حكومة التغيير والبناء تقيم فعالية خطابية بالعيد الـ 57 للاستقلال الثلاثين من نوفمبر
تاريخ النشر: 30th, November 2024 GMT
الثورة نت/..
أقامت حكومة التغيير والبناء اليوم فعالية خطابية بمناسبة العيد الـ 57 للاستقلال الـ 30 من نوفمبر المجيد، بحضور رسمي وشعبي كبير.
وفي الفعالية بارك عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي لقائد الثورة والشعب اليمني بعيد الجلاء الذي تمكن الشعب اليمني فيه من طرد آخر جندي بريطاني من جنوب الوطن في الثلاثين من نوفمبر 1967م.
وأشار إلى أنه تم تذكير بريطانيا بهذا اليوم المبارك عندما أعلنت مشاركتها في العدوان على اليمن بأن الشعب اليمني الذي استطاع طرد المستعمر البريطاني وهو يحمل البنادق، قادر اليوم على إلحاق الهزيمة الكبيرة بالمستعمر البريطاني خاصة وقد أصبح يمتلك التكنولوجيا والصواريخ والتطور الكبير والوعي الكامل والتواصل مع القيادة والشعب والوطن.
وقال ” بفضل الله تعالى استطاع الشعب اليمني من طرد ثلاث حاملاتً طائرات وهذا إنجاز كبير وعظيم، وحاليا يقال أن هناك حاملة طائرات أمريكية في طريقها إلى البحار اليمنية، ونقول لهم بأن القوات المسلحة اليمنية تمتلك من القدرات أفضل مما واجهت به حاملات الطائرات الفارة”.
وأضاف ” ننصح الأمريكيين بأن يعيدوا حاملة الطائرات إلى الولايات المتحدة أو تذهب إلى بحر الصين، أما البحرين الأحمر والعربي فهما منطقة محظورة على تلك الأدوات القذرة التي تأتي لمساندة العدوان الصهيوني والإبادة الجماعية بحق سكان غزة”.
وأكد محمد الحوثي أن المواقف واضحة وقد رأى الجميع ما حصل في لبنان لأن لديها سلاح وقوة ومجاهدين ومتنفس، على عكس الأخوة في غزة.. لافتا إلى خطورة التطبيع مع الكيان الصهيوني من قبل بعض الأنظمة العربية والذي أثر على المقاومة في غزة.
وذكر أن ما يحصل في الأردن ومصر العروبة أمر مخزٍ ولابد من مراجعة حساباتهما، فهناك على مقربة من حدودهما يقتل عشرات الآلاف من إخوانهم العرب، فيما هم لا يحركون ساكناً تحت مبرر الاتفاقيات التي أبرمت مع الكيان المحتل.. داعيا تلك الدول إلى تغيير مواقفها وتغيير استراتيجيتها من الدفاعية إلى الهجومية كون العدو لا يوقفه إلا التحرك والجهاد في سبيل الله.
ولفت عضو السياسي الأعلى أن العدوان الصهيوني لم يتوقف في لبنان من أجل اللبنانيين ولم يتوقف لأنه لا يريد استهداف اللبنانيين في حزب الله أو غيره، وإنما الذي أوقف الكيان الصهيوني هي الصواريخ والطيران المسير والصمود الشعبي لأبناء لبنان، ولا شيء يستطيع أن يوقف العدو إلا القوة والتحرك الجهادي في سبيل الله.
وأشار إلى حاجة الأمة اليوم لإعادة النظر في حساباتها والكل مستهدف، ويجب أن يفهم الجميع بأن التحرك الذي يقوم به الشعب اليمني له ثمرته بعدم وجود أي سفينة في البحر تابعة لأمريكا أو بريطانيا أو الكيان الصهيوني.
وأوضح أن السيد القائد تحدث في خطابه بعد فوز ترامب في الانتخابات الأمريكية، عن البحث عن أي تواجد لسفن أمريكية أو بريطانية أو تابعة للكيان الصهيوني في البحرين الأحمر والعربي لاستهدافها، الأمر الذي حاول من خلاله الذباب الإلكتروني تزييف الحقائق ونشر شائعات ودعايات بأننا توقفنا عن القصف لتلك السفن، ولم تكذب تلك الشائعات إلا البيانات للقوات المسلحة التي أعلنت بعد ذلك عن استهداف السفن في البحرين الأحمر والعربي.
وأكد عضو السياسي الأعلى الحوثي أن اليمن لا يحمل العداء لأي بلد عربي أو مسلم، وما حصل في العدوان كان مواجهة ضرورية مع السعودية والإمارات والمرتزقة، لكن الحرب الحقيقية اليوم هي مع أمريكا وبريطانيا والكيان الغاصب، أما تلك الدول إن توقفت عن الاعتداء والحصار على البلد فلن يكون هناك مواجهة معها.
وأشار إلى أن هناك حقيقة حتمية مفادها أن أي احتلال نهايته الزوال والخسارة ولن ينتصر على الشعوب التي احتلها على الإطلاق.. مؤكداً أنه ومثلما زالت بريطانيا من جنوب اليمن ستزول إسرائيل من فلسطين قريباً وهذه حتمية واضحة ومؤكدة.
بدوره توجه عضو المجلس السياسي الأعلى الدكتور عبدالعزيز بن حبتور، بالتهنئة باسمه وأعضاء المجلس السياسي إلى قائد الثورة ورئيس المجلس السياسي الأعلى وكافة قيادات الدولة المدنية والعسكرية وجماهير الشعب الذين يحتفلون بهذه المناسبة في عاصمة الحرية والاستقلال صنعاء.
وأوضح أن العاصمة صنعاء أظهرت صورة مشرفة في القوة والنضال والجهاد وأدهشت العالم بمقاومتها للمعتدي والمحتل السعودي الإماراتي والأمريكي والبريطاني لأكثر من تسع سنوات وكذا وقوفها في إسناد ونصرة أبناء غزة ولبنان.. لافتا إلى أن محور المقاومة هو وحده من يمتلك الفعل المؤثر لتحرير فلسطين في مقابل استسلام وخنوع الأغلبية الساحقة من الأنظمة العربية والاسلامية للعدو الصهيوني والتطبيع العلني والسري معه وترك إخوانهم في غزة يواجهون العدو الغاشم وآلته العسكرية المجرمة.
وحيا الدكتور بن حبتور كل المناضلين في اليمن الذين وقفوا ضد الاستعمار البريطاني بالأمس ويقفون اليوم ضد المستعمر الأمريكي البريطاني السعودي الإماراتي.. مؤكدًا أن هؤلاء المناضلين يستحقون الاحترام والتقدير من الجميع لأدوارهم في مناهضة المحتل، والحديث عنهم وتذكر تاريخهم باعتباره تاريخا مشرقا.
وقال ” في هذه اللحظة التاريخية نتذكر شهداء اليمن وشهداء الـ 30 من نوفمبر الذين أجبروا المحتل البريطاني على مغادرة عدن في مثل هذا اليوم وهو يجر أذيال الهزيمة والانكسار”.. مؤكدا أن هذا اليوم كان وسيظل يوما تاريخيا عظيما في تاريخ أمتنا وشعبنا.
وفي الفعالية التي حضرها رئيسا مجلسي النواب الأخ يحيى الراعي والشورى محمد العيدروس ألقى رئيس مجلس الوزراء أحمد غالب الرهوي كلمة هنأ في مستهلها الجميع بذكرى الاستقلال من المستعمر البريطاني، وهو الإنجاز التاريخي الوطني العظيم الذي يجب الاحتفاء به دوما.
وقال ” ونحن نحتفي اليوم بذكرى الـ 30 من نوفمبر في صنعاء عاصمة العزة والشموخ والكرامة، يحز في نفوسنا أنه لايزال هناك جزء من أرضنا تحت الاحتلال الأمريكي السعودي الإماراتي”.
وأشار إلى أن الاستقلال المجيد جاء بعد تضحيات وقوافل من الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم من أجل صنع هذا الاستحقاق الوطني وفي مقدمتهم الشهيد المناضل غالب بن راجح لبوزة..
وأضاف “علينا أن نوحد جهودنا من أجل انتزاع الاستقلال الجديد وتحرير الجزء المحتل من الوطن خاصة وأن أبناء المحافظات المحتلة يتوقون إلى الحرية والاستقلال وينتظرون الفرصة المناسبة للإطاحة بكل العملاء والخونة والمرتزقة”.
وتوجه رئيس مجلس الوزراء في كلمته بالتهنئة والمباركة لإخواننا في لبنان على الانتصار العظيم الذي تم تحقيقه على العدو الاسرائيلي والذي عاد بموجبه النازحون إلى منازلهم في وقت لم يعد أحد من المستوطنين الصهاينة إلى المناطق الشمالية المحتلة في فلسطين.
وأكد فشل العدو الإسرائيلي ورئيس وزراء الكيان الغاصب في تحقيق أهدافه وفي مقدمتها إنهاء قدرات المقاومة اللبنانية والتي تضاعفت قوتها وقدراتها القتالية بشكل أكبر مقارنة بما قبل العدوان.. لافتا إلى أن أبناء شعبنا الفلسطيني في غزة ما زالوا يقدمون أروع صور الصمود والمقاومة ضد العدو الصهيوني وقتل جنوده وتدمير آلياته العسكرية المتوغلة في داخل القطاع.
وبين الرهوي أن اليمن سيظل كما قال السيد القائد في خطابه يوم أمس الأول، ثابتا في موقفه المساند للأشقاء في قطاع غزة ولن يتخلى عن نصرته لإخوانه مهما كانت التحديات بالتزامن مع استمرار ضرب الأعداء الأمريكيين والصهاينة وسفنهم وبوارجهم وحاملات طائراتهم المعادية في البحرين الأحمر والعربي وخليج عدن.
وخلال الفعالية التي حضرها نائب رئيس مجلس النواب عبدالسلام هشول ونائبا رئيس مجلس الشورى محمد الدرة وضيف الله رسام وعدد من أعضاء مجالس الوزراء والنواب والشورى ووزراء في الحكومة السابقة وقيادات عسكرية وأمنية، أكد وزير الإعلام هاشم شرف الدين أن الثلاثين من نوفمبر يمثل يوم عزة وفخر للشعب اليمني العظيم كونه اليوم الذي أذل فيه أبناء الشعب اليمني المحتل البريطاني واستعادوا سيادة الوطن.
وأشار إلى أن الشعب اليمني واجه خلال تلك الفترة الاحتلال البريطاني بكل بسالة وإصرار كون المحتل البريطاني مارس أساليب الخداع والتضليل والاستقطاب والتجنيد للبعض لمحاربة إخوانهم كما ارتكب جرائم بشعة بحق المدنيين وأنهكوا البنية التحتية للبلاد.
ولفت وزير الإعلام إلى أنه وبإيمان الشعب اليمني وعزيمته الصلبة ظل صامداً في وجه الاحتلال حتى دحر المحتل البريطاني من ربوع اليمن.. مؤكداً أن هذا التاريخ المشرف يحمل دروساً عظيمة في المنعة والعزة والقوة والكرامة، وعدم السماح لأي عدو أن يحتل الأرض أو يمتهن الكرامة.
وأكد على أهمية غرس هذه القيم في نفوس الأبناء والأجيال القادمة ليكونوا على درجة عالية من الوعي والبصيرة في مواجهة المؤامرات والتحديات، والوقوف إلى جانب القيادة الحكيمة في مواجهة تحالف العدوان والاحتلال الأمريكي البريطاني السعودي الإماراتي.
وذكر شرف الدين أنه ومثلما كان موقفنا داعماً ومسانداً لغزة ولبنان في مواجهة العدوان الإسرائيلي الأمريكي نحن اليوم نواصل هذا الدور المحوري في دعم قضايا العرب والمسلمين والشعوب المظلومة.. مبيناً أن قوة الإرادة والتمسك بقيم الحرية والاستقلال والكرامة هي التي تمكننا من الوقوف بصلابة في مواجهة كل المؤامرات والتحديات، وكما تم قهر ودحر الاحتلال البريطاني في الماضي، لابد من مواصلة المسيرة حتى تحقيق أهداف الثورة المباركة.
فيما تطرق محافظ شبوة عوض العولقي في كلمة المناضلين إلى التضحيات التي قدمها أبناء اليمن جنوباً وشمالاً في مواجهة الاستعمار البريطاني وصولاً إلى التحرير بعد 129 عاماً من الاستعمار.. مؤكدا أن ثورة 14 أكتوبر كانت ثورة في مختلف الجوانب وبكل فئات المجتمع حتى حققت الانتصار.. لافتا إلى الإنجازات التي حققتها ثورتا سبتمبر وأكتوبر رغم التدخلات الخارجية والمؤامرات حتى جاءت ثورة 21 سبتمبر لتصحح مسار الثورتين وتوحد الشعب اليمني تحت مظلة المسيرة القرآنية لبناء مستقبل اليمن بالاعتماد على الذات.
ولفت بن فريد إلى أن ثورة اليوم بقيادة السيد القائد تتميز عن غيرها بمشروعها القرآني الجامع الذي يصنع الحرية والاستقلال ويحفظ لليمن وحدته وعزته وكرامته.
تخللت الفعالية التي حضرها محافظو عدن طارق سلام والمهرة القعطبي الفرجي، وحضرموت لقمان باراس، ونواب الوزراء ووكلاء الوزارات، والمشايخ والشخصيات الاجتماعية، قصيدة للشاعر بديع الزمان السلطان بعنوان “30 نوفمبر يوم النصر الأكبر”، وتقديم لوحة استعراضية حول عيد الجلاء ورحيل آخر جندي بريطاني من جنوب الوطن.
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: البحرین الأحمر والعربی الحریة والاستقلال السعودی الإماراتی المحتل البریطانی السیاسی الأعلى المجلس السیاسی الشعب الیمنی وأشار إلى أن لافتا إلى رئیس مجلس فی مواجهة من نوفمبر فی غزة
إقرأ أيضاً:
بعد فشله عسكرياً .. العدو الأمريكي _ الصهيوني يحرك أدواته الداخلية لضرب الموقف اليمني المناصر لغزة
في ظل اشتداد العدوان الصهيوني _ الأمريكي على غزة، وتكامل أدوات الاستهداف في أكثر من جبهة، يواصل اليمن تصدره لمشهد الصمود العربي والإسلامي، بموقفه السياسي والعسكري الحاسم في دعم الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة، موقفٌ فاجأ العدو وأربك حساباته، خاصة في ظل عجز الأنظمة العربية الرسمية عن اتخاذ موقف مشابه، أو حتى مجرد الاعتراض على الإبادة الجماعية المستمرة في القطاع.
يمانيون / تقرير/ طارق الحمامي
ومع استمرار فشل العدوان العسكري على اليمن خلال السنوات الماضية، وتهاوي محاولات إخضاع الشعب اليمني بوسائل الغارات والحصار والمؤامرات، تحركت قوى العدوان، بقيادة أمريكا والكيان الصهيوني، لتفعيل أدوات بديلة تركّز على اختراق الجبهة الداخلية واستهداف الموقف الوطني من الداخل، عبر تحريك شخصيات فقدت رصيدها الشعبي والسياسي، وعلى رأسها المرتزق أحمد عفاش، بدعم إماراتي مباشر، وتنسيق أمني استخباراتي مشترك.
هذا التقرير يستعرض، خلفية هذا التحرك الأمريكي _ الصهيوني بعد فشل أدوات الحرب التقليدية، وتفاصيل تفعيل ورقة أحمد علي عفاش وتحركاته الأخيرة في أبو ظبي، وكذلك محاولات تمويل وتحريك خلايا داخلية لضرب الموقف اليمني من دعم فلسطين، ودور دويلة الإمارات كأداة وظيفية في هذا المشروع القذر، الذي واجهته الأجهزة الأمنية بيقظة استباقية ، ويهدف التقرير إلى تسليط الضوء على هذه التحركات الخطيرة، وقراءة أبعادها السياسية والأمنية، وتحذير الرأي العام الوطني من خطورة التغافل أو التهاون أمام أدوات العدو الجديدة، التي لا تقل فتكًا عن صواريخه وقنابله، بل تسعى لتفكيك الداخل وتدمير الموقف من داخله تحت عناوين خادعة وشعارات مموهة.
تحريك أوراق مهترئة .. أحمد عفاش في واجهة المشروع التآمري
مصادر سياسية مطلعة كشفت أن تحركات مكثفة جرت خلال الأشهر الماضية في العاصمة الإماراتية أبو ظبي، شارك فيها أحمد عفاش، ضمن لقاءات استخباراتية مع جهات إماراتية وأجنبية، في إطار مشروع يستهدف اليمن سياسيًا وأمنيًا، ويسعى لإعادة إنتاج أدوات النظام السابق، ضمن سيناريو تفكيك الجبهة الداخلية، وبث الفوضى السياسية،
وبحسب المصادر، فإن أمريكا والعدو الإسرائيلي يدركان أن الخيار العسكري لاستهداف اليمن أصبح غير ذي جدوى، بعد أن أثبتت صنعاء قدرتها على الردع وإفشال الحصار، والتحرك الاستراتيجي خارج حدود الجغرافيا، لذا، فإن المسار البديل يتمثل في محاولات تفتيت الداخل اليمني، عبر شخصيات فقدت شرعيتها الشعبية والسياسية، لكنها ما تزال حاضرة في حسابات العدو كأدوات يمكن من خلالها إثارة البلبلة وإعادة إنتاج مشاريع الوصاية.
دلالات التحرك وتوقيته
يأتي تفعيل ورقة أحمد عفاش في توقيت بالغ الحساسية، بالتزامن مع تصعيد غير مسبوق في غزة، واشتداد المواجهة بين محور المقاومة والعدو الصهيوني، إلى جانب تزايد الضغوط الغربية على الدول والكيانات المساندة للمقاومة.
في هذا السياق، يُفهم تحريك هذه الورقة على أنه رد مباشر على الموقف اليمني الواضح في دعم غزة، ومحاولة لتحييد هذا الموقف أو على الأقل زعزعة الجبهة الداخلية اليمنية عبر خلق انقسام داخل مكونات سياسية، أبرزها المؤتمر الشعبي العام، كما أن توقيت هذه التحركات يتقاطع مع مخطط إقليمي شامل، تسعى من خلاله الإمارات والسعودية، وبتنسيق مع الأمريكيين، إلى إعادة تدوير الفلول وإحياء مشاريع ما قبل الثورة، بما يخدم التحالف الصهيوني – الأمريكي في مواجهة المد المقاوم.
التمويل والتحريك .. الأهداف الخفية
التحركات الأخيرة لم تكن مجرد لقاءات سياسية، بل تضمنت تمويلًا مباشرًا لعناصر داخلية مرتبطة بأحمد عفاش، بهدف تحريكها داخل المحافظات اليمنية، وخلق حالة من التشظي السياسي والاجتماعي، وربما الأمني لاحقًا، بما يمهد الطريق لخلق واقع جديد يخدم أهداف العدوان.
أهداف هذه المؤامرة توفير غطاء لتحركات تخريبية تسعى لضرب التحالف الوطني المقاوم، وتحييد اليمن عن موقفه الاستراتيجي في مناصرة فلسطين، وقطع الجسر المعنوي والميداني الذي يمثل اليمن أحد أعمدته.
خطر هذه التحركات على الموقف اليمني والمشروع التحرري
تُعد هذه التحركات، في جوهرها، امتدادًا للحرب الصهيونية على اليمن، وهي أكثر خطرًا من الغارات العسكرية، لأنها تستهدف الوعي والانتماء والموقف من الداخل، وتحاول شرعنة أدوات فقدت شرعيتها الثورية والشعبية، لصالح مشروع خياني يلتقي مع العدو الإسرائيلي في المصالح والأهداف، وما يزيد من خطورة هذا المشروع هو أنه يتستر بغطاء وطني، ويستثمر في العلاقات القديمة والانقسامات المرحلية، لإعادة تدوير عناصر ثبت تورطها في التآمر على الشعب خلال سنوات العدوان.
اليقظة الأمنية تكشف خبايا المؤامرة
لم تكن الأجهزة الأمنية اليمنية بعيدة عن هذه التحركات، بل كانت على درجة عالية من الجهوزية والرصد والمتابعة الدقيقة لكل خيوط المؤامرة التي حيكت في غرف مغلقة بأبو ظبي، وبمشاركة استخباراتية أمريكية _ صهيونية _ إماراتية مكشوفة وواضحة.
وكشفت مصادر مطلعة أن أجهزة الاستخبارات اليمنية رصدت خلال الفترة الماضية تحركات مشبوهة، ولقاءات غير معلنة جرت بين المرتزق أحمد عفاش ومسؤولين أمنيين إماراتيين، إضافة إلى ضباط ارتباط غربيين، وذلك ضمن خطة معدة لاستهداف الوضع الداخلي في اليمن، سياسياً وأمنياً.
وقد تمكنت الأجهزة الأمنية من اختراق بعض قنوات الاتصال والتمويل التي كانت تستهدف تنشيط خلايا نائمة داخل البلاد، وتعمل على تفكيك الجبهة الداخلية تحت عناوين متعددة، منها السياسية والحزبية، في محاولة لاستغلال الوضع السياسي الراهن والتحديات التي تمر بها البلاد.
وتشير التحقيقات الأولية إلى أن المخطط تضمن عمليات تجنيد وتواصل مع عناصر كانت قد خرجت من المشهد السياسي خلال السنوات الماضية، بالإضافة إلى سعي حثيث لإعادة بناء شبكات نفوذ مالية وإعلامية، تُمكن أحمد عفاش من الظهور مجددًا كرقم سياسي قابل للتوظيف في المشروع المعادي.
كما تم ضبط تمويلات مالية ضخمة قدمت عبر قنوات إماراتية، وتم تتبع مساراتها إلى بعض المناطق، حيث كانت تهدف إلى خلق بؤر توتر وتحريك الشارع اليمني ضمن أجندة موجهة تخدم قوى العدوان وتستهدف القضية الفلسطينية عبر إضعاف حليفها الأقوى في المنطقة.
الأجهزة الأمنية أكدت أن هذه المؤامرة لن تمر، وأن كل من تورط فيها سيتم ملاحقته قانونياً، مهما كانت صفته أو موقعه، كما وجهت رسالة حازمة لكل من يظن أن اليمن سيكون ساحة لتصفية الحسابات أو إعادة تدوير المشاريع البائدة، مؤكدة أن الوعي الشعبي والتكامل الأمني والسياسي أقوى من أي مؤامرة خارجية
رسالة إلى الداخل .. لا تهاون مع الخيانةأمام هذه المعطيات، ترى القوى الوطنية اليمنية أن التهاون مع هذه التحركات يمثل خطرًا استراتيجيًا لا يقل عن خطر الغارات الجوية أو الحصار الاقتصادي، بل يتجاوزه لكونه يسعى إلى إسقاط اليمن من داخله.
ويؤكد مراقبون أن المطلوب اليوم ليس فقط الوعي بهذه التحركات، بل التحرك الاستباقي الحازم لإفشالها، سواء عبر كشف أدواتها، أو تحصين الجبهة الداخلية، وفضح الارتباطات المشبوهة التي تحاول استخدام يافطات حزبية أو قبلية لتغليف مشروع صهيوني – أمريكي خالص.
تعزيز الجبهة الأمنية والسياسية.. أولوية وطنية
إن كشف هذه المؤامرة قبل أن تتفجر نتائجها يؤكد أن اليمن، رغم ما يمر به من تحديات، يملك منظومة أمنية متماسكة، وقيادة يقظة تدرك حجم التهديدات والأدوات المتخفية خلف الشعارات الزائفة.
ومن هنا، فإن الواجب تعزيز الدعم الشعبي والأمني لكل الجهود الرامية إلى حماية البلاد من الاختراق، وإلى التحلي باليقظة تجاه الحملات الإعلامية والسياسية التي تحاول تسويق أدوات العدوان كبدائل سياسية، بينما هي في جوهرها خناجر في ظهر الوطن والمقاومة.
الرهان على وعي الشعب اليمني أقوى من مؤامرات الأعداء
في مواجهة المؤامرات المستمرة التي تُحاك ضد اليمن من قبل قوى العدوان الأمريكي _ الصهيوني وأدواتهم الإقليمية والمحلية، أكّد السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي يحفظه الله في أكثر من مناسبة أن الرهان الحقيقي هو على وعي الشعب اليمني وبصيرته الثورية، لا على الألاعيب السياسية أو حسابات الخارج.
ويضع السيد القائد دائمًا في صلب خطابه التأكيد على أن اليمن، بشعبه المقاوم، لا يمكن أن يُخترق أو يُركع، مهما كانت أشكال العدوان أو تنوعت أساليبه، ومهما تحركت الأدوات العميلة من الخارج أو الداخل، هذا الوعي الشعبي الذي يُعوّل عليه السيد القائد هو الذي أسقط الرهان العسكري طيلة سنوات العدوان، وهو ذاته الكفيل بإسقاط المؤامرات الناعمة والمموهة، كتحريك الشخصيات المنتهية والمرتبطة بأجندات الخارج.
ويشدد السيد القائد في توجيهاته وخطاباته على أن المعركة اليوم لم تعد فقط في ميدان السلاح، بل انتقلت إلى ميدان الوعي والثبات، مؤكداً أن الحذر من الحرب الناعمة والمؤامرات السياسية لا يقل أهمية عن الحذر من القصف والحصار، بل إن تفكيك الداخل وضرب الانتماء والهوية الوطنية يشكل خطرًا أكبر وأكثر خبثًا، لأنه يسعى لتدمير بنية الأمة من داخلها.
إن تأكيد السيد القائد على هذه الرؤية يُمثل بوصلة لكل القوى الوطنية، ويعكس الإدراك العميق لطبيعة المعركة الشاملة التي يخوضها اليمن، والتي تتطلب تكاتف كل الجهود الرسمية والشعبية، وتفعيل دور الإعلام، والمجتمع، والقيادات السياسية، لمواجهة كل مشاريع الاختراق.
وفي ظل هذه التحديات، يواصل السيد القائد دعوته إلى الثبات واليقظة، والتمسك بالموقف المبدئي في دعم فلسطين ومواجهة العدو الصهيوني، مؤكدًا أن أي تراجع في هذا الموقف إنما هو خيانة للأمة بأكملها، وهو ما لن يسمح به الشعب اليمني الذي أثبت في الميدان أن دماء أبنائه ليست أغلى من دماء أهل غزة.
خاتمة
التحركات الأخيرة التي يقودها العدو عبر أدواته الداخلية والخارجية، لن تنجح ما دام الشعب اليمني ثابتًا وواعيًا ومتماسكًا، وما دام يقوده علم يُجسد القيم القرآنية والمواقف المبدئية التي لا تتبدل أو تُشترى.
لقد أكد السيد القائد أن اليمن ليس ساحة رخوة تُستباح كما يتوهم الأعداء، بل هو جبهة متقدمة في معركة الأمة، ولن تنجح كل المؤامرات، مهما تغيرت أدواتها أو أُعيد تدويرها.
ومن هنا، فإن مواجهة هذه المؤامرات لن تكون فقط بالرد العسكري، بل أيضًا ببناء جبهة وعي وطنية، وإحباط أدوات العدو أينما كانت، وفضح كل من يقف اليوم في معسكر الصهاينة، وإن ارتدى لبوسًا يمنيًا أو حزبيًا.