العَمَه في شِراك “من أشعل الحرب؟”
تاريخ النشر: 27th, November 2024 GMT
@ شوية مفاهيم @
هل تعرف هذا الشاب "غافريليو برينسيب"؟ في الغالب لا يعرفه معظم سكان العالم اليوم، ومن عرفه يوماً ما سوف ينساه، ويبقى مجرد كلمات في كتب التاريخ الصفراء. ومع ذلك فهو أول من رفع السلاح في الحرب العالمية الأولى (1914 – 1918). غافريليو برينسيب (Gavrilo Princip)، الطالب آنذاك، هو الذي بدأ حركة القطعة الأولى في منظومة الدينامو لتلك الحرب، عندما قام باغتيال الأرشيدوق فرانز فرديناند (Archduke Franz Ferdinand) الوريث المفترض لعرش النمسا والمجر، وزوجته صوفي (ٍSophie) دوقة هوهنبيرج (Duchess of Hohenberg)، في يوم 28 يونيو 1914م.
في السودان، وعلى الرغم من وضوح هذا التاريخ القريب، بأن قوات الدعم السريع (سابقاً، قبل حلها) هي التي كانت تتجمّع من الأطراف نحو المركز، وإلى مروي في الشمال، من قبل يوم 15 أبريل 2023م، وعلى الرغم من قيامها باعتقال المعاشيين من القوات النظامية منذ يوم 13 أبريل وفقاً لفيديوهات توثيقية قامت بها هذه القوات وهي تستجوب بعض هؤلاء وهم في المعتقل بغرض إثبات حسن معاملتهم للمعتقلين - على الرغم من كل هذا، فإن السؤال (من أشعل الحرب؟) سؤال تحويلي انصرافي خالٍ من أي أهمية تُذكر.
الحرب، ونستخدم هذه الكلمة مجازاً، بها من المضامين المؤلمة والمميتة والدموية والمخزية ما من شأنه أن يشغل أي عاقل عن شكليات بداياتها، بل وحتى مسببات قيامها. إلا أن البعض يستفيد من (تحويل) التفكير (وصرف الانتباه) عن المذابح التي أريقت فيها دماء المواطنين المدنيين العزل من السلاح في جميع بقاع السودان. يستفيدون من كبح جماع الثورة على الظلم الفاحش والسافر في مهاجمة المواطن في داره واستباحة ماله ودمه وعرضه في رائعة النهار.
وهي (حرب) مجازاً فقط لخروج مضامينها الفاحشة من مصطلح (الحرب) في القانون الدولي (Bellum)، من حيث مبررات قيامها، وشروط إدارتها، بعيداً عن دائرة الجريمة. أما ما نراه في السودان فإن أكثر من 90% منه يقع تحت طائلة (جرائم الحرب) وليس أفعالاً حربية يقاتل فيها الجندي المسلح جندياً مسلحاً مثله. إنها حرابة إجرامية موجهة نحو أهداف (غير) عسكرية، بها مواطنون عزل، أبرياء حتى من مجرد الانتماء السياسي دعك من القتال المسلح. اختارت المليشيا هذه الأهداف عنوة وعمداً، بل قامت بالتوثيق لها بالصورة والصوت اعتزازاً بالإثم وإثباتاً لشناعة الفعل وفحش القول. فعلوا ذلك وهم يقتلون ويسحلون ويمثلون بجثمان الشهيد خميس أبكر والي غرب دارفور في الجنينة، وفعلوا ذلك في العاصمة المثلثة، وفعلوا ذلك وهم يستبيحون وسط الجزيرة وشرقها والجنوب، بأعلى درجات العمد والقصد القانوني، مع سبق الإصرار والترصد. ويأتيك بعد كل ذلك هؤلاء يتنادى الواحد منهم سادراً: من أشعل الحرب؟! وهم في غيهم يعمهون!
أحمد كمال الدين
البحرين – الأربعاء 27 نوفمبر 2024م
kingobeidah@gmail.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: أشعل الحرب
إقرأ أيضاً:
الوزارية العربية تبحث في باريس سبل إنهاء الحرب على غزة والتحضير لمؤتمر “حل الدولتين”
صراحة نيوز ـ شارك نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني، أيمن الصفدي، يوم الجمعة في اجتماع عقدته اللجنة الوزارية المنبثقة عن القمة العربية الإسلامية المشتركة غير العادية بشأن تطورات الأوضاع في قطاع غزة، وذلك في مقر وزارة الخارجية الفرنسية في العاصمة باريس.
وضم الوفد رئيس اللجنة، وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود، ووزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، حيث التقوا وزير أوروبا والشؤون الخارجية الفرنسي جان نويل بارو.
وجرى خلال الاجتماع بحث الجهود الدولية المبذولة لإنهاء الحرب الإسرائيلية على غزة، والتأكيد على أهمية السماح العاجل بتدفق المساعدات الإنسانية إلى القطاع المنكوب. كما تناول الاجتماع الانتهاكات التي تمارسها سلطات الاحتلال الإسرائيلي بحق المدنيين الفلسطينيين والأراضي المحتلة، في خرقٍ واضح للقانون الدولي والقانون الإنساني الدولي.
وأكد الوزراء أهمية تعزيز التعاون الدولي لدعم الجهود الساعية إلى إحلال السلام العادل والشامل في المنطقة، عبر تنفيذ حل الدولتين على أساس قرارات الشرعية الدولية، باعتباره السبيل الوحيد لتحقيق الأمن والاستقرار والازدهار.
كما ناقش المجتمعون التحضيرات الجارية لعقد المؤتمر الدولي رفيع المستوى حول حل الدولتين، والمقرر تنظيمه في مقر الأمم المتحدة بنيويورك خلال شهر حزيران المقبل، برئاسة مشتركة بين المملكة العربية السعودية والجمهورية الفرنسية.
ويأتي هذا الاجتماع ضمن سلسلة تحركات دبلوماسية عربية مكثفة تهدف إلى وقف العدوان على غزة، وتحقيق تقدم سياسي جاد في مسار حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي على أسس عادلة ومستدامة.