الخليج وإيران وإسرائيل| ترامب بين الولاية الأولى والثانية.. تحليل حول علاقة رئيس أمريكا بالشرق الأوسط
تاريخ النشر: 6th, November 2024 GMT
تُثير عودة دونالد ترامب لرئاسة الولايات المتحدة، تداعيات كبيرة في الشرق الأوسط خاصة وأن سياساته السابقة قد أثرت بشكل كبير على قضايا مثل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، والعلاقات مع إيران والتحالفات الإقليمية والعلاقات مع دول الخليج.
وحول ذلك، علق د. أيمن سلامة أستاذ القانون الدولي مؤكدا أن سياسات ترامب اتَسمت في فترته الأولى بموقف صارم تجاه إيران خلافا لسلفه بايدن، حيث انسحب من الاتفاق النووي لعام 2015 وأعاد فرض عقوبات قاسية على طهران، مما أدى إلى توترات كبيرة في المنطقة؛ لذلك من المتوقع أنه في حال عودته إلى الرئاسة، وسيستمر في نفس النهج الصارم مع إيران، وقد يدفع ذلك نحو زيادة العزلة الاقتصادية لإيران أو حتى تعزيز التهديدات العسكرية، مما يمكن أن يزيد من حدة التوترات الإقليمية، ويؤثر على الدول التي تربطها علاقات اقتصادية وسياسية مع إيران، مثل العراق ولبنان وسوريا.
واتَسمت فترة ترامب الأولى بتأييد قوي لإسرائيل المحتلة، حيث اعترف بالقدس عاصمة لها ونقل السفارة الأمريكية إليها في تطور دراماتيكي لم يسبقه في هذه الخطوة رئيس أمريكي، كما دعم خططًا تسعى لتغيير الوضع الراهن في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وبالطبع سيستمر ترامب بدعم إسرائيل المحتلة بقوة، وقد يؤدي هذا إلى مزيد من التوترات الفلسطينية والعربية حول مستقبل القضية الفلسطينية.
وخلال فترة رئاسته، أوضح أستاذ القانون الدولي أن ترامب أقام علاقات وثيقة مع دول الخليج، وذلك عبر صفقات تسليح ضخمة وتعاون اقتصادي وعسكري واقتصادي في حال عودته للرئاسة، قد يستمر في تعزيز هذه العلاقات مع التركيز على محاربة النفوذ الإيراني في المنطقة وتعزيز الاقتصاد من خلال صفقات الأسلحة والتعاون في مجالات الطاقة، لكن هذا قد يواجه تحديات بالنظر إلى الديناميكيات الجديدة التي نشأت منذ رحيله، مثل تحسين العلاقات السعودية الإيرانية.
وأوضح د. أيمن سلامة، أن أحد سمات سياسة ترامب السابقة كانت السعي إلى تقليص التدخل الأمريكي المباشر في المنطقة، مع استبدال ذلك بدعم حلفائه ليتولوا مسؤولية مواجهة الأزمات الإقليمية بأنفسهم. وقد يعني هذا استمرار تقليص الوجود العسكري الأمريكي في مناطق النزاع، مثل العراق وسوريا، مع التركيز على شراكات استراتيجية ودعم حلفاء محليين. لكن، في حال ظهور تهديدات أمنية جديدة، قد يميل ترامب إلى استجابة عسكرية قوية وسريعة.
أما بخصوص النفط والطاقة، فقد أبدى ترامب في السابق اهتمامًا كبيرًا بتأمين مصادر الطاقة والحفاظ على أسعار نفط معقولة لدعم الاقتصاد الأمريكي. في حال عودته، قد يسعى إلى تعزيز التعاون مع دول الخليج لضمان تدفق النفط وتجنب أي اضطرابات في الأسواق. من ناحية أخرى، قد تؤدي سياسات الضغط على إيران إلى تهديد استقرار مضيق هرمز، الذي يمر من خلاله جزء كبير من إمدادات النفط العالمية.
واختتم، إن عودة ترامب للرئاسة قد تعني تصاعد التوترات الإقليمية في بعض المجالات، خاصة مع إيران، واستمرار الدعم القوي لإسرائيل المحتلة، وتعزيز العلاقات الاقتصادية والأمنية مع دول الخليج، ولكن مع تركيز أقل على التدخل المباشر، ومع ذلك، فإن تلك السياسات قد تحمل معها احتمالات الاستقرار أو الاضطراب بناءً على كيفية تفاعل الأطراف الإقليمية معها، وخاصة إذا استمرت الاتفاقيات الاقتصادية والأمنية بين دول الشرق الأوسط لتحقيق توازن جديد في ظل التطورات المستمرة في المنطقة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: ترامب دونالد ترامب أمريكا الخليج إسرائيل ايران مع دول الخلیج فی المنطقة مع إیران فی حال
إقرأ أيضاً:
روسيا تدعو لتمديد وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل دون أي انقطاع
دعت روسيا إلى ضرورة تمديد وقف إطلاق النار بين إيران ودولة الإحتلال دون أي انقطاع.
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها وزير الخارجية سيرجي لافروف خلال مؤتمر صحفي عقده اليوم الجمعة في أعقاب مشاركته في فعاليات رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) في كوالالمبور.
وذكر لافروف قائلا : "لقد دعونا إلى استمرار وقف إطلاق النار الذي يبدو أنه أعلن عنه (بين إيران وإسرائيل) دون أي انقطاع".
وأضاف: رغم الضرر الذي ألحقه الهجوم الإسرائيلي الأمريكي على إيران بمعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية والضمانات التي توفرها الوكالة الدولية للطاقة الذرية للمنشآت الخاضعة لرقابتها، ينبغي بذل جهود لإصلاح هذا الضرر وتحويل الأمور إلى المسار السياسي وحل كل المشاكل عن طريق المفاوضات فقط.
كما اشار لافروف في تصريحاته إلى عدد من الملفات الدولية الأخرى، منها القضية الفلسطينية والنزاع في أوكرانيا، وعسكرة أوروبا وقضية تايوان والوضع حول كوريا الشمالية.
ونبه لافروف إلى أن التصريحات الصادرة عن بعض الدول الغربية حول ضرورة الحفاظ على الوضع القائم بشأن قضية تايوان مع التأكيد لفظيا على احترامهم مبدأ "الصين الواحدة" ليست إلا نفاقا، وهو أمر واضح "لأي شخص على دراية ولو قليلا بهذه القضية".
وحول كوريا الشمالية - التي من المقرر ان ينطلق لافروف اليها في زيارة لها اليوم الجمعة- قال الوزير الروسي إن بيونج يانج لا تزال تتعرض لاستفزازات بما في ذلك من خلال تعزيز التحالفات العسكرية بين الولايات المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية.
وأكد أن روسيا ستبذل قصارى جهدها لمنع الاستفزازات ضد بيونج يانج، محذرا من أن ذلك قد يؤدي إلى نتائج لا تحمد عقباها.