رسمياً.. زعيم مليشيات الإرهاب يخترق المناهج الدراسية وهذيانه يصبح مقررا دراسياً
تاريخ النشر: 7th, November 2024 GMT
ازدادت مساحة التدخلات الحوثية في صياغة المناهج الدراسية وحشوها بالمضامين الطائفية التي تُمجِّد قادة الجماعة وزعيمها عبد الملك الحوثي، مع حذف مقررات ودروس وإضافة نصوص وتعاليم خاصة بالجماعة. في حين كشف تقرير فريق الخبراء الأمميين الخاص باليمن عن مشاركة عناصر من «حزب الله» في مراجعة المناهج وإدارة المخيمات الصيفية.
في هذا السياق، كشف ناشطون يمنيون على مواقع التواصل الاجتماعي عن أعمال تحريف جديدة للمناهج، وإدراج المضامين الطائفية الخاصة بالجماعة ومشروعها، واستهداف رموز وطنية وشعبية بالإلغاء والحذف، ووضع عشرات النصوص التي تمتدح قادة الجماعة ومؤسسيها مكان نصوص أدبية وشعرية لعدد من كبار أدباء وشعراء اليمن.
إلى ذلك، ذكرت مصادر تربوية في العاصمة المختطفة صنعاء أن الجماعة الحوثية أقرّت خلال الأسابيع الأخيرة إضافة مادة جديد للطلاب تحت مسمى «الإرشاد التربوي»، وإدراجها ضمن مقررات التربية الإسلامية للمراحل الدراسية من الصف الرابع من التعليم الأساسي حتى الثانوية العامة، مع إرغام الطلاب على حضور حصصها يوم الاثنين من كل أسبوع.
وتتضمن مادة «الإرشاد التربوي» -وفق المصادر- دروساً طائفية مستمدة من مشروع الجماعة الحوثية، وكتابات مؤسسها حسين الحوثي التي تعرف بـ«الملازم»، إلى جانب خطابات زعيمها الحالي عبد الملك الحوثي.
وبيّنت المصادر أن دروس هذه المادة تعمل على تكريس صورة ذهنية خرافية لمؤسس الجماعة حسين الحوثي وزعيمها الحالي شقيقه عبد الملك، والترويج لحكايات تُضفي عليهما هالة من «القداسة»، وجرى اختيار عدد من الناشطين الحوثيين الدينيين لتقديمها للطلاب.
تدخلات «حزب الله»
واتهم تقرير فريق الخبراء الأمميين الخاص باليمن، الصادر أخيراً، الجماعة الحوثية باعتماد تدابير لتقويض الحق في التعليم، تضمنت تغيير المناهج الدراسية، وفرض الفصل بين الجنسين، وتجميد رواتب المعلمين، وفرض ضرائب على إدارة التعليم لتمويل الأغراض العسكرية، مثل صناعة وتجهيز الطائرات المسيّرة، إلى جانب تدمير المدارس أو إلحاق الضرر بها أو احتلالها، واحتجاز المعلمين وخبراء التعليم تعسفياً.
وما كشفه التقرير أن مستشارين من «حزب الله» ساعدوا الجماعة في مراجعة المناهج الدراسية في المدارس الحكومية، وإدارة المخيمات الصيفية التي استخدمتها للترويج للكراهية والعنف والتمييز، بشكل يُهدد مستقبل المجتمع اليمني، ويُعرض السلام والأمن الدوليين للخطر.
وسبق لمركز بحثي يمني اتهام التغييرات الحوثية للمناهج ونظام التعليم بشكل عام، بالسعي لإعداد جيل جديد يُربَّى للقتال في حرب طائفية على أساس تصور الجماعة للتفوق الديني، وتصنيف مناهضي نفوذها على أنهم معارضون دينيون وليسوا معارضين سياسيين، وإنتاج هوية إقصائية بطبيعتها، ما يُعزز التشرذم الحالي لعقود تالية.
وطبقاً لدراسة أعدها المركز اليمني للسياسات، أجرى الحوثيون تغييرات كبيرة على المناهج الدراسية في مناطق سيطرتهم، شملت إلغاء دروس تحتفي بـ«ثورة 26 سبتمبر (أيلول)»، التي أطاحت بحكم الإمامة وأطلقت الحقبة الجمهورية في اليمن عام 1962، كما فرضت ترديداً لـ«الصرخة الخمينية» خلال التجمعات المدرسية الصباحية، وتغيير أسماء المدارس أو تحويلها إلى سجون ومنشآت لتدريب الأطفال المجندين.
مواجهة حكومية
في مواجهة ما تتعرض له المناهج التعليمية في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية من تحريف، تسعى الحكومة اليمنية إلى تبني سياسات لحماية الأجيال وتحصينهم.
ومنذ أيام، أكد مسؤول تربوي يمني عزم الحكومة على مواجهة ما وصفه بـ«الخرافات السلالية الإمامية العنصرية» التي تزرعها الجماعة الحوثية في المناهج، وتعزيز الهوية الوطنية، وتشذيب وتنقية المقررات الدراسية، وتزويدها بما يخدم الفكر المستنير، ويواكب تطلعات الأجيال المقبلة.
وفي خطابه أمام ملتقى تربوي نظمه مكتب التربية والتعليم في محافظة مأرب (شرق صنعاء) بالتعاون مع منظمة تنموية محلية، قال نائب وزير التربية والتعليم اليمني، علي العباب: «إن ميليشيات الحوثي، تعمل منذ احتلالها مؤسسات الدولة على التدمير الممنهج للقطاع التربوي لتجهيل الأجيال، وسلخهم عن هويتهم الوطنية، واستبدال الهوية الطائفية الفارسية بدلاً منها».
ووفقاً لوكالة «سبأ» الحكومية، حثّ العباب قيادات القطاع التربوي، على «مجابهة الفكر العنصري للمشروع الحوثي بالفكر المستنير، وغرس مبادئ وقيم الجمهورية، وتعزيز الوعي الوطني، وتأكيد أهداف ثورتي سبتمبر وأكتوبر (تشرين الأول) المجيدتين».
ومنذ أيام توفي الخبير التربوي اليمني محمد خماش، أثناء احتجازه في سجن جهاز الأمن والمخابرات التابع للجماعة الحوثية، بعد أكثر من 4 أشهر من اختطافه على خلفية عمله وزملاء آخرين له في برنامج ممول من «يونيسيف» لتحديث المناهج التعليمية.
ولحق خماش بزميليه صبري عبد الله الحكيمي وهشام الحكيمي اللذين توفيا في أوقات سابقة، في حين لا يزال بعض زملائهم محتجزين في سجون الجماعة التي تتهمهم بالتعاون مع الغرب لتدمير التعليم.
وكانت الجماعة الحوثية قد أجبرت قبل أكثر من شهرين عدداً من الموظفين المحليين في المنظمات الأممية والدولية المختطفين في سجونها على تسجيل اعترافات، بالتعاون مع الغرب، لاستهداف التعليم وإفراغه من محتواه.
المصدر: مأرب برس
إقرأ أيضاً:
برلماني: إدراج الذكاء الاصطناعي بالمناهج الدراسية ضرورة لمواكبة العصر الرقمي
أشاد النائب حسانين توفيق، عضو مجلس الشيوخ، عن حزب الشعب الجمهوري، بالتوجيهات الصادرة عن الرئيس عبد الفتاح السيسي للحكومة، بدراسة إمكانية إدراج تطبيقات الذكاء الاصطناعي كمادة إلزامية ضمن المناهج الدراسية بمختلف مراحل التعليم.
ووصف النائب هذه التوجيهات بأنها خطوة استراتيجية ورؤية ثاقبة تعكس إدراك القيادة السياسية لأهمية مواكبة التطورات التكنولوجية المتسارعة وتأهيل الأجيال القادمة لمتطلبات المستقبل.
وأكد النائب حسانين توفيق، أن إدراج الذكاء الاصطناعي كمادة إلزامية لم يعد ترفًا فكريًا بل ضرورة حتمية في ظل الثورة الصناعية والتكنولوجية.
وأوضح أن تزويد الطلاب بالمعرفة والمهارات الأساسية في هذا المجال الحيوي سيمكنهم من فهم العالم من حولهم بشكل أفضل، ويفتح لهم آفاقًا وظيفية واعدة في تخصصات المستقبل التي تعتمد بشكل كبير على البيانات والتحليل الذكي.
وأضاف توفيق أن هذا التوجه الرئاسي يصب مباشرة في صالح بناء اقتصاد معرفي قوي ومستدام لمصر، ويعزز من قدرتها التنافسية على الساحة العالمية.
وقال: "إن تخريج أجيال مسلحة بعلوم الذكاء الاصطناعي، سيساعد مصر في تطوير حلول مبتكرة للتحديات التي تواجهها في مختلف القطاعات كالصحة، والزراعة، والصناعة، والطاقة، والنقل، ما يسهم في تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة التي تنشدها الدولة المصرية".
وأشار عضو مجلس الشيوخ إلى أن الآثار الإيجابية لهذا القرار، حال تطبيقه، ستمتد لتشمل تغييرًا جذريًا في طريقة التفكير والإبداع لدى النشء، حيث سيتعلمون كيفية استخدام الأدوات التكنولوجية المتقدمة ليس فقط كمستهلكين، بل كمنتجين ومبتكرين، وهذا بدوره سيسهم في خلق جيل قادر على قيادة قاطرة الابتكار في مصر، وتحويلها إلى مركز إقليمي رائد في مجال تطبيقات الذكاء الاصطناعي.
وطالب النائب حسانين توفيق الحكومة بسرعة التحرك لتنفيذ توجيهات الرئيس السيسي، والبدء فورًا في إعداد دراسة شاملة ومتعمقة حول آليات ومتطلبات إدراج الذكاء الاصطناعي في المناهج.
وشدد على أهمية أن تشمل هذه الدراسة تحديد المراحل الدراسية المناسبة، والمحتوى التعليمي الملائم، وتأهيل المعلمين، وتوفير البنية التحتية التكنولوجية اللازمة لضمان نجاح هذه المبادرة الوطنية الطموحة.
واختتم النائب حسانين توفيق تصريحاته بالتأكيد على أن الاستثمار في عقول أبنائنا وتزويدهم بأدوات العصر هو أفضل استثمار للمستقبل.
وأعرب عن ثقته في قدرة الحكومة على تنفيذ هذه الرؤية الرئاسية الطموحة، مؤكدًا دعمه الكامل لكافة الجهود التي من شأنها أن تضع مصر في مصاف الدول المتقدمة في مجال التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، وتحقق لمواطنيها المزيد من التقدم والازدهار.