لجريدة عمان:
2025-12-14@00:23:57 GMT

بيروت مدينة أو وطن

تاريخ النشر: 27th, November 2024 GMT

بيروت مدينة أو وطن

يمكننا الآن أن نطلق اسم بيروت على لبنان، أو أن نستعير لبنان لبيروت؛ فقد أصبح تاريخ البلاد منذ الاستقلال يعكس بشكل ما هذا التحول التدريجي للريف الذي كان نواة البلد ومصدره الأصلي بكل المعاني وعلى كافة المستويات، وتراجع بدأ بهجرة متتالية لم تلبث أن شملت البلد كله، واتجهت إلى إفريقيا وإلى الأمريكيتين، وصاحبها بالدرجة نفسها نزوح إلى المدن، وكانت الحصة الكبرى من ذلك لبيروت التي استقبلت أقوامًا من جميع الجهات، كان هذا النزوح إليها لفترة طويلة متسارعة الحلقات لدرجة خيالية، مخاضًا أول لتاريخ لبنان، بل هو بدايات التاريخ الحديث والأخير للبنان، الذي هو تاريخه الراهن، بل يمكن القول: إنه بكلمة واحدة التاريخ اللبناني بيروت كانت بحق عمدة ذلك وركيزته ونواته الأولى، بحيث يسعنا القول: إن لبنان الحالي كان يتأسس هنا، إننا حين نتكلم عنه، نتكلم عن هذا التفاعل والحراك الهائل الذي كانت بيروت وجهته ومنتهاه، بل نحن هكذا نفهم أنه لم يعد للريف حياة منذ أن بدأ عصر آخر، بل إن تعاقب الوقت عليه، الذي كان يشمل كساد الزراعة وتوالي الحروب الأهلية والهجرات المتصلة، أدى إلى حراكه البطيء والصامت وخرابه بالوتيرة نفسها، لدرجة الخلو والانجراد، لقد بدأ الريف هكذا يتحول إلى ساحة للمتقاعدين والشيوخ، وهذا بالطبع لا يمنع استمراره كأصل بعيد، ولكن بالرغم من ذلك، ظل ولو شبحًا أو ظلًا أو أصلًا أول لبُنى راكزة لا يزال لبنان يعيش في ذاكرتها، ولا تزال تدمغ روايته عن نفسه، بل لا تزال -وقد تهالكت مادتها وابتعدت وصارت ذكريات- صنمًا تاريخيًا وموضع استعادة حنينية، واسطة قائمة، شيء كالعائلة والمنطقة والطائفة لا تزال من بعيد ركائز للكيان اللبناني، بالطبع، تبقى هذه عناوين بعد أن تغلغلت هي في بنى أحدث وأوسع، والريف هذا كلغة وعناوين ثقافة، لم يغرب مع غروبه عن الاقتصاد والمعاش، فهذه العناوين عاشت أكثر، وحفظت نفسها بقدرتها على التحول والاستبدال والامتصاص.

تطور لبنان لم يكن في أي مكان بالزخم والسرعة اللتين كانتا له في بيروت، ولا يعني ذلك البتة أن هذا التطور ابتعد بالكامل عن الأصول الأولى للمجتمع نفسه، والأصول العشائرية والعرقية والطائفية، لقد بُنيت العاصمة وتكوّنت من عناصر وعوامل صدرت ونتجت عن أعراف تكونت قبلها، بل كانت في الحقيقة من فوائضها.

بيروت، التي كانت واحدة من المدن العادية في الساحل اللبناني، ما لبثت أن توسعت بحكم حربين أهليتين دارتا في جبل لبنان وفي دمشق، حربين طائفيتين بين الدروز والمسيحيين، ومن هاتين الحربين تدفق المسيحيون إلى المدينة، وكانت الحرب الأهلية ثمرة التكوين العشائري وراء توسع المدينة، وهكذا لا يمكننا أن نفصل قطعًا بين المدينة وما يسبقها، والواقع أن ما يتمدد وما يتوسع في المدينة هو ما يصدر إليها من أمكنة وعلاقات ورؤى سبقتها، تحولت أو تتحول فيها، والمدينة هكذا ترث وتوسّع وتراجع وتبدّل فيما تراه، وبيروت فعلت ذلك، فعلته بسرعة مذهلة وبزخم هائل لم يسمح لها بأن تتمايز عنه، أو ترسي مكانه ما يختلف جذريًا عنه، ولم تكن الحرب الأهلية فقط وراء نمو المدينة، بل بدا واضحًا أن هذا الإرث هو من أركان المدينة، إذ صارت بيروت مستقرًا لحروب أهلية متتالية، بحيث بدا أن هذا تاريخها الذي هو أيضًا تاريخ البلد.

المدينة التي تحوي الآن أكثر من نصف البلد هي العاصمة أولًا، وهي الثقل الاقتصادي، وهي الدولة في بلد لم يستطع العسكر أن يسطوا على سلطته، ولم تتمكن قشرة اجتماعية من مؤسسة مهنية أو عشيرة أو وظيفة من السيطرة وتحويل الدولة بذلك إلى هامش حاكم، هكذا بدا لأول وهلة أن بلدًا مثله يمكنه صناعة دولة، بالمعنى الدارج لها، دولة تقابل الأكثرية، وتتوسط بينها، وتطرح مشروعًا شاملًا، وترعى قانونًا واحدًا يؤمن المساواة، لقد بدا بعد أن غادر الاستعمار أن لهذا المشروع مقوماته الاجتماعية والثقافية والسياسية.

وكان هناك إلى جانب ذلك، الثقافة التي حفظت شيئًا من الإرث الكولونيالي، شيئًا من التغريب الذي يسمح بالتعدد، والليبرالية، ومشروعية الاختلاف.

لقد بدا أن للبنان مشروعًا مقبولًا أو متحفظًا عليه في المحيط العربي لغير سبب، من هنا كسب لبنان في المنطقة سمعة خاصة وبدا نموذجًا حاضرًا، بدا أنه من الأقلية التي تملك مستقبلًا وتتطلع إلى أفق، ومن البديهي القول: إن هذا التعدد ما لبث أن انقلب على المشروع كله وأحاله إلى قصة دامية، نشهد اليوم أحدًا من فصولها، لبنان الذي كان أملًا لكثيرين من داخله ومن خارجه، ينذر اليوم بأن مشروعه انتهى أو كاد، ولم تستطع النخب أن تكون سائدة أو أن تنشر ثقافة بحجم الأمة أو الشعب.

هكذا انزلق الخلاف ليصبح داميًا، وتحول معه مشروع الدولة والمجتمع إلى وهم، وما كنا نطلق عليه «المعجزة اللبنانية»، التي كانت مستغلقة على التفسير وتقارب كمعجزة، تتعرض اليوم لما يكاد يكون زوالًا، بل إلى ما يشبه الفضيحة، والآن لم يعد لبيروت ما كان يُعد امتيازها، إنها الآن تواكب المنطقة في كل شيء، بل إن دولًا أخرى في المنطقة تتجاوزها فيما كان يُعد خاصيات لها، التغريب على سبيل المثال، لم يعد وقفًا عليها، وفي هذا المجال لم تعد الأولى، أما في تلك المزاوجة بين التراث والوارد الغربي، فهي الآن سائرة في العديد من البلدان التي تقدم في كل منها نموذجها الخاص، وإذا عدنا إلى كتابات لبنان الاشتراكي منذ أواسط قرن تقريبًا، سنجد أن ما عُدَّ في حقبة امتيازات لبنان كان يعوَّل بالدرجة الأولى على مصادر عربية في تلك الآونة، واعتُبر بعضها كارثيًا، كالمسألة الفلسطينية التي أفضت على الأقل في عنوانها إلى أنظمة عسكرية كانت في واقعها رأسماليات دولة، وأفضت إلى هروب رساميل إلى البنوك اللبنانية، ثم كان النفط أحد العوامل التي كان لها نتائجها على الوضع اللبناني، وإذا وقفنا عند هذا التحليل نفهم أن هذه المعجزة فقدت مع الوقت كل مقوماتها، وتطور الأوضاع العربية لم يترك لها فرصة، بل انقلبت عليها وأفرغتها بالتدريج، إلى أن أتى الوقت الذي بدت فيه هذه المعجزة بوارًا، ولم تترك خلفها سوى هذا التآكل والهبوط التدريجي.

ثمة غطاء تاريخي لكل ذلك، هو الحروب الأهلية الملحوظة، ويمكن القول: إن هذه الحروب كانت بسبب الموازاة بين الطوائف في العدد والقوة، أو بالسعي إليها والصراع عليها، وبسبب التدخل الخارجي الذي كان في أحيان كثيرة نظيرًا للعامل اللبناني، وهذه الحروب التي كانت دائمًا عاملة ولو باستتار وإضمار، هي الأساس في بنية النظام اللبناني، وبه وبقوته كان يمكن امتصاص كل شيء وإيجاد مجارٍ أخرى لكل شيء، هنا كانت السياسة، وكان الاقتصاد، وبدون أن تنجو الثقافة، كان ذلك يحفر مسارات خاصة وإن بعناوين مختلفة، مسارات لها مزيجها وطوابعها التي تعمي على كنهها وحقيقتها.

يمكن القول: إن هذا ديدن المجتمعات العربية التي في جانب منها تعيش على حافة الحروب الأهلية، أو تضمر حروبًا أهلية، لكن الحروب اللبنانية كانت على نحو ما قادرة على أن تكون علانية، وبعناوين إيديولوجية، أساس نظام لم يعد أمامه سوى تكرار الحرب، بحيث يبدو بقيتها أو ذيلها أو صيغتها الضمنية.

ربما تكون الحرب الأهلية التي اندلعت في السبعينات إلى الآن، في حلقاتها وأطوارها وانتقالاتها، هي الصورة الراهنة للنظام اللبناني، وكانت العاصمة هي المسرح الرئيسي لهذه الحرب، ولقد تكوّنت في حلقتها الأخيرة من هذه الحرب، وهذا بالتأكيد وجد مظاهره في كل شيء، في السياسة بالطبع، ولكن على نحو أقل ظهورًا في الاقتصاد وفي الثقافة وربما من بعيد في الثقافة، وهكذا غدت الدولة نمطًا كرتونيًا لها، ومساحات للصراع عليها، وما يجري الآن من حرب راهنة قد يكون حلقة أخرى منها؛ إذ إن وقوعها على واحدة من طوائف البلد هو أيضًا من الخارج امتداد للصراع الأهلي، وهناك طائفة متهمة من قبل الطوائف الأخرى بجر البلد إلى حربها وبالاستيلاء على الحكم وعلى الدولة والتضامن الإنساني والاحتجاج بالتعايش والجيرة والأخوة لا يمنع من بقاء الاتهام والاستمرار فيه، ولا يمكن والحالة هذه أن نغفل عن الوجه الأهلي لذلك كله، كما لا يمكن أن ننسى أن في هذا التفضيل على الطائفة المتهمة بكل ذلك درسًا أخلاقيًا لا يبتعد عن الحرب ولا ينفيها، وهذا الكرم يمكن اعتباره أهليًا، ويمكن الحديث هنا عن ترييف المدينة الذي يؤدي ولو بقليل من الاختلاف إلى استقرار طوائف بعينها في مناطق تغلب هي عليها وتغدو لها، وهذا بالطبع خلفية الحرب، وفي بيروت، بل ولبنان كله، بدأت في ماضٍ قريب تغييرات في السكن، وصرنا نجد في منطقة آخرين من غير طائفتها، كما صرنا نجد زيجات مختلطة، وكان هذا فعل نخب لم تكد تظهر حتى باغتتها الحرب، ومع ذلك بقيت تفعل حتى انفجر عام 2019 وخرج من ذلك ما سُمي «ثورة»، لكن هذه النخب لم تكن بالقوة الكافية، فكان هذا الانفجار عسيرًا عليها، وكان غير قادر على الصمود، فتراخت الثورة التي لم تجد دولة مقابلها، بل مجتمعًا منقسمًا.

قد يكون مهمًا أن نعود مع ذلك إلى النخب المثقفة التي خسرت ثورتها، لكنها أُجبرت بذلك على أن تزداد انعزالًا وتفردًا، ويمكننا أن نتكلم عن الثقافة، والفكر، والأدب، والفن خصوصًا، بوصفها جزءًا أساسيًا من امتياز لبناني، وبيروت هي الآن حصنه ومركزه.

ليس في قدرة الأدب أن يملك وتيرة النزاعات السياسية، وليس هذا في إمكان الفكر أو الفن، وإذا كان لنا أن نتحدث عن الأدب، عن الشعر والرواية، فإننا بالطبع نتكلم عن مبانٍ لها تاريخها ولها تراثها ووجودها، وهنا قد يكون من خواص الأدب اللبناني هذه المزاوجة بين التراث الموروث والوارد الغربي، وليس أدباء المهجر الأمريكي اللبنانيين سوى ذلك، ويمكننا أن نقرأ جبران ونعيمة على هذا النحو، فلقد أحدث جبران شيئًا في الكتابة العربية، ولا بد أن من تابعوه فعلوا الأمر نفسه، ولم يكن استثناءً أن ذلك نشأ في المهجر الأمريكي، وغيّر هؤلاء في الفصاحة العربية والجملة العربية؛ لكننا مع ذلك لن نجد لبنانية هذا الأدب إلا هنا، وكنا أمام انقلاب في اللغة والأسلوب بحق، لكن الحرب -مضمرة أو ظاهرة- هي التي أوجدت ما يمكن أن نعتبره أدبًا لبنانيًا، وفي الحقيقة بقي الأدب شعرًا أو رواية فيما اعتبره النقاد حكاية ريفية، أو تفلسفًا، أو حنينًا وغناءً على هذا اللحن، ولم تكن بيروت -المدينة النامية- حاضرة تمامًا هنا، وكان الأدب حتى هذه اللحظة بين شعبوية ريفية، أو غناء رومانسيات، أو تفكر على طريقة مفردة.

ومع الحرب وفي مواجهتها كان هذا الصحو على واقع متدحرج متفاعل ومتنامٍ، واقع فرض نفسه بغليانه وهياجه وحرارته، وكانت الحرب هي الواقع، أو هي التي تريده واقعًا، وهذا ما كان في الرواية، وتقريبًا ما صار الشعر، وكان جيل الرواية الجديد يصنع ما يمكن اعتباره رواية، بل ما يرد الرواية إلى واقع، وفي الحقيقة كانت المدينة أمامها، المدينة بوصفها معدن الرواية ومنطلقها ومادتها، ولقد وجدت هكذا الرواية بمفهوم آخر، وجدت الرواية حقًا، والشعر كان في المقلب نفسه، وعادت بيروت في شعر خليل حاوي، لكن أيضًا في قصائد التفعيلة وقصائد النثر، ونحن هكذا أمام بيروت وهي تتنفس وتتململ في الرواية والشعر، ويمكننا أن نقول الكلام نفسه عن المسرح وعن الموسيقى والفن التشكيلي، ونحن في كل ذلك أمام روح، أمام تنوع وتخيّل وسردية مدينية، فيما لبنان يغرق، وفيما مدنه وواقعه قيد التمزق، يستمر في الفكر الذي يتشكل في مبانٍ وأطروحات تلامس الواقع وتتآلف بموازاته ومقابله وفيه، في فن له ركيزته وقواعده، وأدب يخرج من المدينة ويعود إليها.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: نتکلم عن الذی کان التی کان کان هذا کل شیء لم یعد

إقرأ أيضاً:

كرامي من جامعة المدينة في اليوم العالمي لحقوق الإنسان: حمايتها أساس الاستقرار وبناء الدولة

أحيت جامعة المدينة، بالتعاون مع وكالة الأنباء الدولية لحقوق الإنسان المعتمدة لدى المجلس الدولي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة (إيكوسوك) ولجنة الحريات المجتمعية، "اليوم العالمي لحقوق الإنسان"، في احتفال أكاديمي وحقوقي أُقيم في حرم الجامعة في مدينة طرابلس، لمناسبة الذكرى السابعة والسبعين لاعتماد الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، برعاية رئيس مجلس أمناء الجامعة النائب فيصل كرامي وحضوره.

حضر الاحتفال النائبان طه ناجي وجميل عبود وعقيلته دورين عبود، المحامية رنا دبليز ممثلة نقيب المحامين، أمين فتوى طرابلس وشيخ قرائها الشيخ بلال بارودي ممثلاً مفتي طرابلس والشمال، المونسنيور جوزيف غبش ممثلا رئيس أساقفة طرابلس المارونية، رئيس رابطة مخاتير طرابلس حسام التوم، عضو مجلس بلدية طرابلس عبدالله زيادة ممثلا رئيس البلدية، رئيس بلدية القلمون رواد الحلو، مدير وكالة الأنباء الدولية لحقوق الإنسان هيثم بو سعيد، رئيس مجلس أمناء جامعة الجنان سالم فتحي يكن، رئيس مجلس إدارة المستشفى الإسلامي كميل قصير، رئيس مجلس إدارة معرض رشيد كرامي الدولي هاني الشعراني، رئيس جامعة المدينة وليد داغر، علي أعد ممثلا رئيس المجلس العلوي وفاعليات.

استُهلّ الاحتفال بالنشيد الوطني، ثم ألقى كلمة الافتتاح عضو هيئة الحريات والأمن المجتمعي يعقوب مطر، أشار فيها إلى أن "إحياء هذه المناسبة لا يقتصر على الطابع الاحتفالي، بل يشكّل محطة تأمل ومراجعة، تجمع بين فكر القانون وروح الأخلاق، وبين سلطة الدولة وضمير المجتمع، وبين القيم الدينية وسعي الإنسان الدائم نحو الكرامة والعدالة". ولفت إلى أن "الإعلان العالمي لحقوق الإنسان يُعدّ دستوراً أخلاقياً للإنسانية وخارطة طريق لبناء مجتمع أكثر عدلاً وسلاماً"، ورأى أن "المرحلة الراهنة تتطلب تحويل ثقافة حقوق الإنسان إلى سلوك يومي وخطاب جامع، وترجمتها عملياً في الحق بالتعليم، والرعاية الصحية، والعمل اللائق، والعيش بكرامة، وصون الحريات الأساسية، وفي مقدّمها حرية الرأي والمعتقد والمساواة".

بعدها، ألقى عضو المجلس التنفيذي ورئيس لجنة الحريات والأمن الشخصي في المجلس الدولي لحقوق الإنسان الأستاذ أديب أسعد كلمة، أكد فيها أن اليوم العالمي لحقوق الإنسان يجسّد القيم السامية التي يطمح إليها الإنسان، والمتمثلة بالكرامة والحرية والعدالة، باعتبارها الركائز الأساسية لحقوق الإنسان.

وكانت كلمة لرئيس جامعة المدينة وليد داغر أشار فيها إلى أن "الجامعة اختارت منذ تأسيسها أن تكون مساحة جامعة لكل اللبنانيين، ومنصة للحوار والعيش الواحد، لا المشترك فحسب، ودور الجامعة في حماية حقوق الإنسان لا يقتصر على قاعات الدرس، بل يمتد إلى المجتمع، من خلال إعداد طلاب يؤمنون بأن لبنان وطن واحد يجمع الجميع، وأن الإنسان هو القيمة العليا". وشدد على أن "الجامعة تسعى إلى تخريج طلاب يكونون رسلاً لقيم العدالة والحرية والكرامة، وقادرين على نقل هذه الثقافة إلى محيطهم"، مؤكداً "التزام الجامعة بأن تكون جسراً للسلام ومساحة للتفاهم والتلاقي".

وفي كلمته، شدد كرامي على أن "حقوق الإنسان ليست شعارات تُرفع في المناسبات، بل حقوق طبيعية وأساسية يجب أن تُصان وتُحترم وتُطبّق في جميع دول العالم بلا استثناء. وأكد أن الوصول إلى التطبيق الفعلي لهذه الحقوق يشكّل المدخل الأساسي لمعالجة الأزمات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية". وأشار إلى أن "ما يشهده العالم، ولا سيما في غزة ولبنان وسوريا، من انتهاكات جسيمة، لا يمكن وصفه إلا كمأساة أخلاقية تصيب الضمير الإنساني في الصميم. وتوقف عند واقع حقوق الإنسان في لبنان"، معتبراً أن "التمييز بين المواطنين على أسس طائفية أو مناطقية يُعدّ من أخطر الانتهاكات المزمنة، ويعيق بناء دولة القانون والمؤسسات، وأن اتفاق الطائف تضمّن الأسس الكفيلة بمعالجة هذه الإشكاليات".

وشدد على أن "حماية الحقوق تستند إلى ركيزتين أساسيتين هما القانون العادل والقضاء المستقل، وأن الأمن الاجتماعي حق إنساني لا يتحقق إلا بوجود سلطة قانونية قادرة وعادلة، وعلى الانحياز الدائم إلى الإنسان وحقوقه وكرامته"، داعياً إلى "توسيع دائرة النقاش والمشاركة".
مواضيع ذات صلة المفوض الأممي لحقوق الإنسان يدعو لخفض التصعيد والانخراط في حوار بناء بشأن فنزويلا Lebanon 24 المفوض الأممي لحقوق الإنسان يدعو لخفض التصعيد والانخراط في حوار بناء بشأن فنزويلا 13/12/2025 16:12:24 13/12/2025 16:12:24 Lebanon 24 Lebanon 24 سلام : هدف الحكومة بناء دولة على أساس الكفاءة والإنتاج و تحفيز الاستثمار Lebanon 24 سلام : هدف الحكومة بناء دولة على أساس الكفاءة والإنتاج و تحفيز الاستثمار 13/12/2025 16:12:24 13/12/2025 16:12:24 Lebanon 24 Lebanon 24 ابو الغيط : اؤكد استعداد جامعة الدول العربية لدعم الدول الاعضاء من اجل تعزيز العدالة وحماية حقوق جميع ضحايا الارهاب Lebanon 24 ابو الغيط : اؤكد استعداد جامعة الدول العربية لدعم الدول الاعضاء من اجل تعزيز العدالة وحماية حقوق جميع ضحايا الارهاب 13/12/2025 16:12:24 13/12/2025 16:12:24 Lebanon 24 Lebanon 24 أردوغان: الإبادة الجماعية التي قتلت أكثر من 70 ألف شخص بغزة مؤشر على الانتهاك الجسيم لقيم الإعلان العالمي لحقوق الإنسان Lebanon 24 أردوغان: الإبادة الجماعية التي قتلت أكثر من 70 ألف شخص بغزة مؤشر على الانتهاك الجسيم لقيم الإعلان العالمي لحقوق الإنسان 13/12/2025 16:12:24 13/12/2025 16:12:24 Lebanon 24 Lebanon 24 وكالة الأنباء الأمم المتحدة طرابلس القضاء التزام النقاش ماروني الشمال قد يعجبك أيضاً وزير الدفاع: برحيل سكاف يخسر لبنان نائبا مستنيرا وطبيبا جديرا وإنسانا نبيلا وعصاميا Lebanon 24 وزير الدفاع: برحيل سكاف يخسر لبنان نائبا مستنيرا وطبيبا جديرا وإنسانا نبيلا وعصاميا 08:57 | 2025-12-13 13/12/2025 08:57:44 Lebanon 24 Lebanon 24 الرئيس عون: بغياب سكاف يفقد لبنان صوتاً وطنياً أصيلاً التزم الدفاع عن قضايا الوطن Lebanon 24 الرئيس عون: بغياب سكاف يفقد لبنان صوتاً وطنياً أصيلاً التزم الدفاع عن قضايا الوطن 08:37 | 2025-12-13 13/12/2025 08:37:53 Lebanon 24 Lebanon 24 مفتي طرابلس غادر أوستراليا عائدا إلى لبنان Lebanon 24 مفتي طرابلس غادر أوستراليا عائدا إلى لبنان 08:32 | 2025-12-13 13/12/2025 08:32:39 Lebanon 24 Lebanon 24 تحذير من قوى الأمن للمواطنين: إنتبهوا من الدولار المجمّد Lebanon 24 تحذير من قوى الأمن للمواطنين: إنتبهوا من الدولار المجمّد 08:31 | 2025-12-13 13/12/2025 08:31:15 Lebanon 24 Lebanon 24 بالصورة... إنذار إسرائيليّ عاجل لسكان بلدة يانوح Lebanon 24 بالصورة... إنذار إسرائيليّ عاجل لسكان بلدة يانوح 08:05 | 2025-12-13 13/12/2025 08:05:47 Lebanon 24 Lebanon 24 الأكثر قراءة لجميع مشتركي "ألفا"... إليكم هذا البيان Lebanon 24 لجميع مشتركي "ألفا"... إليكم هذا البيان 11:16 | 2025-12-12 12/12/2025 11:16:08 Lebanon 24 Lebanon 24 الموت يغيّب النائب غسان سكاف Lebanon 24 الموت يغيّب النائب غسان سكاف 00:53 | 2025-12-13 13/12/2025 12:53:00 Lebanon 24 Lebanon 24 عن "حزب الله"... إليكم ما قاله ترامب من البيت الأبيض Lebanon 24 عن "حزب الله"... إليكم ما قاله ترامب من البيت الأبيض 09:38 | 2025-12-12 12/12/2025 09:38:18 Lebanon 24 Lebanon 24 الأمطار عائدة.. منخفض جديد مصحوب بكتل هوائية باردة سيضرب لبنان في هذا الموعد Lebanon 24 الأمطار عائدة.. منخفض جديد مصحوب بكتل هوائية باردة سيضرب لبنان في هذا الموعد 03:59 | 2025-12-13 13/12/2025 03:59:12 Lebanon 24 Lebanon 24 إسرائيل توحّد الخصوم في المنطقة Lebanon 24 إسرائيل توحّد الخصوم في المنطقة 11:00 | 2025-12-12 12/12/2025 11:00:00 Lebanon 24 Lebanon 24 أخبارنا عبر بريدك الالكتروني بريد إلكتروني غير صالح إشترك أيضاً في لبنان 08:57 | 2025-12-13 وزير الدفاع: برحيل سكاف يخسر لبنان نائبا مستنيرا وطبيبا جديرا وإنسانا نبيلا وعصاميا 08:37 | 2025-12-13 الرئيس عون: بغياب سكاف يفقد لبنان صوتاً وطنياً أصيلاً التزم الدفاع عن قضايا الوطن 08:32 | 2025-12-13 مفتي طرابلس غادر أوستراليا عائدا إلى لبنان 08:31 | 2025-12-13 تحذير من قوى الأمن للمواطنين: إنتبهوا من الدولار المجمّد 08:05 | 2025-12-13 بالصورة... إنذار إسرائيليّ عاجل لسكان بلدة يانوح 08:04 | 2025-12-13 قاسم: لن يُنزع السلاح تحقيقاً لهدف إسرائيل ولو اجتمعت الدنيا على لبنان فيديو في رسالة مسجلة.. الملك تشارلز يكشف عن تطور لافت في علاجه من السرطان (فيديو) Lebanon 24 في رسالة مسجلة.. الملك تشارلز يكشف عن تطور لافت في علاجه من السرطان (فيديو) 00:21 | 2025-12-13 13/12/2025 16:12:24 Lebanon 24 Lebanon 24 هل بدأ العدّ التنازلي لعمل عسكري أميركي ضد فنزويلا؟ Lebanon 24 هل بدأ العدّ التنازلي لعمل عسكري أميركي ضد فنزويلا؟ 10:00 | 2025-12-11 13/12/2025 16:12:24 Lebanon 24 Lebanon 24 محمد اسكندر يطلق " انسى وطنش ".. وملكة جمال تُشاركه الكليب ! Lebanon 24 محمد اسكندر يطلق " انسى وطنش ".. وملكة جمال تُشاركه الكليب ! 05:09 | 2025-12-06 13/12/2025 16:12:24 Lebanon 24 Lebanon 24 Download our application مباشر الأبرز لبنان فيديو خاص إقتصاد عربي-دولي متفرقات أخبار عاجلة Download our application Follow Us Download our application بريد إلكتروني غير صالح Softimpact Privacy policy من نحن لإعلاناتكم للاتصال بالموقع Privacy policy جميع الحقوق محفوظة © Lebanon24

مقالات مشابهة

  • سفير مصر في بيروت يؤكد لـ«عون» ثبات الموقف المصري الداعم لوحدة وسيادة لبنان
  • كرامي من جامعة المدينة في اليوم العالمي لحقوق الإنسان: حمايتها أساس الاستقرار وبناء الدولة
  • قمار تحت الأرض يُكشف.. ومداهمة خاطفة تُنهي اللعبة في قلب بيروت!
  • سعادة النائبة...من بيروت الى زحلة
  • زحمة سير خانقة تعيق مداخل بيروت الرئيسية
  • ليلة لم تنمها إمبابة| القصة الكاملة لانفجار مدينة العمال.. وشهود عيان: إسطوانة بوتاجاز السبب والبيوت كانت بتتهز
  • تقدم تدريجي.. روسيا تعلن السيطرة على مدينة سيفيرسك شرق أوكرانيا
  • في أحد مطاعم بيروت.. إليكم ما فعله أحد الشبان بسيدة
  • في بيروت.. عراك بين مسنّ ولص هكذا انتهى
  • السيّد: هل تكفي الدولارات القليلة التي تحال على القطاع العام ليومين في لبنان ؟