أعلنت الأمم المتحدة يوم الجمعة عن مقتل 281 من عمال الإغاثة في عام 2024، وهو أعلى عدد يتم تسجيله في تاريخ العمليات الإنسانية.

اعلان

وتشير البيانات إلى أن الحرب في غزة كانت السبب الرئيسي وراء هذه الخسائر، حيث قتل 178 عامل إغاثة في الضفة الغربية وغزة في حين توزع الباقي بين السودان وأوكرانيا ودول أخرى.

وقال ينس لاركيه، المتحدث باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، إن عمال الإغاثة لا يزالون يعملون في مناطق النزاع بشجاعة ونكران ذات رغم المخاطر المترتبة على عملهم، مشيرًا إلى أن هذا العنف المتزايد ضدهم أصبح يشكل تهديدًا خطيرًا ليس فقط في غزة، بل في العديد من دول العالم مثل السودان وأوكرانيا.

وأضاف لاركيه: "هؤلاء العمال يقدمون كل ما لديهم من أجل الإنسانية وهم يُقتلون في المقابل، بأعداد غير مسبوقة".

حروب 2024 حصدت 281 من عمال الإغاثة

كما أن تهديدات العنف والاختطاف التي يتعرض لها العاملون في مجال الإغاثة تمتد إلى أماكن عديدة أخرى، إذ تم تسجيل مستويات غير مسبوقة من العنف والاعتداءات في أفغانستان، والكونغو، وجنوب السودان، وأوكرانيا، وغيرها من الدول التي تشهد نزاعات.

هذه الزيادة في العنف ضد العاملين في المجال الإنساني تشير إلى تحول كبير في طبيعة الحروب الحالية، حيث أصبح المدنيون بما فيهم العاملون في المجال الإنساني أهدافًا رئيسية في هذه النزاعات.

القانون الدولي الإنساني يضع قواعد تهدف إلى الحد من آثار الحروب على المدنيين وغير المقاتلين الآخرين، مثل العاملين في المجال الإنساني والكوادر الطبية.

ومن جانبه، أكد توم فليتشر، منسق الأمم المتحدة لشؤون الإغاثة، على ضرورة أن تتخذ الدول وأطراف النزاع التدابير اللازمة لحماية العاملين في المجال الإنساني والالتزام بالقانون الدولي. وقال فليتشر: "يجب على الدول وأطراف النزاع ضمان حماية العاملين في المجال الإنساني ومحاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم".

Relatedالصليب الأحمر اللبناني ينتشل أشلاء بشرية من تحت ركام الغارة الإسرائيلية التي استهدفت أيطو شمال لبنانشاهد: الصليب الأحمر وصعوبة تنفيذ المهمات بسبب القتال في الكونغو

وفي السياق نفسه، أشار تقرير الأمم المتحدة إلى أن العنف ضد عمال الإغاثة يتماشى مع اتجاه أوسع في استهداف المدنيين في مناطق النزاع، حيث تم تسجيل أكثر من 33,000 حالة وفاة بين المدنيين في 14 نزاعًا مسلحًا خلال العام الماضي، وهو ما يمثل زيادة بنسبة 72% مقارنة بعام 2022. ورغم هذه التحديات، واصل العاملون في المجال الإنساني تقديم الدعم لما يزيد عن 116 مليون شخص في عام 2024، وسط ظروف صعبة ومخاطر متزايدة.

المصادر الإضافية • AP

Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية بعد مقتل عمال الإغاثة البريطانيين.. المملكة مصدومة من "حمام الدم" في غزة بعد تحقيق في مقتل عمال الإغاثة في غزة: الجيش الإسرائيلي يفصل ضابطين من الخدمة ويوبخ ثلاثة آخرين رئيس الوزراء الأسترالي يصف تفسير إسرائيل لمقتل عمال الإغاثة في غزة بـ"غير الكافي" غزةجمهورية السودانأوكرانياالأمم المتحدةالمساعدات الإنسانية ـ إغاثةلبناناعلاناخترنا لك يعرض الآن Next عاجل. القصف والجوع يثقلان كاهل غزة وإصابات في صفوف اليونيفل بلبنان وصواريخ حزب الله تضرب أهدافاً إسرائيلية يعرض الآن Next بعد الهجوم الصاروخي على دنيبرو.. الكرملين يؤكد: واشنطن "فهمت" رسالة بوتين يعرض الآن Next جرائم حرب وإبادة: قادة صدرت بحقهم مذكرات اعتقال من الجنائية الدولية.. تعرف عليهم؟ يعرض الآن Next تفجير جسم مشبوه بالقرب من السفارة الأمريكية في لندن.. ماذا يجري؟ يعرض الآن Next على خطى ترامب.. فضائح تلاحق بعض المرشحين لعضوية الإدارة الأمريكية اعلانالاكثر قراءة زلزال سياسي: المحكمة الجنائية الدولية تصدر مذكرتي اعتقال في حق نتنياهو وغالانت حدث "هام" في منطقة الأناضول.. العثور على قلادة مرسوم عليها صورة النبي سليمان سحابة من الضباب الدخاني السام تغلف نيودلهي: توقف البناء وإغلاق المدارس اليابان ترفع السن القانوني لممارسة الجنس من 13 إلى 16 عاما حب وجنس في فيلم" لوف" اعلان

LoaderSearchابحث مفاتيح اليومكوب 29فلاديمير بوتيندونالد ترامبقطاع غزةإسرائيلبنيامين نتنياهوالمحكمة الجنائية الدوليةغزةشرطةضحايافن معاصرالحرب في أوكرانيا الموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesJob offers from AmplyAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactPress officeWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2024

المصدر: euronews

كلمات دلالية: كوب 29 دونالد ترامب فلاديمير بوتين قطاع غزة إسرائيل بنيامين نتنياهو كوب 29 دونالد ترامب فلاديمير بوتين قطاع غزة إسرائيل بنيامين نتنياهو غزة جمهورية السودان أوكرانيا الأمم المتحدة المساعدات الإنسانية ـ إغاثة لبنان كوب 29 فلاديمير بوتين دونالد ترامب قطاع غزة إسرائيل بنيامين نتنياهو المحكمة الجنائية الدولية غزة شرطة ضحايا الحرب في أوكرانيا العاملین فی المجال الإنسانی عمال الإغاثة یعرض الآن Next فی غزة

إقرأ أيضاً:

عن أيّ تاريخٍ نُحدّث أبناءنا؟

 

د. إبراهيم بن سالم السيابي

في لحظة صمتٍ لم تدم طويلًا، سألني طفلي وهو يتابع معي الأخبار: لماذا يموت الأطفال في غزة جوعًا؟ لم أستطع أن أجيبه، كنت قد أنهيت لتوي درسًا معه عن الفتوحات الإسلامية ومواقف القادة العظام، وكان لا يزال متأثرًا بحكاية المعتصم حين سيّر جيشًا لنصرة امرأة واحدة، لكنه بدا مرتبكًا، عاجزًا عن التوفيق بين أمجاد الماضي وصمت الحاضر.

هذه الفجوة المؤلمة بين ما ندرّسه لأبنائنا وبين ما يشاهدونه بأعينهم لا يمكن تجاهلها. إننا نُكثر من الحديث عن التاريخ، ونبني في أذهان طلابنا صورةً مثالية لماضينا، ثم نتركهم يواجهون واقعًا يناقض تمامًا تلك الصورة، ففي يومٍ واحد، يموت 100 إنسان جوعًا في غزة، منهم 80 طفلًا، بحسب بيانات صادرة عن الأمم المتحدة. وذلك بخلاف من يُقتلون تحت القصف الممنهج، في واحدة من أسوأ حروب الإبادة التي يشهدها العصر الحديث، وعلى مرأى ومسمع من العالم كله، ولا يتحرك في عالمنا العربي شيء يشبه ما قرأناه في كتبنا، كيف نُقنع أبناءنا أن تلك البطولات ليست مجرد أساطير، وأن النخوة والعدل ليست كلمات منسية في صفحات بعيدة؟

ليست المشكلة في التاريخ ذاته، بل في الطريقة التي نتعامل بها معه، فنحن ندرّس التاريخ وكأنه وسيلةٌ للتفاخر، لا أداةٌ للتفكر، نحفظ الأسماء ونحتفي بالوقائع، لكننا نغفل المعنى، نُشيد بالقادة الذين نصروا المظلومين، بينما نعجز اليوم عن إرسال علبة حليب أو رغيف خبز لطفل محاصر، نملأ عقول أبنائنا بصور المجد، ولا نُدرّب قلوبهم على الإحساس بالمسؤولية تجاه الإنسان.

 

وقد قيل: "التاريخ لا يُكتَب بالحبر، بل بالموقف".

وهو قول يكاد يختصر كل ما نعانيه اليوم، فما جدوى الحروف إن لم تدفعنا إلى الوقوف؟ وما نفع الدروس إن لم توقظ فينا ضميرًا؟

ما نحتاجه ليس إلغاء مادة التاريخ، بل إعادة النظر في الغاية من تدريسها، هل نريد من أبنائنا أن يكونوا حفّاظًا لأحداث مضت؟ أم أن يكونوا حملةً لقيمٍ لا تموت؟ إن لم يكن للتاريخ أثرٌ في بناء الضمير، فما جدواه؟ وإن لم يُلهِمنا العدل، والرحمة، ونصرة المظلوم، فهل بقي منه غير الحبر والورق؟

في غزة، يُعيد التاريخ نفسه، لا في مشهد البطولة، بل في مشهد الخذلان. يموت الناس تحت الحصار، وتُقصف البيوت، ويُدفن الأطفال تحت الركام، بينما تنشغل الأمة بتفاصيل لا تنقذ حياة ولا تحرّر أرضًا، فأطفال غزة لا يحتاجون إلى مديحٍ في الكتب، بل إلى حياةٍ تحفظ كرامتهم، والطلاب في مدارسنا لا يحتاجون إلى سرد الانتصارات القديمة، بل إلى من يُريهم كيف تُصنع المواقف في الزمن الصعب.

فهل نُحدّث أبناءنا عن التاريخ، أم نبدأ بمساءلة الحاضر؟ هل نروي لهم ما فعله الأجداد، أم نُريهم ما ينبغي أن نفعله نحن؟ لقد أصبح السؤال عن التاريخ، في هذا الزمن، سؤالًا عن الأخلاق أولًا، وعن موقعنا من الكرامة الإنسانية، فالتاريخ الذي لا يوقظ فينا هذه الأسئلة ليس تاريخًا حيًّا، بل سردية منزوعة الروح.

غزة اليوم امتحانٌ قاسٍ لكل ما نُدرّسه لأبنائنا، فإن لم نربط بين الدرس والواقع، بين المعنى والموقف، سنكون كمن يزرع في الأرض حجارة لا ثمارًا، فالتاريخ لا يعيش في السطور، بل في الضمير.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • الضغط على لبنان يتصاعد وبرّاك يحذّر: التصريحات لا تكفي.. سلام يعرض على بري عقد جلسة للحكومة تقر حصرية السلاح
  • ميرضيش ربنا معانا أطفال .. أحمد موسى يعرض استغاثات المواطنين بعد انقطاع المياه بالجبزة
  • رسمياً.. كريستيانو رونالدو أول ملياردير في تاريخ كرة القدم
  • الخطاطات العمانيات... بين تحديات الظل وتهميش العلن!
  • العمليات المشتركة تحدد هوية المسلحين في اشتباكات بغداد
  • سان جيرمان يعرض شباك نهائي دوري الأبطال للبيع
  • الحرب في غزة.. تاريخ من الهدن الإنسانية منذ 7 أكتوبر 2023 (تسلسل زمني)
  • عن أيّ تاريخٍ نُحدّث أبناءنا؟
  • وزيرة التخطيط: ضرورة إفساح المجال للقطاع الخاص وتحسين حوكمة المؤسسات المالية الدولية
  • خام البصرة يسجل خسارة أسبوعية طفيفة