نوفمبر 26, 2024آخر تحديث: نوفمبر 26, 2024

المستقلة/- في تصريحات أثارت تساؤلات عدة، أكدت السفيرة الأميركية في العراق، ألينا رومانوسكي، دعمها لتوجهات الحكومة العراقية بقيادة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني في الابتعاد عن الحرب والصراع الدائر في المنطقة، مشيرة إلى أن الإدارة الأميركية اتخذت “مواقف بناءة” في خفض التصعيد.

ومع إعلانها أن واشنطن ملتزمة بتنفيذ الاتفاقيات الثنائية مع بغداد، وتحديدًا فيما يتعلق بإنهاء المهام القتالية للتحالف الدولي ضد “داعش” في العراق، تظل هذه التصريحات مفتوحة على العديد من التساؤلات حول الدور الأميركي في المنطقة وأهدافها المستقبلية.

هل فعلاً الولايات المتحدة ملتزمة بعدم إشعال الصراعات؟

السفيرة رومانوسكي شددت على أن واشنطن ملتزمة بعدم انجرار العراق إلى دائرة الصراع الإقليمي، لكن هل يتوافق هذا مع واقع السياسة الأميركية في الشرق الأوسط؟ فبينما تدعو واشنطن لخفض التصعيد، تواصل بعض أذرعها العسكرية والاقتصادية التفاعل مع الأزمات القائمة في المنطقة. فالتواجد الأميركي العسكري في العراق، على الرغم من الحديث عن “الانتقال إلى المهام الأمنية”، يظل حجر الزاوية في سياسة واشنطن تجاه العراق والمنطقة، ويثير تساؤلات حول نية الولايات المتحدة في الحفاظ على مصالحها الاستراتيجية.

الاتفاقات بين بغداد وواشنطن: بين التهدئة والمصالح؟

إحدى النقاط المثيرة في تصريحات رومانوسكي كانت حول الاتفاقية الخاصة بإنهاء المهام القتالية بحلول عام 2025، وتحول العلاقة بين العراق ودول التحالف إلى علاقة “ثنائية”. هذا التحول يطرح سؤالاً مهماً: هل يعني ذلك أن العراق سيظل يعتمد على الدعم العسكري الأميركي لحين القضاء التام على “داعش”، أم أن الاتفاق يعكس محاولة أميركية للتمسك بأقدامها في العراق؟ يظل السؤال مفتوحًا حول إذا ما كانت هذه التحولات تهدف فعلاً إلى استقلال العراق الأمني أم مجرد إعادة ترتيب للوجود الأميركي في المنطقة.

هل تلتزم واشنطن بتقليل التصعيد؟

ورغم الحديث عن “خفض التصعيد”، تظل الولايات المتحدة جزءًا من معادلة الصراع في المنطقة. بينما تسعى بغداد للتهدئة، تُظهر التحركات الأميركية في المنطقة استمرار دعمها لأطراف عدة في النزاعات المختلفة. تصدير الأسلحة، وتحركات القوات الأميركية، والتدخلات في شؤون الدول المجاورة تثير الكثير من الجدل حول التزام واشنطن الحقيقي بتحقيق السلام في المنطقة.

هل يحقق العراق توازنًا في هذه العلاقة؟

على الرغم من المواقف الأميركية المعلنة، يبدو أن العراق يواجه تحديات صعبة في إدارة علاقاته مع الولايات المتحدة وسط تصاعد التوترات الإقليمية. بينما يسعى العراق للحفاظ على استقرار المنطقة، تظهر الضغوط الخارجية والداخلية التي قد تقود إلى صدامات استراتيجية قد تؤثر على مستقبله الأمني والسياسي.

المصدر: وكالة الصحافة المستقلة

كلمات دلالية: الولایات المتحدة الأمیرکیة فی فی المنطقة فی العراق

إقرأ أيضاً:

إغلاق مشدد واستنفار أمني في واشنطن استعدادا لاحتفال الجيش الأميركي

واشنطن- تعيش العاصمة الأميركية واشنطن منذ أيام على وقع تحضيرات مكثفة لإحياء الذكرى الـ250 لتأسيس الجيش الأميركي، المقررة تنظيمها، السبت، وسط استنفار أمني غير مسبوق شمل إغلاق عشرات الشوارع والجسور الحيوية ونصب حواجز أمنية ضخمة امتدت على مساحات شاسعة وسط المدينة.

ويُنتظر تنظيم استعراض عسكري شامل يُتوقع أن تشارك فيه وحدات من مختلف فروع الجيش الأميركي، إلى جانب مركبات قتالية وعروض جوية، في مشهد هو الأضخم من نوعه منذ عقود بحسب وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون).

وبدت عدد من شوارع واشنطن الكبرى، التي تعج عادة بالسيارات، مهجورة إلا من عناصر الشرطة وأسوار سوداء ضخمة تحجب الرؤية، وتمتد لمسافات طويلة في محيط البيت الأبيض ومبنى الكابيتول. كما تنتشر لافتات "الطريق مغلق" و"ممنوع الدخول" عند كل تقاطع، وتتوزع عربات الأمن على أطراف الساحات العامة، ما سبّب ارتباكا في حركة النقل داخل المدينة ومحيطها.

حواجز مرتفعة تحيط موقع احتفال الجيش الأميركي بذكرى تأسيسه (الجزيرة) تحضيرات

وبحسب بيانات الشرطة، امتدت التحضيرات لتشمل نشر السلطات أكثر من 18 ميلا من الحواجز المعدنية لتطويق محيط احتفالات الجيش الأميركي، وإقامة 175 نقطة تفتيش إلكترونية للتحكم في حركة الدخول إلى المنطقة الأمنية. كما أغلقت بشكل كامل جسورا حيوية تربط العاصمة واشنطن بولاية فرجينيا في إجراءات استثنائية بدأت منذ صباح أمس الخميس  وتستمر حتى فجر الإثنين المقبل.

ويأتي الاحتفال العسكري الضخم في لحظة سياسية شديدة التوتر داخل الولايات المتحدة، حيث يتزامن مع الذكرى الـ78 لميلاد الرئيس دونالد ترامب، الذي يسعى من خلال المناسبة إلى "إبراز قوة الدولة وهيبتها". لكن هذه الرسالة لا تلقى الترحيب ذاته لدى جميع الأميركيين، خاصة أولئك المتضررين من تقليص الإنفاق الفدرالي وارتفاع تكاليف المعيشة.

في هذا السياق، عبّر عدد من سكان العاصمة عن انزعاجهم من الإجراءات الأمنية المشددة التي فرضت عليهم قيودا على التنقل والحركة، فيما وصف آخرون ما يحدث بأنه "تبذير غير مبرر" للمال العام في وقت تتزايد فيه نسب الفقر حتى داخل أوساط العاملين في القطاع الحكومي.

شاحنات تحمل الحواجز لإغلاق الممرات (الجزيرة) انتقادات

وتقول فانيسا، موظفة في مؤسسة حكومية بواشنطن، إنها اضطرت للعمل من المنزل هذا الأسبوع لأن كل الطرق المؤدية إلى مكتبها مغلقة، وانتقدت تنظيم الاحتفال في حديث للجزيرة نت قائلة "لا أرى أي فائدة من هذا العرض العسكري، الجيش لم يطلب هذا، ترامب يريد فقط أن يستعملهم كأداة فرجة لإرضاء غروره".

إعلان

من جانبه، وصف أليكس، وهو من المحاربين القدامى ويعيش في ضواحي العاصمة واشنطن، الاحتفال بـ"التبذير غير المبرر لأموال دافعي الضرائب"، وقال في تصريح للجزيرة نت إن "ترامب يناقض نفسه عندما ينتهج سياسة تقليص حادة في ميزانية أهم الوكالات الفدرالية ويلحق أضرارا بفئات عريضة من المجتمع الأميركي، وفي الوقت نفسه ينظّم احتفالا سخيفا للاحتفال بعيد ميلاده".

ورغم أن السلطات لم تُعلن رسميا عن التكلفة الإجمالية للحدث، فإن تقديرات غير رسمية تحدثت عن ملايين الدولارات أنفقت على البنية الأمنية، وتحويلات المرور، والنقل اللوجستي للعربات العسكرية.

لوحة تبين أن الطريق مغلقة أمام المارة (الجزيرة) مؤشرات توتر

ولا تخل المناسبة من مؤشرات توتر، خاصة في ظل تصاعد الأحداث في ولايات أخرى مثل كاليفورنيا التي تعيش على وقع احتجاجات واسعة منذ أيام. وقد حذّر ترامب من "رد قوي" في حال حاول محتجون تعطيل مجريات الحفل، مؤكدا أن "القوة ستكون حاضرة لمنع أي تجاوزات".

في المقابل، دعت منظمات مدنية إلى تنظيم احتجاجات متزامنة تحت شعار "لا ملوك في أميركا"، وتخطط لأكثر من ألفي موقع احتجاج عبر الولايات الأميركية، بهدف التعبير عن ما تصفه بـ"النزعة الاستبدادية المتزايدة" لإدارة ترامب.

ونقلت وكالة أسوشيتد برس عن مسؤولي أمن في العاصمة، أن السلطات تراقب عن كثب الدعوات إلى احتجاجات "نو كينغز"، مؤكدة أنها وضعت خططا للتعامل مع أي تجمعات سلمية ضمن الإطار القانوني.

مقالات مشابهة

  • فصائل عراقية تجدد المطالب بمغادرة القوات الأميركية
  • إغلاق مشدد واستنفار أمني في واشنطن استعدادا لاحتفال الجيش الأميركي
  • عاجل | الصفدي يؤكد أهمية استمرار المفاوضات الأميركية الإيرانية مع العراق
  • إجراءات احترازية في وجه احتمالات التصعيد.. أمريكا تخلي موظفين من العراق والبحرين والكويت
  • التصعيد الأميركي ضد إيران يرفع الذهب والنفط
  • تقرير أمريكي: واشنطن تلقت تقارير حول استعداد إسرائيل لضرب إيران
  • ترامب يعلق على الأوضاع في الشرق الأوسط ويوضح ما يمكن فعله لخفض التوترات
  • بغداد تعتبر الإخلاء الجزئي المحتمل لسفارة واشنطن إجراءً إقليميا
  • الولايات المتحدة تتأهب لإخلاء سفارتها في العراق
  • توترات إقليمية متصاعدة.. واشنطن تستعد لإخلاء موظفيها من العراق والبحرين والكويت