IBM: الحوسبة الكمومية تستعد لمواجهة التحديات العالمية المستقبلية
تاريخ النشر: 20th, November 2024 GMT
قدمت بيترا فلورزين، المديرة العالمية لقسم الحوسبة الكمومية في شركة آي بي إم (IBM)، عرضًا تقديميًا بعنوان "الحوسبة الكمومية – عصر المنفعة"، موضحةً أن شركة IBM تعد من الشركات الرائدة في تطوير مجال الحوسبة الكمومية، حيث تمتلك أقوى نظام بيئي كمّي في هذا المجال.
وأشارت بيترا إلى أنه تم تطوير أكثر من 250 دائرة تعمل على أنظمة الشركة، بينما يضم برنامج IBM Quantum أكثر من 70 عضوًا في شبكته العالمية.
وكشفت بيترا أن الشركة تخطط لتوفير 5 أنظمة كمومية قريبة من العملاء بحلول نهاية عام 2024، في خطوة تعكس التزام IBM بتوسيع نطاق استخدام الحوسبة الكمومية وتعزيز الابتكار في هذا القطاع.
وأكدت بيترا أن الحوسبة الكلاسيكية والكمومية تعد أنظمة متكاملة، حيث يعزز كل منهما الآخر لتحقيق قفزات نوعية في معالجة المشكلات، هذه الشراكة تعتمد على استغلال نقاط القوة في كل نوع من الحوسبة، ما يفتح الباب أمام حلول جديدة للتحديات التي يصعب معالجتها بالطرق التقليدية.
وأوضحت بيترا أن أجهزة الكمبيوتر الكمومية تتميز بقوة هائلة مقارنةً بأجهزة الكمبيوتر الكلاسيكية، ما يجعلها أداة فعالة لمحاكاة الطبيعة وتحسين خوارزميات التعلم الآلي، هذه القدرات غير المسبوقة تمهد الطريق لمعالجة مشكلات معقدة لم يكن بالإمكان التعامل معها سابقًا.
من خلال استخدام تقنيات مثل QuanturEY، أشارت بيترا إلى أن الحوسبة الكمومية تتطلع إلى مواجهة التحديات الحالية والمستقبلية بفعالية أكبر، مما يعزز البحث العلمي والتطور التكنولوجي في مختلف المجالات، كما أن التكامل بين الحوسبة الكلاسيكية والكمومية يعكس مستقبلًا واعدًا لتطوير حلول مبتكرة تدفع عجلة التقدم العالمي.
ولفتت بيترا إلى أن شركة IBM تستثمر مواردها لتعزيز التعليم الكمي وبناء مجتمع عالمي متخصص في الحوسبة الكمومية. وأوضحت أنه في السنوات السبع الماضية، تم تقديم أكثر من 700 فصل دراسي باستخدام أدوات وموارد IBM Quantum، ما ساهم في تطوير معرفة الطلاب في هذا المجال المتقدم.
وكشفت بيترا عن مشاركة أكثر من 22,000 طالب في فعاليات IBM Quantum التي أُقيمت في الجامعات والحرم الجامعي حول العالم، بينما بلغ عدد المتعلمين المستفيدين من برامج الشركة نحو 8.6 مليون شخص على مستوى العالم.
وفيما يتعلق بالتزام الشركة بالتعليم المفتوح، أشارت بيترا إلى أن IBM خصصت حوالي 100 مليون دولار في السنوات الخمس الماضية لدعم تعليم الحوسبة الكمومية، مما يبرز دور الشركة الريادي في تمكين الأجيال القادمة وإعدادهم لتحديات المستقبل في عالم التكنولوجيا المتقدمة.
وتوقعت بيترا أن المنظمات التي تستثمر في التكنولوجيا في وقت مبكر ستكتسب ميزة تنافسية كبيرة في المراحل المتقدمة من التطوير. وأكدت أن هذه المنظمات قد طورت بالفعل الخبرات والخوارزميات والملكية الفكرية اللازمة، مما يضعها في وضع قوي يمكنها من الهيمنة على قطاعاتها.
وأضافت أن المنظمات التي لم تستثمر أو تأمل في التعويض عن الوقت الضائع ستواجه تحديات كبيرة، حيث إن المتبنين الأوائل سيحصلون على حصة كبيرة من القيمة، حيث تشير التقديرات إلى أن 90% من القيمة ستذهب إلى هؤلاء المستخدمين الأوائل. وهذا يعكس أهمية الاستثمار المبكر في الابتكار والتكنولوجيا.
وأظهرت بيترا أن أجهزة الكمبيوتر الكمومية تتبنى نهجًا جديدًا في التعامل مع تعقيد المشكلات، مع إمكانية إيجاد حلول لا تستطيع أجهزة الكمبيوتر العملاقة الكلاسيكية التعامل معها بمفردها. وأشارت إلى أن قادة الصناعة مثل إكسون موبيل بدأوا في استكشاف كيفية الجمع بين تقنيات الحوسبة الكلاسيكية والكمومية لمواجهة التحديات العالمية الكبيرة والمعقدة.
جاء ذلك على هامش اليوم الثالث من فعاليات النسخة الثامنة والعشرين لمعرض ومؤتمر مصر الدولي للتكنولوجيا بالشرق الأوسط وإفريقيا Cairo ICT’24، تحت رعاية فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، خلال الفترة من 17 إلى 20 نوفمبر 2024، بمركز مصر للمعارض الدولية، وبرعاية الدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.
وتقام فعاليات Cairo ICT’24 بتنظيم شركة تريد فيرز انترناشيونال، والشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، تحت شعار "The Next Wave “حيث اكتشاف الموجة التالية من التقدم التكنولوجي وأحدث التقنيات والاتجاهات المستقبلية التي ستعيد تشكيل الصناعات والاقتصادات والمجتمعات بحضور كبرى المؤسسات العالمية وقادة التكنولوجيا.
ويأتي المعرض برعاية كل من شركة دل تكنولوجيز ومجموعة إي فاينانس للاستثمارات المالية والرقمية، والبنك التجاري الدوليCIB مصر، وشركة هواوى، وشركة اورنچ مصر، وشركة مصر للطيران، بالإضافة إلى رعاية المصرية للاتصالات وماستر كارد، وهيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات "إيتيدا"، وشركة فورتينت.
كما تضم قائمة الرعاة كل من إي آند إنتربرايز، ومجموعة بنية وشركة خزنة، وشركة سايشيلد، ومجموعة شاكر، وشركة ICT Misr و IoT Misr، ونتورك انترناشيونال، وCassava Technologies، وإيجيبت تراست.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الحوسبة الکمومیة أکثر من
إقرأ أيضاً:
صون الأصالة في وجه التحديات
محمد بن رامس الرواس
يشهد المجتمع الدولي اليوم وتيرة متسارعة من المتغيرات التي تطال كافة جوانب الحياة وأولها زعزعة الثوابت الدينية والثوابت الوطنية، وثانيها زعزعة سلوكيات الفطرة السليمة وذلك من خلال استخدام التطور التكنولوجي الهائلة بكافة وسائله وتقنياته.
وفي خضم هذه المتغيرات، حَريٌّ بنا أن نقف بجانب سلطنتنا الحبيبة عُمان لتظل شامخة بثوابتها الراسخة ومبادئها الأصيلة التي تشكل الدرع الحصين في مواجهة التحديات المستجدة على الفطرة والقيم الإيمانية والسلوكية، لا سيما تلك المتعلقة بالانحرافات السلوكية والشبهات الفكرية.
إن المجتمع العُماني مجتمع متجذر في قّيمه الإسلامية والعربية الأصيلة لكن شأنه اليوم شأن بقية المجتمعات الأصيلة يواجه التحديات التي تفرضها العولمة والانفتاح على ثقافات العالم المتنوعة بخيرها وشرها، وهذه التحديات قد تتسلل وتتمثل أحيانًا في شكل انحرافات سلوكية لا تتوافق مع الأعراف وتقاليدنا المجتمعية أو قد تظهر في هيئة شبهات فكرية تحاول المساس بأسس عقيدتنا السمحة وفطرتنا السليمة.
ومن ذلك انتشار الأفكار الدخيلة عبر وسائل التواصل الاجتماعي والمنصات الرقمية التي تتطلب يقظة وحصانة فكرية للحفاظ على هوية المجتمع وقّيمه النبيلة. وعلى سبيل المثال نشهد اليوم انتشارًا واسعًا للمعلومات المضللة والشائعات المغرضة عبر المنصات الرقمية التي تهدف أحيانًا إلى زعزعة الثقة أو نشر الارتباك بالمجتمع في لضرب جذوره الراسخة، لذلك أصبح التثبُّت من الأخبار عبر الرجوع إلى المؤسسات الدينية والرسمية والمعرفية والمجتمعية ضرورة لما تمثله هذه الجهات من مصادر موثوقة ضد هذه الشبهات.
كما إن تبني بعض الشباب أنماط حياة وعادات مستوردة لا تتوافق مع الهوية العُمانية الأصيلة يمثل تحديًا حقيقيًا لزعزعة الهوية الوطنية؛ إلا أن التمسك بالعادات الوطنية والاجتماعية التي تُبرز التراث العُماني وتُعزز الانتماء هي ركيزة أساسية للحفاظ على تميزنا الثقافي بالمجتمع الدولي.
تتمثل الثوابت العُمانية في قيم التسامح والاعتدال، واحترام الآخر والاعتزاز بالتاريخ والتراث العريق، وهذه الثوابت ليست مجرد شعارات؛ بل هي نتاج عقود قرون من التراكم المعرفي والتجربة الإنسانية صقلتها حكمة القيادات الرشيدة التي سعت دائمًا إلى تعزيز اللحمة الوطنية وصون النسيج الاجتماعي الواعي.
إنَّ الأسرة العُمانية سليمة الفطرة بهويتها الوطنية تُعد نواة راسخة تمارس دورًا حيويًا في غرس هذه القّيم والثوابت في نفوس الأجيال الشابة وتحصينهم ضد أي محاولات للتشويه أو التفكيك، كما إن التصدي للانحرافات السلوكية والشبهات الفكرية يتطلب منهجية شاملة تبدأ بتعزيز الوازع الديني والأخلاقي، وتفعيل دور المؤسسات التربوية والتعليمية في بناء الوعي الفكري، وتزويد الشباب بالأدوات اللازمة للتمييز بين الغث والسمين، كما يتوجب على المؤسسات الإعلامية الرسمية والخاصة أن تلعب دورًا بنَّاءً في نشر المحتوى الهادف الذي يعزز القّيم الإيجابية بالمجتمع ومحارب الأفكار الهدامة الضالة.
وختامًا.. إنَّ كل فكر شاذ يُشوِّه الفطرة وكل شبهة ضالة تطعن في الإيمان وكل سلوك منحرف يفكك الأسرة ويفتت اللحمة المجتمعية، هو تهديد لوجودنا وهويتنا، لذلك تظل ثوابتنا العُمانية هي المنارة التي تهدينا في زمن المتغيرات، وهي الحصن المنيع الذي يحمينا من كل ما يمكن أن يمس أصالتنا ويشوه فطرتنا، والتمسك بهذه الثوابت ليس خيارًا؛ بل هو ضرورة حتمية لضمان مستقبل مزدهر لأجيال قادمة تتمسك بهويتها وتعتز بقيمها.
رابط مختصر