سودانايل:
2025-05-20@13:43:02 GMT

بورتسودان لا توجد بها منطقة وسطي مابين الجنة والنار

تاريخ النشر: 24th, November 2024 GMT

بورتسودان لا توجد بها منطقة وسطي مابين الجنة والنار فشتاؤها حافل بالمطر والأجواء الساحرة أما صيفها فيكفي فيه ضربات الشمس ونقص ماء الشرب وتفشي بعض الأمراض المستوطنة وصعوبة العيش وتوقف النشاط التعليمي والرياضي ويخيل للقادم لمدينة الثغر أن السكان قيد الإقامة

في العام ١٩٦٩ شددت الرحال مع ثلة من المعلمين لمدينة بورتسودان وكنت حديث عهد بالتدريس في المرحلة الوسطي وقلت انتهز فرصة العطلة الصيفية واستفيد من التصاريح المجانية لامتطاء قطار الغرب من الأبيض إلي الخرطوم ( صرة ) السودان في ذلك الزمان وقطار الشرق ذلك ( الاكسبريس ) المحترم من العاصمة الي ميناء البلاد الذي سارت بسمعته الركبان.


كان يخيل لي و ( إنا بالرصيف مستني ) لحظة الدخول ل ( قمرة ) الدرجة الثانية ) المخصصة للمعلمين الصغار ( ناس اسكيل J و H ) أنني ساجد الطريق سالكة في ( الممشي ) حتي اصل مطمئنا الي ( الكنبات المبطنة ) واجد زملائي في الرحلة وقد سبقوني في اتخاذ كل منهم موقعه في ذاك المكان المريح الصالح للسفريات الطويلة . كان مسموح لركاب القطار في الدرجتين الأولي والثانية ودرجة النوم القابلة للاستبدال بمقعد في الطائرة أن يستفيدوا من خدمات ( بوفيه ) القطار التابع لمصلحة السياحة والفنادق والمرطبات ولا غرابة والوضع هكذا أن تكون الخدمة المقدمة ٥ نجوم والنادل الذي يحضر الطلبات في غاية من الأناقة والاحترام من ناحية الزي وأسلوب التخاطب وان الفاتورة تصل للزبون بعد نهاية الرحلة واسعارها معقولة مع جودة في الطعام والمشروبات الباردة والساخنة ويتم استدعاء النادل بالجرس ويلبي هذا النادل النداء بمسؤولية كاملة ومن غير تلكؤ أو تردد !!..
أول محاولة لي لاجتياز السلم للدخول في الممشي علي امل الوصول إلي ( القمرة ) باءت بالفشل لأن القطار في ذاك اليوم وهو ينوء بحمولته من البشر كان يخيل لي وكان موسم الهجرة إلي الشرق قد بدأ والكل متلهف أن يلحق بهذا الموسم لدرجة أن من يحملون تصاريح وحجوزات معتمدة في الدرجات الممتازة انتهي بهم المطاف في السلم ليس جلوسا بل وقوفا في أجواء عالية الحرارة ورياح تلفح الوجوه بذرات من الغبار لا تبالي أن هي ملأت عليك خياشيمك أو فمك واذنيك والعرق يتصبب مدرارا والتنفس يتم بعد مجاهدة والوضع مثل ما قال الشاعر وهو في وسط معمعةمن حرب ضروس :

كأن مثار النقع فوق رؤوسنا .. واسيافنا ليل تهاوي كواكبه !!..
اكيد أننا كنا في حرب وجودية مؤقتة لحين الوصول إلي محطة المقصد ولكن لم نكن نمتشق سيوفا تبرق مع احتكاكها بالذرات المتطايرة مثلما تبرق الشهب ( النيازك ) والكواكب وهي تسير بسرعة متناهية في المجال الجوي مما ينتج عن احتكاكها هذا اضواء واضواء !!..
وقلت في نفسي طالما أننا نحتاج لهذه الرحلة ورغم مايكتنفها من مصاعب منذ ضربة البداية فلابد من تحمل وعثايها وعدم التراجع منها والا تم وصفنا بالمتخاذلين أصحاب الهمم المنخفضة الذين لا يحبون النزال ولا الكر والفر وصعود الجبال والخوض في لجة الأطلسي وبحر الصين الجنوبي ومضيق هرمز وبحر الادرياتيك !!..
المهم وقد انسدت أمامنا الآفاق وكان القرار أن نقف علي السلم في رحلة طويلة في شهر يونيو احر شهور السنة واكيد أن مع شدة درجة الحرارة هذه يحتاج المرء الي تأمين عدد من لترات الماء لشربه ولترطيب ( بشكيره ) ليجعل منه مكيف هواء في وقت الحاجة هذه وقد قالوا إن الحاجة أم الاختراع !!..
نواصل أن شاء الله في الحلقة القادمة .

حمدالنيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي .
معلم مخضرم .

ghamedalneil@gmail.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

جماهير بايرن ميونيخ تودع مولر في «الرحلة 25»

برلين (د ب أ)

أخبار ذات صلة ليفركوزن لا يعاني ضغوط «مستقبل فيرتز» توماس مولر يودع الدوري الألماني


شهدت ساحة مارين بلاتز في مدينة ميونيخ الألمانية، تجمع الآلاف من جماهير بايرن ميونيخ للاحتفال بنجاحات فريقي الرجال والسيدات لكرة القدم، وكذلك توديع أسطورة النادي توماس مولر.
انتهى احتكار بايرن ميونخ للقب الدوري بعدما فاز به لـ11 موسماً متتالياً، وذلك حينما توج باير ليفركوزن بلقب الموسم الماضي، لكن الفريق البافاري استعاد زعامته للبطولة هذا الموسم في أول موسم لمدربه البلجيكي فينسنت كومباني.
وفي الوقت ذاته سيغادر توماس مولر النادي بعد 25 عاما قضاها داخله، حيث لم يتلق عرضا لتجديد عقده.
وقال مولر من شرفة مبنى البلدية: «هناك خبر سيء ليس لدي أي مزحة لكم، أود شكركم على كل تلك السنوات الجميلة وأتمنى أن تواصلوا دعم الفريق والنادي، أنه يجري في دمائنا جميعاً».
وأضاف: «في الفريقين (رجال وسيدات) لدينا دماء شابة ومليئة بالحيوية وهم يعلمون ما يعنيه بايرن ميونيخ لهؤلاء الناس والمدينة، لذلك شكراً ووداعاً».
وكان مولر آخر لاعب يتم تقديمه للجماهير في الاحتفالية، وهو ما كان لحظة مؤثرة، وخلال الاحتفالات قام اللاعبين بتحية الجماهير والرقص معهم على أنغام العديد من الأغاني.
من جانبه قال هيربرت هاينر، رئيس نادي بايرن ميونخ: «نحن لسنا فقط أفضل نادٍ لكرة القدم، بل لدينا الجماهير الأفضل في العالم أيضاً».
وقام هاري كين، مهاجم الفريق والذي لم يسبق له أن حقق أي لقب مع ناديه السابق توتنهام أو منتخب إنجلترا، بإحضار درع الدوري الألماني إلى قاعة المدينة.
كما تواجد فريق السيدات في الحفل بعدما فاز بثنائية الدوري والكأس.
وقالت بيانكا رايش، مديرة كرة القدم النسائية ببايرن ميونخ: «أنه شيء رائع أن نرى كل تلك الجماهير الجميلة تحتفل بنا، لا يمكن أن يحدث ذلك بدون الجماهير لذلك من الرائع وجودهم اليوم، الأمر ليس مجرد كرة قدم، الأمر يتعلق بالناس والشخصيات التي تشكل هذا الفريق».

 

مقالات مشابهة

  • الحجر الأسود.. قطعة بيضاء من الجنة وتغير لونه لهذا السبب
  • نساء غزة.. أيقونات الصمود بين الأنقاض والنار
  • هل توجد زكاة على المال المدخر للحج؟.. الأزهر يجيب
  • عالم بالأزهر: أصحاب القلوب التقيّة أول من يدخلون الجنة
  • رحلة إنسانية وثقافية لكبار المواطنين إلى عُمان
  • جماهير بايرن ميونيخ تودع مولر في «الرحلة 25»
  • متحدث أمانة الأحساء: إغلاق طرق رئيسية هدفه تحسين الهوية المرورية
  • هل توجد ذنوب لا يغفرها الحج؟ رد حاسم من الداعية دينا أبو الخير
  • جائزة ابن بطوطة.. جسر ثقافي بين الأمس والغد
  • شرطة دبي تختتم رحلة سياحية لمتقاعديها إلى تركيا