أميركيون عرب في ميشغان.. لماذا صوتوا لترامب؟
تاريخ النشر: 7th, November 2024 GMT
في مدينة ديربورن بولاية ميشغان الأميركية، يمثل الناخبون من أصول عربية نحو نصف عدد المسجلين للاقتراع في هذه المدينة، حيث يغلب طابع عربي بامتياز، وتعلو في طرقاتها لافتات كتبت باللغة العربية، ومطاعم ومقاهٍ أقرب إلى شوارع الدول العربية.
ومع ظهور المؤشرات الأولية لنتائج الانتخابات، تشير التقديرات إلى تحقيق نسبة مشاركة قياسية في هذه الولاية، التي تضم أكبر تكتل للأميركيين من أصول عربية في الولايات المتحدة.
وشارك نحو خمسة ملايين و600 ألف ناخب في الاقتراع، وهي الأعلى في تاريخ ميشغان، التي أجرت التصويت المبكر للمرة الأولى هذا العام بعد تعديل قوانينها عام 2022، ما ساهم في إقبال كبير من الناخبين، حيث أدلى 3.3 ملايين ناخب في التصويت المبكر الشخصي، وعبر البريد.
أشارت النتائج الأولية إلى فوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب بالرئاسة، بعدما خسر الديمقراطيون أصواتاً كانت مضمونة بالنسبة لهم في السابق، وربما كان لها القول الفصل في إهداء مقاعد ميشغان الخمسة عشر في المجمع الانتخابي لترامب.
يقول حسن، وهو من أصول لبنانية، ويعيش في مدينة ديربورن منذ أكثر من 20 عاماً، إنه صوّت لترامب الذي وعد بإنهاء الحرب في الشرق الأوسط، لافتاً إلى سعادته بفوزه بالانتخابات.
ولم يكن ذلك هو السبب الوحيد الذي دفع حسن للتصويت لترامب، موضحاً للحرة "عشنا 4 سنوات في حالة اقتصادية صعبة بسبب سياسات إدارة بايدن، مضيفاً "جيراني وأصدقائي من أصول عربية مختلفة صوتوا أيضاً لترامب، نريد أن يعرف الديمقراطيون أن صوتنا محسوب، ولولا هذا الصوت لما فزتم في الانتخابات السابقة".
وتتفق ليلى، وهي من أصول فلسطينية، قائلة "كان يتعين التصويت لترامب في هذه الانتخابات، ليعرف الديمقراطيون أن سياساتهم تجاه الحرب، وأفراد عائلاتنا الذين يعيشون تحت القصف في الشرق الأوسط، ستفقدهم أصواتنا هنا، لماذا لا نجرب الجمهوريين الآن، ونرى إصلاح ما فسد في السنوات الأربع الماضية".
وتشير التقديرات إلى أن ترامب حصل على 47% من أصوات مدينة ديربورن، مقابل 28% لصالح المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس، بينما ذهب 22% من الأصوات إلى زعيمة حزب الخضر جيل ستاين، ويبدو أن شعبية الأخيرة بدأت في التزايد في هذه الولاية.
وبالمقارنة بنتائج انتخابات عام 2020، فاز بايدن بنحو 75% من أصوات ديربورن، ولم يتمكن ترامب من حصد أكثر من 25% تقريبًا.
وتعد ديربورن أكبر مدن مقاطعة واين المهمة في ميشغان، ويمثل العرب تكتلًا انتخابياً كبيراً فيها، وهنا كذلك تشير التقديرات إلى أن الديمقراطيين خسروا أكثر من 60 ألف صوت في هذه المقاطعة، بالإضافة إلى خسارتهم أصواتاً في معقلهم في منطقة ديترويت، التي اعتادوا الفوز فيها بسهولة على مدار سنوات.
ويبدو أن سياسة الإدارة الأميركية الحالية إزاء الحرب في الشرق الأوسط، كانت المحرك الرئيسي للناخبين من أصول عربية، وعبّر كثير منهم عن استيائه الشديد من استمرار دعم الولايات المتحدة اللامحدود لإسرائيل، على حد قولهم، ومن بينهم المؤسس المشترك لحملة "غير ملتزم" عباس علوية، الذي قال في تصريحات تلفزيونية، إنه سيرشح هاريس بشكل شخصي على الرغم من خلافه مع الإدارة الحالية.
علوية أضاف "ترامب لن يفعل شيئاً مختلفاً، نعرف ما سيفعله، سيرسل مزيداً من الأسلحة، والدعم غير المحدود لإسرائيل، تماماً كما يفعل بايدن".
وكانت "غير ملتزم" جمعت أكثر من 100 ألف صوت في الانتخابات التمهيدية للديمقراطيين، وانطلقت احتجاجاً على دعم الإدارة الأميركية والديمقراطيين لإسرائيل في الحرب في غزة.
أما سامر، الذي ولد في ميشغان ويتحدث اللغة العربية بصعوبة، قال للحرة "انتخبت ترامب لأنني أعتقد أنه يستطيع التفاهم مع إسرائيل لوقف الحرب، يتعين أن تتوقف هذه الحرب، وأنا أثق أن ترامب يستطيع وقفها، ويستطيع كذلك إصلاح الاقتصاد الأميركي، بدلاً من إثقالنا بمزيد من الأعباء لصالح دول أخرى".
وخسر الديمقراطيون كذلك أغلبية مجلس نواب الولاية، ومقاعد في مجلس إدارة جامعة ميشغان بما في ذلك حاكم الجامعة الديمقراطي، وكذلك في جامعة واين، بالإضافة إلى سيطرة الجمهوريين على مجلس إدارة التعليم والمدارس، وهنا كان كثير من الأميركيين من أصول عربية يدعمونهم بشكل واضح.
يقول شاهين من أصول يمنية "انتخبت ترامب والجمهوريين لأنهم ضد تغيير المناهج الدراسية، وإدخال مفاهيم تتعلق بالميول الجنسية للأطفال، وأمور لا تتلاءم معنا كمجتمع عربي مسلم، أطفالي في المدارس، ولا أريد أن يتأثروا بأفكار هدامة تصطدم بفطرتهم".
شاهين أضاف أن انتخابه للجمهوريين رغبة في تغيير الوضع الحالي، قائلًا "ترامب وعدنا بإيقاف الحروب في الشرق الأوسط، وكلنا ضد الحرب، هناك أسباب كثيرة دفعتني لانتخابهم، لديهم خطة اقتصادية جيدة، فلماذا لا نتقرب من الجمهوريين، وندعمهم ليروا أننا بالفعل لسنا أعداء، لنعكس صورة صحيحة عن العرب لديهم، ويجب على الديمقراطيين أن يروا ذلك، ويدركوا أن خسارتهم الكبيرة نتيجة أنهم أخلفوا وعودهم لنا".
وفي السباق نحو مقعد مجلس الشيوخ الأميركي، فازت المرشحة الديمقراطية، إليسا سلوتكين، بالكاد على منافسها الجمهوري المخضرم مايك روجرز، بفارق 0.3% من الأصوات، وفي المقابل فاز الجمهوريون بسبعة مقاعد في مجلس النواب الأميركي، مقابل 6 للديمقراطيين، وهنا كان السباق سهلًا بالنسبة للمرشحة الديمقراطية رشيدة طليب التي فازت بمقعدها على الدائرة 12 بنحو 70% من الأصوات.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: فی الشرق الأوسط من أصول عربیة الحرب فی أکثر من فی هذه
إقرأ أيضاً:
بعد جدل حول هدية ب400 مليون دولار.. البنتاغون يقبل الطائرة التي أهدتها قطر لترامب
تُقدّر قيمة الطائرة التي عرضتها قطر على ترامب بحوالي 400 مليون دولار (352 مليون يورو)، وقد وصفها ترامب بأنها "بادرة عظيمة". اعلان
أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أن وزير الدفاع، بيتر هيغسيث، وافق على قبول طائرة من طراز بوينغ 747، قدمتها قطر كهدية للرئيس دونالد ترامب، لاستخدامها كطائرة رئاسية.
وقال المتحدث باسم البنتاغون، شون بارنيل، إن الوزارة "ستعمل على ضمان اتخاذ التدابير الأمنية المناسبة" لتجهيز الطائرة بحيث تكون آمنة للاستخدام الرئاسي، مؤكدًا أن عملية القبول تمت "وفقًا لجميع القواعد واللوائح الفيدرالية".
عندما طُرح السؤال على ترامب خلال وجوده في المكتب البيضاوي، اكتفى بالقول: "إنهم يعطون القوات الجوية الأمريكية طائرة"، دون الخوض في مزيد من التفاصيل.
وكان ترامب قد واجه تساؤلات منذ ظهور الخبر لأول مرة قبل أسبوع، مع تصاعد الجدل حول ما إذا كان قبول هذه الهدية الثمينة من حكومة أجنبية يتعارض مع القوانين الأميركية.
وفي منشور على منصته "Truth Social"، دافع الرئيس الجمهوري عن قرار قبول الطائرة، وكتب: "فكرة أن وزارة الدفاع تحصل على هدية، مجاناً، لطائرة 747 لتحل محل طائرة الرئاسة الأميركية التي يبلغ عمرها 40 عاماً، في صفقة علنية وشفافة للغاية، تزعج الديمقراطيين الفاسدين لدرجة أنهم يصرون على أن ندفع أعلى سعر للطائرة".
وبحسب شبكة ABC News، فإن ترامب سيستخدم الطائرة كوسيلة تنقل رئاسية خاصة به حتى مغادرته منصبه في يناير 2029، لتُحوّل بعدها إلى ملكية المؤسسة التي ستشرف على مكتبة ترامب الرئاسية، التي لم تُبْنَ بعد.
وأفادت الشبكة أيضًا أن مسؤولين في الإدارة أعدوا تحليلاً قانونيًا يؤكد أن قبول الطائرة لا يخالف القوانين الأميركية.
مع ذلك، أثار قبول الهدية انتقادات قانونية وسياسية واسعة، إذ ينص بند المكافآت في الدستور الأميركي على أن أي مسؤول في الحكومة الفيدرالية لا يجوز له قبول "هدية أو مكافأة أو منصب أو لقب من أي ملك أو أمير أو دولة أجنبية" دون موافقة الكونغرس.
قلق من النفوذ الأجنبي والمخاطر الأمنيةسخر زعيم الأقلية في مجلس الشيوخ، تشاك شومر، من شعار ترامب "أمريكا أولاً"، قائلاً: "لا شيء يقول ’أمريكا أولاً‘ مثل طائرة الرئاسة التي قدمتها لكم قطر".
وأضاف: "إنها ليست مجرد رشوة، بل نفوذ أجنبي ممتاز مع مساحة إضافية للأرجل" في إشارة إلى كبر حجم الطائرة.
وأعرب مشرّعون آخرون عن استيائهم من الخطوة، محذرين من أن استخدام رئيس أميركي لطائرة مقدّمة من دولة أجنبية يمكن أن يشكل خطرًا أمنيًا. فالطائرات المستخدمة حاليًا كـ"إير فورس وان" معدّلة بشكل معقّد لتأمين الرئيس في حالات الطوارئ المختلفة، وتحتوي على دروع إشعاعية، وتقنيات دفاعية ضد الصواريخ، وأنظمة اتصالات عسكرية متطورة تتيح للرئيس التواصل مع البنتاغون وإصدار أوامر في أي وقت ومن أي مكان في العالم.
وقال جوردان ليبويتز، مدير الاتصالات في منظمة "مواطنون من أجل المسؤولية والأخلاقيات في واشنطن" (CREW): "هذه الهدية غير مسبوقة. إجمالي قيمة الهدايا المقدمة لرئيس خلال فترة ولايته لا تقترب إطلاقًا من هذا المستوى".
وتقدّر قيمة طائرة بوينغ 747 الجديدة بنحو 367 مليون دولار، قبل التعديلات الداخلية، بينما قد تصل أسعار الطائرات المعدة لكبار الشخصيات إلى أكثر من 600 مليون دولار. وتُقدَّر قيمة الطائرة المقدمة من قطر بـ 400 مليون دولار، بحسب التقييمات الأولية، وهو ما وصفه ترامب بأنه "لفتة عظيمة".
تأتي هذه الهدية في وقت تواجه فيه العلاقات بين واشنطن والدوحة مزيجًا من التعاون والتحفظ. فرغم أن قطر تستضيف قاعدة العديد، إحدى أكبر القواعد الأميركية في المنطقة، فإن قضايا النفوذ الأجنبي، والهدايا السياسية، تثير حساسية كبيرة في المشهد السياسي الأميركي.
وتعدّ الولايات المتحدة الشريك التجاري الثاني لقطر بعد الصين.
Relatedبسبب "هدية الطائرة" القطرية.. ترامب يهاجم شومر ويصفه بـ"الفلسطيني"بدفع من ترامب.. بوينغ تعقد صفقة تاريخية مع الخطوط الجوية القطرية بقيمة 96 مليار دولارحتى الآن، لم يصدر أي قرار من الكونغرس بشأن الهدية القطرية. ومع تزايد الضغوط من المشرعين والمراقبين القانونيين، يبقى مصير هذه الطائرة، وما إذا كان ترامب سيواصل استخدامها كرئيس، محل جدل واسع في الأوساط القانونية والسياسية الأميركية.