التجديد ليس ترديد جمل رنانة، بل هو تغيير حقيقي في الفكر والممارسة (3 -7)
تاريخ النشر: 3rd, December 2024 GMT
صديق الزيلعي
كثرت، مؤخرا، الكتابة عن التجديد والتطوير والهوية والاصالة ودولة 56، وهذه ظاهرة صحية. لأن التداول حول مفاهيم ذات مدلولات فكرية مهم لبلادنا. لكن أصبح من السهل الكتابة بعمومية واستسهال، بعد انتشار السوسيال ميديا، مما يفرغ تلك المفاهيم من مدلولاتها الحقيقية. وأحد تلك المفاهيم هو مفهوم التجديد، التي كتبت عنه العديد من المؤلفات والمقالات في الغرب، وفي عالمنا العربي.
أواصل حواري مع الزميل العزيز هشام عثمان، بعد المقدمة أو المدخل أعلاه، حول ضبط المصطلحات والمفاهيم. وبهذا المنهج يكون حوارنا جادا ومثمرا ومفيدا للقارئ لتكوين رؤيته الخاصة، حول القضايا المطروحة.
هذا هو نص الفقرة الثالثة من مقال الزميل هشام، في الرد على مقالي:
" يدعي الزيلعي أن الحزب عاجز عن مواكبة التغيرات العاصفة التي شهدها العالم في القرن الماضي، وهو ادعاء مردود عليه. فالحزب الشيوعي السوداني كان دائمًا منفتحًا على التطورات الفكرية، وتجلى ذلك في نقاشاته الداخلية، خاصة خلال المؤتمر السادس، حيث جرت مراجعات عميقة لتجارب الحزب وبرامجه.
التجديد لا يعني التخلي عن الأسس الفكرية أو تبني أفكار من خارج السياق الماركسي، بل يعني تطوير أدوات التحليل والممارسة بما يتماشى مع الواقع المتغير. اجتهادات الزيلعي الفكرية، رغم أهميتها، لا تعني بالضرورة أنها أكثر تقدمًا أو تطورًا من أدبيات الحزب."
• كتبت عدة مقالات وتحدثت في عدد من الندوات حول قضية تجديد الحزب الشيوعي السوداني. لم أطلق اتهامات عامة بلا سند. قلت ان النموذج الفكري والقدوة للحزب هو نموذج الحزب والدولة السوفيتية. وطلبت ان يتم تقييم موضوعي حول أسباب الانهيار العاصف لتلك التجربة العظيمة. ثم تحديد أسباب الانهيار للتعلم منها في تغيير برنامجنا واولوياتنا، وأسلوب عملنا، وشكل تنظيمنا، وتحالفاتنا.
• القول بأن المؤتمر السادس اجري مراجعات عميقة يحتاج لدليل. ما هي تلك المراجعات التي أنجزت، وهل تم الإعلان عنها لأعضاء وأصدقاء الحزب والرأي العام السوداني؟
• كتب الزميل هشام ان الحزب كان منفتحا على التطورات الفكرية. ما هي تلك التطورات الفكرية: هل من داخل الفكر الماركسي. وللفكر الماركسي مدارس متعددة واجتهادات متنوعة وتجارب ثرة. أم من خارج الفكر الماركسي، مع تحديد تلك التيارات وكيف كان انفتاح الحزب عليها؟
• كتب الزميل هشام بان التجديد لا يعني التخلي عن الأسس الفكرية. هل تلك الأسس الفكرية هي ما كتبه ماركس وانجلز ولينين؟ وهل هي صالحة كما كتبت قبل أكثر من قرن؟ وهل يتناقض ذلك مع جوهر الديالكتيك المبني على التغيير والحركة الدائمة، وان لا ثابت ابدا؟
• أضاف الزميل هشام بأن التجديد لا يعني تبني أفكار من خارج السياق الماركسي. اعترف مؤسسا الماركسية بان طورا أفكار الاخرين كفلسفة هيجل والاشتراكية الفرنسية والاقتصاد السياسي الإنجليزي. كما ان ماركس انكب لمدة 22 عاما في المكتبة البريطانية في لندن ليتعلم من كتابات الآخرين. والآن العالم يتطور بشكل سريع، وكمثال كتاب انجلز عن أحوال الطبقة العاملة الإنجليزية هل لا يزال صالحا اليوم في ظل طغيان اقتصاد مبني على النظام الرقمي وأجهزة الكمبيوتر؟
• أضاف الزميل، بل الجديد يعني تطوير أدوات التحليل والممارسة بما يتماشى مع الواقع المتغير. هذا جيد، ولكنه النصف الفارغ من الكوب لأنه لم يتعرض للأسس النظرية مما يعني انها صالحة لكل زمان ومكان، وغير قابة لتغيير. وهو نفس الادعاء بان النظرية سليمة، ولكن التطبيق هو الخطأ.
• سؤال محوري للزميل هشام: ما هي أهم استنتاجات المناقشة العامة التي استمرت لأكثر من عقد من الزمان وشارك فيها مئات الكتاب؟
[email protected]
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: الزمیل هشام
إقرأ أيضاً:
جدل في المهرة بعد تغيير قائد عسكري من خارج المحافظة
أثار قرار لقائد محور الغيضة في محافظة المهرة محسن مرصع ردود فعل واسعة، وذلك بعد إقالة قائد اللواء 123 مشاه العميد ركن أحمد محمد لقلم الوليدي المنحدر من محافظة أبين، وتكليف جلال علي محمد الجعري المنحدر أيضا من أبين قائدا للواء المتمركز في مديرية حات.
وأحدث القرار ردود فعل واسعة في المحافظة، وارتفعت الأصوات المنددة بتعيين شخصيات من خارجها، بينما يجري تجاهل الضباط المنتمين لها.
وتشير معلومات إلى ضغوط مارسها المجلس الانتقالي لإقالة بعض القيادات العسكرية، واستبدالها بشخصيات أخرى، وذلك عقب دفعه لقوات من عدة محافظات إلى المهرة بهدف السيطرة عليها.
وتولى أحد القيادات التابعة للمجلس ويدعا فضل باعش قيادة قوات الانتقالي في المهرة، والسيطرة على المحافظة، والانتشار في عاصمتها الغيضة.
وأدت الأحداث الأخيرة في المهرة لإخراج الضباط والأفراد المنتمين لمحافظات في شمال اليمن إلى مغادرة المحافظة، والتحكم بالمشهد العسكري فيها من قبل المجلس الانتقالي.