يمانيون:
2025-07-05@13:16:12 GMT

معركة “أولي البأس” في لبنان

تاريخ النشر: 13th, November 2024 GMT

معركة “أولي البأس” في لبنان

أمة السلام جعفر

إن حزب الله في لبنان مُستمرّ في المعركة الكبرى التي يخوضها مع العدوّ الإسرائيلي، يواصل تنفيذ العمليات وَلم يتوقف، فها هيَّ العملية تلو العملية، والقصف تلو القصف، فهو الداعم والمساند للشعب الفلسطيني الصامد في قطاع غزة منذ اليوم الأولى لـ (طُوفَان الأقصى)، وَأَيْـضًا إسنادًا لمقاومته الباسلة، ودفاعًا عن لبنان وشعبه، فهو اليوم في إطار المعركة يُجرّع “إسرائيل” أشد الآلام، فلم تتوقف صواريخ لبنان ولم تهدأ، فتأتي لتحرق آمال “إسرائيل” وتذرها في مهب الرياح.

يعرف العدوّ قبل الصديق بأس لبنان، لبنان اليوم ليست كلبنان الأمس هي اليوم أشد بأساً، وأعظم قوة، وأكثر صلابة، لن يهزها علو “إسرائيل” وبطش أمريكا، فهم أولو القوة وأولو البأس الشديد، هم يد الله وجنود الله على أرضه، التأييد لهم من قبل الله عظيم، والنصر حليفهم، والعزة لهم، والكرامة طريقهم.

كتبوا بدمائهم وصواريخهم ومسيّراتهم في ميدان العزة والكرامة وَالنصر، فجرعوا العدوّ أشد الويلات وجعلوه يجر وراءه الهزائم المتتالية والخيبات الموجعة إلى ما وراء الحدود.

المطلة دائمًا تُطل بصواريخ المقاومة فالإطلالة لا تتوقف، وتعطيه دروساً يستفيد منها إلى بقية حياته، إذَا كان يريد العيش مرة أُخرى لا يقترب ولا يحاول الزحف والتقدم فَــإنَّ هذا سيكون آخر نفس له.

التسلل في عيترون ومارون وعيناتا أحبطها الجيش اللبناني، وعلى المعتاد يجر الجنود أذيال الخيبة من جديد، أما حولا ومركبا وشبعا صدتهم المقاومة اللبنانية، وجعلتهم يلوذون بالفرار.

أُمنيات الصهاينة لا تتوقف عند حَــدّ، فآمالهم كبيرة ونظرتهم بعيدة المدى، ورغم كُـلّ ذلك تتبخر الأمنيات، وتخيب الآمال، صلياتُ الصواريخ إلى ما وراء الحدود، وصلت إلى مستوطنات الحافة وأبعد من ذلك، إلى كريات شمونا وشتولا، إلى شراغا شمال عكا، وَأَيْـضًا وصلت لأول مرة إلى موقع أفيتال للاستطلاع.

الإسرائيلي الذي يخفي خسائره في الميدان، ويتستر بستارة عبر وسائل الإعلام والتواصل، هو اليوم غارق بدماء جنوده في الميدان، غارق بالخسائر الكبيرة التي تكبدها بشكل غير مسبوق.

نحن نعلم أن العدوّ عندما يخسر في الميدان بشكل ملحوظ يأتي للانتقام من المدنيين الأبرياء، فهو اليوم يرتكب أبشع المجازر بعد أن أخفق في الميدان، وهُنا المؤمنون الصادقون المجاهدون بنهج الصبر والثبات لن يثنيهم عظيم البذل والتضحيات، ولن يرتابوا ولن يبدلوا تبديلاً، فهم لا يعرفون الخسارة، هم يعرفون طريق العزة والنصر (وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ).

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: فی المیدان

إقرأ أيضاً:

حول السلاح في لبنان.. والكلام عن نزعه

إن افتراض وجود سلاح كاسر للتوازن هو منافٍ لما ذكره الكيان الصهيوني ومن يتلاقون معه في لبنان بعيد انتهاء معركة "أولي البأس". بعض أولاء كتبوا حينها عن تشييع حزب الله وليس فقط نصر الله، متجاوزين حتى مقولات العدو وتقييمه كتعبير عن حقد واغر على مكون المقاومة في لبنان والموقف الأخلاقي والإنساني من القضية الفلسطينية، وما انفكوا يرددون أن المقاومة انتهت وأن الزمن الأمريكي بدأ. فما عدا مما بدا حتى عادوا ليفتحوا الملف طالما أن المقاومة قُضي عليها؟! إن ما نسمعه من استدراج عروض من قبل هؤلاء لضرب المقاومة؛ يشير إلى أننا أمام قوى وزعماء لا يصح ائتمانهم لا على دولة ولا على مؤسسات ولا حتى على شراكة على مستقبل وطن وشعب وأسرة لبنانية، لأنهم بفعلتهم هذه يهددون الصيغة اللبنانية.

أما إذا كان الواقع يفيد بأن المقاومة لا تزال حية ولديها عناصر قوة عديدة ومع فرض وجود سلاح يهدد إسرائيل بالفعل، فهذه ورقة قوة للبنان ولفلسطين ولا يجب التفريط بها قبل إنجاز رؤية أمن وطني شامل تضع خطة واقعية لحماية لبنان. وأي كلام آخر يعني خدمة إسرائيل، وهو ما يجب التصدي له، لأن قضايا الأمن لا تخضع للمساومة مع العدو ولا تنعقد مبانيها بالإذعان للخارج واسترضائه، ولأن المقاومة لا تعيق احتكار الدولة لسيادتها في الداخل. ورغم الخضة التي تلقتها في معركة أولي البأس لكنها حافظت على مستوى غير مسبوق من الثبات الميداني. ليس هذا فحسب، بل إن المقاومة لا تنافس أو تزاحم الدولة على قرار الحرب والسلم، بل تراها عوّضت غياب القرار في الدولة إزاء أبرز تحد (الاحتلال الإسرائيلي والعدوان الدائم على لبنان).

إن قرار الحرب والسلم ليس شعارا بل قرار دولة مستقلة وسلطات متحررة من إرغامات الخارج وتهديداته، لمصلحة شعبها والإنسان فعلا لا ادعاء. وليس نقاش قرار الحرب والسلام كلاما للتورية دون تحديد معنى ومضمون مصالح لبنان بعقلانية، أو السير بما تفترضه أمريكا للبنان من دور وتتصوره له من أمن.

ولما كان جزء كبير من قوى وأحزاب لبنان لم يخرج بعد من عقلانية وواقعية معينة معقولة، فالمنطق والمصلحة يقولان إنه لن يكون هناك سبيل في مواجهة التحديات لا سيما الوجودية إلا بالحوار والتوافق بما يحقق حماية لبنان، وتأكيد حرية قراره واستقلاله ويحفظ دوره، ومن يريد أن يتخلى عن مسار الحوار في قضية محورية وكيانية بهذا الحجم فهو عمليا يُسهم أو يرتضي التغيير في أمور أساسية أخرى تمس البنية اللبنانية، وكما هو معلوم فإن الصيغة اللبنانية حساسة للغاية.

وعليه، ما الذي يمكن أن تكون عليه الخيارات، لا سيما للأمريكي المستعجل لإنجاز والإسرائيلي الذي يبدو أن معاركه وحروبه تسير بلا أفق سياسي واستراتيجي واضح؟

- أولا: الخيار الإسرائيلي بتوسيع الاحتلال البري للبنان. هذا يعني أن العدو سيكون من الناحية القانونية والدستورية في مواجهة الجيش اللبناني المعني بالدفاع عن أرضه في وجه عدو لبنان، ووفق ما وافقت عليه السلطة بعيد الحرب من بنود. لكن هذا العمل فيما لو حصل سيزيد من مبررات نظرية المقاومة ومسوغاتها وحقانية منطقها ومشروعيته، وسيعطيها دفعا كبيرا ويخلق لها فرصا في تطوير المواجهة البرية واستنزاف العدو، وسيكون ذلك بمثابة غرق إسرائيلي في الوحل اللبناني دون رؤية لنهاية الطريق.

كما أن ذلك لن يجلب الاستقرار للمنطقة بل سيجعلها مرشحة لاهتزازات وخضات كبيرة، لا سيما أنها حتى اللحظة لا تزال تعيش اضطرابا شديدا ولم تستقر توازناتها على وجهة واضحة. كما أن ترامب صار أكثر حذرا فيها بعد الخطوة الأمريكية-الإسرائيلية الناقصة وغير المحسوبة بما يكفي في الجولة الأخيرة مع إيران، حيث تعززت مكانة وموقع الأخيرة في الإقليم ودوليا، على عكس ما افترضت أمريكا.

ولا يجب أن ينسى أي محلل أن ثقافة المقاومة تقوم على الكرامة والحق والأخلاق والدين، بحيث لا ترضخ أو تستسلم بالتهديد بالقتل أو الحرمان، ليس هذا فحسب، بل إن للمقاومة حلفاء في المنطقة لن يتوانوا في نهاية الطريق عن مساعدتها بأشكال مختلفة، وهذا ما سيرشح المنطقة للانفجار مجددا وهو ما يهرب منه ترامب لأن تداعياته ستكون كارثية، ناهيك عن أن كيان العدو لا زال يعارك في غزة منذ سنتين دون أفق ولا نتيجة واضحة، وغزة أَولى له ولمصالحه والحسابات حكومته من لبنان وكذلك الضفة.

ليس هذا فحسب، بل إن وقف الحرب على غزة فيما لو مضى به ترامب سيؤدي استراتيجيا إلى فشل كل أهداف العدو الصهيوني التي وضعها منذ طوفان الأقصى وافترض أنه أمام فرصة عمْر لتحقيقها، وسيظهر عجزه رغم كل آلة القتل والإبادة. وفي حال حصول وقف الحرب على غزة فإن هذا سيؤكد أن الصمود والمقاومة هما الحل الوحيد للحفاظ على الحقوق، ولا خيار آخر للشعوب في مواجهة العدو الصهيوني العنصري والإبادي إلا المواجهة، وكل خيار آخر هو عبارة عن اغتيال الهوية والوجود الفعال لصالح قوى التسلط الدولية والغرب وأمريكا وإسرائيل.

وليس غريبا أن المقاومة أُخذت عبر ما حدث في أولي الباس، وأن خطوة إسرائيلية من هذا النوع ربما تعيد فرصة للمقاومة وقد تفاجئ العدو الصهيوني بقتال شديد ومكلف، ولا يجب أن نغفل أن خطوة إسرائيلية كهذه لن تحظى بإجماع دولي في بيئة دولية منقسمة ولا بإجماع عربي ولا إسلامي، أي أنها لا تمتلك أي عنصر من عناصر النجاح، بل قد تكون فرصة لجبهة المقاومة لتعزز الاصطفاف الدولي من جديد بين من يدافع عن القانون الدولي؛ ومن يضرب به عرض الحائط تاركا أسس النظام الدولي للتأويل والاستنساب والفوضى بل والتداعي التام.

بناء على كل ما تقدم يمكن استبعاد هذه الفرضية، أي محاولة الصهاينة القيام بعمل بري بتوسيع احتلالهم للبنان بدل الخروج منه نهائيا (أزمة الصهاينة أنه لو حصل تراجعهم في أي ساحة دون شروطهم، إن في غزة أو لبنان، فسيعني انتصار جبهة المقاومة وفشلا استراتيجيا لإسرائيل وسرعان ما تظهر تداعياته الداخلية عندهم، لذلك نتنياهو مضطر لأن يبقي كل الجبهات متوترة أو مشتعلة إلى حين أن ينضج تنازل مهم من خصمه. وهذا يبدو حلما وخيالا ليس أكثر؛ لأن قوى المقاومة لن تستسلم مهما كانت التضحيات).

- قد يتحدث البعض عن خطوة عسكرية من قبيل ضربة سريعة دون عمل بري واسع، وهذا دونه سؤال: ما الجديد الذي سيتحقق للكيان الصهيوني إلا إذا كان المقصود قتل المدنيين في لبنان؟ وهذا لا يبدو خيارا يحقق هدفا واقعيا بقدر ما يضعف موقف الاحتلال، وقد يقابَل حينها بردود فعل من كل الشعوب الحرة ومن المقاومة وحلفاء المقاومة، وسيضع الكيان مجددا على صفيح ساخن وتوتر إضافي دون هدف واضح ومحدد، ناهيك عن أن ما يقوم به اليوم قد يكون أفضل لحسابات الربح والخسارة الكلي مقارنة بما لو قام بجولة جوية كبيرة.

- يبقى هناك خيار قد يختلف عن ما سبق لجهة الغطاء القانوني؛ كأن تقوم السلطة اللبنانية كما في السبعينات بالطلب الرسمي من النظام السوري بضغط أمريكي أو عبر جهات وأنظمة عربية للتدخل لنزع سلاح المقاومة بالقوة، وهي فكرة راودت بعض الأنظمة في الخليج ذات يوم. هذا ممكن من الناحية القانونية، لكن تبعاته أنه سيطيح باتفاق الطائف أولا، وسيفتح المواجهة بين حلفاء المقاومة وبين الأنظمة العربية المتواطئة، لا سيما أن أي خطوة يمكن أن تبادر إليها السلطة في لبنان بهذا الاتجاه ستعني أنها جاءت بمساندة من بعض الأنظمة العربية ما سيجعل هذه الأنظمة جزءا من الصراع. (يتحدث الإعلام أن الحكومة المؤقتة في سوريا يمكن أن يطلب منها ذلك في سياق تثبيتها أمريكيا، لكن أظن أن الأمر فيه مبالغة، فلا زال الوضع هشا في سوريا، ولا تزال قوى إسلامية كبيرة في سوريا داعمة لفلسطين وتؤمن بالمقاومة ،ويصعب أن تجاري الحكم هناك إذا ما طلب منه ذلك، ولا أعتقد أن المزاج الشعبي والإسلامي في سوريا يرتضي التطبيع). كما أن هذا الخيار مستبعد لأنه لا الرئيس جوزيف عون ولا الجيش الوطني يمكن أن يفكر به.

- أما عن إمكانية استصدار قرارات دولية تحت الفصل السابع لمواجهة تيار المقاومة في لبنان، فهذا مستحيل في ظل الواقع الدولي، وبعد أن أوقع الغرب روسيا في كمين ناجح في سوريا، وبعد أن أصبحت موازين القوة في المنطقة متأرجحة، وحدود القوة الأمريكية معروفة أكثر من ذي قبل لخصومها وأعدائها.

- الخيار المرجح، أن يتقدّم الأمريكي بمبادرة شاملة لـ"السلام" كما يدعي، ويفترض أنها ستنجح ويعمل عليها بقوة، وترامب لا زال يتطلع لنيل جائزة نوبل للسلام فالفكرة تدغدغ نرجسيته. لكن نعود ونقول: "الله عُرف بالعقل والمنطق وبالشعور السليم"، وكذلك كل الحقائق والوقائع الكبرى تعرف بالدليل والاستقراء. إن السلام المزعوم فشل في ظروف أفضل للغرب وفي ظل أحادية أمريكا مطلع التسعينات، وفي ظل عروض "أسخى" أعطيت للعرب حينها ولو على الورق، وفي ظل ظروف هي أصعب على قوى المقاومة، فحينها كانت لا تزال غضة فضلا عن أن تكون جبهة! فإذا كانت صفقة السلام في التسعينات فشلت عن بلوغ مقاصدها بالسلام المزعوم، فكيف سينجح ترامب اليوم، وكل شيء في عالمنا تبدل حتى أمريكا نفسها صارت أمريكا أخرى؟

لذلك نفترض أن الطريق الوحيد الممكن هو الحوار بين اللبنانيين، وفقط الحوار، وعلى الأجندة والتوقيت اللبناني، فقط التوقيت الوطني وليس على أي توقيت آخر. ومهما بلغت الضغوط وبأي اتجاه ذهبت يبقى لأكثر من نصف الشعب اللبناني رأيه ومنطقه وقناعاته في تعريف الكرامة والعزة والاستقلال والسيادة وموقع لبنان من القضية الفلسطينية، وسيواجه مهما كانت الأثمان، ففي المواجهة إمكانية بقاء واستمرار، بينما في الاستسلام لشروط الغرب المتوحش والمخادع لن يكون إلا الموت بعينه، والحياة تحت هيمنة الظالمين ليست إلا موتا.. والسلام.

مقالات مشابهة

  • مصادر: التعديلات اللبنانية ستنص على تنفيذ مرحلي لتسليم السلاح بما يضمن إلزام إسرائيل بالانسحاب من الأراضي اللبنانية التي تحتلها
  • شهيد و5 جرحى في غارات العدو الإسرائيلي اليوم
  • إسرائيل تستهدف سيارة في بنت جبيل.. وأنباء عن سقوط شهيد (فيديو)
  • اللجنة الرئاسية تجتمع اليوم وأسئلة لبنانية على الورقة الأميركية: من يضمن الإسرائيلي؟
  • قاسم: الدفاع لا يحتاج إلى إذن ويجب مقاومة إسرائيل لإخراجها من لبنان
  • هل آن .. الأوان .. لإحياء خِدمة الميدان
  • اتفاق أولي بشأن ملف تصدير نفط كردستان
  • حزب الله يبلغ رده اليوم على ورقة براك.. هذا ما كشفته المعلومات
  • معركة قانون الانتخاب تُهدّد بتعطيل مجلس النواب!
  • حول السلاح في لبنان.. والكلام عن نزعه