جريدة الرؤية العمانية:
2025-08-16@07:28:52 GMT

الفكر أولًا.. ثم تتحرك الإنجازات

تاريخ النشر: 29th, June 2025 GMT

الفكر أولًا.. ثم تتحرك الإنجازات

 

 

 

إسماعيل بن شهاب البلوشي

 

كتبتُ يومًا مقالًا وضعت فيه شخصيةً مُعينةً في دائرة الضوء، وقُلت إنَّ الفكر هو الشرارة الأولى التي تسبق الحركة، وإنه حين نمتلك قلمًا شريفًا يكتب لا ليُهاجم؛ بل ليضيء الزوايا المظلمة، فإننا بذلك نرسم مسارًا جديدًا للوعي، ونمنح المسؤول شرف المحاولة من منصة الفكر لا منصة الاتهام وكذلك وهي دعوة ذاتية لنفسي فإنِّي سوف أحاول التحديد الوظيفي ليس للشخصنة بقدر ما أتمنى أن تتحرك الأمور من خلال الشعور بالمسؤولية.

لقد درجت الشعوب عبر التاريخ على انتظار المعجزة، أو القائد الخارق، أو القرار الحاسم، لكنها في حقيقة الأمر إنما كانت تنتظر الفكرة. ففي بداية كل حضارة فكرة، وفي بداية كل نهضة مفكر، أو كاتب، أو مثقف أضاء العقل الجمعي فأيقظ في الناس شجاعة التغيير. وليس غريبًا أن نرى عبر التاريخ أن المثقفين كانوا دائمًا في صدارة المشهد، ليس لأنهم يملكون المال أو السلطة، بل لأنهم يملكون الوعي، والقدرة على رؤية ما لا يُرى.

وحين نوجه الفكر، فإننا لا نمارس ترفًا ثقافيًا؛ بل نمارس عملًا استباقيًا بالغ الأهمية. نحن نهيّئ المناخ للقرار، ونبني الحاضنة الاجتماعية التي تحتضن الطموح. نحن لا نأمر، ولا نُملِي، لكننا نضيء الطريق.

في ذلك المقال، كانت الشخصية التي وضعتُها في الزاوية الصفر تمثل النمط الإداري التقليدي الذي ينتظر التوجيه دون أن يُبادر، ويخشى الإبداع لأنه لا يملك أدواته. لقد آمنت حينها، كما أؤمن الآن، أن الفرق ليس في المواقع؛ بل في العقول.

نحن لا نكتب لنُدين؛ بل لنُعين. لا ننتقد لنهدم؛ بل لنرشد ونبني. نكتب لأننا نؤمن أن المسؤول في بلادنا ليس غريبًا عن المجتمع، بل هو ابنٌ لهذا الوطن، يحتاج فقط إلى من يُحفّزه فكريًا، ويضعه في مرمى الضوء لا في مرمى النَّار. إن القلم الذي يُوجّه المسؤول برقيّ، يخلق حراكًا داخليًا في دواخل صاحب القرار، فيدفعه إلى تحسين أدائه لا دفاعًا عن نفسه، بل إيمانًا بأنَّ ثمَّة من يراقب، ويحلم، ويؤمن به.

أنا مؤمن؛ بل مُوقن، أنَّ عُمان يمكن أن تكون أفضل، وأكثر إشراقًا، وأقوى حضورًا في محيطها الإقليمي والدولي واقتصادًا. نملك من المقومات ما يكفي، لكننا نحتاج أن نطلق الفكر أولًا. نحتاج إلى نهوض ثقافي موازٍ للمشاريع التنموية، نحتاج إلى مقالات تُكتب بحبّ لا بمرارة، بنقد مسؤول لا بتجريح، وبأمل لا بيأس.

نحتاج أن يثق الكاتب أن كلماته قد تُحدث فرقًا، وأن يثق المسؤول أن النقد لا يعني العداء، وأننا جميعًا نُريد لهذا الوطن أن يسمو، وللعجلة أن تدور، وللإنجاز أن يعلو.

وأخيرًا.. حين نخطط لأي تطوير قادم، يجب أن نضع في الاعتبار أن الكلمة تسبق الفعل، والفكر يسبق القرار، والحلم يسبق الخطة. علينا أن نزرع الفكرة في العقول قبل أن نطالب بالتغيير في الواقع. كل أمةٍ عظيمةٍ بدأت من سؤال: "كيف نُفكر؟" وليس فقط: "ماذا نريد؟". وهكذا نبدأ نحن. من الفكر نُطلق الإشارة، ومن القلم نُضيء الطريق، ومن احترامنا المتبادل بين الكاتب والمسؤول نرسم شكل المستقبل الذي نريده لعُمان… وطن يستحق الأفضل دائمًا. وكذلك فإني واحدٌ ممن تحملوا الكثير من النقد لكتاباتي، وحينما أتحدث فإنني أؤمن أن التضحية من أجل سلطاني المعظم ووطني العزيز وأهلي جميعًا، هو شرف الوجود في هذه الدنيا.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

"مواجهة الفكر المتطرف".. دورة تدريبية للأئمة والواعظات بأوقاف الفيوم

نظمت مديرية أوقاف الفيوم دورة تدريبية لعدد (92) إمامًا وواعظة، تحت عنوان:" كيفية مواجهة الفكر المتطرف"، وذلك بقاعة مسجد ناصر الكبير بمدينة الفيوم .

 

جاء ذلك تنفيذًا لتوجيهات الدكتور أسامة السيد الأزهري وزير الأوقاف، بإعداد فريق متميز من الأئمة والواعظات لنشر الفكر الوسطي المستنير ومواجهة الفكر المتطرف.

 

حاضر خلال الدورة التدريبية الشيخ سلامة عبد الرازق وكيل وزارة الأوقاف بالفيوم، والشيخ يحيى محمد مدير إدارة الدعوة بالمديرية، والدكتور محمود أحمد رجب مدرس الدعوة والأديان بكلية أصول الدين بالقاهرة، والدكتور رفعت عبد الرحمن أستاذ العقيدة والفلسفة بكلية أصول الدين بالقاهرة.

 العلماء: أخطر ما تواجهه أوطاننا هو الفكر المتطرف

 

وخلال فعاليات الدورة، أكد العلماء أن أخطر ما نواجهه جميعًا وما تواجهه دولنا وأوطاننا هو الفكر المتطرف، وانتشار تيار متطرف يتبنى فكر التكفير وحمل السلاح جراء منظومة فكرية عامرة بالأفكار المغلوطة، موجهين بأهمية تنفيذ المحاور الاستراتيجية الأربعة التي دعا إليها وزير الأوقاف، والتي تشمل:

المحور الأول: مواجهة التطرف من خلال مواجهة فكرية جادة في كل ما يتعلق بمفاهيم الفكر المتطرف، ومحاربة كل صور الإرهاب والتطرف والتكفير والعنف، وتفكيك منطلقات وأفكار هذه التيارات.

 

المحور الثاني: مواجهة التطرف اللاديني المتمثل في تراجع القيم والأخلاق مثل مواجهة الإلحاد، والإدمان، والانتحار، والتنمر، والتحرش، والزيادة السكانية، وارتفاع معدلات الطلاق، وفقدان الثقة، مواجهة شاملة لكل مظاهر التراجع القيمي والأخلاقي.

 

المحور الثالث: بناء الإنسان من خلال بناء شخصية الإنسان ليكون قويا شغوفًا بالعلم شغوفًا بالعمران واسع الأفق وطنيًا منتميًا مقدمًا الخير للإنسانية وأن يكون إنسانًا سعيدًا وأن يقدم الخير والنفع للناس. 

 

المحور الرابع: صناعة الحضارة من خلال الابتكار في العلوم والمساهمة في عالم الذكاء الاصطناعي وفي اختراق أجواء الفضاء وفي ابتكار النظريات والحلول العلمية لعلاج أزمات الإنسان و للإجابة على الأسئلة الحائرة.

 

وفي الختام، طالب العلماء الأئمة والواعظات أن يكونوا مثلًا أعلى فى أداء رسالتهم، وتعاملهم مع جمهور الدعوة والوعظ، وأن يقدموا صورة عملية لخلق الدعاة، كقدوة تحتذى في المجتمع.

 

وتؤكد المديرية استمرار هذه الدورات بما يسهم في التعرف عن قرب عن مدى الرؤية العصرية التي وصل إليها مستوى الأئمة والواعظات، وإبراز صوت وصورة الإسلام الوسطي السمح من خلال الفكر المتفتح المستنير الذي يتسلح به هؤلاء الأئمة والواعظات. 

مقالات مشابهة

  • فيلم "سوبرمان" يُعرض مبكرًا على المنصات الرقمية لهذا السبب
  • من البيعة إلى الانتخاب.. تأصيل سيادة الأمة في الفكر الإسلامي.. كتاب جديد
  • "مواجهة الفكر المتطرف".. دورة تدريبية للأئمة والواعظات بأوقاف الفيوم
  • الدفاع المدني: نحتاج 1000 شاحنة يوميًا من المساعدات بغزة
  • برهان غليون وميلاد الوعي العربي الجديد.. سؤال الحرية وسلطة الفكر
  • خلال زيارة المسؤول الإيراني لطهران.. عون يبلغ لاريجاني: لبنان يرفض أي تدخل خارجي
  • داء "الليستريات" يتفشى في فرنسا والسلطات تتحرك (تفاصيل)
  • سنترال التبانة خارج الخدمة… وأوجيرو تتحرك
  • مفتي الجمهورية: نحتاج لبلورة رؤية متكاملة لصناعة المفتي الرشيد
  • قائمة اسماء.. المساءلة والعدالة تستبعد 55 مرشحاً في نينوى والمفوضية تتحرك صوب 400