زعماء الوسطية.. هل قادرون على توجيه السكة على مفترق طرق إقليمي؟
تاريخ النشر: 22nd, November 2024 GMT
22 نوفمبر، 2024
بغداد/المسلة: في خضم الأوضاع الإقليمية والدولية المتأزمة، تجد الحكومة العراقية برئاسة محمد السوداني نفسها أمام تحديات كبيرة.
و بين تصاعد الحرب التي تشارك فيها فصائل عراقية، وتأثيرات التوترات الإقليمية، يبرز تحدي الحفاظ على الاستقرار الداخلي وتجنب التصعيد في ظل المتغيرات التي تلوح في الأفق، وفي مقدمتها عودة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب إلى البيت الأبيض.
هذا السيناريو يفتح المجال لتساؤلات حول تداعياته على العراق، لا سيما في ظل علاقاته المعقدة مع إيران وتأثير الصراع الفلسطيني الإسرائيلي على المنطقة.
ويفيد تحليل استراتيجيون أن وصول ترمب مجددًا إلى السلطة قد يساهم في زيادة الضغط على العراق من خلال سياسات أكثر تشددًا تجاه الملف الإيراني، وهو ما ينعكس على الوضع الأمني الداخلي.
“ترمب سيكون له تأثير كبير على العراق، حيث سيُجبر الحكومة على اتخاذ مواقف أكثر صرامة فيما يتعلق بإيران”، قالت مصادر في بغداد.
وأضافت مصادر أخرى أن الأزمة الفلسطينية قد تعيد تشكيل الأولويات الإقليمية، ما يضع العراق في دائرة التحولات الجيوسياسية.
ورغم هذه التحديات، يعكس العراق استقرارًا نسبيًا في سياق داخلي، إلا أن هذا الاستقرار أصبح بمثابة “سنة” أو قاعدة عمل يجب الحفاظ عليها.
“العراق في مرحلة صعبة، لكن الاستقرار يجب أن يكون أولوية، لأنه أساس عملية الإعمار التي نتطلع إليها جميعًا”، ذكر مسؤول حكومي في تصريح خاص.
ويبدو أن الإطار التنسيقي، الذي يشمل مجموعة من القوى السياسية الفاعلة في العراق، يتمتع بمرونة في مواجهة الأزمات السياسية. لكن تحليلات استباقية تشير إلى أن هذه المرونة قد تواجه اختبارًا صعبًا إذا ساءت العلاقات الإقليمية أو اندلعت صراعات داخلية جديدة.
في المقابل، يعتبر عمار الحكيم، رئيس تحالف قوى الدولة، أحد الشخصيات القيادية القادرة على تقديم حلول وسطية بين الأطراف المتنازعة. وقال تحليل: “إن الحكيم يعتبر الحفاظ على الاستقرار السياسي في العراق أولوية ، لانه سيكون مفتاحًا لاستمرار عملية البناء والإعمار في المستقبل، ويجب أن تظل الأولوية هي الأمن والتنمية”.
“العراق لا يستطيع تحمل عزلة جديدة عن العالم بسبب التوترات المتزايدة في المنطقة”، قال مصدر عراقي.
ويؤكد هذا الرأي بأن العراق، رغم تحدياته الداخلية، يسعى للحفاظ على علاقات استراتيجية مع القوى الكبرى في العالم. وتعتبر المصادر أن العراق يواجه تحديات موازية على الصعيدين الأمني والسياسي بسبب “طغيان سلاح اللاعبين المحليين”، حيث تواصل الفصائل المسلحة تمارس تأثيرًا واسعًا على الأرض.
ويقود بحث نشر في صحف عالمية ان: “العراق بحاجة إلى تعزيز الدولة القوية لكي تستعيد سيادتها الكاملة، لكن هناك قوى كردية ومناطقية لا ترغب في رؤية دولة مركزية قوية تتحكم في كل مفاصل الحكم”. يشير هذا التحليل إلى التحديات الكبيرة التي يواجهها العراق في طريقه نحو تقوية النظام السياسي والاقتصادي.
وفي هذا السياق، تبرز تحليلات تفيد أن المسار الطويل الذي بدأه العراق نحو الاستقرار السياسي يجب أن يواجه المزيد من الصعوبات في ظل التوترات الإقليمية.
“لن يكون أمام العراق الكثير من الخيارات إذا تصاعدت الأزمة الإقليمية. سيكون الضغط الأمريكي أكبر على الحكومة العراقية، خاصة في ظل عودة ترمب إلى البيت الأبيض”، كما قالت تغريدة على منصة “إكس”.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author moh mohSee author's posts
المصدر: المسلة
إقرأ أيضاً:
انتخابات العراق: مرشحو الأحلام يغرقون الواقع بالوعود البرّاقة
12 أكتوبر، 2025
بغداد/المسلة: يتنقل الناخب العراقي بين وعدٍ يُطلق في الهواء وآخر يُكتب على لافتات ملونة، فيما تتصاعد حرارة الانتخابات المحلية التي تكشف عن وجوه مرشحين يبدعون في صياغة المواقف وتسويق الأحلام. وتتعدد الوعود بين توفير فرص عمل وتوزيع هدايا عينية، فيما يبقى السؤال: هل هي مسرحية انتخابية أم محاولات حقيقية لخدمة المواطن؟.
وعود تحت الأضواء: فرص العمل في مرمى الجميعيطلق مرشح يُدعى ……. وعداً طناناً في ساحة عامة ببغداد، ويجزم أمام حشد من الناخبين بأنه سيوفر فرص عمل لكل عاطل في دائرته الانتخابية. وقال ….، وهو يلوح بيده بحماس: “نعرف أزمة البطالة، ونعدكم بمشاريع استثمارية ستفتح أبواب الرزق للشباب”.
وأضاف، بنبرة واثقة: “لن يبقى عاطل واحد في منطقتنا بعد فوزي”. يتردد صدى كلامه بين الحاضرين، لكن شاباً عشرينياً يهمس لصديقه: “كم مرة سمعنا هذا الكلام؟ يعدون ويختفون بعد الانتخابات”.
ويشارك مرشح آخر، يُدعى ….، في نفس السباق الانتخابي، ويرفع شعاراً مغرياً: “افتح أبواب التعيين لكل عاطل”.
وأعلن … خلال لقاء: “لدي خطة لتفعيل القطاع الخاص وإجبار الشركات على توظيف الشباب العاطلين بقوانين جديدة”.
و يثير وعده هذا جدلاً بين المواطنين، إذ يرى البعض أن هذه الوعود تفتقر إلى آليات تنفيذية واضحة، فيما يتمسك آخرون بالأمل. وتعلق سيدة في الأربعين من عمرها، وهي أم لثلاثة شباب عاطلين: “لو تحقق وعد واحد من هؤلاء، لكفاني ذلك”.
النائب الخدمي: بطل متعدد الأغراضيبرز في المشهد الانتخابي من يُطلق عليه الناخبون لقب “النائب البرمكي”، وهو مرشح يُدعى …، يقدم نفسه كـ”خادم للمواطنين في عموم العراق”. ووزّع …. منشورات دعائية تبرز نشاطاته المتعددة، من افتتاح مشاريع صغيرة إلى توزيع مساعدات غذائية.
وقال …… في لقاء مع ناخبين: “أنا لست مجرد نائب، بل أخ وصديق يقف معكم في السراء والضراء”. وأضاف، وهو يشير إلى مشروع لتأهيل طريق ريفي: “هذه بداية فقط، سأجعل كل قرية في العراق تنعم بالخدمات”.
ويصف المحلل السياسي علي التميمي، هذه الظاهرة بأنها “تسويق انتخابي يعتمد على العواطف”. وأوضح التميمي: “المرشحون يعرفون أن الناخب العراقي متعب من الوعود الفارغة، لذا يحاولون تقديم أنفسهم كأبطال خارقين متعددي المواهب، لكن التحدي يكمن في التنفيذ بعد الفوز”.
يبقى أمثال هؤلاء ، محط أنظار الناخبين الذين يتساءلون: هل هو فعلاً “النائب الخدمي” أم مجرد بطل في مسرحية انتخابية؟
بطانيات وهواتف: تسويق الانتخابات بالهداياتتصدر مرشحة تُدعى…. المشهد بأسلوب لافت، إذ تقف وسط جمع غفير في إحدى ضواحي بغداد، وتوزع بطانيات فرو فاخرة تحمل شعار حملتها الانتخابية. وتقف إلى جانبها شاحنة ممتلئة بالأدوات المنزلية والهواتف الصينية الرخيصة، في محاولة لجذب الناخبين.
وقالت … ، وهي تبتسم: “هذه الهدايا رمز لاهتمامي بكم، وستتبعها مشاريع كبرى لتحسين حياتكم”. يتفاعل الحشد معها بحماس، لكن سيدة مسنة تتذمر قائلة: “بطانية اليوم لن تحل مشكلة الكهرباء غداً”.
ويثير هذا الأسلوب جدلاً واسعاً، إذ يرى البعض أنه محاولة لشراء أصوات الناخبين. وعلق المحلل السياسي التميمي: “توزيع الهدايا ليس جديداً، لكنه يعكس ضعفاً في البرامج الانتخابية، إذ يعتمد المرشح على جذب الناخب عاطفياً بدلاً من تقديم حلول جذرية”.
وتتساءل الناخبة أم حيدر، وهي تحمل بطانية جديدة: “هل ستتذكرنا هذه المرشحة بعد الانتخابات؟”.
نعيم الوعود: شعارات تُباع بالكيلووتبرز هذه الشعارات كجزء من مسرحية انتخابية تجمع بين الكوميديا والتراجيديا.
ويؤكد التميمي أن “الشعارات الرنانة تستهدف الناخب البسيط الذي يبحث عن الأمل، لكنها غالباً لا تعكس رؤية سياسية واضحة”. ويضيف: “الناخب العراقي بدأ يدرك أن الوعود الكبيرة غالباً ما تكون مجرد هواء”.
ديمقراطية المفاجآت: بين الجد والهزلوتتكشف الانتخابات العراقية عن مفاجآت لا تخلو من الغرابة، إذ يتنافس المرشحون في تقديم صورة مثالية تجمع بين الخدمة والكرم والطموح. ويبقى الناخب هو الحكم الأخير في هذا المسرح السياسي.
ويرى مراقبون أن هذه المواقف، رغم طرافتها أحياناً، تعكس تحديات عميقة تواجه العملية الديمقراطية في العراق، من ضعف الثقة بين الناخب والمرشح إلى غياب برامج انتخابية واقعية.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author زينSee author's posts