جريدة الرؤية العمانية:
2025-08-03@12:41:15 GMT

نوفمبر.. شهر الوطن

تاريخ النشر: 18th, November 2024 GMT

نوفمبر.. شهر الوطن

 

محمد بن رامس الرواس

 

تُرفرِفُ الأعلام في نوفمبر المجيد مُبتهجة مثل ما تبتهج القلوب والأفئدة فرحة خفاقة بكل فخر واعتزاز بهذه الأيام السعيدة.

يأتي شهر نوفمبر من كل عام في فصل الشتاء فترفف الأعلام خفاقة وتسعد قلوبنا به وهي تشاهد رفرفة الأعلام في شهر الوطن المجيد، فتسمو أعلام ورايات المجد العُمانية عالية، وهي مبتهجة مع هبوب الرياح الشتوية تحمل في رفرفتها عناوين الولاء للوطن والسلطان.

يحلُ ضيف الوطن- نوفمبر- شهر الوطن، شهر الاحتفالات البهيجة والأعياد المجيدة، حاملا معه بشائر أعياد وطنية عاماً تلو عام تتجسد فيها روح الهوية العُمانية في كل شبر بسلطنتنا الحبية عُمان من مسندم إلى ظفار، إنه شهر البهجة والسرور الذي تغمرنا فيه الفرحة وبشاشة النصر والعزة والنماء والسلام في ظل سلاطيننا الكرام من خلال نهضة عُمان الأولى واليوم النهضة المتجددة.

 ترفرف الأعلام خفاقة مبتهجة بالشوارع والمدارس والمؤسسات الحكومية والخاصة، تجمعنا حولها روح واحدة محبتنا لعُماننا الغالية، فنوفمبر المجيد والمواطن العُماني قصة عشق ممتد لأربعة وخمسين عاماً، فمبجرد بزوغ فجر يوليو يخالج نفوسنا حبور وفرح تجسدها مشاعر جياشة وروح وثابة ومحبة صادقة لوطننا وسلطاننا، إنه شهر تشحذ فيه الهمم ضاربة أروع الأمثال لصلابة العُماني الذي يبني وطنه بكل عزة ووقار وسكينة واقتدار فترى الجميع سعداء كل في ولايته يعبرون بأشكال مختلفة عن سرورهم وابتهاجهم بالشهر المجيد..

لا أزال أتذكر عندما كنت صغيرًا في بداية السبعينيات من القرن الماضي مع بزوغ فجر النهضة المباركة مشهد شوارع مدينة صلالة وهي تشع بإناراتها المميزة وأضوائها الملونة ومنها شارع النهضة الذي كنت أقطن فيه، والذي كانت تتزين فيه المنازل المطلة على الشارع بالإنوار بواجهاتها وكانها وشاحات من الفرح ترتديها، كان هذا المشهد وغيره من الاحتفالات الوطنية تعابير يجسدها الأهالي يعبرون فيه عن مكنون أنفسهم وما يخالجها من بهجة وسرور في هذا الشهر المجيد.

لطالما كانت- ولا تزال- الأيام والليالي النوفمبرية من أجمل الأيام التي نستسقي منها عطاء الوطن لنا، فنرده تعبيرا وأحاسيس تُظِلُنا بسُحب السلام والاستقرار وننعم فيها في ظل سلاطيننا الكرام.

شهر نوفمبر يُجسِّدُ أفراح الوطن الذي ترفرف فيه الأعلام خفاقة فموعده دائما يأتي في اجمل الفصول الذي تبتسم اجواه التي تهب فيه الرياح فترفرف الأعلام خفاقة وكأنها ترسل رسائل استبشار وسعادة بهذا الشهر المجيد شهر الوطن.

شهر نوفمبر المجيد ينتظره العُمانيون عامًا بعد عام، وأفئدتهم تتطلع لغدٍ واعدٍ كله نماء تتقدم فيه سلطنتنا الحبيبة الى مصاف الأمم المتقدمة، مقرونًا ذلك بفرحتهم وتجمعهم بأعيادهم الوطنية المباركة.

أعيادنا كلها شموخ وبهاء وأنفة وسمو لأبناء هذا الوطن المعطاء في المجالات الاقتصادية والاجتماعية.

حفظ الله عُماننا الحبيبة وحفظ جلالة السلطان عاهل البلاد المفدى- أيده الله وأمد في عمره- وكل عام والجميع بخيرٍ.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

ما الذي تعانيه منظومة التربية من تحديات؟

يبرز في السنوات الأخيرة اهتمام موسع على المستوى الوطني بموضوع تصويب منظومة تربية الأبناء – مدعومًا بخطاب أعلى من القيادة السياسية – وذلك نظير ما يعتري هذه المنظومة من تحديات ومتغيرات؛ بعضها نابعٌ من ذات المجتمع في حركته وتبدلاته وتغير المفاهيم والتفاعلات بين أجياله وأفراده، وبعضها الآخر نابعٌ من خارجه ويتأتى من سياق عولمة الثقافة وأدوات التربية ومصادرها من إعلام ومضامين تربوية. ورغم تسليط الضوء على مستوى الحوار العام (إعلام، مؤسسات ثقافية، مؤسسات مجتمع مدني، مؤسسات أكاديمية، حوارات عمومية) على هذه القضية إلا أن النقاش حولها – في تقديرنا – يعتريه بعض أوجه الخلل التي تضعف مخرجاته ونتائجه، ومنها: أن هذا النقاش ينبغي أن يكون مؤصلًا على مخرجات جهد علمي وأكاديمي من دراسات وبحوث موسعة، لا تدور في ذات فلك القضايا، بل تتحول إلى محاولة فهم شمولي لما يعتري منظومة التربية ككل من متغيرات، وما مرت به من تحولات، وصولًا إلى نتائج يمكن أن ينطلق منها في النقاش وتطوير المعالجات. وثاني أوجه الخلل أن الحوار تقوده النخب، سواء الأكاديمية أو الرسمية ويفتقد فيه إلى صوت المجتمع (المربين أنفسهم)، من خلال هواجسهم، وتجاربهم، ورؤاهم، والتحديات الواقعية التي تعترض ممارساتهم التربوية، وهو ما يميل بهذا الحوار إلى أن يكون أحادي النظرة، تنظيري في غالبه. ومن أوجه الخلل التي نعتقد بها كذلك أنه ليس هناك تشخيصًا دقيقًا ومحددًا لتحديات منظومة التربية ينطلق منه فعلًا ويتوافق عليه ويصار إلى تقصيه وبحث معالجاته وفق سردية وطنية ومؤسسية جامعة.

ولعلنا في هذه المقالة نسلط الضوء على هذا الوجه تحديدًا، في محاولة للإجابة على سؤال: ما الذي يواجه منظومة التربية حقًا من تحديات؟ وفي محاولة الإجابة على هذا السؤال لعلنا نستعين ببعض الرؤى التي تمدنا بها مسوحات ودراسات المنظومة التربوية من ناحية، ومنهجية العقد من ناحية أخرى (كيف يسبب تحديًا غير منظور تحديات كبرى للمجتمع على المدى المتوسط والبعيد). ونرى بتقسيم هذه التحديات إلى ثلاث مجموعات أساسية؛ تحديات مباشرة ومرئية يمكن أن نلحظها وتأثيراتها بشكل مباشر، ومنها ضعف التحكم في أوقات التربية المباشرة، لصالح الأوقات التي تقضى على المنصات الرقمية عمومًا، وضعف التحكم في المحتوى المتلقى من قبل الأبناء في هذه المنصات، وصعوبة التمييز لاحقًا بين مصداقية/ شرعية/ أخلاقية ما يتم تلقيه عبر المنصات الرقمية من ناحية وما يتم تلقيه عبر أدوات التربية التقليدية من ناحية أخرى، وضمن هذا النوع من التحديات كذلك الضعف في وجود محتويات تربوية مصممة بطريقة تفاعلية وقائمة على المفاهيم والقيم والموجهات المحلية يمكن للأبناء تلقيها والتفاعل معها عبر المنصات الرقمية. هناك انحسار واضح كذلك لأدوار بعض مؤسسات التنشئة الاجتماعية كالمساجد ومساحات الأقران الفاعلة وهو ما يشكل اختلالًا في أركان مهمة في دور المنظومة. وهناك نوع آخر من التحديات؛ وهي تحدياتٌ غير مرئية بطريقة مباشرة ولكنها على المدى البعيد تشكل أزمة لمنظومة التربية عمومًا، ومنها تباين الممارسات واختلافها في منظومة تربية الطفولة المبكرة؛ نظير تباين المؤسسات والتوجهات التي ينخرط فيها الطفل في السنوات الأولى، وعدم وجود مرجعية واضحة ومحددة لسمات هذه المرحلة وموجهاتها، وكذلك ممارسة بعض الأسر الضغط المعرفي والتعليمي واعتبار قيمة التحصيل الدراسي القيمة والموجهة الأعلى خلال السنوات الممتدة من عمر (7 – 18) سنة وربما ما بعدها، دون اعتبار للموجهات الأخرى مثل النمو الاجتماعي والنفسي والعاطفي للأبناء. ومن التحديات كذلك تحديات الإعالة والتي ترتبط في جزء كبير منها بالظروف الاقتصادية للمجتمع من ناحية، وبثقافة تأسيس الأسرة لدى المربين من ناحية أخرى، ومن التحديات كذلك ضعف سعي بعض المربين لتطوير معارفهم ومحصلتهم الثقافية حول المتغيرات والأدوات التربوية الحديثة، مما ينشئ أزمة صراع مفاهيمي بينهم وبين الأبناء. أما النوع الثالث من التحديات؛ فهي تحديات تظهر إشاراتها الأولى ولا نجزم حقًا في كونها ترقى إلى تحديات بنيوية، ولكن استمرارها بنفس الوتيرة ينذر بتحولها إلى مشكلات تربوية، ومنها: اكتفاء الأسرة بدور الإعالة الاقتصادية وترك الأدوار التربوية الأخرى لصالح أطراف أخرى مستجدة في منظومة التربوية كـ(المربيات ومدبرات المنازل)، والانفصال عن الأسر الممتدة التي تشكل مصدرًا فاعلًا لنقل القيم والأخلاق وامتداد المقبول من العرف عبر الأجيال، وكذلك عدم توجيه منظومة (اللعب والترفيه) للأبناء وفق موجهات تتوافق مع الحالة القيمية والعمرية والمعرفية وحاجيات النمو الحقيقية والمتزنة للأبناء، عوضًا عن بعض الظواهر الناشئة مثل الحماية المفرطة، والاعتماد المطلق على المؤسسات في أوقات فراغ الأبناء، وعدم وجود خارطة نمو واضحة ومحددة لدى الأسرة لمسار الأبناء عبر فترات زمنية متتابعة ومحددة بأهداف واضحة لمتابعة هذا النمو.

لا ندعي أن ما ذكر أعلاه يمثل كافة التحديات التي تعتري منظومة التربية؛ ولكن هي دعوة لتوسيع الأفق في مناقشة هذه القضية، والذهاب إلى رؤى أكثر منهجية في تناولها، وعلى الجانب الآخر فإن منظومة التربية المعاصرة في حاجة اليوم إلى عدة تحولات جادة وحقيقية لعل من بينها: تسويق القدوات التربوية المطلوبة والمرغوبة، وتعزيز ثقافة الصحة النفسية والعقلية لدى المربين والأبناء، والاهتمام بإعادة هيكلة منظومة الطفولة المبكرة، وإيجاد التدخلات التي تساعد الأسر على النظر إلى رحلة نمو الأبناء من منظورات متعددة، وليس فقط منظور التحصيل الدراسي والعلمي، والاهتمام بظاهرة أثر المربيات ومدبرات المنازل، عوضًا عن مضاعفة المحتوى التربوي المحلي المصمم بطريقة فائقة ومنتقاة عبر المنصات الرقمية، والاهتمام بمنظومة إعلام الطفل وتوسيع المنصات الإعلامية الموجهة لأغراض التربية ونمو الأطفال.

مبارك الحمداني مهتم بقضايا علم الاجتماع والتحولات المجتمعية فـي سلطنة عُمان

مقالات مشابهة

  • بولندا تمنع وفدا إسرائيليا من رفع علم الاحتلال في أبرز معسكرات النازية
  • جلبت له الضحايا.. 2 نوفمبر النقض تحدد مصير شريكة سفاح التجمع
  • تفاصيل تجديد عقد حسام عبد المجيد مع الزمالك
  • ما الذي تعانيه منظومة التربية من تحديات؟
  • تحركات داخل الزمالك.. تعديل عقد حسام عبد المجيد على الطاولة
  • التحالف الذي لم تطأ اقدامه أرض السودان لا يحق له التقرير بشان أهله
  • جيش الإحتلال: اعترضنا الصاروخ الذي أطلق من اليمن
  • حسام عبد المجيد يحتفل بعقد قرانه بحضور زملائه في الزمالك
  • “رونالدو… نجم النصر الذي لا يبتسم للإعلام النصراوي”
  • الثقافة ثم الثقافة