الوطن:
2025-07-03@12:28:53 GMT

أشرف غريب يكتب: أرجوكم انزعجوا

تاريخ النشر: 1st, December 2024 GMT

أشرف غريب يكتب: أرجوكم انزعجوا

فى تسعينية ميلاد «فيروز» كانت كل حياتها بمآثرها ومواقفها مادة ثرية أمام وسائل الإعلام العربية التى أرادت أن يكون احتفاؤها بعيد ميلاد «جارة القمر» مختلفاً ولائقاً بمشوارها الفنى البارز، فى هذه المناسبة استعاد البعض ظروف لقاء الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون بالمطربة الكبيرة فى مستهل زيارته للبنان فى أعقاب انفجار مرفأ بيروت قبل أربع سنوات، ما جعلنى أستعيد معه هذا الخاطر المزعج، ومن ثم قررت أن أدعوكم معى للانزعاج.

نعم أرجوكم انزعجوا أو على الأقل تأملوا وانتبهوا.. هذا الخاطر يراودنى منذ انتهاء زيارة الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون للعاصمة اللبنانية بيروت فى أغسطس 2020 عقب الانفجار المروع الذى شهده مرفأ بيروت وراح ضحيته ما يقرب من مائتى قتيل وعشرة آلاف جريح، فضلاً عن خسائر مادية هائلة، ذلك الانفجار الذى كشف سوءات الحياة السياسية فى لبنان وفساد نخبتها الحاكمة على حد وصف الإخوة اللبنانيين أنفسهم.

الرئيس الفرنسى الذى لم يكن يريد يومها فقط تقديم دعم مادى للبنان، وإنما معنوى أيضاً، استهل زيارته بلقاء «جارة القمر - فيروز» فى منزلها، وأنهاها بلقاء آخر مع «متعة الروح - ماجدة الرومى»، وبين اللقاءين تعاطى «ماكرون» -ما شاء له- مع كل الملفات السياسية والاقتصادية التى خلفها الانفجار المروع، لكن المعنى الذى بقى حتى اليوم هو تلك اللفتة الرئاسية الرائعة تجاه رمزين من رموز لبنان، تجاه صوت لبنان، فن لبنان، ضمير لبنان، أرقى وأبقى وأنقى وربما أتقى ما فى لبنان أيضاً.

إذاً ما وجه الانزعاج فى هذا؟ تخيلوا معى أن زعيماً دولياً مرموقاً جاء فى زيارة إلى مصر، وأراد الالتقاء بأحد رموزنا الغنائية، من سيقابل؟ حينما قرر «ماكرون» فعل ذلك فى لبنان اختار صوتين غنائيين، وليس أى مبدع آخر، لأن الغناء هو الأقرب إلى روح الشعوب والأكثر وصولاً إليهم وتأثيراً فى وجدانهم. 

طبعاً أنا أعلم جيداً أن لدينا بمصر فى التمثيل قامات كبرى مثل عادل إمام وحسين فهمى ويحيى الفخرانى، لكننى أحدثكم عن المطربين، وأعلم أيضاً أن لدينا أصواتاً غنائية جميلة مثل أنغام وآمال ماهر وشيرين والحجار والحلو وهانى شاكر، وغيرهم، وأصواتاً جماهيرية معروفة كعمرو دياب ومحمد منير، وظواهر شعبية لافتة وما أكثرها، لكننى أحدثكم عن الثقل، عن الوزن، عن المكانة، عن تلك الهالة التى كان يتمتع بها فى السابق كل من عبدالوهاب وأم كلثوم وعبدالحليم وشادية.

عن ذلك التاريخ المتراكم والبريق الباقى الذى أثبت قدرته على تحدى الأيام والموجات الغنائية المتلاحقة، للأسف لم يبق لنا -وبشىء من التحفظ- إلا ذلك الصوت المنعزل المعتزل والمستسلم القابع فى شرنقته، وأعنى نجاة الصغيرة، أطال الله فى عمرها.. أما فيروز وماجدة الرومى فشىء آخر.. من سيقابل أى زعيم دولى -إذا أراد- أثناء زيارته لمصر؟ 

هل يلتقى مثلاً بذلك الذى يصفع معجبيه بالقلم، أم من ساير موجة الأغانى الراقصة، أم من يغنى لنوعية بعينها من الجمهور، أم من أرهق صوته البديع بالمواد الكحولية؟ هل يفكر مثلاً فى لقاء من تزوجت سراً أكثر مما أعلنت، أم تلك التى تركت نفسها للإدمان وأصبحت اسماً دائماً فى صفحات الحوادث، أم تلك التى تختفى أكثر مما تظهر؟ الفارق كبير بين الموهبة وبين إدارة الموهبة، وهذا هو البون الشاسع بين «فيروز» وغيرها.

لا تحدثونى إذاً عن الريادة فى الغناء، أو عن قوة مصر الناعمة؟ أى ريادة وأى قوة ناعمة؟! إن كنا نتحدث عن السبق الزمنى، فالريادة ليست كذلك فقط، أين الاستمرارية والتميز؟ أين المكانة والثقل؟ وإذا كنا نستمتع دائماً بالكلام عن قوتنا الناعمة، فدعونى أؤكد لكم، دون أن تغضبوا، أنها باتت فى تآكل، بل وفى خطر، وكادت تتحول إلى الضعف الخشن فى زمن شاكوش وحمو بيكا وأورتيجا، ومن هو «نمبر وان» أو على شاكلة هؤلاء.. فهل من منتبه؟

إننى أخشى على تاريخنا الناصع من حاضرنا الباهت، أخاف على ريادتنا من هذا الواقع المؤلم، وأعلم أن تدارك ما أفسده الناس والدهر يحتاج إلى سنوات وسنوات، لكن من الضرورى، بل من الواجب، أن نبدأ فى تعويض ما فاتنا، لقد كانت هناك رغبة رسمية سابقة فى تجهيز مطربة مثل آمال ماهر لهذه المكانة المرجوة وإعادة استنساخ تجربة سيدة الغناء العربى أم كلثوم حتى لو كانت بمقاييس زماننا. 

لكن «آمال» لم تصبر، فانجذبت إلى تيار السوق وابتعدت عن معلمها وأبيها الروحى فى ذلك الوقت عمار الشريعى، ورغم هذا فلا بد من إعادة المحاولة إن كنا نريد حقاً ريادة الغناء العربى مثلما كانت الحال فى السابق.. وإلى أن يتحقق ذلك أرجوكم أجيبونى بصراحة ودون أن يغضب منى أحد:

«لما يحب أى زعيم دولى يكلم مطرب أو مطربة مصرية يكلم مين؟!».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: المطربة فيروز العاصمة اللبنانية بيروت

إقرأ أيضاً:

مشهد غريب في أضنة… ما الذي يربطه الطهاة على أجسادهم تحت لهيب الصيف؟

في قلب مدينة أضنة، حيث تتحول الشوارع إلى أفران مفتوحة بفعل درجات حرارة تجاوزت 40 درجة مئوية، وجد طهاة الدونر أنفسهم أمام خيارين: إمّا الاستسلام للحرّ الخانق، أو البحث عن وسيلة مقاومة غير مألوفة. والوسيلة كانت الثلج.

حرارة تحاصر الجسد والنار أمامهم

في مطابخ الدونر الصغيرة، وبينما تتصاعد ألسنة اللهب من المواقد، يقف الطهاة وجهاً لوجه مع درجات حرارة تصل إلى 60 درجة مئوية خلف الطاولة.

يقول أحدهم:

“نحن نعمل في قلب النار، لا في جوارها فقط. حين تكون الحرارة في الخارج 40، فإنها تتضاعف عند الموقد.”

لكن الأدهى أن هذه الحرارة لا تأتي وحدها، بل تصاحبها رطوبة خانقة تجعل الهواء الثقيل يبدو وكأنه يطبق على الأنفاس. في هذه الظروف، يصبح تقطيع الدونر تحديًا يوميًا لحياة الطهاة، وليس مجرد عمل.

مكعبات الثلج.. وقاية من الاحتراق

قرر الطهاة تقليص ساعات الوقوف أمام الموقد، واعتمدوا نظام “المناوبة المزدوجة” لتخفيف العبء. لكن الحل الأكثر لفتًا للانتباه كان ربط مكعبات الثلج على ظهورهم وصدورهم خلال ساعات الذروة.

دوغان تورهان، أحد الطهاة الذين لجؤوا إلى هذه الحيلة، قال:

“أنا أعمل في هذا المجال منذ 15 عامًا، ولم أشهد حرارة كهذه. الحرارة عند الطاولة تصل إلى 60 درجة. ولأننا لا نستطيع التحمّل، بدأنا بوضع مكعبات الثلج. الطاهي الجديد يأتي، يربط الثلج على جسده، ثم يتوجه للموقد.”

ويضيف:

اقرأ أيضا

كم ستكون زيادة الإيجار في تركيا؟ إليك النسبة الجديدة لشهر…

مقالات مشابهة

  • مشهد غريب في أضنة… ما الذي يربطه الطهاة على أجسادهم تحت لهيب الصيف؟
  • بوكيتينو: منتخب أميركا «غريب الدار»!
  • د. غادة جابر تكتب: شهيدات حادث المنوفية لكل كلمة معنى
  • الشرطة الفرنسية تعتقل الجزائري بلايلي لسبب غريب (شاهد)
  • إنفجار جسم غريب... وتحرّك فرق الإسعاف
  • الأرصاد تكشف عن سبب عدم الاستقرار في الأحوال الجوية
  • محافظ أسوان يأمر بتشغيل إحدى العبارات لخدمة حركة المواطنين
  • “سيعود إلى جنوب أفريقيا”.. ترمب يشن هجوما جديدا على إيلون ماسك
  • عشان ولادنا.. طليق أيتن عامر يفاجئها بتصرف غريب
  • فى ذكرى ميلاد رفعت الجمال.. قصة خلاف الزعيم والساحر لتقديم مسلسل رافت الهجان