خبير عسكري: هكذا أثرت حربا غزة ولبنان على قوات الاحتياط بإسرائيل
تاريخ النشر: 11th, November 2024 GMT
قال الخبير العسكري العقيد حاتم كريم الفلاحي إن فتح حكومة بنيامين نتنياهو جبهة حرب ثانية مع لبنان أثر على قوات الاحتياط، وسبب تململا كبيرا في صفوفهم بعد الإنهاك الكبير بسبب حرب غزة.
جاء حديث الفلاحي في معرض تعليقه على ما أوردته صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية بأن الجيش الإسرائيلي يشعر بالقلق بسبب انخفاض بنسبة تتراوح بين 15% و25% في خدمة الاحتياط.
وأوضحت الصحيفة أن هذا الشعور برز خلال الأسابيع الأخيرة في الألوية القتالية في قطاع غزة وفي جبهة لبنان، مؤكدة أنه يؤثر على قرارات الجيش العملياتية.
وبيّن الفلاحي -للجزيرة- أن جيش الاحتلال الإسرائيلي منهك بشكل كبير بسبب حرب غزة المستمرة منذ أكثر من عام، وضاعف هذا الإنهاك فتح الجبهة الشمالية مع حزب الله، والتي قال إنها "تختلف عن جبهة غزة، وتفوقها في القدرات والإمكانات العسكرية".
ووفق الخبير العسكري، شكل طول أمد المعركة هاجسا وضغطا كبيرا على قوات الاحتياط، والتي قال إنها تعتبر العمود الفقري للجيش الإسرائيلي.
تجدر الإشارة إلى أن قوات الاحتياط بالجيش الإسرائيلي هم جنود سابقون انتهت مدة خدمتهم الإلزامية النظامية، وقرروا الخدمة في قوات الاحتياط عند الحاجة إليهم، ويعدون من القوى العاملة في السوق الإسرائيلية.
ويفوق تعدادهم 465 ألفا، واستدعت إسرائيل 360 ألفا بعد هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
ولم يسبق للجيش الإسرائيلي أن خاض تاريخيا حربا طويلة، وهذا أثر على أدائه وقدراته الميدانية وكبده خسائر بشرية كبيرة، وهو ما تسبب بمشاكل وصراعات سياسية داخلية في إسرائيل، حسب الفلاحي.
وأواخر الشهر الماضي، كشفت أرقام لإدارة إعادة التأهيل التابعة للجيش الإسرائيلي عن تلقي 12 ألف جندي العلاج في وحداتها منذ بداية العدوان على قطاع غزة، ثم على لبنان، ثلثاهم من قوات الاحتياط.
لكن الجيش الإسرائيلي أشار في أحدث إحصائياته إلى 772 قتيلا و5184 جريحا منذ بداية العدوان، ولم يتحدث إلا عن نحو 300 جندي يعالَجون حاليا في المستشفيات.
وإلى جانب ذلك، أثرت الحرب في غزة ولبنان، حسب الفلاحي، على الاقتصاد الإسرائيلي بعد سحب قوات الاحتياط من أعمالهم في المزارع والمصانع والمؤسسات، وهزت مكانة إسرائيل دوليا.
وكانت صحيفة تايمز أوف إسرائيل نقلت عن مصادر عسكرية قولها إن هناك انخفاضا كبيرا بمعدل التحاق جنود الاحتياط بالخدمة خلال الأسابيع الأخيرة.
ووفق هذه المصادر العسكرية، فإن معدل الالتحاق بالخدمة في وحدات الاحتياط يتراوح حاليا بين 75 و85%، كما أن الإرهاق الشديد يعد أحد أسباب انخفاض معدل التحاق الاحتياط بالخدمة، إلى جانب الاستياء من فشل الحكومة في تجنيد عدد كبير من اليهود المتشددين (الحريديم).
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات قوات الاحتیاط
إقرأ أيضاً:
إسرائيل تبحث عن مخرج من غزة.. استنزاف عسكري وإعلامي يضغطان على الحكومة
تواجه إسرائيل ضغوطًا داخلية وإعلامية متزايدة لإنهاء الحرب في غزة، مع استنزاف بشري لوجستي يهدد استمرارية العمليات، بينما تتحول الساحة الدولية إلى ساحه نفوذ مع تصاعد النقد الإعلامي للرواية الإسرائيلية. اعلان
بينما تستمر العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة تحت مسمى "عربات جدعون"، تظهر مؤشرات داخل المؤسسة العسكرية والسياسية على أن القيادة تبحث عن مخرج من الحرب، في ظل تصاعد حدة الاستنزاف البشري والمادي، وتفاقم الضغوط السياسية والإعلامية.
ووفق ما نقله مراسل الشؤون العسكرية في القناة 13 العبرية، أور هيلر، فإن الحديث داخل الدوائر الأمنية والعسكرية لم يعد عن توسيع نطاق العمليات، بل عن كيفية إنهائها أو على الأقل تعليقها لفترة من الزمن.
وأشار إلى أن رئيس الأركان إيال زامير أبلغ المجلس الوزاري المصغر (الكابينيت) خلال اجتماع مغلق بأن الجيش قد يكون قريبًا من مرحلة إعادة تنظيم، وهو نفس الموقف الذي أكدته لاحقًا مصادر مقربة من المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، إيفي دفرين.
نقص الإمدادات.. بين الإنفاق الباهظ وواقع المرابطفي الجبهة الداخلية، كشفت التقارير الميدانية عن تناقض صارخ بين حجم الإنفاق العسكري الكبير، والذي تجاوز حتى الآن 250 مليار شيكل (نحو 75 مليار دولار)، وبين الواقع اللوجستي المتدني الذي يعيشه الجنود في الميدان.
ففي الوقت الذي يُفترض فيه أن تكون الآليات المدرعة متوفرة بوفرة، يلجأ بعض الجنود إلى استخدام الحبال لتثبيت أبواب المدرعات.
ولفتت مراسلة صحيفة "يسرائيل هيوم" ليلخ شوفال، بعد زيارات متكررة إلى مواقع القتال، إلى أن معظم الوحدات لا تملك سوى عدد محدود من السيارات المدرعة، مضطرةً للتنقل في مركبات غير مصفحة، مثل "هامر" المفتوحة، في مناطق تمثل خطوطًا ساخنة.
وشددت على أن النقص في آليات مثل دبابات "ميركافا 4" ومدرعات "النمر" بات واضحًا، مما يحتم تركيز هذه الإمكانات فقط على الخطوط الأمامية، بينما تتعرض الوحدات الأخرى لخطر كبير. ولفتت أيضًا إلى أن وقوع إصابات حتى في المواقع الإدارية يدل على وجود خلل عام في التنظيم والانتشار داخل القطاع.
Relatedمعارك ضارية في غزة.. الرقابة الإسرائيلية تحظر النشر وإغلاق بلدات الغلاف لأول مرة منذ 7 أكتوبرجندي إسرائيلي سابق يخرج عن صمته: لم يخبرنا أحد أننا ذاهبون لممارسة التطهير العرقي في غزةزعيم المعارضة الإسرائيلية يلتقي وزير خارجية الإمارات في أبوظبي لبحث وقف إطلاق النار في غزةإعادة التسلح ضرورة ملحةورأت شوفال أن الجيش الإسرائيلي بلغ درجة متقدمة من الإرهاق، وأن استمرار العمليات بهذا الشكل ليس ممكنًا. وأشارت إلى أن الحاجة أصبحت ملحة لإيقاف المعارك لفترة تتيح للوحدات إعادة التسلح، وإصلاح المعدات المتضررة، وتوفير راحة ضرورية للجنود بعد أشهر طويلة من التوتر والقتال المستمر.
على الصعيد الإعلامي، سلطت قناة "كان 11" العبرية الضوء على التحول الملحوظ في موقف الإعلامي البريطاني بيرس مورغان، الذي كان يُصنف سابقًا ضمن المحاورين الذين يتعاطفون مع الرواية الإسرائيلية، خاصة بعد الهجوم الذي نفذته جماعات فلسطينية في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
لكن القناة أشارت إلى أن مورغان بدأ بتبني لهجة أكثر حدة وانتقادًا، وخاصة في مقابلاته مع مسؤولين إسرائيليين. ومن أبرز تلك الحالات، اللقاء مع وزيرة المساواة الاجتماعية ماي جولان، التي بدا عليها الحرج حين طُلب منها تحديد عدد الأطفال القتلى في قطاع غزة، فبدأت بالنفي قبل أن يعاود مورغان طرح السؤال بشكل متكرر.
وفي مقابلة أخرى مع الناطقة باسم الحكومة الإسرائيلية فلور حسن ناحوم، والتي أدلت فيها بتصريح قال فيه إن الجيش قادر على تحويل غزة إلى "موقف سيارات خلال 12 ساعة"، رد عليها مورغان بالقول إن 70% من القطاع قد دُمر بالفعل، ومع ذلك لم تتحقق الأهداف الرئيسية التي أعلنت عنها إسرائيل.
ويرى معلق في القناة أن البرنامج تحول إلى نوع من "السيرك الإعلامي" يعتمد على الإثارة والاستفزاز لتحقيق أعلى نسب مشاهدة، ملاحظًا أن ممثلي إسرائيل لم يكونوا مستعدين لهذا النوع من الحوار، واكتفوا باتهام مورغان بمعاداة السامية، بدلًا من الرد بمهنية على أسئلته.
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة