زيارة شي جين بينغ.. الشراكة الإستراتيجية بين المغرب والصين تتجاوز العلاقات التقليدية
تاريخ النشر: 22nd, November 2024 GMT
زنقة 20 ا الرباط
كشفت وسائل إعلام صينية أن التبادلات الاقتصادية والتجارية بين الصين والدول العربية تزايدت في السنوات الأخيرة، حيث اكتسبت منتجات عديدة صنعت في الدول العربية شعبية كبيرة بين المستهلكين الصينيين وبرزت ميزاتها الخاصة في السوق الصينية.
وذكرت أنه على مستوى منصات التجارة الإلكترونية، تعرف منتجات يدوية مغربية إقبالا كبيرا من طرف الصينيين مثل الوسادة والسجاد المغربي.
و أصبحت الصين عام 2022، ثالث أكبر شريك تجاري للمغرب والشريك الأول في آسيا، وبلغ إجمالي حجم التبادل التجاري 7.6 مليارات دولار، وحاليا، تصل الاستثمارات الصينية في المغرب إلى حوالي 56 مليون دولار.
ومع ذلك، ووفقا لتقرير مؤشر الاستثمار الصيني العالمي لعام 2023 الصادر عن وحدة الأبحاث الاقتصادية التابعة لمجلة الإيكونوميست البريطانية، كان المغرب ثالث أكثر البلدان جاذبية للاستثمار الصيني في أفريقيا العام الماضي بعد مصر وجنوب أفريقيا.
الخبير المغربي ادريس الفينة قال أن العلاقات بين المغرب والصين شهدت تطورًا نوعيًا خلال العقد الأخير، مما جعلها نموذجًا يحتذى به في التعاون جنوب-جنوب.
هذه الشراكة الاستراتيجية وفق الخبير المغربي تتجاوز العلاقات التقليدية، حيث يراهن كلا البلدين على تكامل اقتصادي يعزز مكانتهما على الساحة الدولية.
الرهانات المغربية على الاستثمارات الصينية
في إطار رؤية المغرب 2030 لتعزيز الاقتصاد الصناعي وتحقيق التنمية المستدامة، يشكل التعاون مع الصين رافعة أساسية. إذ أصبح المغرب منصة إقليمية للصناعات ذات القيمة المضافة العالية، مع اهتمام خاص بالاستثمارات الصينية في قطاعات استراتيجية مثل:
صناعات مكونات السيارات الكهربائية: يمثل المغرب اليوم قاعدة إقليمية لتصنيع مكونات السيارات، حيث تستفيد شركات صينية رائدة من المناطق الصناعية مثل طنجة المتوسط والقنيطرة.
الشرائح الإلكترونية الدقيقة: يشهد هذا القطاع اهتمامًا متزايدًا، نظرًا لدوره في التحول الرقمي الذي يتبناه المغرب.
الصناعات الصيدلانية والمضادات الحيوية: يعزز المغرب قدراته الإنتاجية بالتعاون مع الصين، ما يتيح له توفير الأدوية بأسعار تنافسية للأسواق المحلية والإفريقية.
كما يعتمد المغرب على الشركات الصينية في مجال البنية التحتية، لا سيما في مشاريع كبرى مثل تطوير الموانئ، القطارات فائقة السرعة، والطاقة المتجددة. تُعد الصين أحد أبرز الشركاء في تحقيق طموحات المغرب بأن يصبح مركزًا إقليميًا للنقل والتجارة.
الفوائد الصينية من التعاون مع المغرب
من الجهة الأخرى، تجد الصين في المغرب بوابة إستراتيجية للأسواق الإفريقية والأوروبية، حيث تستفيد من:
صادرات الأسمدة الفوسفاتية: المغرب، كأكبر مصدر عالمي للفوسفات، يلعب دورًا رئيسيًا في تلبية احتياجات الصين من الأسمدة لتأمين إنتاجها الزراعي.
الصناعات الغذائية: شهدت صادرات المغرب من الخضر والفواكه الطازجة إلى الصين نموًا ملحوظًا بنسبة تفوق 30% خلال السنوات الأخيرة، ما يعكس أهمية هذا السوق بالنسبة للجانبين.
السياحة: جسور بين الثقافات
إلى جانب الشراكات الاقتصادية، عرفت العلاقات المغربية الصينية تطورًا لافتًا في المجال السياحي. فقد سجلت أعداد السياح الصينيين الوافدين إلى المغرب نموًا بنسبة تجاوزت 60% خلال السنوات الأخيرة، بفضل تسهيل نظام التأشيرات وتنوع العروض السياحية المغربية. المدن التاريخية مثل مراكش وفاس أصبحت وجهات مفضلة للصينيين الباحثين عن تجارب ثقافية فريدة.
أفق جديد للعلاقات المغربية-الصينية
مع استمرار الصين في تنفيذ مبادرة “الحزام والطريق”، يبقى المغرب شريكًا محوريًا بفضل موقعه الجغرافي المميز واستقراره السياسي والاقتصادي. من المتوقع أن تحقق هذه الشراكة قفزات نوعية في الأعوام القادمة، خاصة مع تعميق التعاون في مجالات البحث العلمي والابتكار التكنولوجي.
تظهر الأرقام والإحصائيات أن حجم التبادل التجاري بين البلدين قد تضاعف ليصل إلى ما يزيد عن 6 مليارات دولار سنويًا، مع تسجيل نمو سنوي بنسبة 10% تقريبًا. هذه الديناميكية تمهد الطريق لتوسيع قاعدة التعاون في مجالات جديدة، بما يعزز المصالح المشتركة ويحقق التنمية المستدامة.
المصدر: زنقة 20
كلمات دلالية: الصینیة فی
إقرأ أيضاً:
التمثيل التجاري: تعزيز التعاون مع مجلس مقاطعة جيانجسو لاستقطاب المزيد من الاستثمارات الصناعية الصينية إلى مصر
صرّح الوزير المفوض التجاري د. عبد العزيز الشريف – وكيل أول الوزارة رئيس التمثيل التجاري المصري – بأن مقاطعة جيانجسو الصينية تُعد من أهم وأقوى المقاطعات الصناعية والاستثمارية في الصين، حيث يبلغ ناتجها المحلي الإجمالي نحو 1.9 تريليون دولار أمريكي، وتُسهم الصناعات التحويلية والتكنولوجية المتقدمة فيها بنسبة كبيرة من الاقتصاد الصيني، وتُعد مركزاً رائداً في مجالات الإلكترونيات، الكيماويات، المعدات الثقيلة، المحركات، ومواد البناء.
وأضاف الشريف أن المقاطعة تستضيف أكثر من 40 منطقة صناعية وتُعد من أكبر المساهمين في الاستثمارات الصينية بالخارج، حيث تجاوزت استثماراتها الخارجية نحو 82 مليار دولار أمريكي في أكثر من 160 دولة.
وفي ضوء أهمية المقاطعة ومكانتها الصناعية الرائدة، فقد وجه رئيس التمثيل التجاري المصري بضرورة تعزيز التعاون مع مجلس مقاطعة جيانجسو لاستقطاب المزيد من الاستثمارات الصناعية الصينية إلى مصر، خاصة في القطاعات التي تستهدفها الدولة المصرية مثل الطاقة الجديدة والمتجددة، الصناعات المغذية، والآلات والمعدات.
وفي هذا الإطار، استقبلت إدارة شئون الترويج للاستثمار وإدارة شئون آسيا بالإنابة عن السيد رئيس التمثيل التجاري المصري وفداً من المجلس المحلي لمقاطعة جيانجسو بمقر التمثيل التجاري بالعاصمة الإدارية الجديدة.
وقد قامت ادارة شئون التويج للاستثمار خلال الاجتماع بعرض تقديمي بشأن الفرص الاستثمارية المتاحة في السوق المصري، واستعراض أوجه التعاون الاقتصادي والتجاري الممكنة بين الجانبين، في ضوء ما تشهده العلاقات المصرية الصينية من زخم متزايد وتطور ملموس على مختلف الأصعدة.
وأكد الجانبان أهمية تعزيز التعاون الثنائي بين مصر ومقاطعة جيانجسو، خاصة في ظل تنامي اهتمام الشركات الصينية بالاستثمار في مصر، إذ يستقبل التمثيل التجاري شهرياً عدداً متزايداً من الوفود الحكومية والشركات الصينية الراغبة في استكشاف فرص الاستثمار في مختلف القطاعات داخل السوق المصري.
من جانبه، صرح السيد كو تشاو – نائب مدير المجلس المحلي لمقاطعة جيانجسو – أن هذه الزيارة تُعد الأولى من نوعها إلى مصر، وتهدف إلى استكشاف السوق المصري وبحث آفاق ومجالات استثمارات صينية جديدة في ضوء ما تتمتع به مصر من مزايا تنافسية وموقع استراتيجي متميز في المنطقة.
ويأتي هذا اللقاء في إطار خطة التمثيل التجاري المصري لتعزيز التعاون الاقتصادي مع المقاطعات الصينية الكبرى، وجذب مزيد من الاستثمارات النوعية إلى مصر، بما يدعم توجه الدولة نحو زيادة الصادرات وتنمية سلاسل القيمة المضافة في مختلف القطاعات الإنتاجية.