيس زلينسكي شكى بوتين عند ترامب وعند القادة الاوربيين بأن بوتين لا يريد انهاء الحرب ( وبالفعل هو كذلك ). وكل هذه المراوغة من جهة بوتين هي بالتنسيق مع طهران و هي لصالح النظام الإيراني والسبب :-
١-لكي لا تفقد روسيا والصين حليفا مثل إيران . فأيران بالنسبة لروسيا حائط صد ضد المخططات الاميركية الغربية ( وليس حبا بالنظام الإيراني ) وكذلك هي بالنسبة للصين !
٢- استمرار زخم الحرب الاوكرانية من جهة ومن هناك دعم الحوثيين من جهة روسيا والصين كلها اشغال وإغراق واشنطن لكي تؤجل ( سيناريو التغيير في العراق ) ومن ثم تأجيل الحسم العسكري ضد ايران وبالحالتين إيران الرابحة بتخطيط روسي! … ولكن واشنطن والغرب وإسرائيل أوصلوا رساله مهمة لبوتين قبل ايام قليلة من خلال الهجوم المسلح على قاعدة حميميم الروسية في سوريا ومقتل جندين روس !
٣-الرئيس بوتين يعرف ان توجيه ضربات أميركية او اسرائيلية ضد ايران يعني تفكك النظام الايراني الضعيف اقتصاديا ونفسيا وشعبيا ، وحدوث الفوضى الداخلية، ثم حدوث التفكك القومي وتقسيم ايران وهذا ان حدث كارثة على روسيا ولهذا لا يريد انهاء الحرب ضد أوكرانيا ( لان ايقاف الحرب يعني استداره امريكا واسرائيل ضد ايران )
الخلاصة :- بوتين بدأ يلعب في النار فعلا وطمعه ربما يقتله . لان ترامب بدأ يتململ منه واحتمال يعطي ظهره لمشروع ايقاف الحرب في أوكرانيا .والاوربيين نجحوا اخيرا ليكونوا جبهة واحدة لوحدهم وخارج امريكا لدعم نظام زلينسكي بل توسيع الحرب ضد روسيا .وهذا سوف يربك واشنطن بل اربكها فعلا ونتوقع مواقف عكسية ليس بصالح بوتين !
سمير عبيد
٢٣ مايو ٢٠٢٥

سمير عبيد

مقالات مشابهة

  • عبدالله آل حامد يعقد لقاءات في نيويورك مع قادة المؤسسات والقيادات الإعلامية استعداداً لقمة بريدج
  • “بوتين” يلعب بالنار لصالح إيران في المنطقة والعراق!
  • العراق بين النفوذ الإقليمي والتحولات السياسية
  • المبعوث الأمريكي إلى روما لعقد جولة جديدة من المباحثات مع إيران
  • قاعدة أمريكية للمسيَّرات بساحل العاج.. هل توقف واشنطن تمدد روسيا بأفريقيا؟
  • خالد عامر يكتب: الرئيس السيسي.. رسالة المنصب وأمانة المسؤولية
  • عاجل. وزير الخارجية العماني: المفاوضات حول البرنامج النووي الإيراني ستُقام في روما الجمعة المقبل
  • البارود يعيد تشكيل خارطة النفوذ .. ماذا يحدث في ليبيا؟
  • الجرائم الحوثية تتصاعد: استهداف ممنهج للمدنيين في تحدٍ سافر للقانون الدولي
  • أميركا وتركيا: سوريا الخالية من الإرهاب ضرورية لأمن المنطقة