الشامبو الجاف.. حل سريع أم خطر صامت على صحة شعرك؟
تاريخ النشر: 14th, June 2025 GMT
خلال السنوات الأخيرة، حاز الشامبو الجاف شعبية واسعة بوصفه حلا سريعا للحفاظ على نظافة الشعر وانتعاشه من دون الحاجة إلى غسله بالماء. فعند استخدامه لأول مرة، يبدو وكأن الشعر نال انتعاشا فوريا وازداد حجمه ولمعانه، خاصة لدى أصحاب الشعر الدهني.
لكن رغم فوائده الظاهرة، تتزايد التساؤلات عن تأثيره طويل المدى على فروة الرأس وصحة الشعر.
يأتي الشامبو الجاف عادة على هيئة رذاذ أو مسحوق يُرش مباشرة على جذور الشعر، ليقوم بامتصاص الزيوت والدهون التي تفرزها فروة الرأس. لا يحتاج إلى ماء، مما يجعله خيارا عمليا وسريعا لمن لا يملكون الوقت الكافي لغسل الشعر، أو للراغبين في إطالة الفترات بين الغسلات التقليدية. كما يُستخدم للحفاظ على تسريحات الشعر المعالجة كيميائيا مثل الكيراتين أو البروتين.
توضح الدكتورة شاري مارشباين، الأستاذة المساعدة في طب الأمراض الجلدية بجامعة نيويورك، لموقع "توداي دوت كوم"، أن "الشامبو الجاف ليس وسيلة لتنظيف الشعر أو فروة الرأس، بل هو وسيلة لامتصاص الأوساخ والزيوت وبقايا منتجات العناية القديمة المتراكمة على فروة الرأس والشعر من الأيام السابقة".
إعلانغالبا ما يتكون الشامبو الجاف من مواد مثل النشا لامتصاص الدهون، والكحول لتجفيف الفروة بسرعة، إلى جانب مكونات معطّرة وأحيانا أصباغ لتحسين رائحة الشعر ومظهره.
رغم الفوائد المؤقتة التي يوفرها، فإن خبراء الجلد يحذرون من استخدامه بإفراط، لما قد يسببه من مشكلات صحية تؤثر على فروة الرأس وصحة الشعر. وتقول الدكتورة ندى البولوك، الأستاذة المساعدة في الأمراض الجلدية السريرية بجامعة ساوث كاليفورنيا، إن "الشامبو الجاف يجب ألا يكون جزءا من الروتين اليومي، فالإفراط في استخدامه قد يؤدي إلى أضرار واضحة في صحة الشعر والفروة".
من أبرز هذه الأضرار:
تراكم المنتج وانسداد بصيلات الشعر: الاستخدام المتكرر للشامبو الجاف دون غسيل بالماء يؤدي إلى تراكم مكوناته، مما يسبب انسداد بصيلات الشعر، ويعوق نموه الطبيعي، وقد يزيد من احتمال تساقطه. كما قد يؤدي هذا التراكم إلى تهيج الجلد، وحكة مستمرة، وفي حالات معينة إلى التهابات بكتيرية أو فطرية تُعرف بالتهاب بصيلات الشعر، والتي تظهر على هيئة بثور أو احمرار ملحوظ. خلل في توازن ميكروبيوم فروة الرأس: الميكروبيوم هو مجموعة الكائنات الدقيقة المفيدة التي تعيش على فروة الرأس، وتحافظ على صحتها. استخدام الشامبو الجاف بكثرة يُخلّ بهذا التوازن، مما يزيد خطر الإصابة بمشكلات جلدية مثل التهاب الجلد الدهني، خاصة لدى من يعانون الصدفية أو الإكزيما. وتوصي الدكتورة شاري ليبنر، أستاذة الأمراض الجلدية في مركز وايل كورنيل الطبي، بتجنب الشامبو الجاف في حالات الأمراض الجلدية لتفادي تفاقم التهيّج. جفاف الشعر وزيادة التقصف: عديد من أنواع الشامبو الجاف تحتوي على الكحول ومواد عضوية متطايرة تسبب جفاف الفروة والشعر، مما يجعله أكثر هشاشة وقابلية للتكسر، خاصة في الأطراف. كما يُفقد الشعر مرونته ولمعانه الطبيعي، ويصبح أكثر عرضة للتشابك عند التصفيف، وهو ما يزيد من فرص تلفه. إعلان هل الشامبو الجاف يغني عن غسل الشعر؟رغم فعاليته المؤقتة، فلا يمكن اعتبار الشامبو الجاف بديلا حقيقيا لغسل الشعر بالماء والشامبو. فهو لا يزيل الشوائب ولا ينظف الفروة، بل يعمل على امتصاص الزيوت مؤقتا، مما يؤدي إلى تراكمات ضارة على المدى الطويل.
ينصح الخبراء بالاكتفاء باستخدامه مرة أو مرتين أسبوعيا، وعدم تركه على الشعر لفترات طويلة. فغسل الشعر بالماء والشامبو التقليدي يبقى ضروريا، خاصة لمن يعانون القشرة أو الالتهابات الجلدية، أو أولئك الذين يستخدمون منتجات تصفيف بشكل منتظم.
للاستخدام الآمن، يوصي المختصون بما يلي:
الاعتدال: لا تستخدميه أكثر من مرتين أسبوعيا. طريقة الاستخدام: رشّي المنتج من مسافة 15 سم على الجذور فقط، وتجنّبي تغطية فروة الرأس كاملة. تدليك وتمشيط: بعد الرش، قومي بتدليك الفروة بلطف وتمشيط الشعر لتوزيع المنتج وإزالة الفائض. الاختيار الذكي: اختاري الأنواع الخالية من الكحول والعطور الصناعية، خاصة إذا كانت فروة رأسك حساسة. الالتزام بالغسل الدوري: اغسلي شعرك بالشامبو التقليدي بانتظام لتفادي التراكمات. كيف تختارين الشامبو الجاف المناسب؟ للشعر الدهني: اختاري منتجا غنيا بالنشا وخاليا من الزيوت. للشعر الجاف: اختاري نوعا يحتوي على مكونات مرطبة وخاليا من الكحول. تجنبي المنتجات مجهولة المصدر: ابحثي عن علامات تجارية موثوقة، واقرئي تقييمات المستخدمين والمكونات. الحساسية: إذا كانت فروة رأسك حساسة، تجنبي المنتجات التي تحتوي على البارابين أو العطور الصناعية.وأخيرا، تذكّري أن الشامبو الجاف حل مؤقت لتحسين مظهر الشعر، وليس بديلا دائما للنظافة الفعلية. الاعتدال في استخدامه، ودمجه ضمن روتين صحي للعناية بالشعر هو السبيل للحفاظ على مظهر جميل وفروة رأس صحية.
إعلانالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الحج حريات الحج الأمراض الجلدیة على فروة الرأس الشامبو الجاف
إقرأ أيضاً:
مقدار المسح الواجب على الرأس في الوضوء ..علي جمعة يكشف الضوابط الشرعية
أوضح الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، أن مسح جزء من الرأس عند الوضوء جائز شرعًا، مشيرًا إلى أن الوضوء يختلف عن الغسل، إذ يتطلب الغسل تعميم الماء على كامل العضو، بينما في الوضوء يكفي المسح فقط دون غمر الرأس بالماء، مستدلًا بقول الله تعالى في كتابه الكريم: {وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ}.
وأضاف جمعة خلال أحد دروسه الدينية، ردًا على سؤال حول جواز مسح جانبي الرأس بالماء أثناء الوضوء دون تعميم المسح على الرأس كله، قائلاً: "يجوز الاكتفاء بمسح جانبي الرأس أو جزء منه، وقال بعض العلماء ولو بثلاث شعرات فقط".
وبيّن أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يبدأ بالمسح من مقدمة رأسه ثم يُرجع يديه إلى مؤخرة رأسه ويعود بهما إلى المقدمة، موضحًا أنه في حال كان الشخص أصلع تمامًا، فعليه أن يُمر يده المبللة بالماء على رأسه فقط دون حاجة للماء الغزير.
وفي سياق متصل، أكدت دار الإفتاء المصرية أن مسح الرأس ركن أساسي من أركان الوضوء، وأن القدر الواجب فيه هو إمرار جزء من اليد ولو عقلة إصبع على بعض الرأس ولو على شعرة أو ثلاث شعرات من مقدمة الرأس، لتحقيق مسمى المسح الشرعي، مشددة على أنه لا يصح الاقتصار على مسح الشعر الطويل الخارج عن حدود الرأس.
ونقلت الإفتاء عن العلامة الخطيب الشربيني الشافعي في كتابه "مغني المحتاج" قوله إن مسمى المسح يتحقق بإصابة بعض شعر الرأس أو بشرته داخل حدوده، ولا يُعتد بما خرج من نطاق الرأس، كما استشهدت بقول الله تعالى: {وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ}، وبحديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي رواه مسلم: "أنه مسح بناصيته وعلى العمامة".
وأوضحت دار الإفتاء أن القدر المستحب في المسح هو استيعاب الرأس كاملًا باليدين، بدءًا من مقدمة الرأس حتى القفا ثم العودة إلى المقدمة مرة أخرى، وذلك اتباعًا للسنة النبوية، وللخروج من خلاف من أوجب تعميم الرأس بالمسح، مؤكدة أن من مسح الناصية فقط أو ربع الرأس فقد أجزأه وضوؤه.
وفي توضيح آخر، صحح الدكتور محمود شلبي، أمين لجنة الفتوى بدار الإفتاء، اعتقادًا شائعًا بين بعض الناس بأن مسح الرأس في الوضوء يقتصر على المقدمة فقط، مؤكدًا أن الواجب هو مسح أي جزء من الرأس سواء من الأمام أو الخلف أو من الجانبين، لقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ}.
وأشار شلبي إلى أن من مسح جزءًا من الرأس بأي جهة فقد تحقق شرط الوضوء، مؤكداً أن الاقتصار على الشعر المنسدل خارج الرأس لا يجزئ لأنه لا يُعد من الرأس نفسه.