بيعُ الأرواح لمالكها.. بـ حياةٍ أبدية
تاريخ النشر: 19th, November 2024 GMT
ردينة حسن
(ألسنا على الحق؟ إذن لا نُبالِي بالموت)..
نعم هذا هو قولُ الحُسين يوم عاشوراء، من كان أكبر مثالٍ للشهادة؛ فالشهادة هي ذلك الفوز العظيم، هي الحياة الأبدية هي النعيم الذي لا ينقطع هي تجارة مع الله، أتخافون بيع أرواحكم لمن هو مالكها؟!
يا للعجب حَقًّا عندما نتأمل إلى واقع البشر نجدهم بعيدين كُـلّ البُعد عن المعنى الحقيقي للشهادة عندما نتساءل: لماذا؟
نجد أنهم وقعوا فيما سعَت له أمريكا منذ أعوام؛ أي طمس الحقائق حتى وإن كانت بإثباتات وشواهدَ قرآنية تحت مسميات أتعتقدون أنها شهادةً وأنت تقتل أخاك المُسلم؟
عن أي مسلم تتحدثون؟ هل عن ذلك الذي حرم الطفلَ من أمه، أم ذلك الذي تسبب بصراخات الفتاة عندما رأت والدتها وأخاها وَوالدها لم يعودوا سوى أشلاء؟!
ماذا عن قلب الأم الذي ودعت طفلتها الصباح بعد أن أعدت لها وجبة الإفطار وقبّلتها قبل ذهابها ليصل إليها اتصالٌ “تم قصف مدرسة ابنتكم احضروا للتعرف على جثتها”، أم عن ذلك الشاب الذي مات وهو ينتظر وصول الدواء ولم يصل نتيجة الحصار؟ ماذا عن أُولئك الأطفال الذين استعدوا لرحله اختتام المراكز الصيفية بكل حب وشغف ثم يأتي طيران العدوّ يستهدفهم فيرتقون إلى ربهم شهداء ولدانًا مخلدين أم عن النساء التي اغتصبن وسُلبت منهن كرامتهن؟!
بالله أخبروني أهذا هو الإسلام الذي تتحدثون عنه أيها العرب ولكن استبدلتم عينَ العروبة بالغين فأصبحتم غربًا أنجاسًا عليكم غضب من الله إلى يوم تبعثون؟
وكل هذا؛ مِن أجلِ إرضاء قشة (أمريكا)؟
الشهداء عندما تحَرّكوا هم من منعوا مواصلةَ هذه الجرائم بحق شعبنا، وبتضحياتهم وبطولاتهم صنعوا مجد هذا الأُمَّــة وهذا الشعب؛ فكانت في شهادتهم حياتان: فالأولى هي حياة الكرامة والعزة والإباء لمن تركوا خلفهم، والثانية هي حياتهم الأبدية التي وعدهم الله في قوله: “ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتًا بل أحياءٌ عند ربهم يُرزقون” هم وصلوا إلى ذلك الفضل والجزاء العظيم من الله تعالى.
فوراء كُـلّ شهيدٍ بطولةٌ أُسطورية جعلت من العدوّ رميمًا.
أتعلمون لماذا؟
لأن شهداءَنا عندما تحَرّكوا تحَرّكوا بعشق للشهادة ولقاء الله، تحَرّكوا غير مبالين بالموت وهم يدركون عظمة الموقف الذي هم فيه؛ وذلك نتيجة الإيمان، كانت دعواتهم بأن يتقبلهم الله شهداءَ على طريق الحق لا تُفارِقُ أفواههم، كان ذكر الله لا ينقطعُ عنهم؛ فجعلوا زادهم التقوى، وجعلوا من بردهم دفئًا ومن جوعهم شبعًا ومن كُـلّ الصعاب سِهالًا.
نعم هذا هو الحب الحقيقي فكما قال الشهيد السيد/ حسن نصر الله: (حينما تتخلّى عن حب الدنيا وشهوات الدنيا ومتاع الدنيا حينها تُصبِحُ عاشقًا).
لذلك فليعلم العدوُّ وليعلمْ كُـلّ أُولئك الخونة والجبناء والمتخاذلين أننا لا نخشى الموت؛ لأَنَّنا لا نموت؛ ولأن الشهادة هي أعظم أمانينا، نحن من نخاف أن نموت ميتتكم، أن نموتَ وليس لنا موقف وليست لنا كرامة ولسنا إلا كالماشية تُساق متى ما أراد راعيها، نحن نأبى ذَلك ونحن من يفرحُ لقادتنا باستشهادهم؛ لأَنَّهم استحقوا ذلك الفوز؛ فلن نسقطَ نتيجة سقوط قاداتنا بل نزداد قوة وصلابة وتشتعل لظى أكبادِنا للانتقام، فنحن من يدعو اللهَ ليلَ نهارَ أن يجعلَ الشهادة من نصيبنا.
اعلموا جيِّدًا أننا تربّينا على مبدأ (عندما ننتصر ننتصر وعندما نستشهد ننتصر).
فباب الشَّهادة مفتوح على مصراعيه.
والتجارةُ التي لا تبور قد ازداد الطلبُ عليها.
وكأننا في فصلِ العُروج، فهنيئًا لمن يعبر.
هنيئًا لمن باع من الله نفسهُ وأشترى منه.
هنيئًا لمن تنالهُ قطرات الرحمة في موسمِ الارتقاء، حَيثُ السَّماء تُمطِرُ شهادةً.
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
مقاومة الجدار”: 1693 اعتداءً للعدو الصهيوني ومستوطنيه بالضفة بأبريل
الثورة نت/
قال رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الوزير مؤيد شعبان، إن قوات العدو الصهيوني والمستوطنين نفذوا ما مجموعه 1693 اعتداءً، خلال أبريل الماضي، في استمرار لمسلسل الإرهاب المتواصل ضد الشعب الفلسطيني، وأراضيه، وممتلكاته.
وأوضح شعبان، في تقرير الهيئة الشهري “انتهاكات العدو وإجراءات التوسع الاستيطاني”، اليوم الاثنين، أن جيش العدو نفذ 1352 اعتداءً، فيما نفذ المستوطنون 341 اعتداءً، وتركزت مجمل الاعتداءات في محافظات الخليل بـ292 اعتداءً، ورام الله بـ269 اعتداءً، ونابلس بـ254 اعتداءً.
وذكر أن اعتداءات المستوطنين تركزت في محافظات رام الله بواقع 65 اعتداءً، والخليل 59 ، ونابلس 40 اعتداءً، والقدس 30 اعتداءً.
وحسب التقرير، نفذ المستوطنون 231 عمليات تخريب وسرقة لممتلكات فلسطينيين، طالت مساحات شاسعة من الأراضي، وكذلك تسببت الاعتداءات باقتلاع 1168 من أشجار الزيتون، ففي محافظات رام الله بـ530 شجرة، ونابلس بـ300، وسلفيت بـ298.
وأفاد بأن المستوطنين حاولوا إقامة عشر بؤر استيطانية جديدة منذ مطلع نيسان الماضي، غلب عليها الطابع الزراعي والرعوي.
ووفق التقرير، استولت سلطات العدو على ما مجموعه 54 دونمات من أراضي المواطنين من خلال اربعة أوامر وضع يد لأغراض عسكرية هدفت لإقامة منطقة عازلة حول مستوطنة “إفراتا” على أراضي بيت لحم بواقع 45 دونمًا، ومنطقة عازلة أخرى حول مستوطنة “نيكوديم” بواقع ثلاث دونم.
وخلال ابريل، نفذت سلطات العدو 73 عملية هدم طالت 152 منشأة، بينها 96 منزلًا مأهولًا، وعشر غير مأهولة، 34 منشأة زراعية وغيرها، وتركزت في محافظات طوباس 59 منشأة الخليل 39 منشأة، ثم القدس 17 منشأة.
ووزعت 46 إخطارًا لهدم منشآت فلسطينية في مواصلة لمسلسل التضييق على البناء الفلسطيني والنمو الطبيعي للقرى والبلدات الفلسطينية التي تترجم هذه الأيام بكثافة كبيرة في عمليات الهدم.
وتركزت الإخطارات في محافظة الخليل 16 إخطارًا، رام الله 14، والقدس بـ 12 إخطارًا.
وذكر التقرير أن الجهات التخطيطية في “إسرائيل” درست في ابريل المنصرم 21 مخططًا هيكليًا لصالح مستوطنات الضفة الغربية وست مخططات لصالح مستوطنات داخل ما يسمى “حدود بلدية القدس”.
وأوضح أن سلطات العدو صادقت على عشر مخططات هيكلية، في حين أودعت 17 مخططًا آخر، واستهدفت مخططات ابريل ما مجموعه 3030 دونمًا من أراضي المواطنين.