بوابة الفجر:
2025-06-15@12:03:21 GMT

محمد مسعود يكتب: إرادة الرئيس.. والدواء المُر

تاريخ النشر: 1st, December 2024 GMT

جلس «سلامة» يائسا، كيف له أن يصرف على ثلاث بنات رزقه الله بهن، طلبت منه زوجته «سيدة» بأن ينزل للعمل، رد بأنه ينزل يوميا ولا جديد، فمهنة بائع الروبابيكيا، لم تعد تدر أى عائد، ومثلما يذهب، يعود خالى الوفاض، طلبت «سيدة» وألحت بأن ينزل والرزق على الله، وافق وهو يمسح دمعة تكونت فى عينيه، لكن بشرط، ألا تخبر الفتيات بأنه سيخرج للعمل، لأن طلباتهن لا تنتهى، وعندما لا يستطيع أن يوفِّيها، يرى فى أعينهن حزنًا كبيرًا «عارفة يا سيدة أصعب حاجة فى الدنيا لما تشوفى حتة من لحمك بتطلب حاجة وأنتى مش قادرة توفِّيها.

. أنا بشوف فى عنيهم بصة.. بتموتنى».

قال لى الفنان محمود الجندى وهو من أدى دور «سلامة» فى مسلسلى «مذكرات سيئة السمعة»، الذى عرض عام ٢٠١٠، كيف كتبت هذا المشهد من دون أن تتزوج أو يكون لك ابن أو ابنة -وقتها كنت فى مرحلة الخطوبة- قلت له ربما «الإحساس بالمسئولية»، كان كفيلا بأن يولد لدى ما أكتبه على لسان «سلامة» الأب الذى هزمته الدنيا ودفعه الفقر فى النهاية إلى أن يتخلص من بناته وزوجته بأن يدس لهن ولنفسه السم ليشعروا جميعا بالراحة من قسوة الدنيا، ولسخرية القدر ماتت الأم والفتيات، لكنه لم يمت، عاش ليموت فى اليوم ألف مرة، من عذاب ضميره، لأنه لم تكن لديه إرادة للبقاء والنجاة، لم يكتف بحكم الزمن عليهم بالفقر، بينما نفذ فيهن حكم الإعدام خشية إملاق.

ما كتبته فى مسلسل «مذكرات سيئة السمعة»، كان فى عصر غير العصر، كتب فى الفترة من ٢٠٠٨ إلى ٢٠٠٩، وعرض بعدها بعام، كان مسلسلا كاشفا للمجتمع، عوراته وفساد الحزب الحاكم، وحالة الفقر التى أصابت المصريين، لم تكن هناك برامج حماية اجتماعية، ولا إعادة بناء إنسان أو مساكن تليق بهذا الإنسان، كانت هناك محاصيل مسرطنة، وتزوير انتخابات وفساد يزكم الأنوف، يمكنك أن تمر بفسادك إذا لم يعلم الرجل الكبير، أما إذا علم وخرجت الأمور عن السيطرة فيمكنك الهرب للخارج بأموالك وقروضك وأسرتك، وكان «سلامة» هو مثال المواطن الميت على قيد الحياة، الذى آثر أن يترك الدنيا بما فيها وأن يأخذ أسرته معه فى رحلة إلى عالم الموت، عله يقابل أرحم الراحمين رب العالمين، ويسامحه على ما فعله.

فى هذا العصر لم تكن دائرة من النار قد أحاطت بمصر، لم يكن هناك كم المؤامرات وحروب الجيل الرابع التى نعيشها، ورغم ذلك مات كثيرون بفيروس «سى» وبتأثير المنتجات المسرطنة، عاش المجتمع فى بنية تحتية منهارة، ودولة ذات اقتصاد منهار، وحلم كاذب يدعى لجنة السياسات بالحزب الوطنى، خرجنا من ذلك السواد إلى سواد أعظم، سنة سوداء قاحلة قضاها الإخوان فى سدة الحكم، وكان هناك بدلا من سلامة ألف سلامة ماتوا بالقهر والفقر والفاشية والإرهاب، وهناك من ماتوا حزنا وكمدا على ذويهم.. وهناك من تحمل وحارب على البقاء، وعمل على مصلحة الوطن حتى لو على حساب نفسه.. ولمَ لا؟، وقد أصبح أبا وكبيرا ورئيسا لشعب عظيم ودولة عظيمة.

لم يخلق الله البشر بنفس السمات والقدرات، وكلف كل نفس وسعها، وهو أعلى وأعلم بخلقه، لكن.. فكرة البقاء فى حد ذاتها قد تجعل تصرفات الآباء تبدو قاسية فى أعين أبنائهم، هذا هو الواقع، والحقيقة فأنا لم أنس أبدا ذلك اليوم، يوم تعرض ابنى آخر العنقود لقىء شديد، جعل الدواء لا يستقر فى معدته، هنا أمر الطبيب بحقنة لوقف القيء، كان خائفا، مرتعبا، صارخا، كان علىّ أن أمسكه وأحكم إمساكه، ليعطيه الطبيب الحقنة، بكى بحرقة ليس من وجعها لكن لأننى أحكمت إمساكه، كان صغيرا لدرجة أنه لن يستوعب أن ما فعلته كان لمصلحته، إننى لم أكن أريد له الألم، بل سعيت لأهب له الشفاء، ولم أشعر سوى بسخونة دمعة سالت من عينى، وسؤال ابنتى الكبرى «بتعيط؟»، لا أعرف وقتها أكان الدمع خوفا عليه أم حزنا من تأثير نظرة العتاب والخذلان التى رأيتها فى عينيه.

لكننى اكتشفت وقتها أن أجل الدموع وأعظمها هى دموع رجل يراه الجميع كبيرا قويا نافذا مؤثرا يوزع إرادته على الجميع، كل من حوله يستمدون القوة والثقة من قوته وإرادته، يحسبونه «آلى» وهو فى الأصل إنسان، يشعر ويحزن وينفق ويبذل من عمره وصحته عليهم، يخاف لحد الموت على من يحبهم، يحبهم حتى وهم يلومونه على قسوة مرارة الدواء، أتصور أن هذا هو شعور الرئيس، فالدموع التى غلبته، هى دموع قوة، دموع محب يُلام على نبله وبطولته وحسن نواياه، فلا يوجد رئيس لا يريد أن يعيش شعبه فى حال من السعة واليسر، خاصة الرئيس عبدالفتاح السيسى الذى لم يتهرب يوما من المسئولية، فى أحلك الظروف والأحوال التى مرت على هذا الوطن.

أعتقد أنها دموع المسئولية، والإرادة، سنكمل رغم الألم، لن نوقف الدواء حتى الشفاء التام والنهائى من أوجاع مصر، ونحن معه حتى النهاية، نستمد منه الإراده ونعينه على مسئولياته التى اختاره الله لها ولو كره الكارهون، ويومًا ما سيأتى وقت الحصاد، وسينصف التاريخ إخلاص الرئيس الذى جاء فى أخطر مرحلة من عمر مصر.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: محمد مسعود إرادة الرئيس الدواء الم ر سلامة محمود الجندي الفقر المجتمع المصري فساد الحزب الحاكم فيروس سي البنية التحتية حزب الوطني الإخوان القهر الفاشية الارهاب الاسرة المسؤولية دموع الرئيس عبدالفتاح السيسي أوجاع مصر الحصاد التاريخ

إقرأ أيضاً:

مجمع إرادة: التوتر اضطراب طبيعي ولكن استمراره دون تدخل يكون ضارًا

أميرة خالد

أوضح مجمع إرادة والصحة النفسية بالرياض عضو تجمع الرياض الصحي الثالث، أن التوتر أو القلق هو جزء طبيعي من الحياة، ويمثل استجابة الجسم الطبيعية للضغوط والتحديات اليومية، وفي بعض الحالات يمكن أن يكون مفيدًا، ويساعد على التركيز والإنجاز واتخاذ القرارات بسرعة، غير أن التوتر يصبح ضارًا إذا استمر لفترات طويلة وأثّر سلبًا على حياة الشخص دون إدارة صحيحة.

وبين استشاري الطب النفسي، المساعد للخدمات الطبية بالمجمع الدكتور عبدالإله بن خضر العصيمي، أن ردود فعل الجسم أثناء التوتر والقلق ناتجة عما يسمى “الجهاز العصبي الذاتي السمبثاوي”، وهرمونات التوتر في الجسم التي بدورها تقوم بتنظيم وظائف الأعضاء والغدد في الجسم بصورة ذاتية، وتتأثر بالضغوط الخارجية والبيئية وما تتلقاه الحواس غالبًا.

وأوضح أن هذا الاضطراب يظهر في عدة صور، أشهرها وأكثرها شيوعًا الخوف المفرط من أشياء -لا تشكِّل خطرًا حقيقيًا أو يكون هذا الخطر ضئيلًا- كبعض الحشرات، والدماء، والإبر، والرعد، والقطط، وركوب الطائرة، والمرتفعات، والأماكن الضيقة، والمصاعد وغيرها، ويطلق عليه الرهاب المحدَّد، ويمكن أن يحدث على شكل نوبات هلع متكررة، وتصل ذروة النوبة غالبًا خلال عشر دقائق، وغالبًا ما ترافقها أعراضًا جسدية، ويشعر المصاب بها بالتوتر والقلق الشديد من حدوث نوبة أخرى قادمة، ويتوتر أيضًا متوقعًا إصابته بمرض خطير أو مميت أو فقدان السيطرة، كما أنه يكون على شكل خوف من الإحراج أو الانتقاص أثناء التفاعل الاجتماعي وخصوصًا في بعض المواقف (مثل التحدث أمام الجمهور) ويصاحبه انسحاب من تلك المواقف، أو ظهور أعراض جسدية محددة مثل رعشة الأطراف، التعرق، الخفقان، وصعوبة في الكلام، ويطلق عليه “القلق الاجتماعي”، إضافة إلى أنه ينتج عن كثرة تناول الكافيين، واضطراب النوم، أو بعد تناول أدوية معينة، ونادرًا بسبب مرض عضوي، أو بعد تناول مواد منشطة.

وأفاد أن هذا الاضطراب يحدث لدى الأطفال بعد عمر السنتين فيما يسمى اضطراب “قلق الانفصال عن الوالدين”، ويتضمن الخوف المفرط من الانفصال عن الوالدين أو الأشخاص المقربين، مبينًا أن التوتر والقلق يكون عامًا وبشكل يومي تقريبًا، ويعاني المصاب به من تفكيرٍ وهمّ مفرط في الأحداث اليومية، والخوف من حدوث أسوء الاحتمالات، ويكون مصحوبًا بالتململ والإحساس بالتعب وضعف التركيز وسرعة الغضب، ويترافق معه بعض الأعراض الجسدية واضطراب النوم.

وأشار المساعد للخدمات الطبية بمجمع إرادة بالرياض، إلى أن هناك اضطرابات توتر وقلق أخرى، منها، رهاب الساح أو (رهاب الخلاء) ويأتي على شكل خوف من أن يكون في مكان ما أو الخروج عندما يكون الهروب صعبًا أو محرِجًا، أو عندما تكون المساعدة غير متوفرة، وغالبًا يتم تجنُّب هذه (الأماكن أو الأوضاع) من الشخص، ومنها ما هو مصاحب لاضطرابات الصدمة (مثل التعرض للقتل أو الكوارث الطبيعية أو الحوادث الخطيرة أو غيرها)، وتشمل الأعراض أيضًا اليقظة المفرطة، وظهور ذكريات مرتبطة بالصدمة بشكل مفاجئ، والسلوكيات التجنبية، والأرق والأحلام السيئة المرتبطة بالصدمة، وأعراض الاكتئاب وغيرها.

وأضاف الدكتور العصيمي، أن من ضمن العوامل للإصابة بالتوتر أو القلق، ضغوط الحياة وتغيراتها التي ينتج عنها رد فعل مفرط غير متكيف يصاحبه أعراض القلق “العلاقة مع الآخرين، العمل، الدراسة، الأمور المالية، الزواج، الطلاق ونحوها”، وتسهم أنماط التفكير السلبية والشخصية وتأثير البيئة المحيطة والتاريخ العائلي كعوامل أخرى تحفز التوتر والقلق.

وعن مضاعفاته، أوضح أن القلق كاضطراب مستمر يعيق حياة الشخص مهنيًا وأكاديميًا واجتماعيًا، ويصاحبه أعراض عضوية مزعجة كارتفاع في ضغط الدم، والسكر، وأعراض الجهاز الهضمي، والأعراض العصبية، والشد في الجسم، وضعف المناعة، والعجز الجنسي.
وعن مواجهة التوتر أو القلق فبيّن أن ذلك يكون بتخفيف تناول الكافيين أو ما يمكن أن يزيد من التوتر، وتعديل النظام الغذائي إلى صحي، وتنظيم النوم، ووضع جدول من النشاطات والهوايات الممتعة، وتنظيم الوقت والأولويات، وأخذ قسطٍ من الراحة وممارسة التأمل وطرق الاسترخاء كالتنفس العميق وغيره.

وذكر الدكتور عبد الإله العصيمي أن العلاج بالأدوية النفسية والجلسات النفسية لدى المختصين في الطب النفسي، وعلم النفس الإكلينيكي، والمتابعة في الخطة العلاجية المقررة تساعد في علاج أغلب اضطرابات التوتر والسيطرة عليها بشكل فعال.

مقالات مشابهة

  • مجمع إرادة بالرياض: التوتر اضطراب طبيعي واستمراره لفترة طويلة دون تدخل يكون ضارًا
  • مجمع إرادة: التوتر اضطراب طبيعي ولكن استمراره دون تدخل يكون ضارًا
  • «أحلى عروسة في الدنيا».. بوسي تهنئ منة عدلي القيعي بزفافها
  • الغذاء والدواء تطلق موقعها الإلكتروني الجديد .. تفاصيل
  • هل تملك الدولة إرادة حقيقية للإصلاح ؟
  • محمد أبوزيد كروم يكتب: حيا الله السلاح والكفاح، والنصر الذي لاح
  • قبل عرضه.. كريم مسرور يكشف أبرز تفاصيل «في عز الضهر»| فيديو
  • فى عيد ميلادها.. سيمون دخلت الفن من بوابة الغناء
  • محمد عبد الجواد يكتب : إيران وكرالجواسيس
  • دعاء مستجاب بخيرات الدنيا والآخرة.. اغتنمه وردده الآن