الثورة نت / أحمد كنفاني

شهدت محافظة الحديدة، عصر اليوم الحمعة،97 مسيرة جماهيرية حاشدة، تضامناً مع قطاع غزة ولبنان، ضد تواصل حرب الإبادة الجماعية التي يشنها الكيان الصهيوني الغاصب عليهما، تحت شعار “مع غزة ولبنان.. جهوزية واستنفار ضد قوى الاستكبار”.

ورفع المشاركون في المسيرات، التي تقدمها  بساحة شارع الميناء في مربع المدينة، أمين العاصمة الدكتور حمود عُباد، ووكيل اول المحافظة أحمد مهدي البشري ووكلاء المحافظة، وقادة الوحدات الأمنية والعسكرية، ومسؤولي السلطة المحلية، ومدراء المكاتب التنفيذية والخدمية والمديريات، اعلام اليمن وفلسطين ولبنان، وصور قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي – يحفظه الله، وشهداء قادة المقاومة، واللافتات المنددة باستمرار جرائم الكيان الصهيوني النكراء وحرب الإبادة التي يرتكبها في غزة ولبنان، ورددوا الشعارات الداعمة للفصائل الفلسطينية في غزة، وحزب الله في لبنان، مهما كانت التحديات وحجم التضحيات، وهتافات “قل لترامب ومن والاه.

. لسنا نخشى إلا الله”، “في الحاضر.. أو في المستقبل.. أمريكا ستخيبُ وتفشل”، “والنصر لنا بالتأكيد.. من تصعيد إلى تصعيد.. ماضون بخط التصعيد”، “لو كل الكون يُعادينا.. عن موقفنا لن يُثنينا”،”قل للأمريكي الغاشم.. موقفنا الإيماني حاسم.. والتصعيد اليمني قادم”، “فوضناك فوضناك.. يا قائدنا فوضناك”، “لبيناك لبيناك.. يا قائدنا لبيناك .. احنا سلاحك في يمناك”.

وأكدوا المضي على درب الشهداء من القادة وشهداء غزة ولبنان واليمن ومحور المقاومة، والجهاد في سبيل الله حتى تحقيق النصر.

وأعلنوا الجهوزية التامة لخوض معركة “الفتح الموعود والجهاد المقدس” دفاعاً عن شرف الأمة الإسلامية ومقدساتها والاستمرار في الحشد التعبوي لتعزيز ورفد الجبهات إسناداً للشعبين الفلسطيني واللبناني، واستعداداً لمواجهة أي تصعيد للعدو الإسرائيلي والأمريكي وأذنابهم في الساحل الغربي.

وأشاروا الى أن الساحل الغربي سيكون محرقة لكن من يحاول الاقتراب منه من الغازيين والطامعين، وان مخططاتهم ستبوء بالفشل والانكسار ولن يجروا سوى اذيال الذل والهوان والهزيمة.

ولفتوا إلى أن الخيار الوحيد للشعب اليمني والذي لا رجعة عنه هو الصمود ومقاومة العدوان ورفض التبعية والوصاية للخارج .. مؤكدين أن قوى العدوان وصلت إلى طريق مسدود بعد عشرة أعوام من التدمير والاستهداف للأبرياء والمقدرات في مختلف أنحاء اليمن.

ونوهت الحشود المليونية، التي توافدت من مختلف اقطار المديريات الى الساحات المحددة بمربعات المدينة والشمالي والشرقي والجنوبي ، للمشاركة في المسيرات، بأن العدوان على اليمن طيلة تلك السنوات، عزّز من صمود الشعب اليمني وقوته وإصراره على الوقوف مع الشعبيين الفلسطيني واللبناني في وجه العدوان الصهيوني على قطاع غزة والضفة الغربية ببيروت، ومواجهة قوى الاستكبار العالمي “أمريكا وإسرائيل وبريطانيا”.

واعتبرت موقف اليمن وقواته المسلحة في إسناد غزة وبيروت، محل فخر واعتزاز من قبل ابناء الامة، عكس مواقف الأنظمة العربية المخزية والمتخاذلة، والتي ستكتب في أسوأ صفحات التأريخ.

وباركت الحشود، ضربات وعمليات القوة الصاروخية والطيران المسير للقوات المسلحة في عمق الكيان الصهيوني في الأراضي الفلسطينية المحتلة والمواقف المشرفة للقيادة الثورية الحكيمة ممثلة بقائد الثورة.

وخاطب البيان الصادر عن مسيرات ابناء محافظة الحديدة حارس البحر الأحمر، أمريكا ورئيسها ترامب بالقول : ” أنت تعرف الشعب اليمني سابقاً وستعرفه اليوم أكثر، وكل تحالفاتكم السابقة فشلت وحاملات طائراتكم فرت من المنطقة وفشلت عن حماية نفسها وحماية كيان العدو، وفرت من المنطقة تجر أذيال الهزيمة، نحن بالله أقوى ولن تستطيعوا أن تثنونا عن نصرة الشعبين الفلسطيني واللبناني.

واضاف “فلو حشدتم كل جيوش العالم بطائراتهم وأساطيلهم وبوارجهم ومدمراتهم وترسانتهم العسكرية فنحن بالله العظيم أقوى ولن تستطيعوا أن تثنونا عن موقفنا الإيماني والمبدئي المساند للشعبين الفلسطيني واللبناني”.

وأكد البيان ثبات الشعب اليمني على موقفه الإيماني والداعم والمساند للشعبيين الفلسطيني واللبناني، والاستمرار في الخروج الأسبوعي في المسيرات المليونية دون كلل ولا ملل جهادا في سبيل الله وابتغاء لمرضاته، مؤكدين أنه لن يتركوا خط الجهاد في سبيل الله.

مجددا التأكيد للمجاهدين في فلسطين ولبنان بأنكم لستم وحدكم ونحن معكم في أتم الجهوزية والاستنفار لمواجهة كل القوى الاستكبار والطغيان وأدواتهم في المنطقة حتى تحقيق النصر، مهما كانت التحديات.

ودعا البيان إلى استمرار الحملات الشعبية للإنفاق في سبيل الله والتبرع لصالح الشعب الفلسطيني، وأن يتم تخصيص الأسبوع القادم والإنفاق الشعبي لصالح النازحين من أبناء الشعب اللبناني ابتداء من اليوم وحتى يوم الجمعة القادم، على أن تستمر وتتواصل حملة التبرع والإنفاق لصالح الشعب الفلسطيني.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

الاستكبار الصامت والمصير الأبدي .. قراءة قرآنية دلالية للشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه

في قراءة للمعاني الدلالية لقوله تعالى : {وَيْلٌ لِّكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ يَسْمَعُ آيَاتِ اللَّهِ تُتْلَى عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِراً كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْراً فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ وَإِذَا عَلِمَ مِنْ آيَاتِنَا شَيْئاً اتَّخَذَهَا هُزُواً}(الجاثية8) ، للشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه ، نجد بعداً إنسانيًا وروحيًا عميقًا، حيث لا يقف عند حدود التفسير النصي، بل يتجاوزها إلى تشخيص العلل النفسية والاجتماعية التي تحوّل الإنسان إلى خصم للحق،  ومن بين تلك العلل، يبرز داء الاستكبار، الذي لا يقتصر على الجبابرة المعروفين في التاريخ كفرعون وهامان، بل يمتد في رؤيته رضوان الله عليه ، إلى الصغار الذين يحملون روح فرعون وإن كانوا بلا سلطات.

يمانيون / خاص

 دلالة الآية في تصوير النفس المستكبرة

يبدأ الشهيد القائد بالتأمل في قوله تعالى: {وَيْلٌ لِّكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ * يَسْمَعُ آيَاتِ اللَّهِ تُتْلَى عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِراً كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْراً…}، يُقسم الآية إلى ثلاثة مسارات ترتبط ببعضها، وتبدأ بالسماع الواعي للحق، فالآيات تتلى على هذا الإنسان، فهو يعلم الحق، ولكنه يرفضه، والثاني الإصرار والاستكبار، إذ ليست المسألة جهلًا، بل عنادًا، مما يجعل الاستكبار صفة قلبية ونفسية، والثالث التظاهر بعدم السماع كأن في أذنيه وقرًا،  وهذه حالة من الإنكار الإرادي للحق، تدفع نحو التهلكة، وبهذا فإن الشهيد القائد يقرأ في هذه الآية خطورة المكابرة على آيات الله، ويرى أنها أخطر من الكفر الصريح، لأنها تعني معرفة الحق ورفضه عمدًا، وهذا هو ما يقود إلى العذاب الأليم.

 

الاستكبار كمرض اجتماعي شائع

يفنّد الشهيد القائد الفكرة السائدة أن الاستكبار حكر على الملوك أو الأقوياء، ويقول صراحة أن  بعض الفقراء يحملون نفس الروح الفرعونية، ولكن لم يتح لهم أن يكونوا فراعنة على الأرض، الجبروت ليس بالمنصب بل بالنفسية وبعض الناس يبدون بسطاء، ولكن ما إن يحصلوا على منصب بسيط أو كلمة مسموعة، حتى يتحولوا إلى طغاة صغار، والكبر على الناس هو رفض خفي للحق الإلهي، لأن الله أمر بالتواضع، ومن تكبر فقد تمرد على أمر الله.

وهنا يكشف الشهيد القائد عن ظاهرة خطيرة ، وهي الاستكبار النفسي المغلّف بالدين أو التواضع الظاهري، وهو ما يشكل خطرًا مضاعفًا لأنه يُخفي نفسه وراء أقنعة الفضيلة.

 

مفارقة الرفعة في الدنيا والآخرة

من أقوى الأفكار التي يطرحها الشهيد القائد هي مقارنة بين الرفعة الدنيوية والرفعة الأخروية، ويستند إلى قول الله: {خَافِضَةٌ رَّافِعَةٌ} ، فيوم القيامة، يُخفض من تكبّر في الدنيا، ويُرفع من تواضع وصدق مع الله، ويشبه القائد السعي الدنيوي للرفعة عبر الباطل بـ”السراب”، لأن عمر الدنيا محدود، وعمر الآخرة أبدي لا نهاية له، فما قيمة أن يُقال عنك في الدنيا وجيه وأنت في الآخرة في الحضيض؟.

 

الأتباع المستكبرون .. 

يفتح الشهيد القائد نافذة جديدة على الاستكبار، هي الاستكبار بالوكالة، فالإنسان قد يكون تابعًا ولكنه يشعر بالقرب من شخصية نافذة، ويمارس الاستكبار نيابة عنها، ويتمرد على الحق باسم الولاء، ويقول الشهيد إن هؤلاء يعيشون وهمًا كبيرًا، فمن يتبع الطغاة، يتخيل أنه معهم في القوة والعلو، لكنه يوم القيامة يُنبذ مثلهم، مستشهدًا بقوله تعالى: {تَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ} ، {وَقَالَ الَّذِينَ اتُّبِعُواْ لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً…}، ففي يوم الحساب، لا شفاعة في الباطل، ولا تنفع العلاقات، ولا تنفع المواقف التي كان ظاهرها القوة، وباطنها الانحراف.

 

السباق إلى الخيرات هو النجاة

يعقد الشهيد القائد مقارنة أخيرة بين ثلاث فئات:

أصحاب المشأمة .. أهل الشؤم، العصاة، المستكبرون، المصرّون.

أصحاب الميمنة .. المؤمنون الناجون.

السابقون المقربون ..من يبادرون بالحق، ينشرونه، يؤسسون المشاريع، ويستمر تأثيرهم بعد موتهم.

ويؤكد أن السبق إلى الخير، ليس في الكم فقط، بل في المبادرة، وتأسيس العمل الجماعي، وتشغيل الناس على الخير.

ويقول الشهيد القائد إن بعض الناس يحاول أن لا يُلزم نفسه بأي شيء، ويرى أنه ذكي لأنه لم يساهم، لكنه في الحقيقة غبي، لأنه فوّت فرصة النجاة.

 

الوعي بالآخرة أساس الاستقامة في الدنيا

ينقل الشهيد القائد فكرة شديدة العمق، وهي أن الإنسان حين يغفل عن القيامة، عن الحساب، عن المصير الأبدي، تبدأ انحرافاته،  فالمعيار الذي يجب أن يحكم السلوك هو هل هذا العمل يقربني إلى الله؟ هل يجعلني آمِنًا يوم القيامة؟

إنها رؤية قرآنية للوجود، تجعل من كل عمل صغير في الدنيا خطوة في مشروع الأبد، ولهذالا تبالِ بالمصاعب ما دمت على الحق، ولا تهتم بمن يكرهك من أهل الباطل، فمن يضحك اليوم من أهل الإيمان، سيُضحك عليه غدًا في الجنة ، {فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُواْ مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ}.

ومما يستفاد من قراءته رضوان الله عليه للمعاني الدلالية لهذه الآيات ، أن الاستكبار مرض صامت، قد يصيب البسطاء كما يصيب الجبابرة، وأن السكوت عن الحق، رغم معرفته، هو صورة من صور الكبر والعناد، كما أن المبادرة إلى الخير ضمانة نفسية وأخلاقية للنجاة، والقيامة ليست حدثًا مستقبليًا بل هي معيار للحاضر.

الشهيد القائد يقدّم خطابًا عمليًا، لا تأمليًا فقط، ويحرّك النفس نحو العمل الصالح لا الاكتفاء بالموعظة ..

مقالات مشابهة

  • اليمن لن يسكت على الخونة والمتواطئين .. السيد القائد يوجه الشعب اليمني بهذا الأمر
  • السيد القائد يدعو الشعب اليمني للخروج الواسع غدًا الجمعة في العاصمة صنعاء والمحافظات
  • “لن نترك غزة تموت جوعاً”… مسيرات ووقفات جامعية حاشدة تجدد التفويض للمرحلة الرابعة وتفضح الصمت العربي
  • يوم علمي في كلية الزراعة بالحديدة لمناقشة أبحاث تخرج دفعة “طوفان الاكتفاء الذاتي”
  • “برنامج إعمار اليمن” و”الإسكوا” يبحثان تعزيز التعاون المشترك
  • مجلة بريطانية: اليمن يُدشّن “مرحلة رعب بحرية” عالمية وخسائر جسيمة للشركات المتورطة مع الكيان
  • مسيرة حاشدة لطلاب الأكاديمية العليا بصنعاء تضامناً مع غزة
  • الاستكبار الصامت والمصير الأبدي .. قراءة قرآنية دلالية للشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه
  • تكوين الشباب الجزائري في مجالات الاقتصاد الرقمي..انطلاق قافلة تحت شعار “Caravan to Digital”
  • الخارجية الفلسطينية: هناك حراك دولي لإنهاء العدوان على الشعب الفلسطيني