أبوظبي (الاتحاد)

أخبار ذات صلة جولة إعلامية تضيء على النسخة الـ16 من «فن أبوظبي» جهود ومبادرات ملموسة لحماية الأنواع المهددة بالانقراض في الإمارات وعلى رأسها "النمر العربي"

شهدت قلعة الجاهلي، أمس، انطلاق أولى الجلسات الثقافية من برنامج «ليالي الشعر: الكلمة المغناة»، ضمن فعاليات مهرجان العين للكتاب 2024، متضمنة لوحات تراثية محلية قدمتها فرق إماراتية فلكلورية، عبر قصائد مغناة مصحوبة بالرقصات الحربية التقليدية.

وحملت الجلسة الأولى عنوان «الإذاعة وانتشار الشعر الشعبي»، وشاركت فيها شخصيات بارزة في مجال العمل الإذاعي والشعر النبطي، وهي: خميس المطروشي مستشار إعلامي وباحث في التراث، والإعلامية والشاعرة الإماراتية هدى الفهد، التي أدارت الجلسة، والشاعر الدكتور حماد الخاطري.
وتناولت الجلسة العلاقة الوثيقة بين الإذاعات المحلية وشعراء الشعر النبطي في دولة الإمارات، والدور المحوري للإذاعة في نشر القصائد المحلية عبر الأثير، ما ساهم في تعزيز شهرة الشعراء على المستويين المحلي والخليجي، خاصة مع تطور البث من موجتي AM إلى FM.
وتحدث الخاطري عن البرامج الإذاعية المتخصصة بالشعر النبطي، مثل برنامج «مجالس الشعر» في الثمانينيات، الذي كان مدرسة شعرية لجميع المستمعين، حيث استضاف كبار الشعراء المعروفين.
وأشار إلى جهود الشاعر راشد بن شرار في إدارة «مجالس شعراء دبي»، واستقطابه أبرز الشعراء من جميع إمارات الدولة، ما أسهم في تقديم مادة تعليمية قيّمة للمستمعين، خاصة في غياب مطبوعات الشعر آنذاك.
وتحدث المطروشي عن البدايات الإذاعية، التي دعمت الشعر والشعراء الإماراتيين، بدءاً من إذاعة «صوت الساحل»، التي انطلقت من الشارقة في العام 1964، وصولاً إلى تأسيس تلفزيون الكويت من دبي، بمبادرة من المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيب الله ثراه، ومن دولة الكويت.
وأشار المطروشي إلى دور الشاعر حمد خليفة بوشهاب في تنفيذ برنامج «مجالس الشعراء»، أحد أوائل البرامج التي تناولت الشعر النبطي، كما تحدث عن جهوده في جمع قصائد الشعراء القدامى ضمن كتاب «من تراثنا من الشعر الشعبي». وأكد أن التحولات الإعلامية، وما رافقها من ظهور موجات FM ووسائل التواصل الاجتماعي، أثّرت على طبيعة البرامج الإذاعية للشعر، لافتاً إلى أن برامج مثل «بيت القصيد» و«شاعر المليون» تسهم في إبقاء هذا التراث حياً، وإن كان على نحو مختلف.
من جهته، أوضح الخاطري أن التطور التكنولوجي وظهور وسائل التواصل الاجتماعي غيّرا طبيعة العلاقة بين الشعراء والجمهور، حيث باتت الحسابات الشخصية للشعراء وسيلة مباشرة لنشر القصائد بالصوت والصورة، مضيفاً أن هذا التطور قلل تواصل الشعراء مع الإذاعات التقليدية.
مجلس شعراء العينوشهدت الجلسة الثانية من برنامج «ليالي الشعر: الكلمة المغناة» أمسية بعنوان «مجلس شعراء العين»، جمعت ثمانية من أبرز شعراء مدينة العين الذين أثروا الساحة الثقافية والشعرية بقصائدهم، وهم: خلفان بن نعمان الكعبي، وسيف كميدش بن نعمان الكعبي، ومنذر كميدش بن نعمان الكعبي، وحمدان محمد الكعبي، وسالم عبيد بن معضد النعيمي، وأحمد خليفة بن مترف، وسيف محمد الكعبي، وأدار الجلسة الشاعر أحمد سالم الشامسي.
وافتتحت الأمسية بعرض فيلم وثائقي يروي حكايات الشعراء المشاركين، مستعرضاً جمال طبيعة مدينة العين بأشجار نخيلها الشاهقة، وأشعة شمسها الذهبية، والتي أضفت ألقاً على أبيات الشعر النبطي الإماراتي الأصيل. وتناول الفيلم حكايات الشعراء مع الشعر النبطي، وكيف تأثروا بمجالس الشعر منذ طفولتهم، حيث تعلموا أصول هذا الفن الأصيل وتوارثوه من آبائهم، ما شكل أساس مسيرتهم الأدبية والثقافية، وجعلهم من أبرز شعراء الإمارات، ليس على المستوى المحلي فقط، بل على المستوى الخليجي، حيث شاركوا في العديد من المهرجانات الشعرية في المنطقة. وخلال الأمسية، ألقى الشعراء المشاركون مختارات من قصائدهم أمام جمهور كبير من مختلف الفئات العمرية.
وأضفى الفنان الإماراتي خالد محمد، برفقة ضابط الإيقاع عبدالله البلوشي، أجواءً مميزة على الأمسية من خلال تقديم مجموعة مختارة من القصائد المغناة للشعراء المشاركين. 

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: مهرجان العين للكتاب العين الشعر قلعة الجاهلي الشعر الشعبي الإمارات الشعر النبطي العين للكتاب الشعر النبطی

إقرأ أيضاً:

في المنفى ظلّ لفلسطين.. خالد علي مصطفى شاعر الأرض والرمز

في العام 1948، نزح آلاف الفلسطينيين من قرى حيفا (مثلث الكرمل: إجزم ويازور وعين غزال وجبع وغيرها..) إلى عارة وعرعرة وجنين، وأقاموا خيامهم بين أشجار الزيتون والمشاعات، وحين زار المنطقة وفد عراقي رفيع المستوى، قرر استضافتهم في العراق، وتولى الجيش العراقي نقلهم معه، ريثما تنتهي الحرب في فلسطين.. وطالت الحرب وصاروا لاجئين..

ونشأ مجتمع فلسطيني في العراق، وتحديداً في البصرة وبغداد، تفاعل هذا المجتمع مع محيطه العراقي، وبرز في هذا المجتمع شخصيات سياسية واجتماعية وثقافية، وقد تناولنا في مقالات سابقة الروائي الشاعر جبرا إبراهيم جبرا والشاعر علي السرطاوي والشاعرة سلافة حجاوي..

أما الشاعر خالد علي مصطفى فقد تميّز بدوره النقدي والأكاديمي واندماجه في المشهد الثقافي العراقي من دون أن ينسى مشاعر المنفى والانتماء إلى جذوره الفلسطينية. فكان دوره رائداً في المشهدين العراقي والفلسطيني.

كان العراقيون قادة الشعر الحديث في منتصف القرن العشرين، مثل بدر شاكر السياب وعبد الوهاب البياتي ونازك الملائكة وبلند الحيدري، وقد ظهرت بعدهم تيارات حداثية جديدة في العالم العربي، أمعنت في الحداثة متخطية شعر التفعيلة والمعاني الوجدانية إلى تيار مغرق في الرمزية. كان من ضمن هذا التيار في لبنان الشاعر الفلسطيني توفيق صايغ. وفي العراق شارك الشاعر الفلسطيني خالد علي مصطفى في هذا التيار، حين وقّع مع الشعراء سامي مهدي وفاضل العزاوي وفوزي كريم "البيان الشعري" الصادر مع مجلة "شعر69"، والذي أثار بصدوره عام 1969 ضجة في الأوساط الثقافية آنذاك، وقد عاد شاعرنا لتوثيق التجربة وتفصيلها وتعميقها في كتابه النقدي اللاحق "شعراء البيان الشعري" عام 2015.

ترجمته وحياته

ولد الشاعر خالد علي مصطفى في قرية عين غزال قرب حيفا عام 1939. لجأ مع عائلته إلى العراق، حيث استقرّت في البصرة. أكمل دراسته الابتدائية والمتوسطة والثانوية في البصرة، ثم التحق بكلية الآداب في جامعة بغداد، قسم اللغة العربية ليتخرج عام 1962. بعد ذلك، واصل دراسته العليا ونال الماجستير في الأدب العربي حول موضوع "الشعر الفلسطيني الحديث بين عامي 1948 – 1970"، ثم شهادة الدكتوراه من جامعة بغداد، ليعمل بعدها أستاذاً في الجامعة المستنصرية، حيث خرّج أجيالاً من الطلبة الذين برز بعضهم في عالم الأدب والشعر في العراق.

ويُعد مصطفى أحد أبرز الفلسطينيين الذين تفاعلوا في التيارات الأدبية والثقافية في العراق، وشكلوا جزءاً مهماً منه، من دون أن ينسوا شخصيتهم الفلسطينية، وجذورهم الوطنية، أحب بغداد فأبدع وحلم بحيفا فأوجع. حتى أطلق عليه أحد النقاد لقب "شاعر المنفى والهوية".

ومما يُحسب له، أن بعض شعراء الحداثة هربوا إليها تجنّباً للعروض والأوزان الشعرية، إلا أن مصطفى كان متقناً جيداً له، بل إنه كان يدرس مادة العروض والشعر الحديث في الجامعة.

دخل خالد علي مصطفى عالم الشعر الشعراء وبرز في الأوساط الثقافيّة مع إصداره مجموعته الشعرية الأولى "موتى على لائحة الانتظار" عام 1969، وفي العام نفسه وقّع على "البيان الشعري" وشارك في مجلة شعر69، ولمع اسمُهُ في المجتمع الثقافي العراقي، وزاد هذا الحضور وجوده في هيئة التدريس في الجامعة المستنصريّة ببغداد.

فضلاً عن أنه عمل في الصحافة الثقافيّة، كتابةً وتحريراً، وانضمّ إلى الاتحاد العام للأدباء والكتّاب العراقيين وإلى نقابة الصحافيين العراقيين والاتحاد العام للكتّاب والصحفيين الفلسطينيين.

توفي شاعرنا في العام 2019 في بغداد عن ثمانين عاماً.. تاركاً خلفه عدداً من المؤلفات ومدرسة شعرية اكتملت معالمها، أرادت للحداثة أن تكون ذات رسالة وطنية وقومية، وليس فقط كلمات رومانسية ووجدانية تحمل نفَساً من النرجسية.

ورغم موقف كاتب هذه السطور الشخصي والنقدي من الحداثة التي أغرقت في الرمزية والاستعارات، حتى نسيت الرموز الأصلية، إلا أنه لا يمكن إنكار دور شاعرنا الريادي في التيارات الأدبية العربية عموماً والفلسطينية خصوصاً، ولا يمكن تغييب التشابه مع شعراء تيار النهضة المقاوم في فلسطين، والذي قاده محمود درويش وسميح القاسم وسالم جبران..

مؤلفاته

ـ موتى على لائحة الانتظار، شعر، 1969.
ـ سفر الينابيع، شعر، 1973.
ـ البصرة ـ حيفا، شعر، 1975.
ـ الشعر الفلسطيني المعاصر، نقد، 1979.
ـ سورة الحب، شعر، 1980.
ـ الشعر الفلسطيني الحديث، نقد، 1986.
ـ شاعر من فلسطين: مطلق عبد الخالق، سيرة تحليلية، 1988.
ـ المعلقة الفلسطينية، شعر، 1989،
ـ غزل في الجحيم، شعر، 1993.
ـ من نصوص السيّاب الأدبية المترجَمة، تحرير، 2011.

نماذج من شعره

من الملاحظ غياب شعر خالد علي مصطفى عن الإنترنت لعدة أسباب، أهمها أنه قليل الاستخدام بسبب الإغراق في الرمزية، وأنه غير مُغنّى ومتداول بين رواد الإنترنت، وأنه مضى عليه أكثر من خمسين عاماً في الكتب الورقية التي لم يتم تفريغها في البرامج الالكترونية.

حكمة

من فجوةٍ في الغيمِ جاءَ هدهد
مرتعشٌ بحكمةِ الجبالِ
أخبرني أن النجوم فخ
تصطاد من حواصل الأحراش لؤلؤاً وبرتقال
وتشتري النيران من دلالة القمر
هناك نام الخلق في الحقائب
فتحتها ... لعل في بطونها مشاغب :
كانت فضاء أملساً
يسقط من أجنحة الجنادب !

شهید

لم تأخذ الأوراق من أحد،
لم تستعر حصاناً
من شفة مرخية في قدح الزبد
 أنت أذنت أن تدير قهوة السهر
في من يحدقون في البذور.
كنت ترى برجك في ثمارهم
 وتخسر المقامرين؛
كنت ترى عطرك في قطارهم
وتربح المسافرين.
فما الذي دعاك أن تجلس هادئاً وتبكي؟
- "أما ترونه أمامي؟"
حمّلني قنديله
وقال: "ليس للظلام أن يحجب عن وليدنا براقه!"
رأيته يمرق البطاقة،
ويحمل اللافتة الخضراء في اللافتة السوداء،
يعلم المياه كيف تصعد البئر إلى العرين،
ويمنع النواح من أن يرسل الحلوى إلى "جنين" .
سمعته يقول:
-"شرابنا، الليلة، أن نطلق في الشوارع الخيول"
أما ترونه أمامي ؟...
نسر الشتاء يحترق
نسر الربيع ينطلق
وقبلة الأطفال عش في طبق !

جرح

في البدء كانوا . في الختام كانوا.
والجرح جسر الزوبعه.
الجرح صومعه
والجرح منشار وصولجان
الجرح رمان على سبورة
والجرح في الصفوف مهرجان
الجرح حلبة
والجرح في مضمارها حصان!

كبرياء

لم أعط وجهي نجمة تغيب
أو قمراً ينام في جناح عندليب،
ولم أضع بريد الشمس في حقيبتي.
بقيت واقفاً أمام وجهي :
عيني ترى الزمان في زهرة أقحوان،
أذني تلمّ ضجة الأكوان
بهمسة مخفية في قعر أرخبيل
لكنما الظلال كاذبه
تسير فوق خيط مستحيل!

*شاعر وكاتب فلسطيني

مقالات مشابهة

  • بيت الشعر العربي يستعيد سيرة شاعر العروبة علي الجارم
  • الدوري العراقي.. الموصل يتراجع والغراف يستعيد الصدارة بعد الفوز على عفك
  • الشامبو الجاف.. حل سريع أم خطر صامت على صحة شعرك؟
  • في المنفى ظلّ لفلسطين.. خالد علي مصطفى شاعر الأرض والرمز
  • أول جلسة لمعارضة نجل محمد رمضان على إيداعه فى دار رعاية.. الخميس
  • قلعة القاهرة اليمنية صمدت أمام قرون من الحرب والإهمال. هل تستطيع الصمود بعد ترميمها؟ (ترجمة خاصة)
  • نورة الكعبي تشارك في منتدى أوسلو 2025
  • إطلاق مشروع إعادة إحياء قلعة العريش لتحويلها إلى مركز ثقافي وسياحي.. صور
  • انفجار يهز قاربًا في تركيا
  • مؤشر بورصة قطر يغلق تداولاته على انخفاض