عربي21:
2025-10-13@10:06:44 GMT

الضم: إسرائيل تكتب القوانين بنفسها

تاريخ النشر: 16th, November 2024 GMT

يواجه المجتمع الدولي اختباراً حاسماً أمام التصعيد الإسرائيلي المستمر في الأراضي الفلسطينية المحتلة. فمع تزايد عمليات الضم الفعلي لأجزاء من الضفة الغربية بعد ضم القدس الشرقية، تبدو إسرائيل وكأنها ماضية في تكريس واقع جديد يتحدى أسس القانون الدولي ويهدد الأمن والسلم الإقليميين والدوليين.

الضم الإسرائيلي يتناقض بشكل مباشر مع المبادئ الأساسية التي أقرها ميثاق الأمم المتحدة واتفاقيات جنيف.

إذ يُحظر بموجب القانون الدولي أي استيلاء على الأراضي بالقوة. ورغم ذلك، تواصل إسرائيل استراتيجيتها التوسعية عبر نقل صلاحيات إدارية وسياسية إلى شخصيات مدنية مثل الوزير الإسرائيلي المتطرف بتسلئيل سموتريتش، الذي تم منحه صلاحيات شبه سيادية في الضفة الغربية.

إن هذه الخطوات لا تقتصر على كونها انتهاكات للقانون الدولي، بل تعد جرائم تقع ضمن اختصاص المحكمة الجنائية الدولية. ومع ذلك، فإن غياب الإرادة الدولية لمعاقبة هذه الانتهاكات يعزز الشعور بالإفلات من العقاب ويفتح الباب أمام مزيد من الفوضى في النظام العالمي.

من أبرز التحديات التي تواجه العدالة الدولية هي ازدواجية المعايير في تطبيق القانون الدولي. ففي حين واجهت روسيا عقوبات صارمة بعد ضمها لأجزاء من أوكرانيا، يتم التعامل مع الضم الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية بخطابات سياسية فارغة. هذه الازدواجية ليست مجرد مسألة أخلاقية، بل تنعكس بشكل مباشر على مصداقية المؤسسات الدولية التي أنشئت لضمان العدالة.

وهنا سأضع الأبعاد الإنسانية والسياسية للضم على شكل نقاط مختصرة يجب علينا التركيز عليها على الصعيد العالمي:
1. تعميق الفصل العنصري: يعيش المستوطنون الإسرائيليون في الأراضي المحتلة ضمن نظام مدني يوفر لهم حقوقاً واسعة، بينما يُحرم الفلسطينيون من حقوقهم الأساسية تحت نظام عسكري صارم. هذه السياسة تؤدي إلى تعزيز واقع الفصل العنصري، وهو أمر يهدد النسيج الاجتماعي للمنطقة.

2. تصعيد العنف: مع تصاعد عمليات الضم، تتزايد الاعتداءات الإسرائيلية على الفلسطينيين من خلال القتل والاعتقال والتهجير القسري. هذه الممارسات تغذي دائرة الكراهية وتزيد من احتمالات اندلاع مواجهات أكثر عنفاً.

3. نهاية حل الدولتين: الضم يعني فعلياً تدمير أي إمكانية لإقامة دولة فلسطينية مستقلة، ما يؤدي إلى تعقيد الصراع وجعله أكثر استعصاءً على الحل.

التصريحات الأخيرة لوزير المالية الإسرائيلي، الذي دعا علناً إلى ضم الضفة الغربية إذا قضت محكمة العدل الدولية بعدم شرعية المستوطنات، تعكس تصعيداً خطيراً يعمق الانتهاكات. كما أن سياسات الحكومة الإسرائيلية لتوسيع المستوطنات وبناء البنية التحتية اللازمة لربطها بإسرائيل تؤكد نيتها فرض واقع دائم يتجاهل تماماً الحقوق الفلسطينية.

يتطلب الوضع الراهن استجابة دولية تتسم بالحزم والفعالية. على المجتمع الدولي:
1. فرض عقوبات: كما تم مع روسيا، يجب تطبيق عقوبات رادعة على إسرائيل لخرقها القانون الدولي.

2. تعزيز صمود الفلسطينيين: من خلال دعمهم اقتصادياً وسياسياً لمواجهة مخططات الضم.

3. إعادة تفعيل القانون الدولي: رفض ازدواجية المعايير وإلزام جميع الأطراف باحترام القوانين الدولية.

يمثل الضم الإسرائيلي تهديداً وجودياً للنظام الدولي القائم على القانون. إن الصمت أو التردد في مواجهة هذه السياسات لن يؤدي سوى إلى تعزيز ثقافة القوة وغياب العدالة. اليوم، يتحمل المجتمع الدولي مسؤولية تاريخية في وقف هذه الانتهاكات والعمل على تحقيق سلام عادل ومستدام في المنطقة.

(الأيام الفلسطينية)

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الفلسطينية الضم الضفة الغربية فلسطين الضفة الغربية الضم مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة رياضة سياسة سياسة رياضة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة القانون الدولی

إقرأ أيضاً:

مهرجان القاهرة السينمائي الدولي يكرم المخرجة الفلسطينية هيام عباس

تمنح إدارة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، الممثلة والكاتبة والمخرجة الفلسطينية هيام عباس، جائزة الهرم الذهبي، على هامش فعاليات الدورة الـ 46 للمهرجان، ويأتي ذلك تقديرا لمشوارها الفني الزاخر بالعديد الأعمال الفنية التي أثرت العمل الفني على مستوى المنطقة العربية.

ومن المقرر انطلاق فعاليات الدورة الـ 46 من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، خلال الفترة من 2 إلى 21 نوفمبر 2025، ويعد المهرجان أحد أعرق المهرجانات في العالم العربي وأفريقيا، والوحيد في المنطقة الذي يحمل تصنيف الفئة «A»من الاتحاد الدولي لجمعيات منتجي الأفلام (FIAPF) بباريس. تأسس المهرجان عام 1976، ويُقام سنويًا تحت رعاية وزارة الثقافة المصرية.

تعد الممثلة والكاتبة والمخرجة الفلسطينية هيام عباس، واحدة من أبرز الوجوه العربية التي تركت بصمة عميقة في السينما العالمية، ولدت عام 1960 في مدينة الناصرة، ودرست التصوير والمسرح في القدس قبل أن تنتقل إلى باريس في أواخر الثمانينيات.

قدمت هيام عباس، خلال مشوارها الفني العديد من الأعمال الناجحة من أبرزها فيلم «حيفا»، فيلم «يد إلهية»، فيلم «غزة مونامور»، وكان من أبرز أعمالها على الصعيد العالمي فيلم «ميونيخ» لـ مخرج ستيفن سبيلبرغ، فيلم «الزائر» للمخرج توماس ماكارثي وكذلك «بليد رانر 2049».

ولم يقتصر إبداع هيام عباس على التمثيل فقط حيقث برعت في مجال الإخراج، إذ قامت بإخراج أفلام قصيرة وعدة أعمال مسرحية، بالإضافة إلى فيلمها الطويل الأول «إرث» عام 2012، كاشفة عن موقفها من السينما كسبيل للتعبير عن الهوية والحفاظ على الذاكرة الجماعية.

اقرأ أيضاًفيلم «هيبتا 2» يحتل المركز الثاني في شباك تذاكر السينما

«يلا حبيبي».. موعد طرح الأغنية الجديدة لـ محمد رمضان

القاهرة السينمائي يعلن تكريم مدير التصوير محمود عبد السميع بجائزة «الهرم الذهبي»

مقالات مشابهة

  • وزيرة الخارجية الفلسطينية تؤكد أهمية ربط خطة ترامب للسلام بمرجعيات القانون الدولي
  • وزيرة الخارجية الفلسطينية تؤكد أهمية ربط خطة ترمب للسلام بمرجعيات القانون الدولي
  • عصام يونس: قمة شرم الشيخ تضع الكرة في ملعب المجتمع الدولي
  • مهرجان القاهرة السينمائي الدولي يكرم المخرجة الفلسطينية هيام عباس
  • الرئيس المصري: يجب أن يواجه المجتمع الدولي وأفريقيا تهور إثيوبيا في إدارة سد النهضة
  • السيسي يوجه رسالة مهمة إلى المجتمع الدولي بشأن المياه
  • وزير الخارجية الأسبق: احترام القانون الدولي هو عنصر أساسي في الأمن القومي المصري
  • منظمة التحرير الفلسطينية دانت الهجوم الإسرائيلي على المصيلح
  • الخازن يدعو المجتمع الدولي إلى تحمل المسؤولية تجاه العدوان
  • وزير الداخلية يدفع بطلب عاجل إلى المجتمع الدولي