إسرائيل ترفع الراية البيضاء
تاريخ النشر: 27th, November 2024 GMT
محمد بن رامس الرواس
بالتأكيد أن الحرب ضد الكيان الإسرائيلي التي تقودها المقاومتان حماس وحزب الله لن تنتهي بين يوم وضحاها؛ بل هي حرب طويلة المدى وإنما جاء اتفاق أو صفقة توقف القتال بسبب مُعاناة دولة الكيان الإسرائيلي وجيش إسرائيل من صعوبات وأزمات متتالية جعلته يخضع ويوافق على طلب وقف إطلاق النار.
وعليه فإنَّ هذا الاتفاق هو بمثابة بشائر نصر لفصائل المقاومة سواء بالجبهات اللبنانية أو الفلسطينية حيث إن الكيان الإسرائيلي قد رفع الراية البيضاء لأسباب خمسة؛ أولًا: أن الجيش الإسرائيلي منهك تماما ولم يعد لديه تلك القدرة على الاستمرار في القتال.
والاتفاق الذي حصل بالأمس إنما هو إحدى البشائر لمقدمة نصر قادم- بإذن الله- وإن كان على المدى الطويل؛ حيث إن فصائل المقاومة بجبهاتها المتعددة في هذه الحرب مع جيش ودولة الكيان الإسرائيلي تعلم كل العلم أن هذه الحرب وإن تم توقف القتال فيها لأسابيع أو أشهر أو سنوات إنما مصيرها أن تكون لها نهاية ونهايتها يعلمها الجميع وهي زوال دولة إسرائيل.
مبشرات النصر عديدة، ذكرها الله في محكم التنزيل، منها قوله تعالى "وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِندِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ" (آل عمران: 126)، وقوله تعالى "الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ" (آل عمران: 173)، وقوله تعالى "وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ * الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ" (الحج: 40-41)، وقوله تعالى "وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ" (الأنبياء: 105)، وقوله عز وجل: "قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ" (التوبة: 14).
إنَّ إيمان شباب المقاومة؛ سواءً في لبنان أو في فلسطين، سيزداد بعد هذا الاتفاق والصفقة بوقف الحرب بشكل قوي جدًا جراء ما شاهدوه من خضوع دولة الكيان الإسرائيلي والراية البيضاء التي رفعها رئيس وزرائها، بفضل لما بذلوه من جهد كبير في المقاومة وتصديهم لجيش الاحتلال الإسرائيلي وقضائهم على جنوده وآلياته بأسلحة أقل في المستوى من سلاح العدو، وهذا بالتأكيد أمر نادر الحدوث، ومن يقوم به يملك شجاعة قوية نادرة في ميدان المعركة.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
اعتقاد خاطئ عن آية وأما بنعمة ربك فحدث
كثير من الناس عند قرأتهم ل سورة الضحى وبالتحديد عند آية «وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ » لا يفهمون المقصود منها، فيفهمونها على أنه التحدث بما عندهم من الأملاك والأطيان وما إلى ذلك، ولكن هذا اعتقاد خاطئ، ولكن هناك معنى آخر للآية وهو التطوير والتحديث فلفظ "فحدث" مأخوذ من الحداثة، وهذا أكبر دليل على أن القرآن حمال أوجه.
المقصود من قوله وأما بنعمة ربك فحدثإنه يجب على الإنسان أن يحمد ربه بالقول كما يحمده بالفعل على نعمه الكثيرة التى لا تعد ولا تحصى، فمن شكر الله أن ينشر الإنسان على لسانه حمد الله على النعم التى وهبها إياه.
المقصود بكلمة "نعمة" في قوله تعالى "وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّث" هي نعمة النبوة والقرآن والإسلام، فالله تعالى في سورة آل عمران قال: «وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا».
فإذا من الله علي عبده، عليه أن يحدث الناس بأن يكرموا اليتيم ويطعموه، كما كان يفعل النبي مع الأيتام والفقراء، منوهًا بأن الإنسان إذا أراد ألا يقطع الله مدده عنه فعليه أن يتبع الرسول -صلى الله عليه وسلم- وأن يطيعه كما قال الله تعالى: «مَّن يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ».
شرح قوله تعالى وأما بنعمة ربك فحدثألمح الداعية خالد الجندي، إلى أن الناس يفهمون قوله تعالى "وأما بنعمة ربك فحدث" بالخطأ، مشيرًا إلى أنهم يفهمونها على أنه التحدث بما عندهم من الأملاك والأطيان وما إلى ذلك.
وذكر "الجندي"، أن هذا الكلام خطأ وبه تُكسر قلوب الناس، لافتا إلى أن المقصود من الآية هو نقل الدين والعلم للغير والتحدث بهذا مع الغير وليس كما يفهم الناس، منوها بأن قوله "وأما السائل فلا تنهر" ليس معناه أن السائل هو الشحاذ، ولكن السائل هو الذي يسأل في الدين.