اعترفت الولايات المتحدة رسمياً بمرشح المعارضة الفنزويلية رئيساً منتخباً للبلاد، في محاولة لزيادة الضغوط على كاراكاس بعد انتخابات يوليو المتنازع عليها. 

ويوم الثلاثاء، وصف وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن للمرة الأولى بشكل علني، مرشح المعارضة إدموندو غونزاليس باعتباره «رئيساً منتخباً».

 

وقالت الدول الغربية إن غونزاليس، الذي فرّ إلى إسبانيا في سبتمبر ، فاز بأصوات أكثر من الرئيس مادورو، لكن لم تتم تسميته رئيساً منتخباً.

 

وتأتي خطوة بلينكن قبل إعادة تنصيب الرئيس نيكولاس مادورو في يناير المقبل، بعدما أعلن الفوز في الانتخابات لفترة ولاية ثالثة، ورفض نشر نتائج التصويت الرسمية علناً.

 

وأظهرت أوراق التصويت على مستوى الدائرة التي حصلت عليها المعارضة ومراقبو الانتخابات المستقلون، فوز مرشح المعارضة غونزاليس، الذي قال إن عمليات فرز الأصوات شابها الكثير من التزوير والاحتيال. وتخطط واشنطن إلى المزيد من الضغوط على فنزويلا، حيث أقرَّ مجلس النواب الأميركي هذا الأسبوع مشروع قانون يشدد العقوبات على كاراكاس، فضلاً عن اختيار الرئيس المنتخب دونالد ترمب لمنصب وزير الخارجية، السيناتور ماركو روبيو، الذي يعدّ أحد الصقور المناهضين لنظام مادورو.

 

ومع ذلك، لا يزال من غير الواضح ما هو التأثير الذي ستحدثه هذه الجهود، التي تبدو تكراراً لما جرى عام 2019، حين اعترف ترمب بزعيم معارضة آخر رئيساً شرعياً لفنزويلا، لكن مادورو تمسك بمنصبه. كما لا يزال من غير الواضح ما هو موقف ترمب من فنزويلا، لكن مصدراً مقرباً منه قال لصحيفة «واشنطن بوست» إن الرئيس المنتخب كان واضحاً بشأن ضرورة «خروج مادورو من السلطة». وقال أحد الخبراء لوكالة «بلومبرغ»: «في هذه المرحلة، فإن العودة إلى (أقصى قدر من الضغط)، أو شيء من هذا القبيل، مضمونة تقريباً».

 

العقوبات الاقتصادية على فنزويلا

وخلال فترة ولاية ترمب الأولى، شددت الولايات المتحدة العقوبات الاقتصادية على فنزويلا؛ مما أدى إلى انكماش اقتصادها بنسبة 71 في المائة نهاية عام 2020. كما حاولت إدارة ترمب الأولى القيام بعملية سرية فاشلة لوكالة المخابرات المركزية (سي آي إيه) للإطاحة بمادورو، بما في ذلك شن هجمات إلكترونية على كاراكاس في محاولة لزعزعة استقرار النظام.

 

دعوات لصفحة جديدة

مع ذلك، يأمل مادورو، الذي أشار ذات مرة إلى ترمب بأنه «راعي بقر عنصري بائس» خلال ولايته الأولى، في اتخاذ نهج مختلف تجاه رئاسة ترمب القادمة؛ علّه يجد موطئ قدم أفضل معه هذه المرة. وفي خطاب تلفزيوني أخير هنأ فيه ترمب على فوزه، قال مادورو: «لم تسر الأمور على ما يرام بالنسبة لنا في أول حكومة لدونالد ترمب، وهذه بداية جديدة لنا للمراهنة على الفوز للجميع». ويرى بعض المحللين أن ترمب قد يرى قيمة أكبر في التعاون مع فنزويلا للحد من تدفق المهاجرين وتوسيع صناعة النفط الأميركية، بدلاً من استئناف تجربته السابقة في التعامل معها.

 

لكن الأولويات المتضاربة قد تشكل معضلة للإدارة القادمة؛ إذ لطالما طالب الصقور المعارضون لنظام مادورو، بما في ذلك السيناتور ماركو روبيو، بالعودة إلى العقوبات الثقيلة التي خففتها إدارة بايدن في محاولة لإقناع مادورو بإجراء انتخابات حرة ونزيهة.

ويقول المسؤولون التنفيذيون في صناعة النفط الذين استقطب ترمب دعمهم، إن المزيد من العقوبات لن يؤدي إلا إلى دفع فنزويلا باتجاه الصين وإيران، في حين يؤدي إلى ارتفاع سعر الطاقة في الولايات المتحدة.

 

كما أن العقوبات قد تُشجّع أيضاً المزيد من الفنزويليين على الفرار من بلادهم؛ مما يزيد على مئات الآلاف الذين وصلوا إلى الولايات المتحدة في السنوات الأخيرة. وكرر ترمب تهديداته بـ«ترحيل جماعي» للمهاجرين، بعد مقتل شابة أميركية على يد مهاجر فنزويلي غير شرعي، لكن إعادتهم إلى فنزويلا تتطلب تعاون مادورو.

 

وأعرب مادورو عن استعداده للعمل مع ترمب على الفور بشأن اتفاق يُركّز على قضايا الهجرة، بما في ذلك السماح برحلات ترحيل الفنزويليين. لكن مادورو قال إنه في المقابل، يحتاج إلى الأدوات اللازمة لإصلاح اقتصاد بلاده، بما في ذلك المزيد من صادرات النفط؛ لتخفيف الضغوط الاقتصادية التي دفعت الفنزويليين إلى الفرار.

 

وبحسب «واشنطن بوست»، فقد أجرى أشخاص مقرّبون من حكومة مادورو محادثات مع أعضاء فريق ترمب في الأيام التي تلت الانتخابات لاستكشاف أفكار للمضي قدماً في فنزويلا. ومن غير الواضح إلى أي مدى تم نقل هذه الآراء إلى ترمب نفسه.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: أمريكا زعيم المعارضة الفنزويلية الولايات المتحدة المعارضة الفنزويلية وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الولایات المتحدة بما فی ذلک المزید من

إقرأ أيضاً:

غوغل تعترف: راقبنا المحافظين سرا على مدى سنوات

أقرّت شركة "ألفابت" (الشركة الأم لغوغل) في اعتراف متأخر أمام لجنة القضاء في مجلس النواب الأميركي، بأنها قمعت الآراء ذات التوجه اليميني وصانعي المحتوى من المحافظين، وذلك استجابة لضغوط من مسؤولين تابعين للرئيس الأميركي السابق جو بايدن.

ونقلت صحيفة واشنطن تايمز الأميركية عن محامي شركة ألفابت، دانيال إف دونوفان، قوله إن كبار المسؤولين في إدارة بايدن، بمن فيهم موظفون في البيت الأبيض، قاموا بالتواصل المستمر والمتكرر مع الشركة، وضغطوا عليها بخصوص بعض المحتويات التي أنشأها المستخدمون والمتعلقة بجائحة "كوفيد- 19″، رغم أنها لم تكن تنتهك سياسات الشركة.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2المحكمة العليا الأميركية تؤيد ملاحقة بنك تركي بتهمة الاحتيالlist 2 of 2هل يشجع الذكاء الاصطناعي البشر على الغش؟end of list

ورغم أن الشركة تابعت تطوير وتنفيذ سياساتها بشكل مستقل، فإن مسؤولي إدارة بايدن واصلوا الضغط عليها لإزالة محتوى من إنشاء المستخدمين لا يخالف القواعد.

وفي السابق، كان الديمقراطيون ينكرون أن شركات التواصل الاجتماعي تقيد محتوى المحافظين، واعتبروا هذه الادعاءات جزءا من "نظرية المؤامرة" التي يختلقها أشخاص غير راضين عن ضعف التفاعل مع محتواهم.

تحيز يوتيوب

وفي السياق، قامت شركة ألفابت بالتدخل في منصة يوتيوب التابع لها، حيث حظر أي مستخدم ألمح إلى أن فيروس "كوفيد-19" خرج من مختبر في الصين، كما عاقبت كل من أشار إلى وجود مخالفات في فرز أصوات انتخابات الرئاسة الأميركية عام 2020.

وكتب المحامي دونوفان "تقدّر يوتيوب أصوات المحافظين على منصّتها وتدرك أن هؤلاء المبدعين يتمتعون بقدرة كبيرة على الوصول إلى الجمهور ويلعبون دورا مهمّا في الخطاب المدني، وترى أنهم من بين أبرز من يشكّلون أنماط الاستهلاك الرقمي اليوم، ويجرون مقابلات تُعد ضرورية وتتيح للمشاهدين الاستماع مباشرة إلى السياسيين والمشاهير وقادة الأعمال وغيرهم".

إخفاقات رغم وعود الإصلاح

من جانبه، طالب النائب الجمهوري المتشدد جيم جوردن شركة البحث العالمية "غوغل" بتقديم إجابات عن هذا التحيز في إطار تحقيق أوسع يجريه حول الرقابة في وادي السيليكون.

إعلان

ورغم وعود "غوغل" بإصلاح نهجها، يبدو أن هذه الخطوات أقرب إلى محاولة احتواء الأزمة منها إلى مسعى حقيقي للتصحيح.

وحتى بعد إعلان "يوتيوب" أنها ستعيد الحسابات التي أُلغيت بسبب تناول مواضيع محظورة، فإن كثيرا من تلك الحسابات لا تزال خاضعة للتقييد أو الإخفاء.

وليست شركة "غوغل" وحدها في هذا السلوك، إذ كل عمالقة التكنولوجيا في وادي السيليكون متّهمون بالترويج للرواية غير الدقيقة التي زعمت أن محتويات حاسوب هانتر بايدن ابن الرئيس السابق الفاضحة كانت "معلومات مضللة من روسيا"، وسعوا إلى التعتيم على الحقيقة عشية انتخابات 2020.

وأظهرت استطلاعات الرأي أن سلوك هذه الشركات المريب أثر في عدد كاف من الأصوات لتغيير نتيجة انتخابات 2020، ولذلك يرى بعض المهتمين أن على السلطات الأميركية ألا تتساهل مع غوغل بسبب وعودها الفارغة التي ستتجاهلها فور عودة الديمقراطيين إلى البيت الأبيض.

مقالات مشابهة

  • فنزويلا وروسيا تعززان التعاون.. عقد استراتيجي يمتد لعقد كامل
  • خطة ترمب توحد صفوف المعارضة الإسرائيلية في مواجهة حكومة نتنياهو
  • مادورو يوقع اتفاقية الشراكة الاستراتيجية بين فنزويلا وروسيا
  • غوغل تعترف: راقبنا المحافظين سرا على مدى سنوات
  • مصادر أمريكية: ترامب يوقف المسار الدبلوماسي مع فنزويلا تمهيدًا لتصعيد عسكري محتمل ضد مادورو
  • نيويورك تايمز: ترامب يلغي الجهود الدبلوماسية مع فنزويلا
  • خيار الضربات على الطاولة.. هل تقترب واشنطن من استهداف فنزويلا؟
  • ترامب يوقف الاتصالات مع فنزويلا ومادورو يعلن إحباط تفجير سفارة واشنطن
  • ترامب يغلق أي سبيل تفاهم مع فنزويلا بقرار وقف المفاوضات الدبلوماسية
  • فنزويلا تعلن إحباط مخطط لتفجير سفارة واشنطن في كاراكاس