اللامركزية وريادة الأعمال: تمكينٌ لتحقيق "عُمان 2040"
تاريخ النشر: 1st, December 2024 GMT
سهام بنت أحمد الحارثية
نظّمت غرفة تجارة وصناعة عُمان، ممثلة بلجنة الاقتصاد وسوق العمل، هذا الأسبوع ندوة مهمة حول اللامركزية ودورها في الاقتصاد وسوق العمل، بمشاركة خبراء من ألمانيا، هدفت الندوة إلى تسليط الضوء على أهمية تطبيق ممارسات لامركزية لدعم التنمية المتوازنة وتعزيز التنافسية الاقتصادية، بما يواكب رؤية "عُمان 2040".
اللامركزية ليست مجرد هيكل إداري؛ بل هي ركيزة أساسية لتحفيز الابتكار ودعم ريادة الأعمال، من خلال نقل الصلاحيات إلى السلطات المحلية، تصبح الجهات الأقرب إلى الواقع قادرة على اتخاذ قرارات تناسب احتياجات المجتمع المحلي. ويؤدي هذا بدوره إلى خلق بيئة مرنة تُعزز الابتكار وتُسهم في تنمية الاقتصاد الوطني بشكل متوازن.
وعلى مستوى دعم التنوع الاقتصادي، تُعد اللامركزية أداة رئيسية لتحقيق أهداف رؤية "عُمان 2040" التي تسعى إلى زيادة مساهمة القطاعات غير النفطية في الناتج المحلي الإجمالي. فمن خلال توزيع الصلاحيات والموارد، يمكن لكل محافظة أن تركز على تطوير قطاعاتها الاقتصادية وفقًا لميزاتها النسبية. على سبيل المثال، يمكن لمحافظة ظفار تعزيز ريادة الأعمال في مجال السياحة البيئية والاستفادة من طبيعتها الخلابة وموسم الخريف والصرب والشتاء لجذب السياح، مما يتيح إنشاء مشاريع مثل النزل البيئية والفعاليات الثقافية، في المقابل يمكن أن تُبرز محافظة الداخلية ريادتها في الصناعات الحرفية والتقليدية، مع تطوير منتجات سياحية فريدة تلبي احتياجات السوق المحلية والعالمية.
أما على صعيد تعزيز الابتكار، تُشير الدراسات إلى أن اللامركزية تُحفز الإبداع بنسبة تصل إلى 25% في المناطق التي تتمتع بصلاحيات محلية مقارنةً بالمناطق المركزية، يفتح هذا المجال أمام الشباب ورواد الأعمال في كافة محافظات السلطنة لإنشاء مشاريع تخدم مجتمعاتهم وتُلبي احتياجات أسواقهم المحلية. تجربة شركة ناشئة في محافظة مسقط مثل "O Taxi"، التي أصبحت منصة محلية ناجحة للنقل الذكي، تُبرز كيف يمكن للمبادرات المحلية أن تنمو بسرعة عندما تكون القرارات الإدارية والتشريعية داعمة وموجهة.
رؤية "عُمان 2040" تضع التوازن التنموي بين جميع مناطق السلطنة كأولوية قصوى، ومن خلال اللامركزية، يمكن تحقيق هذا التوازن عبر توزيع الموارد والخدمات بشكل عادل، مما يُسهم في تعزيز التنمية في المناطق النائية، على سبيل المثال، مشروع "المدينة الاقتصادية بالدقم" يعكس كيف يمكن للمناطق النائية أن تتحول إلى مراكز جذب استثماري وريادي من خلال التمكين الإداري والتنظيمي؛ حيث اجتذبت المنطقة استثمارات الاقتصاد الأزرق في قطاعات مثل الصناعة والطاقة واللوجستيات.
التجربة الألمانية في اللامركزية تُعد نموذجًا مُلهمًا يمكن الاستفادة منه في السلطنة فقد ساهمت السياسات اللامركزية في ألمانيا في زيادة عدد المشاريع الريادية بنسبة 15% خلال العقد الأخير، مع توزيع الفرص بشكل عادل بين المدن والمناطق الريفية، على سبيل المثال، منطقة بافاريا في ألمانيا تُعرف بقدرتها على دعم رواد الأعمال من خلال برامج تمويل محلية ومراكز دعم ابتكار، مما جعلها نموذجًا يُحتذى به في كيفية تعزيز الاقتصاد الإقليمي عبر السياسات المحلية.
وبتطبيق سياسات مشابهة في عُمان، يمكن تعزيز الشراكات بين القطاع الحكومي والخاص على مستوى المحافظات لتطوير بنى تحتية مستدامة، مثل إنشاء مراكز حضانة أعمال ومناطق اقتصادية حرة مخصصة لكل محافظة، تُعزز من قدرة رواد الأعمال على الابتكار والمنافسة.
ومع النماذج الناجحة التي نراها محليًا ودوليًا، يمكن أن تصبح عُمان مركزًا رياديًا عالميًا يعكس طموحاتها الوطنية ويضعها في مصاف الدول الرائدة؛ إذ إن تعزيز تطبيق اللامركزية في عُمان سيسهم بشكل مباشر في تحقيق الأهداف الاستراتيجية لرؤية "عُمان 2040" من خلال تمكين المحافظات، وتشجيع الابتكار، وتوفير فرص متكافئة للنمو والازدهار الاقتصادي.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
فوز دمياط بلقب عاصمة الابتكار الأخضر وانطلاق أسبوع الاستدامة
شارك الدكتور أيمن الشهابى محافظ دمياط، مساء الثلاثاء، بنهائيات مسابقة روّاد دمياط فى نسختها الرابعة ، والتى تأتى فى إطار مشروع منظمة العمل الدولية ILO " معاً لتنمية الشباب في دمياط " الممول من شركة ميثانكس مصر ، حيث جاءت الفاعلية التى انعقدت مساء اليوم بفندق شتيجنبرجر اللسان بمدينة رأس البر، بحضور المهندسة شيماء الصديق نائب محافظ دمياط و السيد ايريك أوشلان مدير مكتب منظمة العمل الدولية بالقاهرة و السيد محمد شندى الرئيس التنفيذي والعضو المنتدب لشركة ميثانكس، ،اللواء محمد همام سكرتير عام المحافظة و اللواء دكتور طارق بحيرى السكرتير العام المساعد، والدكتور محمد النجار رئيس القطاع المركزى للخدمات غير المالية بجهاز تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر، و المهندس أحمد الجندى رئيس قطاع تنمية الأعمال بالجهاز و محمد فايد رئيس الغرفة التجارية بدمياط والأستاذة بيريهان توفيق منسق مشروع وظائف لائقة لشباب مصر و حسام شبكة مدير فرع جهاز تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر بدمياط وممثلين عن عدد من القطاعات
وبدأ الحفل الختامى بالسلام الجمهورى، و استعراض سريع لمشروع " معاً لتنمية الشباب في دمياط " بمرحلتيها الأولى والثانية ، و كذا المشروعات التى أطلقتها المنظمة بالتعاون مع ميثانكس والجهات الشريكة بمحافظة دمياط.
الدكتور أيمن الشهابى " عن سعادته بمشاركته اليوم بنهائيات مسابقة رواد دمياط 2025 ، والتي جاءت للعام الرابع على التوالى لدعم مجالات ريادة الأعمال ، وذلك انعكاساً لشراكة متميزة بين منظمة العمل الدولية وشركة ميثانكس، فى إطار مشروع " معاً لتنمية الشباب في دمياط "
وأشاد " محافظ دمياط " بأهداف المشروع التى تدعم جهود المحافظة بمجالات ريادة الأعمال ، باعتبارها المحور الأهم فى الوقت الراهن ،لتوطين الصناعات الصغيرة والمتوسطة والناشئة ، وأيضًا تعزيز الابتكار ومحاربة البطالة وتحقيق النمو الاقتصادي وأهداف التنمية المستدامة التى تتبناها الدولة المصرية ، علاوة على الاهتمام بدعم الشباب ،الذين هم الركيزة الأساسية لبناء اقتصاد مبتكر وقادر على المنافسة.
وأكد " محافظ دمياط " أن المحافظة خطت خلال السنوات الماضية خطوات كبيرة نحو تعزيز بيئة داعمة للمشروعات الصغيرة والمتوسطة، وتمكين الشباب من تحويل أفكارهم إلى مشروعات حقيقية، من خلال تبني مبادرات تستثمر الطاقات الإبداعية وتفتح آفاقًا جديدة للعمل والإنتاج ، مُعلناً عن فوز دمياط بلقب عاصمة الابتكار الأخضر لعام ٢٠٢٥ ، وفقًا لمؤشرات أكاديمية البحث العلمى والتكنولوجيا، و أعلن أيضًا عن انطلاق أسبوع الاستدامة بدمياط فى الفترة من ٢٨ ديسمبر حتى الأول من يناير ٢٠٢٦ ، وذلك لفتح آفاق جديدة للافكار المبتكرة واتاحة فرص تمويل لها
واوضح " محافظ دمياط " أن المسابقة جاءت لتؤكد أن دمياط تمتلك جيلاً واعدًا من المبدعين وروّاد الأعمال، القادرين على ابتكار حلول مبتكرة وخلق فرص عمل، وتعزيز التنمية المحلية، بما يتواكب مع رؤية الدولة المصرية لبناء اقتصاد قائم على المعرفة والابتكار
و أعرب " الدكتور أيمن الشهابى " عن خالص أمنياته للمتسابقين بالنجاح،وتوجه لهم برسالة تقدير ودعم؛ قائلاً " نتم تقدمون نماذج رائدة تُبشر بمستقبل أفضل، وتثبت أن الإصرار والعلم والإبداع قادرون على صناعة نجاحات حقيقية ،وأؤكد لكم أن محافظة دمياط ستظل إلى جانبكم، داعمة لكل خطوة تُسهم في تحويل أفكاركم إلى قصص نجاح ملموسة"
واختتم كلمته بتوجيه بالشكر والتقدير الى منظمة العمل الدولية وشركة ميثانكس وجهاز تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر، وأعضاء لجنة التحكيم، ولكل من أسهم في إعداد هذه الفعالية، إيمانًا بأهمية الاستثمار في العقول الشابة، وتعزيز ثقافة ريادة الأعمال داخل مجتمعنا.
هذا ويشار الى مشروع منظمة العمل الدولية "معا لتنمية الشباب في دمياط" الممول من شركة ميثانكس مصر ينظم الموسم الرابع من مسابقة رواد دمياط ٢٠٢٥ للشركات الناشئة والشركات القائمة ، حيث تقدم ١٣٠ مشروعا منقسمة ل١١٨ شركة ناشئة و١٢ شركة قائمة و تأهل للمستوى النصف نهائي ٥٠ شركة: ٤٤ شركة ناشئة و٦ شركات قائمة وقام ٥ خبراء بتقييم عروض المتسابقين يومي ٢٢ و٢٣ نوفمبر ٢٠٢٥ . وقدم المشروع هدا الموسم تدريبات رفع كفاءة للمتأهلين وعددهم ٢٢: ١٨ شركة ناشئة و٣ شركات قائمة قبل الدخول في نهائيات المسابقة يوم ٩ ديسمبر والتي يقوم بالتقييم بها لجنة من ٧ خبراء .
وتم خلال الحفل النهائى توزيع الجوائز على الفائزين بالمسابقة التى تضمنت ٦ جوائز تراوحت قيمها ما بين ٥٠ الف جنيه إلى ١٥٠ الف جنيه للمشروعات الناشئة و ٣ جوائز قيمتها تتراوح من ١٥٠ الف جنيه الى ٢٠٠ الف جنيه