الجزيرة:
2025-07-30@06:05:03 GMT

هكذا تنظر موسكو إلى دعم إدارة بايدن السخي لأوكرانيا

تاريخ النشر: 30th, November 2024 GMT

هكذا تنظر موسكو إلى دعم إدارة بايدن السخي لأوكرانيا

موسكو- تباينت وجهات نظر المراقبين الروس حول جدية طلب إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن من الكونغرس تقديم مبلغ 24 مليار دولار كمساعدات عسكرية لكييف، بحسب تقرير لصحيفة "بوليتيكو" الذي فصلت فيه طلب إدارة بايدن تخصيص 8 مليارات دولار كـ"مبادرة لتعزيز أمن أوكرانيا" و16 مليار دولار لتجديد مخزونات الأسلحة التي تضاءلت.

وعلى الرغم من بقاء أسابيع فقط لمغادرة بايدن منصبه، أشارت الصحيفة إلى أن مكتب الإدارة والميزانية بالبيت الأبيض اقترح أن يدرج الكونغرس هذه المساعدة في قرار تمديد التمويل الحكومي، الذي تمت الموافقة عليه في سبتمبر/أيلول الماضي، وينتهي في 20 ديسمبر/كانون الأول المقبل.

وتشهد موسكو والغرب أجواء أعلى مستوى من التوتر بينهما، لا سيما بعد إعطاء الغرب الضوء الأخضر لأوكرانيا باستخدام أسلحة بعيد المدى داخل عمق الأراضي الروسية، وهو ما تم بالهجوم الذي شنته قواتها على مقاطعتي كورسك وبريانسك، حيث قالت روسيا إنه تم بصواريخ أميركية وبريطانية.

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد أعلن في 21 من الشهر الجاري أن بلاده استخدمت -ولأول مرة- أحدث الصواريخ الباليستية الروسية متوسطة المدى غير النووية من طراز "أوريشنيك"، وضربت مجمع "يوجماش" الصناعي العسكري في دنيبر بأوكرانيا.

تعطيل التسوية

يقول الباحث في النزاعات الدولية فيودور كوزمين، إن بايدن يسابق الزمن لتمرير قراره قبل أن يتولى الرئيس المنتخب دونالد ترامب منصبه، في سياق محاولاته لتعطيل أي تسوية للنزاع بين موسكو وكييف، حيث سمح مؤخرا لأوكرانيا بتنفيذ ضربات بأسلحة أميركية في عمق روسيا، ووافق على شحن ألغام مضادة للأفراد، وأعفى أوكرانيا من دَين يبلغ نحو 5 مليارات دولار، وفرض عقوبات على شركة "غازبروم بنك".

ويضيف في حديثه للجزيرة نت أن روسيا -في كافة الأحوال- أظهرت أنها تملك قدرة تعطيل أي أثر ملموس لأي مساعدات غربية عسكرية لأوكرانيا في المستقبل، وفي حال نفذت إدارة بايدن نواياها فإنها لن تتردد في إعادة استخدام صاروخ "أوريشنيك" الذي أظهر مواصفات قادرة على إحداث تدمير كبير.

وحسب رأيه، فقد باتت الإدارة الأميركية الحالية أمام حقيقة مفادها أنه لم يعد بالإمكان تجاهل أن استخدام هذا الصاروخ قد أدى إلى تحول نموذجي في الحرب بأوكرانيا، وبأن روسيا ربما لم تعد بحاجة إلى أسلحة نووية للرد على الهجمات على أراضيها.

ويوضح كوزمين أن "أوريشنيك" سلاح غير نووي، وليس سلاح دمار شامل بأي حال من الأحوال، لكنه سلاح عالي الدقة وذو قوة تدميرية هائلة، ولا يملك الغربيون وسائل لحماية أنفسهم منه، وسيكونون -حسب تقديره- أمام أخذ هذه الحقيقة بعين الاعتبار، حتى لو رفضوا التسليم بفكرة انتصار روسيا في الحرب.

دعاية واستنزاف

وبينما يصف بعض المراقبين الروس خطوات بايدن الأخيرة بأنها جزء من خطته لدعم كييف قبل وصول ترامب إلى سدة الحكم، يشكك آخرون في إقدام واشنطن على ذلك، بعد قيام روسيا باستخدام صاروخ "أوريشنيك" فرط الصوتي، الذي قال الرئيس بوتين إنه لا توجد له مضادات في العالم.

ويرى مدير مركز التنبؤات السياسية دينيس كركودينوف، أن توجه بايدن لتأمين دعم أوكرانيا قبل مغادرته منصبه يعد "قرارا دعائيا بالدرجة الأولى، لأن الحاجة الأساسية بالنسبة للإدارة الأميركية الحالية هي التعويض عن الذخائر التي أنفقها البنتاغون، وليس توريد الأسلحة لكييف".

ويشير في حديثه للجزيرة نت إلى أنه في الأشهر الأخيرة، وأثناء انتظار نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية، "كانت الولايات المتحدة تنفق على الأسلحة بكثافة، فقد زوّدت كلا من إسرائيل وأوكرانيا بالذخيرة، خارج الحدود المتفق عليها، ما تسبب بحالة استنزاف للترسانة الأميركية".

وتابع بأن "الرؤوس الحامية" في الغرب وبعد تجربة استخدام صاروخ "أوريشنيك" ستعيد النظر بفكرة نشر قوات "الناتو" في أوكرانيا للقتال هناك، وفي حال لم تكن الولايات المتحدة مستعدة للقتال، فإن بقية أعضاء الناتو سوف يبدون ببساطة في أوكرانيا كـ"دجاجة مقطوعة الرأس" أمام هجمات القوات الروسية، بحسب وصفه.

ويوضح المتحدث ذاته أن جيش بريطانيا قوامه نحو 80 ألف فرد ولديها عدد صغير جدا من الوحدات القتالية، والجيش الألماني مكون من 175 ألف فرد، وصفهم بأنهم "نسوا كيف يقاتلون"، بينما فرنسا تعيش أزمة سياسية واقتصادية عميقة، أما الولايات المتحدة فالرأي العام ضد الحرب، ولا يمكن للرئيس المنتخب دونالد ترامب تجاهل ذلك.

وعلى الرغم من عدم صدور بيان رسمي حتى اللحظة من البيت الأبيض يؤكد ما ذهب إليه تقرير صحيفة "بوليتيكو"، وغياب تعليق رسمي من موسكو، فقد استحوذ على اهتمام المراقبين ووسائل الإعلام الروسية، الذين يرون أنه يعيد إلى الأذهان تصريح مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، الذي قال فيه إن "الرئيس بايدن سيثبت أننا سنبقى بحاجة إلى موارد ثابتة لأوكرانيا، لأن التهديد الذي تواجهه سيظل قائما، بغض النظر عما يحدث في ساحة المعركة أو على طاولة المفاوضات".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات

إقرأ أيضاً:

الكرملين لا يستبعد لقاء بوتين وترمب.. روسيا تشترط استبعاد أوكرانيا من الناتو للتسوية

البلاد (موسكو)
في أحدث تصريحات تعكس تمسك موسكو بمواقفها الصلبة تجاه الحرب في أوكرانيا، حدد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف شرطين أساسيين لأي تسوية محتملة للنزاع المستمر منذ أكثر من عامين، مؤكدًا أن روسيا لن تتنازل عنهما تحت أي ظرف.
وأوضح لافروف خلال مشاركته في منتدى”وسط المعاني” أن الشرط الأول يتمثل في ضمان عدم انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، ووقف أي توسّع للحلف نحو الشرق. أما الشرط الثاني فهو الاعتراف بالواقع الميداني على الأرض، في إشارة إلى الأراضي التي سيطرت عليها روسيا منذ بدء الحرب، والتي باتت تُدرجها في دستورها كأراضٍ روسية.
وقال الوزير الروسي:” نصرّ على مطالبنا المشروعة، أي ضمان أمننا القومي. لقد توسع الناتو فعليًا حتى حدودنا رغم جميع التعهدات السابقة”. وأضاف أن روسيا “تخوض للمرة الأولى في تاريخها معركة بمفردها ضد الغرب بأسره”، مشددًا على أن هزيمة الأعداء تمثل أولوية قصوى في هذه المرحلة.
في السياق ذاته، قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف: إن أوكرانيا لم تقدم بعد أي رد على اقتراح روسي يتعلق بإنشاء ثلاث مجموعات عمل لمعالجة قضايا تبادل الأسرى، تشمل الجوانب السياسية والعسكرية والإنسانية. وأوضح أن روسيا لا تزال بانتظار موقف رسمي من كييف بهذا الشأن، رغم انتهاء الجولة الثالثة من المحادثات في إسطنبول يوم 23 يوليو، والتي اقتصرت نتائجها على اتفاق مبدئي لتبادل الأسرى.
وأعادت روسيا التأكيد على أن مسارها المفضل هو الحل السياسي والدبلوماسي، متهمةً أوكرانيا والدول الغربية بتقويض أي جهود نحو الحوار، وهو ما وصفه بيسكوف بأنه السبب المباشر لاستمرار العمليات العسكرية.
من جانبها، شددت البعثة الروسية لدى الاتحاد الأوروبي على أن أي تسوية للنزاع لن تكون ممكنة دون اعتراف بروكسل بالأسباب الجذرية للصراع، محملةً الاتحاد مسؤولية تأجيجه. وقالت في بيان إن على الأوروبيين التخلي عن”نهج المواجهة”، والاعتراف بالواقع السياسي والميداني القائم.
يأتي ذلك في وقت صادقت فيه دول الاتحاد الأوروبي على الحزمة الثامنة عشرة من العقوبات ضد موسكو، والتي وُصفت بأنها من أشد العقوبات المفروضة حتى الآن. وردًا على ذلك، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن الغرب يسعى إلى “احتواء وإضعاف روسيا”، واصفًا هذه الإستراتيجية بـ”الفاشلة”، مشيرًا إلى أن العقوبات تلحق أضرارًا بالاقتصاد العالمي برمته، وليس فقط بروسيا.
وفي تطور لافت، لم يستبعد الكرملين إمكانية عقد لقاء بين بوتين والرئيس الأمريكي دونالد ترمب، على هامش زيارة مرتقبة للرئيس الروسي إلى الصين في سبتمبر المقبل بمناسبة الذكرى الـ80 لانتهاء الحرب العالمية الثانية. وأوضح بيسكوف أن اللقاء مرهون بتواجد الزعيمين في الصين في ذات التوقيت.

مقالات مشابهة

  • ترامب يمهل روسيا 10 أيام لوقف الحرب في أوكرانيا
  • ترامب: روسيا ستواجه عقوبات أميركية جديدة إذا لم تنه حرب أوكرانيا في 10 أيام
  • هجمات سيبرانية موالية لأوكرانيا تعطل حركة الطيران الروسية
  • مطلق النار الذي قتل 4 في مانهاتن لاعب سابق كان يستهدف رابطة كرة القدم الأميركية
  • موسكو تؤكد: ملتزمين بعملية سلمية لإنهاء الصراع مع أوكرانيا وضمان مصالحنا
  • ألمانيا متورطة.. الكرملين: موسكو ملتزمة بعملية السلام لتسوية الصراع في أوكرانيا
  • الكرملين لا يستبعد لقاء بوتين وترمب.. روسيا تشترط استبعاد أوكرانيا من الناتو للتسوية
  • ترامب يمنح روسيا 12 يوماً لإنهاء حرب أوكرانيا ويهدد بعقوبات
  • روسيا: نفضل السبل الدبلوماسية لحل النزاع في أوكرانيا
  • موسكو تتهم كييف والغرب برفض الدبلوماسية لحل نزاع أوكرانيا