لجريدة عمان:
2025-07-13@03:01:19 GMT

لا وقت أفضل من هذا للتواصل مع الكائنات الفضائية

تاريخ النشر: 27th, November 2024 GMT

في السادس عشر من نوفمبر سنة 1972، أطلق العلماء رسالة إذاعية مدتها ثلاث دقائق إلى الفضاء بهدف صريح يتمثل في التواصل مع الحياة الذكية خارج كوكب الأرض. تم إطلاق الرسالة من أضخم تليسكوب إذاعي في العالم آنذاك في آرسيبو ببورتوريكو، وتم إطلاقها في اتجاه مجموعة (إم 13) النجمية التي تبعد عن الأرض بنحو خمس وعشرين ألف سنة ضوئية.

وقد تم اختيار هذه المجموعة جزئيا؛ لأنها تحوي مئات آلاف النجوم، وتمنى العلماء أن يكون في فلك نجم واحد منها على الأقل كوكبا يحمل حياة ذكية من نوع ما. كانت رسالة آرسيبو استعراضا مجيدا لجنسنا البشري؛ إذ يبسط يده إلى الخارج في الكون رغبة في التواصل مع أي كيان يستمع.

كانت تلك الرسالة على وجه التحديد استعراضا للقوة التكنولوجية الكبيرة الممثلة في تليسكوب آرسيبو الإذاعي وقدرته على إطلاق إشارة قوية إلى أقاصي الفضاء. ولم يكن وراءها توقع جاد للقيام بتواصل مع حياة فضائية. ويجدر بذلك أن يتغير. فقد حان الوقت لأن نتبع هذه الرسالة بعد خمسين سنة بمشروع جديد عابر للأجيال يبحث عن برهان على أننا لسنا وحدنا في الكون.

إننا نعيش في عصر غريب وخطير، تسمه الحروب المتصلة وأزمة المناخ العالمية والمشاعر الاستقطابية تجاه وضع العالم. وفي هذه اللحظة التي تمزق فيها المخاوف الأرضية أوصالنا، ماذا علينا لو نظرنا إلى السماوات بحثا عن داع للأمل؟ فمعرفتنا بوجود حضارة أخرى ناجية مما تواجه من تحديات قد يعيد إلينا الطمأنينة. وفيما نرجو النجاح في اكتشاف حياة أخرى والاتصال بها، أو حتى التوصل إلى أننا لسنا بمفردنا في الكون قد يكون كشفا يساعد في توحيد سلالتنا.

إن رسالة آرسيبو تحاول تأسيس لغة مشتركة مع سلالات أخرى من خلال الرياضيات والعلم، وهما موضوعان يجدر بهما أن يكونا مفهومين فهما مطلقا لدى أي مهندسين خارج الأرض قادرين على إقامة مستقبلات إذاعية. تتألف الرسالة من 1679 نبضة إذاعية، ينبغي تنظيمها في صورة ثنائية الأبعاد تتألف من ثلاثة وسبعين سطرا، في كل سطر ثلاثة وعشرون حرفا. وعند فك شيفرتها، تبدأ الرسالة بالعد من عشرة إلى واحد في النظام الثنائي، ثم تسرد العناصر الأساسية اللازمة للحياة على الأرض من خلال أرقامها الذرية.

وتمضي الرسالة فتوضح المعادلات الكيميائية التي تجمع هذه العناصر في تكوين اللبنات الأساسية للحمض النووي. ويتزاوج مع شكل اللولب المزدوج (وهو البنية الجزيئية للحمض النووي) عدد الوحدات التي تؤلف الجينوم البشري. ثم يوصف البشر من حيث طول قامتهم وعدد سكانهم على كوكب الأرض. وثمة إشارة على شكل عصا تحوم أعلى مخطط لنظامنا الشمسي توضح أن سلالتنا تعيش على الكوكب الثالث بعدا عن الشمس. واحتفاء بالتكنولوجيا التي تجعل الاتصال بين النجوم ممكنا، تنتهي الرسالة بمخطط لتيلسكوب آرسيبو الإذاعي نفسه.

في حال وصول هذه الرسالة إلى حضارة أخرى واستدعائها ردا، فسوف يكون أثر ذلك أن يغير العالم. فمن الناحية الإحصائية، ستكون أي سلالة نتصل بها من خارج الأرض على الأرجح أقدم كثيرا ـ ويرجى أن تكون أحكم أيضا ـ من سلالة الهوموسابينز. وفي حين أن الإنسانية حديثة العهد نسبيا بالأخطار الوجودية الناجمة من صنع أيديها (من قبيل الفناء النووي)، فإن أي حضارة نتلقى رسالة منها ربما أدركت استقرارا ودواما يستعصي حتى على تخيلنا. وحتى لو أن ردهم لم يتجاوز في بساطته تأكيدا لتلقيهم الرسالة، فمعرفة أن بالإمكان النجاة من التهديدات الضخمة المماثلة سوف تكون معرفة عميقة.

لكن الالتزام بهدف الاتصال بحياة فضائية ذكية يستوجب أكثر من محض رسائل إلكترونية مبعوثة عشوائيا في الفضاء شأن رسالة آرسيبو. فذلك يحتاج إلى سعي دائم؛ لأن التواصل العابر للنجوم بطيء أشد البطء. فمجموعة (إم 13) بعيدة للغاية عن أن تكون الهدف المثالي لتأسيس تواصل مع حضارة أخرى. والرسالة الإذاعية تستغرق خمسا وعشرين ألف سنة لكي تقطع مسافة خمسة وعشرين ألف سنة ضوئية. وفي حال تلقينا ردا فوريا على رسالتنا الأولى، فلن يكون ذلك قبل خمسين ألف سنة على أقل تقدير.

من المؤكد أننا قادرون على ما هو أفضل. فيجب أن نستهدف أنظمة نجمية أقرب إلى الأرض من قبيل بروكسيما سنتوري الذي يقع على بعد أكثر قليلا من أربع سنوات ضوئية ويدور في فلكه كوكب صالح للحياة. وتوجيه رسائل إلى أنظمة نجمية في جوارنا المجري من شأنه أن يقلص بشكل كبير من الوقت اللازم لتبادل الإشارات. وكلما اقترب النجم من الأرض، ازدادت إشارتنا الإذاعية وضوحا للفضائيين، فيسهل استماعهم لرسالتنا. فعلى سبيل المثال، لو أننا بعثنا رسالة آرسيبو إلى نجم على بعد خمس وعشرين سنة ضوئية من الأرض ـ أي أقرب بألف مرة من إم 13 ـ سيكون احتمال اكتشافها أكبر مليون مرة.

لماذا يجب أن نبدأ الآن؟ لأننا إن انتظرنا، فإننا نرجئ الاحتمال لأجل غير مسمى. هناك أكثر من مائة نجم في نطاق عشرين سنة ضوئية من الأرض. ولو كانت أي رسالة قد وصلت إلى أي من تلك النجوم قبل خمسين سنة، فقد نتلقى ردا اليوم. وفي نطاق خمسين سنة ضوئية، هناك قرابة ألف وثمانمائة نجم. ووفقا لأحد التقديرات فإن في نطاق مائة سنة ضوئية قرابة ستين ألف نجم. فقد يؤدي توجيه رسائل الآن إلى أول اتصال في غضون عقود أو قرون قليلة.

لا يعني هذا أننا سوف نسمع ردا فوريا، أو سنسمع ردا أصلا. فمنذ اللحظة التي نبدأ فيها الإرسال وحتى القرون أو الألفيات التي نقضيها منصتين انتظارا لرد، قد لا يصادفنا غير صمت كوني هائل.

لكن بمرور الوقت، سوف ندرك أنه من خلال التزامنا بمشروع ذي نطاق لم تشهد له الإنسانية مثيلا من قبل ـ ومواصلته برغم ما يحيط به من شكوك ـ نكون قد أصبحنا هذه الحضارة المستقرة الدائمة التي نبحث عنها طوال سعينا.

كاتب المقال هو رئيس معهد ميتي الدولي ومحرر كتاب «Xenolinguistics: Towards a Science of Extraterrestrial Language».

خدمة نيويورك تايمز

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: سنة ضوئیة ألف سنة

إقرأ أيضاً:

نفق عميق وغرف غامضة.. لغز خفي تحت أقدام أبو الهول| ما القصة؟

على هضبة الجيزة وتحت أقدام أبو الهول، وفى عمق الأرض تم اكتشاف لغز "خفي" يغذي نظرية وجود مدينة تحت الأرض، حيث كشفت عمليات مسح حديثة باستخدام تقنية رادار متطورة، رصد عمودا رأسيا هائلا يغوص من قاعدة التمثال الأسطوري إلى أعماق الأرض، متصلًا بغرفتين ضخمتين على أعماق تصل إلى 2000 و4000 قدم تحت السطح.

اكتشاف رائد في أبو الهول

وكشف فريق من الباحثين الإيطاليين عن نتائج مسح راداري، حديث يُظهر وجود بئر عمودية ضخمة وغرفتين كبيرتين أسفل تمثال أبوالهول.

الأقصر فى قلب الحدث.. كسوف كلي للشمس خلال هذا الموعدفك الشفرة الجينية لمصري عاش قبل 4500 عام.. ماذا اكتشف العلماء؟

ويحيي هذا الكشف الجدل القديم حول وجود مدينة أثرية مفقودة تحت أهرامات الجيزة.

وعُرضت هذه النتائج في "قمة الكونية" Cosmic Summit التي عُقدت مؤخرا في ولاية نورث كارولاينا الأمريكية، وهي فعالية معروفة باستكشاف النظريات البديلة لتاريخ الحضارات القديمة.

وقال فيليبو بيوندي، خبير الرادار من جامعة ستراثكلايد في اسكتلندا والمؤلف المشارك في البحث، لموقع ديلي ميل: "تدعم هذه النتائج بقوة الفرضية القائلة بأن هضبة الجيزة تخفي مجمعا جوفيا ضخما، مما قد يشير إلى وجود مدينة واسعة تحت الأرض".

ماذا يوجد تحت أقدام أبو الهول؟

أظهرت المسوحات وجود عمود ضخم محاط بدرج حلزوني الشكل، ينزل من مركز قاعدة أبو الهول إلى هيكلين مربعين، أحدهما على عمق 2000 قدم والآخر على عمق 4000 قدم تحت الأرض.

وأشار أرماندو مي، عالم المصريات والمؤلف المشارك في الدراسة، إلى أنه تم الآن اكتشاف سمات تحت الأرض مماثلة أسفل الأهرامات الثلاثة الكبرى، مما يشير إلى وجود مخطط معماري موحد.

وأضاف أن "هذا الاكتشاف يثبت أن هضبة الجيزة تم تصميمها قبل فترة طويلة من العصر الأسري، ربما حوالي 36400 قبل الميلاد، كما تشير أبحاثي".

عجائب الهندسة القديمة 

وتعد أهرامات الجيزة الشهيرة وأبو الهول من عجائب الهندسة القديمة، حيث تم بناؤها منذ ما يقرب من 4500 عام بدقة مذهلة وحجم لا يزال يحير الخبراء حتى يومنا هذا .

متي بدأ الاكتشاف؟

عاد الحديث عن المدينة المفقودة فى شهر مارس عندما أعلن الفريق العثور على أربعة أعمدة وغرف ضخمة تحت هرم خفرع باستخدام نوع من تكنولوجيا السونار.

واستخدموا تقنية التصوير المقطعي دوبلر المتطورة، وهي تقنية تستخدم رادار الأقمار الصناعية للكشف عن الحركات الزلزالية الصغيرة.

من خلال تحليل إشارات الرادار وتوقيت ارتدادها أو نمطها، تمكن الفريق من إنشاء خرائط ثلاثية الأبعاد تكشف عن هياكل تحت سطح الأرض مخفية.

وأوضح فريق البحث الإيطالي أن “مسوحاتنا الجيوفيزيائية أسفل أبو الهول كشفت عن تشكيلات تشبه الأعمدة تشبه إلى حد كبير تلك الموجودة تحت هرمي خفرع ومنقرع.. والأمر الأكثر إقناعًا هو أن التصوير المقطعي الذي أجريناه كشف عن وجود غرفتين كبيرتين على عمق حوالي 2000 قدم تحت السطح”وفقا لما ذكرته الديلي ميل.

وتشير البيانات التي تم جمعها أيضًا إلى شبكة من الهياكل المخفية تحت السطح، والتي ربما تكون جزءًا من مدينة ضخمة تحت الأرض، قد تكون واسعة مثل هضبة الجيزة بأكملها.

لكن الكشف الجديد يتحدث عن المنطقة أسفل أبوالهول، ويخطط الفريق لنشر دراسة مفصلة عنه بحلول عام 2026.

أبوالهول وأهرامات الجيزة

كما يربط الفريق بين الغرف المكتشفة ومفهوم "قاعة السجلات" الأسطورية، وهي غرفة خفية يُعتقد أنها تقع أسفل الهرم الأكبر أو تمثال أبو الهول، وتحتوي على معرفة ضائعة من حضارات غابرة، رغم عدم وجود دليل مادي، مؤكد على وجودها حتى الآن.

طباعة شارك أبو الهول تحت أقدام أبو الهول اكتشاف رائد في أبو الهول تمثال أبوالهول هضبة الجيزة أهرامات الجيزة

مقالات مشابهة

  • جسم غامض يقترب من الشمس.. هل يؤثر على الأرض؟
  • 60 نائباً من حزب العمال البريطاني يطالبون بالاعتراف الفوري بفلسطين
  • خامنئي يهدد ترامب: استهداف جديد لقواعد أمريكية "مهمة" في المنطقة
  • كاتب سيرة ترامب يروي تفاصيل مثيرة عن رسالة غامضة تلقاها من إبستين قبل وفاته بساعات فقط!
  • نفق عميق وغرف غامضة.. لغز خفي تحت أقدام أبو الهول| ما القصة؟
  • ثقافة وفنون الدمام تنظم المعرض الرباعي “نافذة” بـ 48 عملًا تشكيليًا
  • هل تبدأ شراكة جديدة؟ قراءة في رسالة البيت الأبيض إلى العراق
  • رسالة غامضة من محمد صبحي حارس الزمالك عبر "إنستجرام"
  • خطان ساخنان للتواصل مع ذوي الأطفال المفقودين ومن لديهم معلومات حول مصيرهم
  • علماء الفلك يكتشفون مجرة أحفورية تبعد عن الأرض 3 مليارات سنة ضوئية