زمن إيران انتهى في الشرق الأوسط
تاريخ النشر: 30th, November 2024 GMT
آخر تحديث: 30 نونبر 2024 - 9:11 صبقلم:فاروق يوسف قبل أن يتم التوقيع على اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان كانت حركة حماس قد انسحبت من المفاوضات. ألأن تلك المفاوضات لم تعد ضرورية أم لأن حماس قدّرت أن أي نتيجة لن تكون لصالحها أبدا؟قسمة الحروب أن يكون هناك منتصر ومهزوم. ذلك ما لا تعترف به حركة حماس ويشاركها حزب الله في ذلك الرأي الاجتراري بالرغم من أن الوقائع المأساوية على الأرض تؤكد أن المسألة تتخطى زهو النصر وانكسار الهزيمة.
ما الذي يمكن أن يجنيه الفلسطينيون من اعتراف حماس بالهزيمة، كذلك ما الذي يمكن أن يجنيه اللبنانيون من اعتراف حزب الله بعد أن سُمح للمجرم الإسرائيلي بتنفيذ مشروعه كاملا وبموافقة عالمية؟ وبغض النظر عن المراهقة السياسية التي صارت جوهرا في التفكير لدى شرائح تمكنت منها كذبة إيران في وحدة الساحات فإن ما لم يُر بعد من فصول المأساة هو أكبر مما ظهر في الصور التي طافت بها وسائل الإعلام العالم وكانت وستظل شاهدة على مجزرة نُفذت برضا وقبول عالميين، ناهيك عن أن المسؤول الأول عن تلك المجزرة قد تمت إدانته ووافقت الكثير من الدول على قرار تسليمه إلى المحكمة الجنائية إذا ما استطاعت إلى ذلك سبيلا. فاجعة حزب الله بفقد قيادته لا يمكن التستر عليها كما أن حماس غدت بطريقة أو بأخرى تقاتل على أرض محروقة وإسرائيل من جهتها لا تشعر بخطر ما يفعله الحوثيون والعراقيون بوجود ضمانات أميركية هناك تناقض بين ما يقوله العالم وما يفعله.علينا أن نكف عن الحديث الممل عن ذلك التناقض ونذهب إلى الواقع الذي انتهت إليه الجبهة المقابلة التي قُدر للضحايا أن يقعوا تحت مظلتها من غير أن يرغب الكثير منهم أن يقفوا في ذلك المكان الذي انزلق بهم إلى الهاوية.المقصود هنا حركة حماس وحزب الله. بعد أن اكتملت فصول المأساة وحقق بنيامين نتنياهو هدفه في إنجاز واحدة من كبرى المجازر في تاريخ الصراع العربي – الإسرائيلي والتي ستسجل اسمه في قائمة كبار مجرمي العصر خفت صوتا حماس وحزب الله. لا يخدعنكم ذلك الرقص المجنون بصحبة الرصاص الذي قام به بعض مراهقي حزب الله تعبيرا عن فرحهم بالنصر. لقد استسلم الحزب لقدره فسلم مصيره لواحد ممن ليسوا من صقوره وهو نعيم قاسم الذي لن تجرؤ إسرائيل على اغتياله خشية أن تتهم بالبله والغباء. أما حركة حماس فإنها بعد يحيى السنوار زعيمها الأخير لم تعين زعيما جديدا. هل تشعر بعدم الحاجة إلى ذلك أم أن زعماءها في قطر قد نأوا بأنفسهم عن موت مؤكد؟ يا لحيرتنا مع الأسئلة التي لن تجد مَن يجيب عليها.تؤكد النظرية أن الدخول إلى الحرب أمر يسير ولكن الخروج منها لن يكون ميسرا. وبالرغم من بساطتها فإن النمط المقاوم الذي اخترعته إيران لا يؤمن بها ولا يتصرف بموجبها.الدخول إلى الحرب أمر يسير ولكن الخروج منها لن يكون ميسرا. وبالرغم من بساطتها فإن النمط المقاوم الذي اخترعته إيران لا يؤمن بها ولا يتصرف بموجبها لقد دخلت حماس الحرب في انتظار رد إسرائيلي محدود تعقبه مفاوضات لتبادل الأسرى. ذلك ما جرى غير مرة في السنوات السابقة. أما حزب الله فقد دخل الحرب وفي جعبته لائحة انتصاراته على الدولة والشعب اللبنانيين وكان على يقين من أن إسرائيل ستنزلق إلى حرب على لبنان، سيكون من شأنها أن تستنهض العالم لمحاولة وقفها دفاعا عن سيادة لبنان وسلامة شعبه. كانت إيران قد خططت فيما تكفلت حركة حماس وحزب الله بالتنفيذ. هل فعلت إيران ذلك من أجل القضية الفلسطينية؟ ذلك سؤال محرج ستجيب عليه إيران بنفسها فيما بعد حين ظلت تردد بأن شيئا من التنسيق لم يحدث معها. ذلك الموقف السلبي لم يتعامل معه جمهور حماس وحزب الله بطريقة عقلانية بل ظل مؤمنا بالكذبة الإيرانية التي تقول بوحدة ساحات المقاومة وهو ما سعت إيران إلى تغذيته من خلال صواريخ ومسيرات الحوثيين في اليمن والميليشيات في العراق. ولكن فاجعة حزب الله بفقد قيادته لا يمكن التستر عليها كما أن حماس غدت بطريقة أو بأخرى تقاتل على أرض محروقة وإسرائيل من جهتها لا تشعر بخطر ما يفعله الحوثيون والعراقيون بوجود ضمانات أميركية بأن ذلك الخطر لن يستمر طويلا. فهل يشعر الفلسطينيون الآن بأنهم خُدعوا وأن غزة التي تُركت وحيدة لن تكون مرة أخرى مسألة إنسانية يتدخل العالم من خلال تبرعاته لإغاثتها وإعادة إعمارها؟ ذلك سؤال مدمر سيُعلق على حبل الشرق الأوسط الجديد الذي سُمح لإسرائيل بأن تكون سيدته.ذلك جبل من الأخطاء سيكون على شعوب المنطقة أن تفكر في تفكيكه والانتهاء منه من أجل العبور إلى الضفة الأخرى وهي الضفة التي لن تظللها راية إيران. سيختفي شبح إيران في اللحظة التي يتأكد فيها أتباعها من أن لا شيء يجمعها بهم وهو ما صار واقعا.
المصدر: شبكة اخبار العراق
كلمات دلالية: حماس وحزب الله حرکة حماس حزب الله
إقرأ أيضاً:
هل انتهى عصر الدولار؟
تشهد الأسواق المالية العالمية حالة من التقلّب المتجدد منذ عودة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، مما أعاد تسليط الأضواء على مستقبل الدولار الأميركي، الذي طالما اعتُبر ملاذا آمنا في أوقات الاضطرابات. لكن، كما أشار تقرير نشرته منصة إنفستنغ دوت كوم، فإن هذه الصورة بدأت بالتشوش.
المستثمرون يعيدون النظر في تمركزاتهموبحسب الاقتصادي دين تورنر من مجموعة يو بي إس، فإن أحد المحركات الرئيسة لتقلب الدولار مؤخرا يتمثل في تغيير سلوك المستثمرين تجاه حيازتهم للدولار الأميركي. وأوضح تورنر في تقرير صدر الاثنين الماضي أن "العديد من التحركات التي شهدناها مؤخرا تعكس تساؤل المستثمرين عن النسبة التي ينبغي أن يحتفظوا بها من أصولهم بالدولار الأميركي".
هذه التغييرات ساهمت في تراجع قيمة الدولار، وارتفاع عوائد سندات الخزانة الأميركية طويلة الأجل، وتحسّن أداء الأسهم الأوروبية. أما الجنيه الإسترليني، فقد شهد تذبذبا حادا، حيث هبط من 1.25 إلى قرابة 1.20 قبل أن يرتفع مجددا إلى 1.35.
وفي ظل حالة عدم اليقين السياسي المتصاعدة في الولايات المتحدة، يرى تورنر أن جاذبية الدولار كملاذ آمن تتضاءل. ويضيف: "في عالم اليوم -حيث أصبحت الولايات المتحدة نفسها مصدرا للقلق وعدم الاستقرار- لم يعد للدولار البريق نفسه".
إعلانورغم ذلك، يحذر تورنر من الخروج الكامل من العملة الأميركية، مشيرا إلى أن الاقتصاد الأميركي لا يزال يتمتع بميزة الحجم والسيولة التي يصعب على المستثمرين العالميين التخلي عنها كليا.
توقعات بتراجع إضافيويرى تورنر أن استمرار العجوزات التجارية والمالية في الولايات المتحدة، إلى جانب تقلب السياسات الاقتصادية، يشير إلى مزيد من الضعف في قيمة الدولار خلال الفصول المقبلة. وهو ما قد يُحمّل المستثمرين المقيمين في بريطانيا على وجه الخصوص أعباء إضافية، خاصة أولئك الذين يعتمدون على الدولار في تغطية نفقاتهم بالجنيه الإسترليني.
وحذّر تورنر من أن "ضعف الدولار يعني ارتفاع التكاليف المسعّرة بالإسترليني"، داعيا إلى "وضع خطط لتجنب التحويل في ظل أسعار صرف غير مواتية".
إستراتيجيات التحوط والتنويعوللتعامل مع هذا الواقع، أوصى تورنر بإعادة توزيع الأموال المحتفظ بها بالدولار، وتوجيه جزء منها نحو عملات دورية مثل الدولار الأسترالي والنيوزيلندي والكورونا السويدية والنرويجية والجنيه الإسترليني. كما اعتبر أن الملاذات الآمنة منخفضة العوائد مثل الفرنك السويسري والين الياباني لا تزال خيارات معقولة.
ولمن يتحملون مخاطر أعلى، يمكن أيضا النظر في عملات الأسواق الناشئة مثل الريال البرازيلي والبيزو المكسيكي والراند الجنوب أفريقي.
ورغم أنه لا يدرّ عوائد، إلا أن الذهب ما زال يحتفظ بجاذبيته كوسيلة للتحوّط من المخاطر الجيوسياسية والتضخم. ويرى تورنر أن "تخصيص جزء من المحافظ الاستثمارية للذهب ما يزال خيارا عقلانيا"، خاصة عند التفكير في كيفية الاستفادة من الفوائض المحتفظ بها بالدولار.