سودانايل:
2025-12-09@18:59:21 GMT

بورتسودان لا توجد بها منطقة وسطي مابين الجنة والنار

تاريخ النشر: 24th, November 2024 GMT

بورتسودان لا توجد بها منطقة وسطي مابين الجنة والنار فشتاؤها حافل بالمطر والأجواء الساحرة أما صيفها فيكفي فيه ضربات الشمس ونقص ماء الشرب وتفشي بعض الأمراض المستوطنة وصعوبة العيش وتوقف النشاط التعليمي والرياضي ويخيل للقادم لمدينة الثغر أن السكان قيد الإقامة

في العام ١٩٦٩ شددت الرحال مع ثلة من المعلمين لمدينة بورتسودان وكنت حديث عهد بالتدريس في المرحلة الوسطي وقلت انتهز فرصة العطلة الصيفية واستفيد من التصاريح المجانية لامتطاء قطار الغرب من الأبيض إلي الخرطوم ( صرة ) السودان في ذلك الزمان وقطار الشرق ذلك ( الاكسبريس ) المحترم من العاصمة الي ميناء البلاد الذي سارت بسمعته الركبان.


كان يخيل لي و ( إنا بالرصيف مستني ) لحظة الدخول ل ( قمرة ) الدرجة الثانية ) المخصصة للمعلمين الصغار ( ناس اسكيل J و H ) أنني ساجد الطريق سالكة في ( الممشي ) حتي اصل مطمئنا الي ( الكنبات المبطنة ) واجد زملائي في الرحلة وقد سبقوني في اتخاذ كل منهم موقعه في ذاك المكان المريح الصالح للسفريات الطويلة . كان مسموح لركاب القطار في الدرجتين الأولي والثانية ودرجة النوم القابلة للاستبدال بمقعد في الطائرة أن يستفيدوا من خدمات ( بوفيه ) القطار التابع لمصلحة السياحة والفنادق والمرطبات ولا غرابة والوضع هكذا أن تكون الخدمة المقدمة ٥ نجوم والنادل الذي يحضر الطلبات في غاية من الأناقة والاحترام من ناحية الزي وأسلوب التخاطب وان الفاتورة تصل للزبون بعد نهاية الرحلة واسعارها معقولة مع جودة في الطعام والمشروبات الباردة والساخنة ويتم استدعاء النادل بالجرس ويلبي هذا النادل النداء بمسؤولية كاملة ومن غير تلكؤ أو تردد !!..
أول محاولة لي لاجتياز السلم للدخول في الممشي علي امل الوصول إلي ( القمرة ) باءت بالفشل لأن القطار في ذاك اليوم وهو ينوء بحمولته من البشر كان يخيل لي وكان موسم الهجرة إلي الشرق قد بدأ والكل متلهف أن يلحق بهذا الموسم لدرجة أن من يحملون تصاريح وحجوزات معتمدة في الدرجات الممتازة انتهي بهم المطاف في السلم ليس جلوسا بل وقوفا في أجواء عالية الحرارة ورياح تلفح الوجوه بذرات من الغبار لا تبالي أن هي ملأت عليك خياشيمك أو فمك واذنيك والعرق يتصبب مدرارا والتنفس يتم بعد مجاهدة والوضع مثل ما قال الشاعر وهو في وسط معمعةمن حرب ضروس :

كأن مثار النقع فوق رؤوسنا .. واسيافنا ليل تهاوي كواكبه !!..
اكيد أننا كنا في حرب وجودية مؤقتة لحين الوصول إلي محطة المقصد ولكن لم نكن نمتشق سيوفا تبرق مع احتكاكها بالذرات المتطايرة مثلما تبرق الشهب ( النيازك ) والكواكب وهي تسير بسرعة متناهية في المجال الجوي مما ينتج عن احتكاكها هذا اضواء واضواء !!..
وقلت في نفسي طالما أننا نحتاج لهذه الرحلة ورغم مايكتنفها من مصاعب منذ ضربة البداية فلابد من تحمل وعثايها وعدم التراجع منها والا تم وصفنا بالمتخاذلين أصحاب الهمم المنخفضة الذين لا يحبون النزال ولا الكر والفر وصعود الجبال والخوض في لجة الأطلسي وبحر الصين الجنوبي ومضيق هرمز وبحر الادرياتيك !!..
المهم وقد انسدت أمامنا الآفاق وكان القرار أن نقف علي السلم في رحلة طويلة في شهر يونيو احر شهور السنة واكيد أن مع شدة درجة الحرارة هذه يحتاج المرء الي تأمين عدد من لترات الماء لشربه ولترطيب ( بشكيره ) ليجعل منه مكيف هواء في وقت الحاجة هذه وقد قالوا إن الحاجة أم الاختراع !!..
نواصل أن شاء الله في الحلقة القادمة .

حمدالنيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي .
معلم مخضرم .

[email protected]  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

مها المتبولي لصدى البلد: السلم والثعبان فيلم جريء وكان يجب تخفيف جرأته

أكدت الناقدة الفنية مها المتبولي في لقاء  خاص لموقع صدى البلد الإخباري أن فيلم "السلم والثعبان" يُعد واحدًا من أكثر الأعمال جرأة في السينما المصرية خلال فترة عرضه، مشيرة إلى أن مستوى الجرأة فيه كان أكبر مما يجب.

وقالت المتبولي إن العمل قدّم رؤية مختلفة وجديدة في تناول العلاقات الإنسانية، لكنه  على حد وصفها  "كان يحتاج إلى تقليل حجم الجرأة في بعض مشاهده ليصل إلى الجمهور بصورة أوسع 

وأضافت أن الفيلم رغم ذلك يُعد علامة مهمة في مسيرة أبطاله وصنّاعه، كونه قدّم شكلًا جديدًا من الرومانسية الدرامية التي لم تكن معتادة في تلك الفترة، مؤكدة أن قيمته الفنية لا تُنكر.

وشددت المتبولي على أن تقييم أي عمل فني يجب أن يكون مبنيًا على رسالته وجودة طرحه، معتبرة أن "السلم والثعبان" لا يزال مادة للنقاش بين الجمهور والنقاد بعد مرور سنوات على عرضه.

https://youtube.com/shorts/FEh5Cxl871A?si=-4k9yoRSVBR4AJiQ

طباعة شارك اخبار الفن نجوم الفن مها المتبولي

مقالات مشابهة

  • 6 خصال تفتح لك أبواب الجنة.. مكارم أخلاق وعد بها النبي
  • كم جمع فيلم "السلم والثعبان 2" في شباك التذاكر أمس؟
  • نتنياهو: لا توجد تفاهمات أو اتفاقيات تم التوصل إليها بين إسرائيل وسوريا
  • مها المتبولي لصدى البلد: السلم والثعبان فيلم جريء وكان يجب تخفيف جرأته
  • مواعيد القطارات من محطة السكة الحديد أسوان إلى محطة رمسيس (القاهرة) اليوم الإثنين 8 ديسمبر 2025
  • 6 خصال تضمن لك الجنة بوعد من النبي.. اغتنمها وداوم على فعلها
  • آخر إيرادات فيلم السلم والثعبان في دور السينما
  • عاجل | وزير الصحة: لا توجد أي فيروسات جديدة أو زيادة في متحورات كورونا بمصر
  • بقائي: لا توجد قناة تواصلية خاصة أو مباشرة بين إيران وأمريكا
  • هاني شكري: لا توجد استقالة جماعية.. وسدّدنا 600 مليون منذ قدومنا لمجلس الزمالك