البوابة نيوز:
2025-12-07@14:39:06 GMT

بين الأيقونات والتماثيل

تاريخ النشر: 15th, August 2023 GMT

هل هذه قضية تحتاج إلى نقاش فى ضوء الواقع المعاش بمشاكله وبتعقيداته على كل المستويات خاصة المستوى الاقتصادى. أعتقد لقناعتى أن كل الأمور متداخلة ومتشابكة فلا انفصال بين السياسى والاقتصادى والاجتماعى والثقافى كذلك الدينى الممثل فى الفكر الدينى. ذلك الفكر الذى يمثل حجر الزاوية فى أى بناء حقيقى لوجود وعى يدرك الأمور ويعى الواقع لكى يتم تغييره إلى الأحسن فى كل مناحى الحياة.

خاصة أن هذا الفكر الدينى هنا وهناك هو المسيطر والموجه والحاكم لكل الأمور ميراثا واقتناعا لكل من يؤمن ويتأثر بهذا الفكر دون شحذ الفكر  وإعمال العقل. لذلك تصبح هذه القضية مهمة وتحتاج إلى نقاش مثل قضايا كثيرة يقدس فيها غير المقدس. الأيقونة هى صور القديسين التى توجد فى الكنائس والأديرة بهدف تقديس هؤلاء وأخذهم نموذجا لكى يحتذى به (ويتم ما يسمى بالتبارك من هذه الأيقونات). وهذه الأيقونات توجد بالكنائس الأرثوذكسية ولا توجد التماثيل . وعدم وجود التماثيل بالأرثوذكسية تنفيذا للآية الإنجيلية التى تقول (لا تصنعوا لكم تمثالا على الأرض)، أما الكاثوليكية فتوجد بها هذه الأيقونات وكذلك توجد تلك التماثيل. وأعتقد أن وجود هذه الأيقونات فى الكنيسة الأرثوذكسية يعود للواقع المصرى القديم الذى جاءت عليه وبعده المسيحية. فالمسيحية فى مصر ومنذ دخولها لمصر كانت قد تأثرت بالواقع المصرى بشكل مباشر مما سرع فى انتشارها. فقد أخذت الكهنوت المصرى فأصبح كهنوتا مسيحيا، وأخذت المعبد الفرعونى فتحول إلى كنيسة ومفتاح الحياة إلى صليب وكذلك كانت عقيدة التثليث المصرية (إيزيس وأوزيريس وحورس) تمهيدًا الاقتناع بعقيدة التثليث المسيحية. وفى إطار هذا كان الفن القبطى هو الامتداد الطبيعى فى كل خطوطه للفن المصرى القديم. وأعتقد كان هذا الباب هو الذى دخلت منه الأيقونة إلى الكنيسة الأرثوذكسية أى تأثرا بالواقع المعاش الذى يؤثر ويتأثر بالإنسان. وعلى ذلك كان طبيعيا أن تتأثر الكنيسة الكاثوليكية بالواقع وبالزمان والمكان الغربى وبالحضارات الإغريقية والرومانية تلك الحضارات التى ابدعت كثيرا فى فن التماثيل.  ولذلك نرى إبداعات مايكل انجلو وأمثاله فى تلك التماثيل التى توجد فى الفاتيكان والتى تمثل مفخرة لهم. وهنا نرى تأثير الفكر الدينى أى تفسير البشر للنص الدينى ذلك الفكر الذى تأثر بالواقع فاجاز الصور والتماثيل بالرغم من وجود النص التحريمى؟ مع العلم أن الكنيسة البروتستانتية لا تؤمن لا بالأيقونات ولا بالتماثيل. جاء هذا الكلام لوجود ظاهرة التماثيل فى الكنيسة الأرثوذكسية والتى كانت تتفاخر وتتمايز على الكاثوليكية فى هذا الموضوع على أنها أكثر تمسكا بالنص الإنجيلى. فوجدنا تماثيل للأنبا أنطونيوس وبولا والأنبا شنودة الثالث (أكثر من تمثال). كذلك وجدنا أسقف بنى سويف يرفع تمثالًا للعذراء وكذلك شقيقه أسقف أسيوط الذى احتفل برفع تمثال العذراء بدير درنكة فى احتفال كنسى ورسمى مشهود. هنا سيقال إن التماثيل فن ضمن الفنون ويقام على تلك الأرضية الفنية! نقول وهل الكنائس والأديرة متاحف لعرض تلك الفنون التشكيلية؟ ولماذا إيجاد ظروف تسهل الخلط بين الفنى والدينى خاصة أن أى تواجد داخل الكنائس والأديرة يتم التعامل معه على أرضية دينية فقط. فكل موجود هو مقدس (الصور والتماثيل وحتى الستائر على الحوائط وغير ذلك الكثير والكثير). أما الأخطر فإن السيد أسقف أسيوط قال عند رفع التمثال الذى أقامه. أنه ذهب إلى تمثال العذراء فى حريصة بلبنان ستة عشر مرة لأخذ البركة من التمثال!! وعليه قال انظروا الى التمثال لكى تأخذوا بركة! فهل هذا لا يعتبر خلطًا معيبًا بين الفنى والدينى؟ وهل التمثال يعطى البركة؟! وعندما تكون البركة فى الحجر المصنوع فأين البركة الإلهية الحقيقية؟ ام أن التماثيل أصبحت بديلا البركة الحقيقية؟ الأمر خطير حيث أصبحت كل ايبارشية تدار حسب رؤية الأسقف خاصة فى الأمور العقائدية وليست الإدارية أو المالية. وهذا لا يليق لايتسق مع تاريخ الكنيسة الجميل ويعتبر إهدارا وإسقاطا لدور مجمع الأساقفة المنوط به مثل هذه الأمور. هذه قضية ليست جزئية أو بسيطة ولكنها يمكن أن تكون بداية لنهاية خطيرة على الكنيسة والفكر الدينى الذى يؤثر فى تشكيل وعى ووجدان المواطن المصرى. حمى الله مصر وشعبها العظيم.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الايقونات التماثيل الارثوذكسية الكاثوليكية تمثال ا

إقرأ أيضاً:

اللهم اجعله خير

لا يختلف اثنان على الدور المحورى الذى تمارسه الرقابة المالية والبورصة المصرية فى ترسيخ استقرار سوق المال وحماية أموال المستثمرين، وتعزيز خصائص السوق الكفء من شفافية وإفصاح وتدفق عادل للمعلومات.. هذا الدور تجلّى بوضوح فى الفلسفة الجديدة التى تبنّتها الجهتان خلال عمليات التفتيش على الشركات المتقدمة للقيد، إذ لم يعد الأمر مجرد «استيفاء أوراق» أو إجراءات شكلية، بل فحص دقيق لأصول الشركات وبياناتها وكل كبيرة وصغيرة تمتّ بِصلة لنشاطها.

كشفت عمليات التفتيش خلال الفترة الماضية عن قائمة واسعة من المخالفات ارتكبتها شركات مقيدة، وبناءً عليه تحركت الجهات الرقابية بحزم لحماية حقوق المتعاملين وضمان استقرار السوق. ولعل أحدث الحالات على ذلك ما جرى فى شركة ديجيتايز للاستثمار، وقبلها شركة بريميم هيلثكير.

فى حالة «هيلثكير»، أخطرت الرقابة المالية البورصة بالنظر فى نقل أسهم الشركة إلى القائمة (د)، وفق قرارى رئيس البورصة رقم 92 لسنة 2021 و238 لسنة 2024، وهى القائمة المخصصة للشركات المعرضة للشطب الإجبارى نتيجة مخالفات جوهرية لقواعد القيد والإفصاح. وبالفعل اتخذت لجنة القيد بالبورصة القرار.

المشهد ذاته تكرر مع «ديجيتايز»، حيث أخطرت الرقابة المالية لجنة القيد بإمكانية نقل الشركة إلى (القائمة د)، استنادًا إلى المخالفات المثبتة.. إلى هنا تبدو الصورة طبيعية ومنطقية. لكن غير الطبيعى هو أن لجنة القيد – رغم المخالفات والغرامات التى فُرضت – لم تنقل الشركة إلى القائمة "دال" كما حدث فى عشرات الحالات المماثلة.

هنا تحديدًا بدأت علامات الاستفهام تتصاعد داخل مجتمع سوق المال.. ما الذى جرى؟.. ولماذا اختلف التعامل مع هذه الحالة تحديدًا؟ وما السر وراء ذلك.. هل تأخذ اللجنة وقتها أم لديها وجهة نظر أخرى وأن المخالفات ليست على المستوى الذى يستدعى النقل؟

صمت لجنة القيد وعدم توضيح أسباب عدم نقل الشركة رغم استيفاء شروط الإدراج بالقائمة «د» فتح الباب أمام لغط واسع، وكأن السؤال الذى يدور على ألسنة المتعاملين: «اللهم اجعله خير.. ماذا يحدث؟».

 

 

مقالات مشابهة

  • عاجل | وزير الصحة: لا توجد أي فيروسات جديدة أو زيادة في متحورات كورونا بمصر
  • كيف يتفكر الإنسان ويكون الفكر لله؟..على جمعة يوضح
  • اللهم اجعله خير
  • للزمالك.. رب يحميه!
  • رئيس الطائفة الإنجيلية بمصر يبدأ جولته في الأردن ويشارك في ندوة الكنيسة بين وحدة الإيمان والتأثير المجتمعي
  • الإعاقة في في الفكر وليست في الجسد
  • دار الإفتاء تواصل قوافلها الإفتائية إلى شمال سيناء لنشر الفكر المستنير
  • أحلام
  • الإخوان من واشنطن إلى السودان
  • بوتين: لا توجد حاليًا خطة لإدخال عملة موحدة في مجموعة بريكس