بولتيكو: زيلينسكي يسعى للمرونة الدبلوماسية في خضم التوترات الأوكرانية-الروسية
تاريخ النشر: 30th, November 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
لفتت مجلة "بولتيكو"الأوروبية إلى أنه في ظل الحرب المستمرة في أوكرانيا والتحديات الكبرى التي تواجهها كييف في سعيها لحماية أراضيها واستعادة سيادتها، شهدت الأيام الأخيرة تطورًا مهمًا في العلاقات الدولية للأزمة الأوكرانية حيث عين الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، الجنرال المتقاعد كيث كيلاوج كمبعوث خاص له إلى أوكرانيا وروسيا، مما أثار مزيجًا من القلق والتفاؤل في الأوساط السياسية الأوكرانية.
وعلى الرغم من أن كيلاوغ يُعتبر من المؤيدين لمبدأ "السلام من خلال القوة"، إلا أن الاستراتيجية التي ينتهجها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الذي يواصل إظهار مرونة دبلوماسية، قد تشكل مفترق طرق حاسم في تحديد مستقبل العلاقات بين كييف وواشنطن، وكذلك مسار الحرب في أوكرانيا. وهذا التعيين، والتطورات الأخيرة على صعيد المواقف الدولية، يفتحان الباب أمام أسئلة متعددة حول الخيارات المتاحة لإنهاء الحرب، وكيفية التوازن بين المصالح الأمنية والضغوط السياسية الداخلية والخارجية.
ويبرز الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي كمنسق دبلوماسي محنك، إذ كشف في مقابلة مع قناة "سكاي نيوز" البريطانية عن استعداد كييف للنظر في حلول مبتكرة لإنهاء "المرحلة الساخنة" من الحرب. وكان زيلينسكي قد اقترح قبول أوكرانيا في حلف الناتو،ولكن على أن تكون مظلة الحلف سارية فقط على الـ 80% من الأراضي الأوكرانية التي لا تزال تحت سيطرة كييف. هذا قد يترك أوكرانيا حرة في وقت لاحق لحل مسألة الأراضي المحتلة دبلوماسيًا، كما اقترح.
وتعكس تصريحات زيلينسكي دقة المناورة السياسية التي يتبعها، حيث يسعى إلى تعزيز مكانته في واشنطن، في ظل توقعات بأن ترامب قد يبذل جهدًا لوقف الحرب بسرعة، رغم التحديات القانونية والسياسية المتعلقة بعضوية أوكرانيا في الناتو.
من جهة أخرى، يرى المحللون أن أي خطوة نحو تسوية قد تكون محفوفة بالمخاطر، في ظل تمسك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بمطالبه في الأراضي الأوكرانية، ورفضه لعضوية كييف في الحلف العسكري.
ووفقًا للخبراء، يتطلب الوضع الأوكراني تحركات دبلوماسية دقيقة وحلول توازن بين الضغوط الداخلية والخارجية، حيث يعلق الكثيرون الآمال على قدرة زيلينسكي في تحفيز الولايات المتحدة على لعب دور محوري في دفع جهود السلام، مع ضمان عدم تحميل كييف مسؤولية فشل المبادرات.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الحرب أوكرانيا روسيا الحرب في اوكرانيا زيلينسكي
إقرأ أيضاً:
16 قتيلاً وعشرات الجرحى في قصف روسي عنيف يستهدف منطقة زابوريجيا الأوكرانية
قُتل 16 شخصاً على الأقل وجُرح أكثر من 35 آخرين، فجر الثلاثاء، في هجوم روسي عنيف، استهدف منشأة إصلاحية في منطقة زابوريجيا، الواقعة جنوب شرق أوكرانيا، وذلك وفقا لما أعلنته السلطات المحلية والجيش الأوكراني.
وقال حاكم زابوريجيا، إيفان فيدوروف، عبر بيان نشره عبر تطبيق "تلغرام"، إنّ: "القصف الروسي أسفر عن تدمير مباني المنشأة بالكامل، إضافة إلى تضرر عدد من المنازل السكنية القريبة"، مشيراً إلى أنّ: "الضربات نُفذت باستخدام قنابل جوية شديدة الانفجار، في ثماني غارات متتالية".
من جهته، ندّد رئيس مكتب الرئاسة الأوكرانية، أندريه يرماك، بالهجوم، واصفاً إياه بـ"جريمة حرب أخرى ترتكبها روسيا بحق المدنيين"، وكتب في منشور على موقع التواصل الاجتماعي "إكس": "نظام (فلاديمير) بوتين، الذي يطلق التهديدات ضد الولايات المتحدة عبر أبواقه، يجب أن يُواجه بضربات اقتصادية وعسكرية تُجرده من القدرة على شن الحروب".
ولم يتسن لوكالة "رويترز" التحقق بشكل مستقل من تفاصيل الحادثة أو أعداد الضحايا. كما لم يصدر أي تعليق رسمي من وزارة الدفاع الروسية حتى لحظة نشر التقرير.
مسيّرات أوكرانية تضرب العمق الروسي
في المقابل، أفاد حاكم منطقة روستوف الروسية، يوري سليوسار، بمقتل مدني في هجوم أوكراني نفذته طائرات مسيّرة ليل الإثنين- الثلاثاء، قد استهدف عدة مناطق في جنوب روسيا.
وذكر سليوسار، عبر "تلغرام"، أنّ: "الهجمات طالت مناطق سالسك، وكامنسك شاختينسكي، وفولغودونسك، وبوكوفسكي، وتاراسوفسكي"، مشيراً إلى أنّ: "قنبلة من طائرة مسيّرة سقطت على سيارة في شارع أوترافسكي في مدينة سالسك، ما أدى إلى مقتل السائق الذي كان بداخلها".
كما أعلنت شركة السكك الحديد الروسية عن سقوط حطام مسيّرات على محطة سالسك، ما تسبب في إلحاق أضرار بقطار ركاب وآخر للشحن، دون وقوع إصابات بشرية.
إلى ذلك، تأتي هذه التطورات الميدانية في سياق الحرب الروسية المستمرة على أوكرانيا، والتي بدأت في 24 شباط/ فبراير 2022، إثر قرار الكرملين شنّ عملية عسكرية شاملة بحجة منع كييف من الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وهو ما اعتبرته أوكرانيا تدخلاً سافراً في سيادتها.
وبعد أشهر من اندلاع الحرب، أعلن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، عن ضم أربع مناطق أوكرانية إلى روسيا الاتحادية، وهي: دونيتسك، ولوهانسك، وخيرسون، وزابوريجيا، في خطوة وصفتها كييف والدول الغربية بأنها "ضم قسري وغير قانوني"، وقوبلت برفض دولي واسع.
وبعد إقرار الضم من قبل مجلس الدوما الروسي، فرضت الدول الغربية حزمة عقوبات اقتصادية صارمة على موسكو، لكن الأخيرة ردّت بعقوبات مضادة واستمرت في تصعيدها العسكري، متجاهلة الضغوط الدولية.
وفي 22 آذار/ مارس 2024، شنّت القوات الروسية أكبر ضربة استهدفت البنية التحتية لشبكة الكهرباء في أوكرانيا منذ بداية الحرب، ما أسفر عن انقطاع واسع النطاق للتيار الكهربائي وتضرر منشآت حيوية.