بحث "منتدى قادة إيجاد 2024"، الذي انطلقت أعماله اليوم اقتراح حلول فاعلة تسهم في بناء اقتصاد قائم على المعرفة والابتكار ودور البحث والتطوير والابتكار (RDI) في تعزيز الاقتصاد المعرفي ودعم التنمية المستدامة في سلطنة عُمان.

ويعد المنتدى الذي تنظمه وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار ممثلةً بمعهد تكامل التقنيات المتقدمة (إيجاد)، حدثا سنويا يجمع صناع القرار من مختلف القطاعات لمناقشة التحديات الحالية.

ويركز المنتدى في نسخة هذا العام على القيمة المضافة للبحث والتطوير والابتكار (RDI)، كما يسلط الضوء على دوره في دفع النمو المستدام ومعالجة الأولويات الوطنية الرئيسة.

وقال سعادة الدكتور سيف بن عبدالله الهدابي، وكيل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار للبحث العلمي والابتكار: إن المنتدى في دورته الثالثة يمثل منصة حيوية تربط بين القطاعين الصناعي والأكاديمي، لاسيما فيما يتعلق بالتحديات التي تواجه الصناعة والتي تتطلب البحث العلمي والابتكار لتعزيز الإنتاجية والتنافسية على المستويات المحلية والإقليمية والدولية.

وأضاف سعادته: إن البرنامج الذي تم إطلاقه في عام 2017، يواصل تقدمه للعام السابع محققًا نتائج مميزة، حيث انعكس هذا الجهد بوضوح على مؤشر الابتكار العالمي، فقد تقدمت سلطنة عُمان هذا العام نحو عشر مراتب في مؤشر التعاون البحثي بين القطاعين الأكاديمي والصناعي، لتصل بذلك إلى المرتبة الرابعة والثلاثين عالميًا من بين 133 دولة.

وأشار إلى أن المنتدى يهدف إلى مناقشة سبل تعزيز التعاون بين القطاعين الأكاديمي والصناعي لتحويل البحوث والدراسات إلى قيمة مضافة تساهم في تحقيق الرخاء الاقتصادي والاجتماعي، ودعم الاقتصاد المبني على المعرفة، وصولا لتحقيق الاستدامة التي تطمح لها سلطنة عمان.

5 اتفاقيات

وشهد المنتدى توقيع 5 اتفاقيات عضوية في منصة "إيجاد"، والتي تهدف إلى تعزيز التعاون بين القطاعين الصناعي والأكاديمي، ودعم المشروعات الوطنية التي تركز على الحلول التكنولوجية المستدامة وتطوير الموارد المحلية.

وتنص الاتفاقيات على التزام الأطراف المشاركة في هذه الاتفاقية بالمشاركة في المبادرات الوطنية للبحث العلمي والابتكار وتحويل البحث والابتكار إلى مزايا اقتصادية أو تجارية وتشجيع مشاركة مختلف القطاعات في هذه الأنشطة من خلال منصة "إيجاد".

فقد تم توقيع اتفاقية عضوية EJAAD للتعاون بين المؤسسات الصناعية والمؤسسات العلمية والبحثية والابتكارية مع كل من: مجموعة أسياد وشركة خدمات ظفار المتكاملة (نماء ظفار) وشركة SLB وشركة الخدمات الهندسية المتحدة وشركة الفضاء والتكنولوجيا العالمية.

وأوضح المهندس محمد المخيني، مسؤول القيمة المحلية المضافة والاستدامة في الشركة العمانية للغاز الطبيعي المسال بأنه تم التوقيع على ثلاث اتفاقيات مع جامعة السلطان قابوس والجامعة الألمانية، والتي تركز على تطوير مجالات الطاق وتعزيز الموارد المحلية في مجال البحث العلمي، مشيرا إلى أن الشراكة مع وزارة التعليم العالي، ممثلة في منصة إيجاد، كانت مميزة على مدار الخمس سنوات الماضية، وتهدف إلى تطوير مبادرات تدعم البحث العلمي والتطوير.

من جانبه قال الدكتور عبدالله بن سليمان العبري، نائب الرئيس التنفيذي لميناء صحار والمنطقة الحرة: إن مبادرة "إيجاد" تعتبر من المبادرات الفريدة والمتميزة التي حققت تقدمًا ملحوظًا في سد الفجوة بين الحكومة والقطاع الأكاديمي والصناعي، مشيدًا بما حققته من خطوات مهمة في تأسيس الاقتصاد الوطني للهيدروجين في سلطنة عمان، مشيرا إلى أنها قامت بتقديم تقييمات مثيرة للاهتمام حول كفاءة الطاقة لقطاعي النفط والغاز، مما أسهم في إيجاد العديد من الفرص الوظيفية وتعزيز الابتكار.

9 مشروعات بحثية

وخلال جلسات المنتدى، تم استعراض 9 مشروعات طموحة تسعى لتحقيق الأهداف الوطنية وتعزيز دور البحث العلمي في دعم الاقتصاد الوطني، وتشمل هذه المشروعات دراسة لتقييم جدوى توليد طاقة الأمواج في ميناء صور، حيث يتم اختبار تقنيات تحويل طاقة الأمواج إلى طاقة كهربائية واستخدامها كمصدر مستدام للطاقة، كما يتناول مشروع آخر إمكانيات دمج الهيدروجين الأخضر في شبكة أنابيب الغاز الطبيعي، كبديل مستدام يُسهم في التحول نحو الطاقة النظيفة ويستفيد من البنية التحتية الحالية.

وفي مجال إدارة الموارد المائية، تم الإعلان عن مشروع استشاري لدراسة المتغيرات التي تؤثر على الطلب الحضري على المياه في عمان، إضافة إلى مشروع لإدارة تأثير تكاثر الطحالب الضارة في محطات التحلية.

كما تم تنظيم جلستين حواريتين تناولتا قضايا محورية في مجالات البحث العلمي والابتكار، حيث ناقشت الجلسة الأولى كيفية تعزيز قدرات البحث والتطوير المحلية في سلطنة عُمان من خلال الخطط الاستراتيجية والتحويلية التي تهدف إلى تحفيز الابتكار وتحقيق قيمة مضافة للاقتصاد الوطني، وتم التركيز على أهمية التعاون بين الحكومة والقطاع الأكاديمي والصناعي لتطوير بيئة بحثية مستدامة، أما الجلسة الثانية فتمحورت حول كيفية تجاوز التحديات والفرص بين الحكومة والصناعة والأوساط الأكاديمية لتحسين موقع عُمان في مؤشر الابتكار العالمي، حيث تم استعراض العوامل التي تؤثر على التنسيق بين هذه القطاعات وكيفية تحسين التعاون فيما بينها، مع التأكيد على ضرورة تطوير سياسات تدعم الابتكار والبحث العلمي، مما يعزز من قدرة سلطنة عمان على تحقيق تقدم ملموس في هذا المؤشر على الصعيدين الإقليمي والدولي.

تضمنت فعاليات المنتدى جولة في معرض الابتكارات والمشروعات، حيث قدمت الشركات والمؤسسات المشاركة حلولا متقدمة ومستدامة لمواجهة التحديات الصناعية، مما يجسد دور "إيجاد" كمنصة وطنية تسهم في تعزيز اقتصاد عمان المعرفي.

ومن ضمن المشروعات التي تم عرضها في المعرض، إحدى المبادرات المبتكرة التي نفذها الدكتور راشد سعيد العبري، عميد كلية الهندسة والعمارة بجامعة نزوى، بالتعاون بين جامعة السلطان قابوس ومنصة "إيجاد"، بتمويل من شركة تنمية نفط عمان (PDO). لتحسين كفاءة استهلاك الطاقة والمياه في مجتمع المقاولين بمنطقة فهود.

وأوضح الدكتور راشد العبري أن المشروع يسلط الضوء على أهمية الحفاظ على الطاقة والمياه لضمان استدامة الموارد على المدى الطويل، ويسهم في تقليل الانبعاثات الكربونية، حيث أجرى الفريق البحثي جولات ميدانية شاملة وقياسات تفصيلية على مدار موسمي الصيف والشتاء لتقييم الممارسات الحالية وتحديد الفرص لتحسين الكفاءة، مشيرا إلى أن نتائج المشروع أسفرت عن وضع استراتيجيات فعّالة لتقليل استهلاك الطاقة والمياه بشكل ملحوظ.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: البحث العلمی والابتکار بین القطاعین التعاون بین سلطنة ع إلى أن

إقرأ أيضاً:

مدبولي الحكومة المصرية تضع دعم البحث العلمي والابتكار على رأس أولوياتها

ألقى  الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، كلمة، خلال مشاركته، نيابة عن  الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، في انعقاد الجمعيـة العامة للشـــراكة بيــن الأكاديميــات IAP)) والمعرض الدولي لتسويق مخرجات البحوث(IRC EXPO2025)، بالعاصمة الجديدة.

وفي مستهل كلمته، قال رئيس الوزراء: "نجتمع اليوم تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، لكي نؤكد أَن مِصر ليست فقط أرض التاريخ، بل هي أرض المستقبلِ والعلم والابتكار".

وأكد الدكتور مصطفى مدبولي أن مِصر أصبحت اليوم وجهةً عالمية رائدة للتعاون العلمي والاقتصادي، مُستندة إلى رؤية استراتيجية تجعل من البحث العلمي والابتكار الركيزة الأساسية لتحقيق التنمية المستدامة، مشيراً إلى أن ذلك يتجلى بوضوح في استضافة مصر لحدثين دوليين بارزين هما: الجمعية العامة للشراكة بين الأكاديميات (IAP)، والمعرض الدولي لتسويق مُخرجات البحوث(IRC EXPO2025)، اللذين يعكسان ثِقة المجتمع الدولي في قدرة مصر على قيادة الحوار العلمي العالمي وتحويل المعرفة إلى قيمة اقتصادية حقيقية.

واعتبر رئيس الوزراء أن استضافة الجمعية العامة للشراكة بين الأكاديميات IAP)) لأول مرة في العالم العربي هنا في مصر؛ تُعد حدثاً تاريخياً بكل المقاييس، إذ يجمع هذا المنتدى العلمي العالمي نُخبةً من الأكاديميين والخبراء وصناع القرار من أكثر من مائة وأربعين أكاديميةً علميةً حول العالم، حيث تتناول الجمعية العامة لهذا العام مناقشة القضايا المعاصرة التي تُواجه العلم والمجتمع، مثل: تطوير السياسات القائمة على الأدلة العلمية، بالإضافة إلى تعزيز التواصل بين المؤسسات العلمية وصُناع السياسات.

  واستطرد: "أما عن المعرض الدولي لتسويق مخرجات البحوث (IRC EXPO2025)، فهو يُعد منصة رائدة تجمع بين العقول المُبتكرة من الجامعات والمراكز البحثية المصرية والدولية، وبين رجال الصناعة والاستثمار من مختلف القطاعات الاقتصادية".

ولفت الدكتور مصطفى مدبولي إلى أن المعرض يركز على عرض أحدث الابتكارات والنتائج البحثية التطبيقية التي يُمكن تحويلها إلى مُنتجات وخدمات ذات قيمة اقتصادية، ويتيح للمُخترعين والباحثين فُرصةَ للتواصل المباشر مع المستثمرين والشركاء الصناعيين، مما يُسرع تحويل الأفكار الواعدة إلى مشروعاتٍ قابلة للنمو والاستدامة.

وأضاف أن أهمية هذا الحدث تكمن في كونه يُرسخ مفهوم "تسويق العقول"، حيث يتحول البحث العلمي من مجرد أفكار نظرية إلى ثروات حقيقية تُعزز الاقتصاد الوطني وتفتح آفاقاً جديدة للتنمية المستدامة.

وأكد رئيس الوزراء أن مصر، من خلال هذين الحدثين البارزين، تُؤكد التزامها بتعزيز التكامل بين العلم والمجتمع، ودعم الابتكار وريادة الأعمال، وترسيخ مكانتها كوجهة عالمية للتعاون العلمي والاقتصادي.

وفي هذا السياق، سلط الدكتور مصطفى مدبولي الضوء بتفصيل أعمق على مبادرة "تحالف وتنمية"، التي أطلقها فخامة السيد رئيس الجمهورية كرافدٍ أساسي ضمن الاستراتيجية الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي 2030، حيث تأتي هذه المبادرة استجابةً لطموحات مصر في بناء منظومة متكاملة تجمع بين المؤسسات الأكاديمية والمراكز البحثية والقطاعات الصناعية ورواد الأعمال، بهدف تعزيز التكامل والتعاون في مجالات البحث العلمي والابتكار وريادة الأعمال، ولاسيما في القطاعات ذات الإمكانات الواعدة لتحقيق التنمية المستدامة.

ولفت إلى أن المبادرة تسعى إلى تأسيس تحالفات تخصصية إقليمية، حيث يتم توحيد جهود الجامعات والمراكز البحثية مع المؤسسات الصناعية والشركات الناشئة، من أجل تحويل الأفكار البحثية إلى تطبيقات عملية وحلول مبتكرة تُلبي احتياجات السوق المحلية والإقليمية.

وأشار رئيس الوزراء إلى أن توقيع عددٍ من اتفاقيات "تحالف وتنمية" اليوم يُعد دليلاً ملموساً على نجاح هذه الرؤية الطموحة، إذ تُمثل خُطوة عملية نحو تفعيل التعاون بين الأطراف المختلفة، وتسريع وتيرة نقل التكنولوجيات من المختبرات إلى المصانع والأسواق، وتطوير نماذج أعمال مبتكرة تعزز القدرة الإنتاجية وتفتح آفاقاً جديدة للاستثمار والشراكة.

وقال الدكتور مصطفى مدبولي: "إِننا نؤمن بأن مستقبل الأمم يُبنى بالعلم والصناعة معاً، وأن التكامل بينهما هو الطريق الوحيد لتحقيق الازدهار الاقتصادي والاستقلال التكنولوجي".

ومن هذا المنطلق، أشار رئيس الوزراء إلى أن الحكومة المصرية تضع دعم البحث العلمي والابتكار على رأس أولوياتها، من خلال تمويل المشروعات البحثية التطبيقية، وتشجيع الشراكات الدولية، وتهيئة البيئة التشريعية والمؤسسية الداعمة.

ودعا الدكتور مصطفى مدبولي جميع الحاضرين إلى استغلال هذه الفرصة الفريدة للتعارف والتشبيك وبناء الشراكات، كما دعا الأكاديميين والباحثين إلى عرض ابتكاراتهم، ودعا أيضاً المستثمرين والصناعيين إلى اكتشاف الفرص الواعدة، ودعا كذلك الدول والأكاديميات الدولية إلى تعزيز التعاون مع مصر، مضيفًا: "لأننا نرى في العلم لغة عالمية تُوحد الشعوب وتصنع المستقبل".

واختتم رئيس الوزراء كلمته قائلاً: "ومما لا شك فيه، فإن الجمهورية الجديدة في مصر تسير بثبات نحو تحقيق اقتصاد المعرفة، وتضع كل إمكاناتها لخدمة هذا الهدف"... فمرحباً بكم في مصر، أرض السلام والتعاون والفرص. وكل عام وأنتم بخير، ومصر والعالم أجمع بخير".
 

مقالات مشابهة

  • النواب يؤكدون: دعم البحث العلمي والابتكار مفتاح التنمية المستدامة وتحويل الأفكار إلى مشاريع اقتصادية
  • برلماني: دعم البحث العلمي والابتكار ركيزة أساسية لتحقيق التنمية المستدامة في مصر
  • ميرفت ألكسان : دعم البحث العلمي والابتكار ركيزة لتحقيق تنمية مستدامة
  • برلمانية: تعزيز البحث العلمي والابتكار مفتاح مصر لتحقيق التنمية الشاملة وجذب الاستثمارات العالمية
  • وزير التعليم العالي يطلق خريطة وطنية للتحول نحو اقتصاد المعرفة حتى 2030
  • برلمانية: دعم البحث العلمي والابتكار أساس لتحقيق التنمية المستدامة وبناء اقتصاد المعرفة في مصر
  • رئيس الوزراء: الحكومة تضع دعم البحث العلمي والابتكار على رأس أولوياتها
  • مدبولي الحكومة المصرية تضع دعم البحث العلمي والابتكار على رأس أولوياتها
  • مدبولي : الحكومة تضع دعم البحث العلمي والابتكار على رأس الأولويات
  • عاجل- مدبولي: الحكومة تدعم تمويل المشروعات البحثية وتُهيئ البيئة التشريعية لبناء اقتصاد قائم على المعرفة