تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

شارك وفد مصري بارز في فعالية "الحوار المعمق حول التعليم العابر للحدود" التي نظمها المجلس الثقافي البريطاني في مدينة مانشستر بالمملكة المتحدة .

 جمعت الفعالية بين قادة التعليم العالي من مختلف أنحاء العالم، لبحث الاتجاهات والأنظمة والتحديات المؤثرة على التعليم العابر للحدود.

مثل مصر في هذا الحوار كل من الدكتورة رشا حسين مصطفى، الملحق الثقافي المصري بالمملكة المتحدة، و الدكتور السيد قنديل، رئيس جامعة حلوان، حيث قدما رؤى حول نمو قطاع التعليم العابر للحدود في مصر والتحديات التي تواجهه.

شهد قطاع التعليم العابر للحدود في مصر نموًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة، حيث ارتفع عدد الطلاب المصريين المسجلين في برامج بريطانية عابرة للحدود بنسبة 21% بين عامي 2020 و2021، ليصل إلى حوالي 24 ألف طالب وطالبة في عام 2022.

تحتل مصر المرتبة الخامسة عالميًا كأكبر سوق للتعليم البريطاني العابر للحدود، والأولى على مستوى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

تتعاون 27 جامعة بريطانية مع 15 مؤسسة تعليمية مصرية عبر برامج درجات مختلفة وتشمل المجالات الدراسية الأكثر شيوعًا  الهندسة، الأعمال، وعلوم الكمبيوتر، خاصة في مستوى البكالوريوس.

تعتبر المملكة المتحدة الشريك المفضل لمصر في التعليم العابر للحدود بفضل سمعتها الأكاديمية ، حيث تستحوذ على النصيب الأكبر من الشراكات التعليمية العابرة للحدود في مصر. وتدعم هذه الشراكات رؤية مصر 2030 التي تركز على تدويل التعليم وتعزيز فرص التعاون الأكاديمي الدولي.

تضمن الحدث نقاشات ثرية حول عدد من القضايا المحورية، من بينها:

تأثير التوجهات العالمية في التعليم العالي على التعليم العابر للحدود.

أهمية الأطر التنظيمية في إنشاء شراكات فعالة وعادلة.

معايير الجودة التي تحكم الشراكات التعليمية العابرة للحدود وأهمية تطوير نظم بيانات تدعم استدامة هذا التعليم.

السياسات العامة ودورها في تعزيز الشراكات الأكاديمية العابرة للحدود.

اكدت سوزانا كارمودي، المديرة الإقليمية للتعليم في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، أهمية الحوار، مشيرة الى أن هذا الحوار أتاح فرصة فريدة لتبادل الخبرات بين المشاركين وتطوير رؤى مبتكرة لتحسين التعليم العابر للحدود بما يلبي الاحتياجات المحلية والعالمية على حد سواء."

شمل الحدث تجارب عملية في جامعات بريطانية، حيث اطلع المشاركون على أفضل الممارسات التنظيمية، أهمية تقديم تجربة متميزة

 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الثقافي البريطاني الدكتور السيد قنديل رئيس جامعة حلوان المجلس الثقافي البريطاني

إقرأ أيضاً:

ماذا بقي من معنى «حوار الحضارات»؟!

بينما كانت حمم الاحتلال الإسرائيلي تُحيل أطفال غزة إلى رماد، كان العالم يحتفل يوم الثلاثاء بـ«اليوم الدولي لحوار الحضارات»، وكان سفير الولايات المتحدة لدى إسرائيل، مايك هاكابي، يصرّح بأن بلاده لم تعد تؤيد قيام دولة فلسطينية مستقلة. لم يكن هذا التزامن صدفة زمنية، ولكنه تجسيد حقيقي لانفصام الخطاب عن الفعل، وانهيار القيم الكونية تحت وطأة المواقف السياسية. ففي الوقت الذي تُرفع فيه الشعارات عن التفاهم والاعتراف المتبادل، تُغلق الأبواب أمام أكثر الحقوق بداهة، وتُختزل الحضارات إلى مجرد خرائط جيوسياسية لا تقيم وزنا للعدالة أو الكرامة ولا إلى المشتركات الإنسانية.

ورغم أن العالم لم يعد مشغولا أو محتفيا كثيرا بأطروحة «حوار الحضارات» كما كان في تسعينيات القرن الماضي ومطلع الألفية الجديدة إلا أن الحقيقة في الميدان تدعونا جميعا إلى تلمس خطر التصعيد غير المسبوق بين مختلف الحضارات والذي أفرز عالما متعدد التوجسات. إن هذا الاستقطاب الكبير يقود إلى أخطر لحظة شحن عالمية من شأنها أن تقود إلى الصدام الكبير، والذي إن وقع، فلن يكون محصورا بين «الشرق والإسلام» من جهة و«الغرب الليبرالي» من جهة أخرى، كما توهّم هنتنغتون في أطروحته، بل سيكون انفجارا متعدد الجبهات: صيني ـ غربي، وأوراسي ـ أطلسي، وفارسي ـ أمريكي/ إسرائيلي. وكل جهة تدعي أن لديها مبررات الصدام وهي إلى الاشتعال أقرب من أي لحظة سابقة.

لكن ما يجعل هذه اللحظة أخطر من كل ما سبقها، هو أنها لا تعيش في خانة النظريات أو الدعوات، بل تُمارس على الأرض بتشظٍ كامل في القيم والنماذج، معلنة دخولنا عصر ما بعد التواصل، وما بعد المنطق المشترك. إنها تتجاوز بمراحل كثيرة لحظة صموئيل هنتنغتون ومحمد خاتمي على السواء. وضع الأول أطروحة الصدام على هيئة تنبؤ نُزعت عنه السياسة وأُلبس لباسا حضاريا، بينما جاء الثاني حالما بأن تجتمع الحضارات في قاعة واحدة تستمع فيها كل حضارة إلى الأخرى في سبيل أن تفهمها.

لقد تحوّل الغرب، الذي ادّعى لنفسه موقع الناطق الرسمي باسم الكونية، إلى كيان مزدوج: يدعو إلى الحوار من جهة، ويفرض الحصار والتفوق القيمي من جهة أخرى. في هذا السياق، لا يمكن أن يكون حوار الحضارات مجرد مشروع أخلاقي، ولكن لا بد أن يكون تفكيكا جذريا لبنية القوة، ولخطابات الهيمنة وللدعوة إلى نفي الآخر وإبادته، ولكل البنى الثقافية والفكرية التي تقوم عليها مختلف الحضارات.

فالصراع مع الحضارة الصينية ليس اقتصاديا محضا، بل هو أيضا صراع على أنماط التنظيم الاجتماعي، وعلى تعريف «القوة» و«النجاح» خارج النموذج الليبرالي. والصدام مع الحضارة الأوراسية بقيادة روسيا يتخذ بعدا إمبراطوريا ثقافيا يعيد رسم خرائط النفوذ والميراث المسيحي ـ السلافي في مواجهة الهيمنة الغربية. أما الصدام مع الحضارة الفارسية، فهو أكثر تعقيدا: حضارة قدمت للعالم خطابا باسم «حوار الحضارات» في 1998 على لسان محمد خاتمي، لكنها تُعامل اليوم ككيان يُراد تطويقه ومحو رمزيته.

إن ما يُحتفى به اليوم في الغرب بوصفه «حوار حضارات»، لا يعدو كونه طقوسا شكلية تُقام على ركام النسيان، بينما تُدار السياسات الحقيقية بمنطق الهيمنة والعزل، دون إنصات لصوت الهامش، ودون تفكيك للخطاب الاستعماري ودون إعادة الاعتبار للذاكرة بوصفها حقا أصيلا في السرد، فالحضارة التي لا يُعترف بجراحها، لا يمكنها أن تتحاور؛ لأنها ستبقى في حالة ألم وصراخ.

يحتاج العالم في هذه اللحظة الخطرة أن يتحدث بكثير من الوضوح؛ فالصراع ليس قادما، إنه، هنا، في كل لغة إعلامية تشرعن القتل، وفي كل قراءة مشوّهة للآخر وفي كل تصريح سياسي أو رأي فكري يجيز أو يدعو لإبادة الآخر. وإذا لم يبنَ خطاب جديد يقوم على الاعتراف بالمظلومية وبالكرامة فلن يستطيع العالم في أي وقت من الأوقات الذهاب إلى «حوار الحضارات»، وسيكون السؤال في ذلك الوقت هل ما زالت هناك قيم حضارية باقية.

إننا في أمس الحاجة اليوم إلى نقد جذري جديد يعيد تعريف ما نعنيه بكلمة حضارة، ويمنح كل حضارة الحق في أن تكون فاعلة لا موضوعا يُدرَس أو يُراقَب.

هذا هو التحدي، وهذه هي الضرورة الأخلاقية والسياسية التي تفرض نفسها علينا في هذه اللحظة. وإذا لم يُنجز هذا التغيير، فإن الحضارات لا تنتظر طويلًا قبل أن تُستدعى إلى حروبها الكبرى، ومنطقتنا ليست بعيدة عن قلب هذا الصدام، بل هي مختبره الأول، ما يجعل تبني خطاب حضاري نقدي ضرورة وطنية قبل أن تكون مسؤولية إنسانية.

مقالات مشابهة

  • «أبوظبي للغة العربية».. مبادرات ثقافية ومعرفية تدعم حوار الحضارات
  • «الخارجية» تشارك في حوار «أولان باتور» حول أمن شمال شرق آسيا
  • وزارة الخارجية تشارك في حوار أولان باتور حول أمن شمال شرق آسيا
  • مصر: أي زيارات للحدود مع غزة تتطلب موافقة مسبقة
  • «الباعور» يعقد سلسلة لقاءات رفيعة في الصين لتعزيز الشراكات الدولية ودعم مسار الاستقرار
  • ماذا بقي من معنى «حوار الحضارات»؟!
  • المجلس الثقافي البريطاني في مصر يوسع شراكاته لبناء القدرات من أجل تعزيز التعليم والقيادة وتنمية مهارات الشباب
  • رئيس الوزراء البريطاني: الوضع الإنساني في غزة مروع
  • زهيو: المقترح الرابع للجنة الاستشارية هو الخيار الأنجع والأنسب
  • بدعوة من ماكرون.. المنفي يشارك في الحفل الرسمي لـ«قمة المحيطات» بمدينة نيس الفرنسية