العراق يجذب السياح الدوليين.. كيف وجدوا مهد الحضارة؟
تاريخ النشر: 1st, December 2024 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- عندما جلس تومي دريسكيل، وهو صانع محتوى على منصة "يوتيوب" من هاواي، لتناول وجبة فطور عراقي تقليدي من "الكاهي" و"القيمر" (المعجنات والقشدة) خارج مقهى صغير وسط مدينة بغداد، لم يسعه إلا وصف التجربة بالسريالية.
وقال دريسكيل، المعروف باسم "Dude Abroad" على "يوتيوب"، لـ CNN بعد زيارته للعراق في عام 2024: "لقد كانت تجربة هادئة إلى حد ما.
ورغم التوترات المتصاعدة في مختلف أنحاء الشرق الأوسط، فإن دريسكيل يعد واحدا من بين عدد متزايد من المسافرين الأجانب الذين يزورون العراق مع انتقال شركات السياحة الدولية إلى البلاد.
وباعتبار العراق موطناً لثروة من المعالم السياحية، التي تشمل آثار بابل القديمة، وأهوار بلاد ما بين النهرين، وجبال كردستان العراق كثيراً ما يطلق على العراق لقب "مهد الحضارة" نظرا لأن السومريين القدماء قاموا فيها بتطوير مفهوم العجلة، وأول أنظمة الكتابة في العالم، وأنشأوا المراكز الحضرية منذ عام 5300 قبل الميلاد.
وتسعى البلاد لاجتذاب عشاق المغامرة، إذ أكد وزير الثقافة والسياحة والآثار العراقي أن البلاد آمنة خلال فعاليات معرض سوق السفر العالمي لعام 2023، في الوقت الذي تضع فيه بغداد نصب عينيها أن تصبح عاصمة السياحة العربية في عام 2025.
وأشار دريسكيل إلى أنه نشأ على متابعة أخبار الحرب في العراق، إلا أن تحذيرات السفر التي أطلقتها بلاده كان لها تأثير عكسي، إذ أدت إلى إثارة الفضول لديه.
"لقد كانت العراق على رادار وجهات السفر التي أرغب بزيارتها لسنوات"، هكذا قال دريسكيل، الذي قادته رحلته التي استمرت 12 يومًا مع شركة "بالعطلة"، وهي شركة سياحة عراقية، إلى أسواق عمرها قرون في بغداد ومزارات شيعية مقدّسة في مدينة كربلاء، على بعد ساعة جنوبًا.
وتابع: "لطالما كنت منجذبا إلى الوجهات غير المألوفة، وخاصة تلك التي تحذّر وزارة الخارجية الأمريكية مواطنيها من السفر إليها. وبصرف النظر عن الديناميكيات السياسية، فقد وجدت باستمرار إنسانية مشتركة تجمع بيننا. في مخيلتي، افترضت أن العراق سيكون على الأرجح مماثلا".
وقد شهد العراق فترة من الاستقرار النسبي منذ هزيمة تنظيم "داعش" في عام 2017، رغم من أن القوات الأمريكية تواصل تنفيذ الضربات الجوية والغارات على معاقل التنظيم، بما في ذلك عملية مشتركة مع القوات العراقية في أغسطس/ آب 2024 التي شهدت مقتل 14 من مقاتلي داعش. ومنذ عام 2021، انتعشت السياحة عندما بدأت الحكومة الاتحادية العراقية في تقديم تأشيرات عند الوصول إلى مطار بغداد الدولي لـ 30 جنسية، بما في ذلك مواطني الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي.
وبحسب موقع "كردستان كرونيكل"، حددت هيئة السياحة التابعة لحكومة إقليم كردستان لنفسها هدفًا يتمثّل في استقبال 20 مليون زائر سنويًا بحلول عام 2030. ومن المرجح أن يكون معظم هؤلاء من السكان المحليين وفقًا لشبكة "رووداو" الإعلامية التي تتخذ من كردستان مقرًا لها، فإن ربع السياح في عام 2023 كانوا زوارًا دوليين. وفي عام 2023، تجاوزت المنطقة حاجز السبعة ملايين، وفقًا لأرقام حكومية.
ويشير منظمو الرحلات إلى أنهم يشهدون طفرة في الطلب على زيارة العراق. وقد أطلقت شركة "Lupine Travel"، وهي شركة بريطانية متخصصة في وجهات أقل شهرة، جولات إلى كردستان العراق في عام 2014 والعراق في عام 2018.
وقال روبرت كايل مولينا، مدير الرحلات لدى شركة Lupine Travel، لـ CNN: "لقد شهدنا زيادة ملحوظة للغاية في الطلب على السفر إلى العراق. خاصة إلى أماكن مثل بغداد وبابل والموصل. كل عام يتضاعف الطلب. وقبل عامين قمنا برحلة واحدة، وفي العام الماضي رحلتان وهذا العام أربع رحلات. والوقت مناسب للزيارة".
المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: فی عام
إقرأ أيضاً:
الأسبوع المقبل.. بغداد سترتبط بمدينة إيرانية “مباشرة”
شبكة انباء العراق ..
أعلنت مدينة رامسر في محافظة مازندران شمال ايران، افتتاح اول خط طيران مباشر الى بغداد خلال أيام.
وقال محافظ رامسر مسلم قوباديان، انه سيتم تسيير رحلات جوية مباشرة بين رامسر وبغداد وبالعكس ابتداءً من الأسبوع المقبل في مطار شهداء رامسر”.
وأكد قوباديان على موقع رامسر الاستراتيجي في شمال إيران، قائلاً: “المشاورات جارية لإنشاء خطوط طيران داخلية ودولية جديدة، وسيتم الإعلان عن النتائج قريبًا”.
وبحسب وسائل اعلام إيرانية، يُعدّ ربط رامسر ببغداد، في وقتٍ تُعدّ فيه الزيارات الدينية والتجارة دافعين رئيسيين لسفر الإيرانيين إلى العراق، خطوةً مهمةً لمنطقة مازندران الغربية، وبوابةً جديدةً للتفاعلات الدينية والاقتصادية والثقافية.
user