"خرجنا من عذاب إلى عذاب، من سجن صغير إلى سجن أكبر"، بهذه الكلمات يلخص الأسير ماهر هنا معاناته في سجون الاحتلال الإسرائيلي بعد الإفراج عنه في 20 أغسطس/آب الماضي، لينتقل إلى مرحلة أخرى من القهر والمعاناة.

بدأت رحلة معاناة ماهر منذ اللحظة الأولى لاعتقاله في منطقة الصناعة بمدينة غزة، وذلك بعد تلقيه اتصالا في 7 يوليو/تموز الماضي من جيش الاحتلال الإسرائيلي يأمره بمغادرة منطقته في حي الدرج وسط غزة والتوجه إلى مكان آمن.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2فيديوغراف.. كيف تتصرف إذا اعتُقل طفلك بالقدس؟list 2 of 2تقرير حقوقي: 160 مليون طفل عامل "متسرب" في العالمend of list اعتقال وتنكيل

يقول ماهر للجزيرة نت "نزحت إلى منطقة الصناعة، وخلال ساعات الليل اقتحم الجيش المنطقة وحاصرها واعتقل جميع المواطنين، وبعد ذلك تم فصل الرجال عن النساء والأطفال"، وتعرض المعتقلون للضرب الشديد قبل نقلهم إلى منطقة نتساريم، حيث احتُجزوا بالقرب من حفر تشبه القبور، في مشهد يوحي بأنهم سيُدفنون فيها أحياء.

ويضيف "تم تحميلنا في شاحنات مليئة بالحصى، وألقونا على بطوننا، ثم كبّلوا أيدينا وأرجلنا بقيود حديدية من الساعة التاسعة مساء إلى التاسعة صباحا، وبعدها وصلنا إلى سجن سدي تيمان منهكين، وعند وصولي إلى السجن أمسك بي الجندي ودفعني من أعلى الدرج، مما أدى إلى إصابتي، ولم أتلقَ أي رعاية طبية طوال فترة الأسر".

ويروي كيف نُقل للتحقيق معه، وكيف ظل 4 أيام كاملة مكبلا ومعصوب العينين في غرفة تُعرف بـ"الديسكو"، لأنه يتم فيها تشغيل أصوات مرتفعة تهز المكان.

ويصف ماهر الظروف في سجن سدي تيمان الذي مكث فيه 14 يوما، وكيف يفتش الأسرى ويُضربون بالعصي ويُصعقون بالكهرباء كل يومين، وتكون أيديهم مكبلة ويجلسون على ركبهم من الخامسة صباحا حتى الـ12 عند منتصف الليل.

رحلة عذاب

ثم نُقل ماهر إلى سجن عوفر، إذ جاءت القوات الخاصة وأخرجت الأسرى فردا فردا، وخلال نقلهم تعرضوا للضرب على رؤوسهم وصدورهم طوال الطريق حتى وصولهم إلى السجن.

وخلال مرحلة السجن وما فيها من تعذيب وحشي كان الأسرى يتلقون وجبة واحدة يوميا، ويُمنعون من الصلاة، ويجبرون على الانبطاح أرضا كلما دخل جندي إلى زنزانتهم، كل هذا دون أن توجه لهم أي تهمة، أو تثبت عليهم أي "جريمة".

ولا ينجو من هذا التنكيل المصابون أو ذوو الاحتياجات الخاصة، إذ يؤكد ماهر أن المواطنين المعتقلين من مستشفى الشفاء في غزة والمبتورة أطرافهم يتم تكبيلهم ولا يقدم لهم أي علاج في السجن.

وتحدّث بمرارة عن حرمانه من التواصل مع عائلته، فطوال فترة الأسر لم يكن يعرف مكان ابنه ولا مصير زوجته التي بقيت في غزة، وهم الآن في شمالها وهو في الجنوب بعد أن قطع الاحتلال الإسرائيلي أوصال القطاع من خلال حاجز نتساريم.

انتهاك الحقوق

وتفيد تقارير حقوقية وإعلامية بأن الجنود الإسرائيليين ارتكبوا في سجن سدي تيمان انتهاكات حقوقية فظيعة بحق المعتقلين، وأذاقوهم مختلف أصناف التعذيب والإهانة.

ففي ديسمبر/كانون الأول 2023 ومع ظهور أولى التقارير عن هذه الانتهاكات تحدثت صحيفة هآرتس الإسرائيلية عن حالات تعذيب للأسرى في هذا السجن، تلتها فيما بعد تقارير إعلامية وحقوقية أخرى في السياق نفسه ذكرت بعضها أن عشرات الأسرى الفلسطينيين قتلوا في هذه السجون.

ومنذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة -وتحديدا منذ بدء عملية التوغل البري في القطاع- أكدت منظمة أطباء لحقوق الإنسان -في بيان لها- أن "الجيش الإسرائيلي اعتقل آلاف الغزيين، من بينهم قاصرون ونساء ومسنون وعشرات من الطواقم الطبية، ولم تنجح كل المحاولات لتحديد مكانهم جميعا، أو الحصول على معلومات عن حالتهم ومصيرهم، وسط الإخفاء القسري بحق الكثير منهم".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات حريات

إقرأ أيضاً:

انطلاق حملة دولية لتحرير الأسرى اللبنانيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي

أعلنت هيئة ممثلي الأسرى والمحررين في لبنان، عن انطلاق الحملة الدولية لتحرير الأسرى اللبنانيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي، بمشاركة واسعة من أسرى محرَّرين، وعشرات المنظمات العربية والأممية والحقوقية حول العالم. 

السعودية تنفذ أحكام إعدام بحق ثلاثة مدانين بتهريب مخدرات في مكة المكرمةالأردن تبحث إدراج اللغة الصينية ضمن برامج التعليم في المدارس


 يذكر أن الحملة يأتي موعد انطلاقتها تزامنًا مع "اليوم العالمي لحقوق الإنسان" في العاشر من ديسمبر، مشيرة إلى وجود نحو 20 أسيرًا لبنانيًا في السجون الإسرائيلية.

ونشرت الهيئة على صفحاتها الرسمية سلسلة من رسائل التضامن المصوَّرة، عبر فيديوهات قصيرة شارك فيها ناشطون وشخصيات سياسية وصحفيين من بلدان متعددة.

وشهدت الحملة حضورًا بارزًا لأسرى فلسطينيين محرَّرين، شددوا فيها على ضرورة فضح الجرائم الصهيونية المرتكبة بحق الأسرى اللبنانيين، والتصدّي لسياسات الإخفاء والتعذيب والاعتقال التعسّفي. 

كما شاركت منظمات وجمعيات شبابية وطلابية في أوروبا والولايات المتحدة وكندا والبرازيل وغيرها، معلنة دعمها للتحرك الأممي ومطالبتها بالإفراج الفوري عن الأسرى ووقف كل الانتهاكات بحقهم.

بدورها، أشادت "شبكة صامدون" بدور عوائل الأسرى وصمودهم ومشاركتهم البارزة، وبالاستجابة الشعبية الواسعة لنداء الحملة الدولية لتحرير الأسرى اللبنانيين.

وأكدت أن هذا التفاعل على الصعيد العالمي يعكس تنامي الوعي بجرائم الاحتلال بحق الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين واللبنانيين، ليس في السجون الإسرائيلية وحسب، بل وفي السجون الأميركية والبريطانية والأوروبية أيضًا.

وأعلنت "صامدون" عن إطلاق عريضة أممية كجزء من فعاليات الحملة، تطالب بالإفراج الفوري عن الأسرى اللبنانيين ووقف جميع الانتهاكات بحقهم، داعية المنظمات وحركات التحرر والمؤسسات الحقوقية حول العالم إلى التوقيع عليها وتعزيز الضغط الشعبي الأممي على الاحتلال.


 

طباعة شارك الحملة الدولية الأسرى اللبنانيين المنظمات العربية اليوم العالمي لحقوق الإنسان الأسرى

مقالات مشابهة

  • استشهاد فلسطيني برصاص الاحتلال الإسرائيلي في رفح
  • استشهاد أسير فلسطيني في سجون الاحتلال
  • انطلاق حملة دولية لتحرير الأسرى اللبنانيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي
  • استشهاد أسير فلسطيني في سجون الاحتلال بعد تدهور حالته الصحية
  • استشهاد أسير فلسطيني بسجون الاحتلال وحماس تندد بالجريمة
  • استشهاد أسير فلسطيني داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي نتيجة التعذيب
  • استشهاد أسير من بيت لحم في سجون الاحتلال وتصاعد جرائم التعذيب
  • استشهاد أسير فلسطيني في سجون العدو الإسرائيلي
  • استشهاد أسير في سجون الاحتلال من بيت لحم وتصاعد جرائم التعذيب
  • الجيش الإسرائيلي يعتقل نحو 100 فلسطيني في شمال الضفة الغربية