حكم المسح على القبور وتقبيلها والتبرك بها
تاريخ النشر: 28th, November 2024 GMT
قالت دار الإفتاء المصرية إن المسح على قبور الأنبياء والصالحين وتقبيلها جائزٌ شرعًا؛ وذلك لأن هذا يعد من قبيل التبرك بصاحب القبر وتعظيمه واحترامه، ولا مانع منه شرعًا؛ فهذا ما دلت عليه الأدلة، وجرى عليه عمل المسلمين عبر الأزمان والبلدان.
حكم المسح على القبورروى طاهر بن يحيى العلوي والحافظ ابن الجوزي في "الوفاء" -كما ذكر الإمام الصالحي في "سبل الهدى والرشاد" (12/ 237، ط.
ماذا على من شمّ تربة أحمد ... أن لا يشمّ مدى الزّمان غواليا
صبّت عليّ مصائب لو أنّها ... صبّت على الأيّام عــدن ليــاليـا
ونقل الإمام الصالحي أيضًا في "سبل الهدى والرشاد" (12/ 398): [وذكر الخطيب ابن جملة أنَّ ابن عمر رضي الله عنهما كان يضع يده اليمنى على القبر الشريف.. قال: ولا شك أن الاستغراق في المحبّة يُحمَل على الإذن في ذلك، والمقصود من ذلك كله الاحترام والتعظيم، والناس يختلف مراتبهم في ذلك، كما كانت تختلف في حياته، فأناس حين يرونه لا يملكون أنفسهم، بل يبادرون إليه، وأناس فيهم أناة يتأخرون، والكلّ محل خير. وقال الحافظ: استنبط بعضهم من مشروعية تقبيل الحجر الأسود جواز تقبيل كلّ من يستحق التعظيم من آدميّ وغيره] اهـ.
وعلى ذلك جرى فعل السلف والمحدثين وهو المعتمد عند أصحاب المذاهب الفقهية المتبوعة؛ قال الحافظ ابن حجر في "تهذيب التهذيب" (7/ 388، ط. مطبعة دائرة المعارف النظامية): [قال الحاكم (صاحب المستدرك) في "تاريخ نيسابور": سمعت أبا بكر محمد بن المؤمل يقول: خرجنا مع إمام أهل الحديث أبي بكر بن خزيمة مع جماعة من مشايخنا، وهم إذ ذاك متوافرون إلى زيارة قبر علي بن موسى الرضى بطوس، قال: فرأيت من تعظيمه، يعني ابن خزيمة، لتلك البقعة وتواضعه لها وتضرعه عندها ما تحيرنا] اهـ.
ووجَّه السادة الشافعية الإباحة بأن التقبيل إنما يُقصَد به التبرك بصاحب الضريح، وهو بهذا القصد لا يوجد ما يمنعه في الشرع؛ قال العلاَّمة الشمس الرملي في "نهاية المحتاج إلى شرح المنهاج" (3/ 34، ط. دار الفكر): [إن قصد بتقبيل أضرحتهم التبرك لم يكره كما أفتى به الوالد رحمه الله تعالى] اهـ، قال الشيخ الرشيدي في "حاشيته عليه": [(قوله: نعم إن قصد بتقبيل أضرحتهم التبرك إلخ) هذا هو الواقع في تقبيل أضرحتهم وأعتابهم فإن أحدًا لا يقبلها إلا بهذا القصد كما هو ظاهر] اهـ.
وقال الشيخ البجيرمي في "حاشيته على شرح المنهاج" (1/ 495، ط. مطبعة الحلبي): [إن قصد بتقبيل أضرحتهم -أي: وأعتابهم- التبرك لم يكره، وهذا هو المعتمد. برماوي] اهـ.
وقال الإمام العيني في "عمدة القاري شرح صحيح البخاري" (9/ 241، ط. دار إحياء التراث العربي): [وقال -يعني شيخَه زين الدين- وأخبرني الحافظ أبو سعيد ابن العلائي قال: رأيت في كلام أحمد بن حنبل من جزء قديم عليه خط ابن ناصر وغيره من الحفاظ أن الإمام أحمد سئل عن تقبيل قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم وتقبيل منبره فقال: لا بأس بذلك. قال: فأريناه للشيخ تقي الدين ابن تيمية فصار يتعجب من ذلك ويقول: عجبت! أحمدُ عندي جليلٌ يقوله؟ وهذا استفهامٌ إنكاري؛ أيْ: أيقوله؟ وقال زين الدين: وأيُّ عجبٍ في ذلك؛ وقد روينا عن الإمام أحمد أنه غسل قميصًا للشافعي وشرب الماء الذي غسله به.. قال المحب الطبري: يمكن أن يستنبط من تقبيل الحجر واستلام الأركان جواز تقبيل ما في تقبيله تعظيم الله تعالى] اهـ.
المسح على القبور
وقال الإمام الذهبي في "سير أعلام النبلاء" (11/ 212، ط. مؤسسة الرسالة): [أين المتنطع المنكر على أحمد، وقد ثبت أنَّ عبد الله سأل أباه عمن يلمس رمانة منبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم ويمس الحجرة النبوية فقال: "لا أرى بذلك بأسًا".. وختم الإمام الذهبي كلامه بقوله: أعاذنا الله وإياكم من رأي الخوارج ومن البدع] اهـ.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: القبور المسح الإفتاء دار الإفتاء المسح على
إقرأ أيضاً:
مدارس محافظة البيضاء تدشن فعاليات وأنشطة ذكرى استشهاد الإمام الحسين
الثورة نت/البيضاء/محمد المشخر
دشنت المدارس الحكومية والأهلية في مديريات محافظة البيضاء اليوم،فعاليات ذكرى عاشوراء ــ استشهاد الإمام الحسين عليه السلام- للعام 1447ه.
وفي التدشين،نظمت إدارات وطلاب المدارس فعاليات ثقافية و اذاعات نموذجية وأنشطة تربوية بمدارس مدينة البيضاء، روضة الحياة النموذجية للأطفال بمدينة البيضاء إحياءً لذكرى استشهاد الإمام الحسين -عليه السلام تحت شعار “هيهات منا الذلة”.
و أكدت كلمات الفعاليات،التي حضرها رئيس الوحدة السياسية لانصار الله بمحافظة البيضاء مدير عام مديرية مدينة البيضاء الشيخ أحمد أبوبكر الرصاص ومدير عام مكتب التربية والتعليم بالمحافظة سرحان صالح سواد و مسؤول التعبئة بمدينة البيضاء زكرياء الشامي ومدير مكتب التربية والتعليم بمدينة البيضاء محمد عمر الحارثي ونائبه محمد صلاح،وقيادات وكوادر تربوية،أهمية السير على نهج الإمام الحسين علية السلام، والتمسك بالقيم والمبادئ التي ضحى من أجلها، وصبره وثباته وشجاعته وثورته ضد الظالمين و المستكبرين.
واعتبرت ذكرى عاشوراء،محطة تربوية و جهادية يستلهم الجميع منها أعظم الدروس والعبر ومعاني الفداء والتضحية في سبيل الله ونصرة الحق والمستضعفين، ومواجهة الطغاة و المستكبرين أعداء الأمة الإسلامية.
ولفتت الكلمات،إلى أن أحياء الشعب اليمني لذكرى استشهاد الإمام الحسين عليه السلام وكل المناسبات الدينية، تجسد مدى ارتباطه الوثيق برسول الله صلى الله عليه وعلى آله وأهل بيته، و بأعلام الهدى والسير على نهجهم القويم.
تخللت الفعاليات فقرات انشادية وشعرية وثقافية لطلاب وطالبات المدارس الحكومية والأهلية والخاصة بمدينة البيضاء،عبرت عن عظمة المناسبة.