صدى البلد:
2025-08-02@16:36:06 GMT

منى أحمد تكتب: أرزة لبنان

تاريخ النشر: 19th, November 2024 GMT

مع عيد أستقلال لبنان لا أجد أجمل من فيرزوته رمزا لأحياء ذكري هذا البلد الجريح ، فاللبنانيين يكفيهم فخرا إذ سألوا عن هويتهم يقولون نحن من لبنان وطن فيروز .
وليس غريبا أن يصادف العيد الوطني للبنان عيد ميلاد المطربة الكبيرة فيروز، فهي الحلم الذي شكل جزء من الهوية الوطنية والوجدان الشعبي، ويعتبرها اللبنانيين حضن الوطن فقد وحدت موهبتها انقسامهم المذهبي والسياسي ،فلا قاسما مشتركاً يجمع بين اللبنانيين أكثر من صوت فيروز.

 
وكما تجاوزت الخصومات السياسية تجاوزت موهبتها الحدود الجغرافية من المحيط للخليج ،فلم تغني فيروز لوطنها الأم لبنان فقط بل غنت لمصر والشام وبغداد وعمان وفلسطين ومكة، وهو ما حمل لها مكان خاصة ما زالت ترافق قلوب محبيها العريض في مختلف أنحاء العالم. 
لم تكن اللهجة اللبنانية قبل جارة القمر من اللهجات الدراجة في الوطن العربي , لكن مع سفيرة لبنان أكتسبت المفردات اللبنانية بعدا عربيا ,وأصبحت فيروزته رمز وطني لكل مواطن لبناني وعربي.
ويأتي صوت سيدة الصباح عابرا من زمن الفن الجميل مخترقا جميع الحواجز ليلامس شغاف القلب ،حاملا  السعادة متدرجا رقراقاً بين الشجن والفرح. 
وصفها الموسيقار محمد عبد الوهاب بالصوت  الملائكي الحس, ورغم تعاونها معه وغنائها أعمال الموسيقار سيد درويش في مرحلة متقدمة من مسيرتها الفنية , إلا أن تعاونها مع منصور وعاصي الرحباني أضافا لها وأعاد صياغة موهبتها الكبيرة.

فقد أكتشف الأخوين رحباني قدرات صوتها وتفاصيل طبقاته , فطوعا الجمل اللحنية لتناسب الطاقة الصوتية الجبارة التي تجمع بين الرقة والقوة معا ,فأجتمعت العذوبة الفيروزية بإبداع الرحبانية، وتعاون أفرز لنا مدرسة فريدة في الغناء العربي ,تم فيها المزج بين الأنماط الغربية والشرقية والألوان الفلكلورية اللبنانية في الموسيقى والغناء.

وكما طوع الرحبانية ألحانهم لتناسب مقام الصوت الثري رفيع المستوي, لونت الست فيروز الألحان بتغريدها وبصمة صوتها الذي لا تخطئه أذن, فكانت بدورها تعيد صياغة اللحن علي طريقتها الفيروزية ,فتتشكل تلاوينه اللحنية في قالب ساحر لم يتكرر حتي الأن , وتصبح أعمالهم جزء لا يتجزأ من التراث الوطني وحالة متفردة من الأبداع. 
ومن الأخوين رحباني أنتقلت فيروز إلى جيل آخر وألحان زياد الرحباني ، ورغم خروجه من عباءة الرحبانية , إلا أن هويته الموسيقية مختلفة تماما عن والده وعمه ، فقد أتجه للمزج بين المقامات الغربية والشرقية وظهر ذلك جليا  مع أول لحن له سألوني الناس وكان عمره وقتها لا يتجاوز ال18 عام , فأستعان بألات غربية وتوزيع مبدع غير مالوف وجاءت ألحانه لتشكل فصلا جديدا في مسيرة الأرزة .
وكان للكلمة أهمية كبيرة في المدرسة الفيروزية فكانت تحرص علي إنتقاء الكلمات بعناية فغنت فيروز لكثير من الشعراء العرب القدامى والمحدثين بداية من قصائد الأخطل الصغي وقيس بن الملوح وأبي نواس وصولا إلى إيليا أبوماضي وجبران خليل جبران ونزار قباني بالاضافة الي رفقاء نجاحها الاخوين رحباني متعددي المواهب.
رغم توقف فيروز عن الغناء مازالت ياسمينة الشام حاضرة بصوتها ،محلقة بأعمالها رفيقة الأوقات الحلوة والصعبة، كل سنة والست فيروز أخر جيل الأساطير في القرن العشرين وصوتها الساحر يحمل إلينا السعادة والأشراق والأمل .

المصدر: صدى البلد

إقرأ أيضاً:

فيروز توجه رسالة محبة لمصر في عزاء نجلها

خاص

قدم السفير المصري لدى لبنان علاء موسى واجب العزاء للفنانة فيروز في وفاة نجلها الموسيقار زياد الرحباني.

وعندما توجه السفير المصري إليها تحدث للفنانة فيروز وتقلت الأخيرة منه التعازي وهمست قائلة :”أنا بحب مصر”.

يذكر أن مراسم تشييع الموسيقار زياد الرحباني أقيمت في كنيسة رقاد السيدة في بلدة المحيدثة بكفيا شمال شرق بيروت.

مقالات مشابهة

  • رئيس احد الأحزاب اللبنانية: حزب الله أعاد لبنان فعلياً إلى الوراء مئة سنة!
  • صورة نادرة جداً لزياد الرحباني.. التقطها مصور فيروز الخاص
  • الاجابة الاميركية على الورقة اللبنانية غير مطمئنة.. الدولة والمدنيون محيّدون
  • جولة غارات إسرائيلية على وقع الحمى السياسية اللبنانية
  • الطاشناق يختار قيادة جديدة ويشدد على الحوار مع مختلف القوى اللبنانية
  • عون يناشد الأحزاب اللبنانية التعجيل بتسليم أسلحتها
  • بروتوكول تعاون أكاديمي بين الجامعة اللبنانية وقوى الأمن الداخلي
  • أجمل أغاني فيروز الصباحية
  • فيروز توجه رسالة محبة لمصر في عزاء نجلها
  • هند عصام تكتب.. الملك أمنمحات الثالث