حكم الحلف بالنبي وكفارة الحلف الكاذب بالله.. توضيح من علماء الأزهر
تاريخ النشر: 10th, November 2024 GMT
أوضح الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، أن الحلف يجب أن يكون بالله وحده، مشيراً إلى أن من يحلف بالنبي صلى الله عليه وسلم ويخالف قسمه، عليه أن يؤدي كفارة يمين.
وبيّن جمعة، خلال مجلس الجمعة الأسبوعي ، أن الحلف يكون بالله فقط ، عملاً بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: "من كان حالفًا فليحلف بالله أو ليصمت"، وهذا الحديث يدل على أهمية قصر الحلف على الله، دون سواه من المخلوقات أو الأنبياء.
وأضاف الدكتور علي جمعة أن الحلف بالنبي، وإن كان مكروهاً، إلا أنه ليس محرماً كما يظن البعض، لافتاً إلى أن الأئمة الأربعة اتفقوا على كراهة الحلف بغير الله، دون أن يكون ذلك محرماً شرعاً.
واستشهد بحديث ضعيف يقول: "من حلف بغير الله فقد أشرك"، موضحاً أن الحديث غير موثوق السند.
وأشار كذلك إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم قد استخدم الحلف بغير الله في حديث له حين قال: "أفلح وأبيه إن صدق"، وهو ما يوضح أن الحلف بغير الله ليس شركاً بالله، بل هو مكروه.
كما أضاف جمعة أن الله تعالى في القرآن الكريم حلف ببعض المخلوقات، مثل قوله تعالى: "والضحى"، "والليل"، "والفجر"، "والشمس"، مما يدل على أن الحلف بغير الله، وإن كان مكروهاً، لا يصل إلى مرتبة الشرك بالله.
حكم الحلف بالله كذبامن جانبه، تناول الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، مسألة الحلف بالله كذباً، وبيّن أنه لا ينبغي على المسلم أن يستخدم اسم الله في قسم كاذب، موضحاً أن هذا السلوك يقلل من تعظيم الله ويعرض اسم الله للأيمان الكاذبة، وهو أمر لا يليق بمكانة الله سبحانه وتعالى.
واستشهد عويضة بقوله تعالى: {وَلا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لأَيْمَانِكُمْ أَنْ تَبَرُّوا وَتَتَّقُوا وَتُصْلِحُوا بَيْنَ النَّاسِ}، وهو ما يدل على وجوب احترام اسم الله وتجنب استخدامه في حلف كاذب.
وأضاف عويضة عثمان أن من اعتاد الحلف بالله كذباً ويرغب في التوبة، يجب عليه الابتعاد عن هذا السلوك وتقديم كفارة عن الأيمان التي حلفها كذباً.
وأوضح أن المسلم إذا لم يتمكن من حصر عدد المرات التي حلف فيها كذباً أو كان غير قادر على أداء كفارة الإطعام بقدر الأيمان التي حلفها، فإنه يمكنه التكفير عنها بحسب استطاعته، إذ إن الهدف من الكفارة هو تعظيم قدر الله سبحانه وتعالى، واحترام الحلف به، وعدم التهاون بذكر اسمه في غير موضعه.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الدكتور علي جمعة كفارة يمين الحلف بالنبي دار الإفتاء الحلف بغیر الله أن الحلف
إقرأ أيضاً:
وعاظ الأزهر يردون على أسئلة حجاج بيت الله الحرام .. صور
شَهِد موسم الحج لهذا العام مشاركةً متميزةً لوعَّاظ الأزهر وواعظاته في توعية حُجَّاج بيت الله الحرام بمناسك الحج، وذلك بالتعاون مع وزارة التضامن الاجتماعي، في إطار الدَّور الدَّعوي والتوعوي الذي يضطلع به الأزهر الشريف، ومشاركته الفاعلة في خدمة ضيوف الرحمن.
وتهدف هذه المشاركة إلى تقديم الدَّعم الدِّيني والعِلْمي للحُجَّاج منذ لحظة سفرهم بالمطارات والموانئ، مرورًا بمحطَّات أداء المناسك المختلفة، وذلك من خلال دروس إرشاديَّة ولقاءات مباشرة تستهدف تبسيط المناسك، والإجابة عن أبرز الأسئلة التي تشغل الحُجَّاج؛ كأحكام المبيت والتنقُّل بين المشاعر، إلى جانب الإرشادات السلوكية التي تعزِّز من وعي الحاج بمقاصد الشعيرة المباركة.
ولا تقتصر التوعية على الجوانب الفقهية فقط؛ بل تمتدُّ إلى البُعد الروحي للحج، من خلال تأكيد أنَّ الغاية الأسمى من أداء الفريضة هي تزكيةُ النفْس، وتعميقُ الصِّلة بالله، وبثُّ قِيَم الرحمة والتعاون بين الناس، وهي المعاني التي يحرص الأزهر الشريف على ترسيخها في وعي الأمَّة الإسلاميَّة.
بدوره، أكَّد الدكتور محمد الجندي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلاميَّة، أنَّ مشاركة وعَّاظ الأزهر وواعظاته تأتي في إطار التكامل بين المؤسَّسات الوطنيَّة لخدمة الحُجَّاج، وتمثِّل خطوةً مهمَّةً لترسيخ الوعي الدِّيني الصحيح، وتعزيز روح الطمأنينة والسكينة في نفوس الحُجَّاج.
وأضاف الجندي، أنَّ هذه المشاركة تُعدُّ امتدادًا طبيعيًّا لدَور الأزهر الشريف في خدمة المجتمع، وترجمة فعليَّة لرسالته العالميَّة، التي لا تقتصر على التوعية داخل مصر فحسب؛ بل تمتدُّ لتصل إلى كل تجمُّع إنساني يحتاج إلى الكلمة الطيبة والنُّصح الرشيد، مؤكدًا أنَّ الأزهر سيظل حاضرًا في كل ميدان يؤدِّي فيه رسالة الخير والرحمة والاعتدال.
وأشار الأمين العام إلى أنَّ وجود وعَّاظ الأزهر وواعظاته في موسم الحج تأكيدٌ عمليٌّ على ريادة الأزهر العالميَّة في التوجيه والإرشاد، وتجسيدٌ حيٌّ لرسالته في التفاعل المباشر مع هموم الناس وقضاياهم الدِّينيَّة والروحيَّة.
وأوضح أنَّ هذا الحضور الميداني يعكس الثقة العميقة في خطاب الأزهر الوسطي الذي يجمع بين العِلم والرحمة، وبين الفقه والواقع، مشدِّدًا على أنَّ الأزهر سيظل في طليعة المؤسسات الدينيَّة التي تخاطب العقول والقلوب معًا، وتنزل إلى الميادين حيث يكون الناس؛ لتغرس فيهم معاني الهداية والسكينة، وتدفعهم إلى السُّمو الأخلاقي والمعنوي، في وقتٍ تشتدُّ فيه الحاجة إلى الكلمة الصادقة والفهم العميق والقدوة الصالحة.